icon
التغطية الحية

مظلوم عبدي: اللقاءات الدولية بشأن سوريا غير مجدية ونريد حل خلافاتنا مع تركيا

2022.01.08 | 12:17 دمشق

mzlwm-bdy-alqayd-alam-lqwat-swrya-aldymqratyt.jpg
أكد مظلوم عبدي على أن علاقات "قسد" مع نظام الأسد مستمرة بلا انقطاع ونريد حل الخلافات معه - CBS
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أجرى "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" حواراً مع قائد "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد"، مظلوم عبدي، تحدث فيه عن القوى المسيطرة على مناطق شمال شرقي سوريا وعلاقاتها مع نظام الأسد والقوى المحلية والدولية، كما تطرق إلى مسارات العملية السياسية في سوريا ودور روسيا وتركيا والولايات المتحدة فيها.

وقال عبدي إنه "متفائل بشكل شخصي"، مشيراً إلى أن "نظام الأسد سيضطر إلى تغيير مواقفه، حيث لن يسمح الوضع المحلي والاقتصادي والدولي للنظام بالعودة إلى العام 2011، والقوى الدولية بدأت تشعر بضرورة حل المشكلة السورية".

واعتبر أن "الكيانات التي تريد اختيار الحرب، مثل تركيا ونظام الأسد، ليس لها مستقبل، بينما أولئك الذين يدعون إلى الحوار سوف يتقدمون"، مضيفاً أنه "إذا بدأ هذا الحوار فسنكون حاضرين فيه، لأننا واقع ملموس هنا منذ عشر سنوات".

وأكد عبدي على أن "خطوات الحل السياسي في سوريا ستبدأ في العام 2022، وسنرى تقدماً في العملية السياسية".

نريد حل الخلافات مع نظام الأسد

وحول علاقة "قسد" مع نظام الأسد، قال عبدي إن "علاقتنا مع النظام مستمرة بلا انقطاع، ونريد حل الخلافات بيننا"، موضحاً أن "النظام غير جاهز حالياً للتوصل إلى حلول، فهو يتكلم من موقع المنتصر، ومن وجهة نظره يحق له فرض قراراته والعودة إلى ما كان عليه في العام 2011".

وأكد قائد "قسد" على أنه "لن نقبل بالعودة إلى الماضي، الإدارة الذاتية قائمة منذ عشر سنوات وعليهم قبولها دستورياً، لكن النظام غير مستعد بعد لاتخاذ هذه الخطوة"، مشيراً إلى أن على نظام الأسد الاعتراف بشرعية "قوات سوريا الديمقراطية"، وقوات "الأسايش".

ورأى أن التوصل إلى حل سياسي "لن يتم من دون أن تمارس الأطراف الدولية ضغوطاً مستمرة على النظام"، مضيفاً أنه "في حال التوصل إلى اتفاق بين شرق وغرب الفرات برعاية دولية، فسيتم حل جميع القضايا في سوريا في الوقت المناسب".

 

نؤيد التطبيع مع الأسد إذا انعكست إيجاباً

وعن تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع النظام، رأى عبدي أن هذا التطبيع "نظرياً لا يؤثر على علاقات قسد مع الدول المطبعة"، مشيراً "نحن لسنا ضد علاقاتهم مع النظام، لكن يجب ألا تكون هذه العلاقة على حسابنا أو على حساب الشعب السوري".

وأضاف أنه "إذا انعكست علاقات الدول العربية مع نظام الأسد بشكل إيجابي على المشكلة السورية فنحن ندعم ذلك، لكن عندما يرى النظام أنه أصبح أقوى مع هذه العلاقات وزاد من عدوانه، فإن هذه العلاقات ستتحول إلى شيء سلبي".

 

علاقاتنا مع المعارضة ليست جيدة واللقاءات الدولية غير مجدية

واعتبر مظلوم عبدي أن روسيا والولايات المتحدة الأميركية هما "اللاعبان الأساسيان في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "إذا توصل الطرفان إلى اتفاق، فنعتقد أنهما سيكونان قادرين على إحراز تقدم في الملف السوري".

ورأى أن "اللقاءات الدولية بشأن سوريا، سواء في جنيف أو أستانا أو سوتشي، غير مجدية ولن تكون قادرة على إيجاد مخرج، لأن الجهات الراعية ليست جادة، كما أن النظام والمعارضة المقربة من تركيا لا تريد الحل لأنهم يستفيدون من استمرار الصراع".

ووصف عبدي العلاقة مع المعارضة السورية بأنها "ليست جيدة"، مضيفاً "لدينا علاقات مع بعض أحزاب المعارضة في الخارج، مثل منصتي موسكو والقاهرة، ومع شخصيات معارضة بارزة، لكن ليس لدينا علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين".

 

وضعنا أفضل من جيراننا بكثير وطلبنا إعفاءً من "قانون قيصر"

ورداً على سؤال حول الاستياء العام في المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، قال عبدي إن "الإدارة الذاتية مرت بالعديد من التحديات والصراعات في العام 2020"، مشيراً إلى أن "أزمتنا الحالية هي اقتصادية كما في عموم سوريا، ونعمل على تخفيفها".

وأضاف أن "المعارك حالياً انتهت، والناس يتساءلون ويبحثون عن مستقبلهم السياسي، مما يخلق لنا تحديات، وعلى الرغم من ذلك، فإن وضعنا مقارنة مع جيراننا في مناطق سيطرة المعارضة أو مناطق سيطرة النظام أفضل بكثير".

وأكد عبدي على أن "الأساليب العسكرية وحدها لا تكفي لمحاربة داعش، ولا يمكن تحقيق نصر حاسم إلا في ظل الدعم الاقتصادي والإداري للمناطق التي نسيطر عليها".

