icon
التغطية الحية

دراسة: علاقة قسد بحزب العمال الكردستاني على مفترق طرق

2022.01.12 | 13:20 دمشق

ehwianyw4aedcb3-1024x681.jpg
مظلوم عبدي برفقة القيادي في "حزب العمال الكردستاني" مراد قريلان (إنترنت)
ُEUI - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

نشر برنامج "مسارات الشرق الأوسط" التابع لمعهد الجامعة الأوروبية  دراسة بشأن العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحزب العمال الكردستاني (PKK) رصدت "علامات شقاق" بين الطرفين بدأت بالظهور مؤخراً.

وتوضح الدراسة التي أعدها الباحث محمد أمين جنكيز أن قيادات قسد والإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا انقسمت بين مؤيد لحزب العمال الكردستاني وراغب في بالتقرب من نظام الأسد، وطرف آخر يحاول النأي عنهما والاقتداء بنموذج كردستان العراق.

 

في الآتي ترجمة تلفزيون سوريا للدراسة كاملة:

 

في الآونة الأخيرة، زادت انتقادات قيادة حزب العمال الكردستاني لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، وقد انصب انتقادها على مظلوم عبدي قائد أركان قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على وجه الخصوص. وأصبح الحرس القديم في حزب العمال الكردستاني يظهر ميلاً واضحاً نحو التعايش مع نظام الأسد.

تعكس الملاحظات التي أبدتها قيادات قنديل أخيراً نهجين مختلفين لدى حزب الاتحاد الديمقراطي و"قسد"، إذ يحاول "عبدي" ومن انحاز له أن يتبعوا نهجاً سياسياً براغماتياً في شمال شرقي سوريا، في حين أن آلدار خليل، وهو أهم شخصية ميالة لحزب العمال الكردستاني من داخل حزب الاتحاد الديمقراطي، يتبع ويقود نهجاً مختلفاً عن نهج "عبدي". وبالاعتماد على معلومات من مصادر مفتوحة وعلى العديد من المقابلات، تقدم هذه الدراسة هذين النهجين اللذين ظهرا لدى حزب الاتحاد الديمقراطي و"قسد".

انتقادات رئيسي اتحاد مجتمعات كردستان للإدارة الذاتية وقسد

انتقد رئيسا اتحاد مجتمعات كردستان (KCK)، وهو كيان مظلة لحزب العمال الكردستاني وما يرتبط به من تنظيمات، سلطات الإدارة الذاتية في مناسبات مختلفة. ففي أواخر عام 2020، انتقدت "بيسيه هوزات" الإدارة الذاتية لقيامها بإعداد "أجندات زائفة" ومتابعة مطالب السكان المحليين بدلاً من شن "حرب الشعب الثائر". وبالطريقة ذاتها، انتقد جميل بايق "الإدارة الذاتية" وقائد أركان قسد لاعتمادهما على الولايات المتحدة بدلاً من المشاركة في حوار سياسي صادق مع النظام في سوريا.

ففي مقابلة أجريت في تشرين الأول 2021، أكد بايق على العلاقة التاريخية التي تربط بين حزب العمال الكردستاني وسوريا والصداقة الشخصية التي تجمع بين عبد الله أوجلان وعائلة الأسد. ومضى أبعد من ذلك حيث شدد على أن المواجهة أو العداء بين حزب العمال الكردستاني وعائلة الأسد أمر غير مطروح، كما أكد على عدم انقطاع التعاون بين حزب العمال والنظام في سوريا على مر السنين. بيد أن التوقيت الذي ظهرت فيه تصريحات بايق جدير بالملاحظة والاهتمام، كونه صرح بذلك بعد زيارة إلهام أحمد، رئيسة اللجنة التنفيذية للمجلس الديمقراطي السوري، لواشنطن بفترة قصيرة.

بعد ذلك قامت المحطات والقنوات الإعلامية التابعة للإدارة الذاتية بنشر وبث سلسلة من المقابلات مع شخصيات عديدة ضمن الإدارة وذلك لدعم تصريحات جميل بايق، فمثلاً، أكد آلدار خليل على استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع النظام، كما شدد على ضرورة إيجاد حل "للأزمة السورية" في دمشق لا في جنيف. وهذه التعليقات والتصريحات التي ظهرت أخيراً، إلى جانب الشائعات التي انتشرت حول الاستعاضة عن مظلوم عبدي بمحمود برخدان، دفعت بهذين النهجين المختلفين داخل حزب الاتحاد الديمقراطي وقسد للظهور بشكل بارز من جديد.

ميل حزب الاتحاد الديمقراطي وقسد نحو إضفاء الصبغة المحلية

منذ تأسيس "قسد" في عام 2015 المعروفة بارتباطها بحزب العمال الكردستاني، زاد ظهورها من المخاوف الأمنية لدى تركيا بطرق عديدة، كما أوجد ظهورها مبرراً للجيش التركي للتدخل في سوريا. ومن الناحية النظرية، ثمة طريقة للحد من مخاوف أنقرة، ولخفض التصعيد إلى أدنى مستوياته مع تلك الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، وتتمثل هذه الطريقة بإعادة فرض استقلالية "قسد" وإبراز صبغتها المحلية. كانت تلك على الأقل الطريقة التي فكرت بها الولايات المتحدة وطالبت بتنفيذها في بداية الأمر، ويبدو أن السكان المحليين قد وافقوا على ذلك النهج.

 ثمة شريحة واسعة حقاً من السكان المحليين لم تشاطر حزب العمال الكردستاني في أديولوجيته أو في بنية وأسلوب الحكم الذي اتبعه. ولكن خلال فترة من الفترات تقبله السكان في تلك المنظمة بسبب ظهور خطر داهم أكبر تمثل بـ"تنظيم الدولة". ولكن مع عودة حياتهم إلى طبيعتها بالتدريج، ضعف تقبل السكان لهذا التنظيم، وأخذوا يطالبون بإقامة نظام شعبي وسياسي يعتمد على المشاركة بصورة أكبر. ولذلك يمكن لأحدنا أن يصف الجهود التي بذلها حزب الاتحاد الديمقراطي و"قسد" في مجال إضفاء الصبغة المحلية لا على أنها مجرد ردة فعل واستجابة للتشجيع على ذلك من قبل دول أخرى، بل أيضاً على اعتبار أن ذلك أتى بسبب تحقيقهما لتطلعات العناصر المكونة لهما ومتطلباتها.

نهجان مختلفان داخل حزب الاتحاد الديمقراطي وقسد

في الاستجابة لتلك المطالبات، ظهر نهجان أساسيان داخل حزب الاتحاد الديمقراطي وقسد بكل وضوح، أحدهما براغماتي قائم على التقبل ويقوده مظلوم عبدي، والآخر تقليدي أبدى مقاومة أكثر، ويتبعه آلدار خليل. وبالرغم من أن التنظيم يعي وجود هذه النهجين المتنماهيين معه حد التطابق، فإن شخصيات عديدة فضلت أن تبقى على الحياد.

يقوم نهج مظلوم عبدي على التطلع لإقامة علاقة عمل مع واشنطن، ولإبداء استعداد كبار الشخصيات التي تتبع هذا النهج البراغماتي لذلك، أخذ هؤلاء بمضاعفة جهودهم لتمتين العلاقة مع الولايات المتحدة، وأهم ناحية في هذه الشراكة تتمثل في التعاون العسكري، بالإضافة إلى مشاركة القوات في محاربة تنظيم الدولة. كما تبنى عبدي فكرة المشاركة عن طيب خاطر عندما طلبها منه داعموه، فسمح بوجود عناصر غير كردية داخل صفوف قسد بالتوازي مع مبادرته لإضفاء لمسة محلية على تلك القوات. وهكذا أصبحت مشاركة العرب والتركمان وغير ذلك من شرائح المجتمع بصرف النظر عن صلاتها التنظيمية أمراً واضحاً في جميع المجالات، وشملت عدداً كبيراً من الأفراد. تم تطبيق الفكرة ذاتها ضمن المؤسسات المدنية والاقتصادية وداخل البنى الحاكمة. حيث حاول البراغماتيون إقامة كيان شبيه بالدولة في شمال شرقي سوريا، ولتحقيق تلك الغاية، سمحوا بل شجعوا على تأسيس العديد من الأحزاب المحلية والمجالس العسكرية والمدنية، وتبنوا خطاب المشاركة الذي يلتزم بالهوية الوطنية السورية، كما اعتنقوا فكرة "الأخوة بين الشعوب".