مشيراً إلى أن "قانون قيصر" كان له "تأثير سلبي على الاقتصاد، لكنه ليس السبب الرئيسي للتحديات التي نواجهها"، وكشف أنه "طلبنا إعفاء مناطق شمال شرقي سوريا من العقوبات الأميركية، وكان هناك قبول مبدئي، وننتظر قراراً رسمياً".

 

نريد حل خلافاتنا مع تركيا ومستعدون لأي لقاء معهم

وحول علاقة "قوات سوريا الديمقراطية" مع تركيا، قال عبدي "نريد حل خلافاتنا مع تركيا من خلال الحوار، وأوضحنا مراراً أننا لسنا طرفاً في الحرب بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، ونحن مستعدون لأي لقاء معهم".

وأوضح عبدي أن "المشكلة الرئيسية مع تركيا هي أن التقارب الحالي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يهدف إلى شن حرب ضد الأكراد، فهم يرفضون وجود كيان كردي في سوريا، وقالوا إنهم لن يكرروا خطأ العراق".

وأضاف أنه "مع ذلك، أعتقد أن هذا النهج العدواني لن يستمر"، مشيراً إلى أنه "تحت الضغط المحلي والدولي، سيتخذون في النهاية خطوة باتجاه الحوار".

 

روسيا في شمال شرقي سوريا لأننا طلبنا ذلك

وعن الدور الروسي في شمال شرقي سوريا، أكد عبدي أن قواته "لديها علاقات وتنسيق عسكري قوي ونقاط عسكرية مشتركة مع روسيا"، موضحاً أن "علاقتنا السياسية حاضرة ومستمرة، ونريد لروسيا أن تزيد دورا".

وأضاف أن روسيا "لعبت دور الوسيط بيننا وبين دمشق، ونعتقد أنها الطرف الذي يمكنه التأثير بشكل مباشر على النظام".

ورداً على سؤال: قارن دور روسيا في درعا ودورها في مناطق شمال شرقي، أوضح عبدي أن "الوضع في درعا يختلف عن شمال شرقي سوريا"، مشيراً إلى أن "درعا هُزمت عسكرياً ثم حدثت مصالحة، بينما نحن لم نُهزم، ولم نقبل المصالحة".

وقال عبدي إن روسيا "جاءت إلى مناطق شمال شرقي سوريا لأننا طلبنا منها ذلك، والوضع هنا أكثر تعقيداً، ويوجد أكثر من ضامن، ولذا من الصعب على روسيا أن تفعل شيئاً مشابهاً لما فعلته في درعا، فهي بحاجة إلى هذه المنطقة".

وعن التبادلات الروسية التركية، اعتبر عبدي أن "روسيا لم يعد لديها ما تقدمه لتركيا، وأوضحت موسكو موقفها وأعلنت أنها لن تقبل وجوداً تركياً في أي أراضٍ سورية جديدة".

 

الإدارة الأميركية الحالية أكثر شفافية معنا

ورداً على سؤال حول علاقة "قوات سوريا الديمقراطية" مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، قال عبدي إن التعاون مع إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، في الحرب ضد "تنظيم الدولة" استمر حتى نهاية ولايته، وكذلك الأمر مع إدارة ترامب، مشيراً إلى أن "إدارة ترامب ربطت التزاماتها بنا بالقضاء العسكري على تنظيم داعش، ما تسبب في مشكلات بيننا".

وأوضح عبدي أن "تصرفات إدارة ترامب أساءت إلى المنطقة وإلى المكاسب التي حققناها نحن والجيش الأميركي معاً"، مشيراً إلى أن "إدارة ترامب شعرت بالخطأ، وحاولت تجنب ارتكاب أخطاء جديدة".

وأضاف أن "هناك فرقاً بين الإدارة الديمقراطية الحالية والإدارة الجمهورية السابقة"، موضحاً أنه مع الإدارة الحالية "نرى المزيد من القرارات المؤسسية، ونشعر أنها أكثر شفافية معنا، حيث شاركونا ويناقشون معنا قضايا خاصة بالمنطقة، ولديهم التزامات واضحة، بما في ذلك البقاء هنا وعدم الانسحاب".

وأكد عبدي أن "الأطراف السياسية والعسكرية الأميركية أكدت أن سوريا ليست أفغانستان، وقوات سوريا الديمقراطية ليست الجيش الأفغاني، وهما ملفان منفصلان".

وأوضح "نحن لا نطلب من الجيش الأميركي أن يبقى هنا إلى الأبد، ولا أن يحمينا، بل نقول لهم إنهم يجب أن يبقوا حتى الوصول إلى حل سياسي"، مشيراً إلى أنه "نريد تحويل إقامة الولايات المتحدة هنا إلى أرضية للتوصل إلى حل سياسي".

وشدد عبدي على أن "الوضع يتطور والمنطقة الممتدة من الحدود العراقية السورية إلى نهاية الحدود الإدارية في منبج تحتاج إلى اهتمام أكبر من قبل التحالف الدولي"، موضحاً أن هذا الاهتمام "لا يعني التعاون العسكري فحسب، بل يجب أن يحتوي على دعم واضح لقادة وأحزاب تلك المنطقة، المشاركة بشكل أكبر في العملية السياسية في سوريا".

وطالب قائد "قسد" الإدارة الأميركية أن "تعلن صراحة عن أجندتها في سوريا، ومواجهة تركيا، وإحباط رغبات روسيا في معارضة شركاء واشنطن في سوريا"، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك "ضغوط للتوصل إلى حل دستوري مع نظام الأسد، ودعم أكبر لتطوير مهارات الإدارات المحلية في مجالات الحكم المحلي والاقتصاد والبرامج الإنسانية والاجتماعية".