وبخلاف البراغماتيين، اكتشف أتباع نهج المقاومة بأن مستقبلهم مع دمشق، فأكدوا على رغبتهم بإقامة علاقة عمل مع نظام الأسد، وهذا الجانب أيديولوجي جداً، إذ يعتمد أساسه المنطقي على أيديولوجية يسارية متشددة. ولهذا اعتنق أتباع هذا النهج موقف "الجماعة المسلحة" التي ما تزال ترى الأمور من منظور ظروفها وما حدث معها خلال سبعينيات القرن الماضي. وبالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في القبض على زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في كينيا في عام 1999، يشكك كل من حزب العمال والجناح الموالي له داخل حزب الاتحاد الديمقراطي بالنوايا الأميركية، إذ مثلاً، لم تكف قيادة حزب العمال عن اتهام الولايات المتحدة بتنفيذها لخطة ضد هذا التنظيم خصوصاً، ومحاولتها إضعاف حزب العمال في العراق، وإضعاف تأثيره في شمال شرقي سوريا. وبالفعل، ترى الولايات المتحدة في وجود حزب العمال الكردستاني على أنه عامل "يزعزع استقرار منطقة كردستان العراق، ولا تريد لهذا التنظيم أن يعزز وجوده في المنطقة، بالرغم من أن الولايات المتحدة لم تقم بخطوات ملموسة في هذا الجانب" (بحسب تصريحات لباحث كردي عراقي مقيم في أربيل رفض الكشف عن اسمه وأجريت المقابلة معه في كانون الأول 2021). والأنكى من ذلك هو أن قيادة حزب العمال الكردستاني تتهم الولايات المتحدة بالنفاق لكونها تتعامل مع قسد والإدارة الذاتية وتتجاهل "التأثير الكبير" لحزب العمال الكردستاني على المكاسب التي حققها حزب الاتحاد الديمقراطي وقسد في شمال شرقي سوريا.

تجليات وجهات النظر المتباينة بين النهجين البراغماتي والمقاوم

أصبح القلق بين كوادر حزب العمال الكردستاني تجاه مظلوم عبدي جلياً خلال الفترة الأخيرة، حيث اتضحت جوانب عديدة للشقاق بينهما.

إذ في البداية، تضايق الحرس القديم في حزب العمال الكردستاني من تزايد شعبية عبدي عقب معركة كوباني التي وقعت في عام 2014، وصلاته الوثيقة مع مسؤولين عسكريين أميركيين فضلاً عن علاقاته مع دول أجنبية، وهذا ما دفع الحرس القديم للاعتقاد بأن عبدي يحاول أن يطغى بشعبيته وأن يتفوق بها على قيادة عبد الله أوجلان وما تحمله من رمزية. كما اعتبر أتباع نهج المقاومة داخل حزب الاتحاد الديمقراطي بأن العلاقة مع الولايات المتحدة التي بدأت عام 2014 ما هي إلا خطوة تكتيكية مؤقتة، بيد أنهم اكتشفوا اليوم بأن البراغماتيين أصبحوا يطالبون بشكل ممنهج بزيادة العلاقات مع الولايات المتحدة على أصعدة مختلفة وديمومتها، وخير دليل على ذلك ما ورد من تصريحات على لسان مظلوم عبدي وإلهام أحمد فيما يتصل ببقاء الوجود العسكري الأميركي في شمال شرقي سوريا. ولهذا، "وبالرغم من أن مظلوم عبدي جزء من حزب العمال الكردستاني بلا شك، فإن هذا التنظيم يحاول إضعافه بشكل ممنهج وذلك عبر تقوية غيره من كوادر حزب العمال" (وذلك وفقاً لما ذكره باحث كردي سوري مقيم في إسطنبول رفض الكشف عن اسمه وأجريت المقابلة معه في كانون الأول 2021).

أما المشكلة الثانية التي خلقت حالة توتر بين الطرفين فتتصل بالاتفاق حول النفط الذي تم التوقيع عليه في صيف عام 2020 بين "قسد" وشركة أميركية تعرف باسم دلتا كريسنت إينيرجي (هلال الدلتا للطاقة) وهي شركة ذات مسؤولية محدودة، حيث انتقد جميل بايق هذا الاتفاق، وذكر بأن سوريا "دولة ذات سيادة ومعترف بها دولياً، ولا يمكن لأحد أن يمتلك النفط فيها بما أن ملكيته تعود لكامل المجتمع السوري". وبالرغم من أن اتفاق النفط يعتبر مشروعاً مهماً بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي وقسد وذلك لإضفاء التنوع على علاقتهما بالولايات المتحدة، فإن هذا المشروع فقد أهميته بعدما قررت إدارة بايدن عدم تمديد التنازل الممنوح لتلك الشركة في أيار من عام 2021.

أما الناحية الثالثة للشقاق بين الطرفين فتتصل بأعمال تخريبية جرت في شمال شرقي سوريا، حيث نسبت تلك الأعمال للشباب الثوري (ذلك الحزب التابع لحزب العمال الكردستاني) الذي يتلقى أوامره بشكل مباشر من كوادر حزب العمال، إذ تم من خلال تلك الأعمال إحراق مكاتب المجلس الوطني الكردي، واختطاف أشخاص لم يبلغوا السن القانونية وذلك لأغراض عسكرية. وهكذا سكت الجانب الذي يتزعمه آلدار خليل عن معظم تلك الأحداث، وبالمقابل، "أبدى مظلوم عبدي سخطه تجاه هاتين المشكلتين في اجتماعاته المغلقة مع أعضاء المجلس الوطني الكردي، إذ ذكر في تلك الاجتماعات بأنه: "يريد أن يضع حداً لعملية إحراق المكاتب واختطاف القاصرين، لكنه اعترف بأن موقفه ليس قوياً بما يكفي ليقوم بذلك" (من مقابلة أجريت مع باحث كردي سوري مقيم في إسطنبول في كانون الأول 2021).

وأخيراً، فإن موقفي عبدي وخليل يختلفان حول كردستان العراق والمحادثات بشأن الوحدة الكردية بينهما. فقد حاول مظلوم عبدي على الدوام أن يتفق مع كردستان العراق، بما أن الإدارة الذاتية تعتمد على معبر سيمالكا الحدودي. وعقب عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا والجيش الوطني السوري المتحالف معها في أواخر عام 2019، أطلق مظلوم عبدي محادثات بشأن الوحدة بدعم من الولايات المتحدة وذلك بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي الذي ينافسه والمدعوم من قبل أربيل. وقد تماشت تلك المحادثات مع مشروع أميركي يسعى لجعل الإدارة الذاتية كياناً يحظى بشرعية معقولة وذلك عبر خلق حالة من التنوع في المناصب الإدارية. وخلال تلك المحادثات، طالب المجلس الوطني الكردي بإخراج الكوادر غير السورية في حزب العمال الكردستاني من سوريا، لأنهم بحسب زعمه أصبحوا السبب الرئيس للتدخلات العسكرية من قبل تركيا، وما يعقب ذلك من مشكلات وقعت في المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا. ولقد اعترف مظلوم عبدي بوجود كوادر غير سورية ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني داخل الإدارة الذاتية و"قسد"، ووعد بإقالتها من مناصبها، من دون تحديد إطار زمني لذلك. غير أنه فشل في القيام بذلك. إذ بحسب ما ذكره شالال غادو قائد حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وعضو ممثل للمجلس الوطني الكردي داخل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، فإن مظلوم عبدي "لم يستطع أن يفي بوعده لأنه ليس صاحب القرار الأساسي داخل "قسد". كما أن إقالة كوادر غير سورية لا يمكن أن تتم إلا عبر قرار صادر من قيادات قنديل" (من مقابلة أجريت عبر الشابكة مع شالال غادو في كانون الأول 2021). وبسبب الشكوك المتبادلة وعدم حل العديد من المشكلات بين أطراف سورية متناحرة، فشل الحوار بخصوص الوحدة، ولم يعد المجلس الوطني الكردي متفائلاً حيال إعادة إطلاق تلك المحادثات من جديد بحسب ما ذكر غادو.

زيادة الضغط على حزب العمال الكردستاني 

من المرجح خلال الفترة المقبلة أن يزيد حزب العمال الكردستاني من نفوذه وأن يتخذ موقفاً أشد في شمال شرقي سوريا بالتوازي مع زيادة هجمات الطائرات المسيرة التركية في كوباني والقامشلي. إلا أن حزب العمال الكردستاني يعاني من ضغوطات شديدة كونه يواجه تحديات كثيرة في سوريا وكردستان العراق، إذ يتعرض هذا التنظيم على الدوام لعمليات عسكرية من قبل تركيا وذلك في كردستان العراق، كما عانى من هزيمة في الانتخابات على يد مرشحي الحزب الديمقراطي الكردستاني في سنجار. والأنكى من ذلك أن التنظيم خسر أحد مسانديه الأقوياء وهو لاهور شيخ جانغي بعد طرده من الاتحاد الوطني لكردستان. والحق يقال إنه كلما زاد الضغط على حزب العمال الكردستاني، زاد عنف ذلك التنظيم. وبالنتيجة اتخذ هذا التنظيم موقفاً أكثر عدوانية تجاه المشكلات التي ظهرت مع البشمركة في كردستان العراق.

وبالمقابل، نجد مظلوم عبدي وقد التزم الصمت في معظم الأحوال طوال فترة النزاع بين الحزب الديمقراطي الكردي وحزب العمال الكردستاني، إذ تصرف ببراغماتية من أجل إنشاء كيان مشابه لذلك الذي تم تشكيله في كردستان العراق. وبخلاف عبدي، انحاز محمود برخدان وهو أحد كوادر حزب العمال الكردستاني الذين وصلوا إلى صفوف قسد، وكان أحد القادة العسكريين البارزين خلال معارك كوباني وعفرين، إلى حزب العمال الكردستاني بشكل واضح، وهدد كردستان العراق في حال قيام اشتباك مسلح جديد بين البشمركة وحزب العمال. وفي هذه الحالة، من الأسلم أن نفترض بأن محمود برخدان يعمل جنباً إلى جنب مع الجانب الذي يتزعمه آلدار خليل، أي أنه من الممكن أن يستعيض حزب العمال الكردستاني ببرخدان عن عبدي في المستقبل المنظور. وفي حال حدوث هذا السيناريو، من المؤكد أن برخدان لن يعارض هذا القرار، بل سيحاول أن يضطلع بدور جديد في السياسة. إذ سبق لعبدي أن أعرب عن رغبته بالمشاركة في السياسة مع تكريسه لوقته في المجال السياسي. وبناء على ذلك، من المرجح بالنسبة للجانب الميال لحزب العمال الكردستاني داخل حزب الاتحاد الديمقراطي وقسد أن ينتصر على النهج البراغماتي الذي يتزعمه عبدي.

ولا بد لهذا السيناريو أن يصب في مصلحة النظام في سوريا، فقد استغل النظام التهديدات التركية لشمال شرقي سوريا حتى تكون له اليد العليا في المحادثات التي جرت قبل ذلك بين "مجلس سوريا الديمقراطي" والنظام في دمشق، وفي قاعدة حميميم الجوية. غير أن تفاقم المشكلات بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني أدى إلى إغلاق معبر سيمالكا أخيراً، وهذا من المرجح أن يشجع آلدار خليل ومن يفكرون مثله في شمال شرقي سوريا على الاعتماد بشكل أكبر على دمشق بعد إغلاق ذلك المعبر. وقد يخلق هذا السيناريو فرصة لشخصيات ميالة لحزب العمال الكردستاني للتقرب من النظام لأن هذا ما يطمحون إليه. إلا أن ذلك لن يأتي من دون ثمن، لأن الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي لا بد أن يقدما تنازلات كبيرة مقابل ذلك.

 

 المصدر: ميدل إيست دايريكشنز