icon
التغطية الحية

"تغطية الحقيقة بغربال".. أسماء الأسد تصرف أموالاً طائلة على حملات "تثقيف صحي"

2023.08.31 | 15:43 دمشق

آخر تحديث: 31.08.2023 | 16:25 دمشق

أسماء الأسد
اللاذقية ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

مؤخرا، تكرر كثيرا في وسائل الإعلام المقربة من النظام السوري الخبر التالي: "أطلقت السيدة الأولى أسماء الأسد، البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة.. وتحت شعار ليصير عالمن.. بصوت"، إلا أن بحثا قصيرا عن الموضوع سيوضح أن الحملة تقوم بها الأمم المتحدة عبر "اليونيسيف" بشكل اعتيادي في سوريا وغيرها من البلدان.

النظام يستغل حملات موجودة

خلال السنوات الماضية، كشفت تقارير دولية وصحفية كيف يستغل النظام المآسي لصالحه دوماً ويسخّر الحملات الأممية أيضا لتحقيق أجنداته، وإن كانت على حساب الشعب السوري وسلامته الصحية، وهو ما فعله النظام عقب زلزال 6  شباط. 

تقول مصادر طبية لموقع تلفزيون سوريا، إنه في جميع مشافي الأطفال في سوريا والأقسام التي تعنى بالأطفال ضمن المشافي يُجرى هذا الفحص بشكل روتيني عند حديثي الولادة، ولكن النظام وعلى رأسه أسماء الأسد قاموا باستغلال هذه النقطة وإطلاق حملة تحت عنوان الكشف المبكر عن نقص السمع.

وبحسب "لؤي" طبيب مختص بأمراض الأطفال طلب عدم ذكر اسمه كاملا، أنه عند فحص الأطفال حديثي الولادة، ينصح الأطباء الأهالي بفحص أطفالهم للكشف عن وجود أي مشكلة سمعية وهو إجراء روتيني بحت داخل مشافي الدولة ولكن لا يلتزم به كل المواطنين لقلة الوعي والمعرفة بالموضوع.

ويتابع "سابقا بذل أطباء الأطفال مجهوداً كبيراً ليقوم الأهالي باستقصاء وجود خلع ورك وبات فحصاً إجبارياً لكل الأطفال ولكن حديثاً بتنا نعاني من مشكلات السمع المكتشفة بشكل متأخر، رغم أننا نوصي بفحص السمع كما فحص الورك لدى الأطفال".

ويضيف الطبيب "افتتحت أسماء هذه الحملة وأوهمت السوريين أنها العقل المدبر لها، وأنها حريصة على سلامة السوريين وسلامة أطفالهم. ولم يقف الموضوع هنا، بل سخرت قنوات الإعلام الرسمية وغير الرسمية التابعة للنظام للترويج لهذه الحملة فضلا عن أن هذه الحملة مدعومة من وزارة الصحة ووزارة الدفاع والتعليم العالي ومنظمة آمال وعدد من منظمات المجتمع المدني واليونيسيف أيضاً".

وحسب لؤي يبدو أن هنالك تمويلاً كبيراً مدفوعا لسوريا وهنالك صورة جديدة تريد أن تصدرها "أسماء الأسد" للعالم ودول الجوار لتظهر نفسها بمظهر بعيد عن الحقيقة؛ "الأم الحنون التي لا علاقة لها بالسياسة وكل همها المواطن وسعادته وصحته" يقول الطبيب.

وللمرة الأولى، تشهد مناطق سيطرة النظام حالة استياء من عائلة النظام السوري، وصلت إلى حد توجيه الشتائم لرئيس النظام واتهام زوجته أسماء الأسد بسرقة مقدرات البلاد، واستغلال السلطة لتحقيق ذلك عبر مؤسسة "الأمانة السورية للتنمية". 

ما هو برنامج الكشف عن نقص السمع المبكر البرنامج؟

برنامج الكشف المبكر عن نقص السمع، هو إجراء تم اعتماده عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية لكشف أي مشكلة في السمع والنطق عند الأطفال، ويجرى بشكل روتيني في الدول المتقدمة بُعيد ولادة الطفل وقبل الأشهر الثلاثة الأولى من عمره. حيث يوجد 3 من كل ألف وليد يعانون من نقص سمع و80٪؜ من حالات نقص السمع المكتشفة مبكراً يمكن علاجها، وفق إحصائيات نشرتها الحملة.

"زيد" طبيب اختصاصي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، يشرح أنه يوجد أولاً (مسح سمعي) وهو جهاز يقيس الترددات داخل الأذن منذ اليوم الأول لولادة الطفل حتى عمر 3 أشهر وعلى إثرها يعرف وجود مشكلة نقص سمع من عدمها. وفي حال وجود شك يتم إجراء تخطيط للدماغ وعدد من الاستقصاءات البسيطة غير المزعجة التي تحدد درجات نقص السمع وبعدها نصل لمرحلة قد تكون علاجية كأدوية أو وجود انسداد في مجرى السمع لنصل حتى إجراء جراحي وهو زرع حلزون.

اقرأ أيضا: حذف مقطع من لقاء أسماء الأسد مع عمّال مصنع خياطة بعد سؤالهم عن المعاناة في سوريا

"هدفنا من الكشف المبكر هو عدم الوصول لطريق مسدود، وحل أي مشكلة في بدايتها أسهل من تعاظمها، فضلا عن أن الوقاية خير من العلاج". يقول الدكتور زيد.

يتابع الدكتور زيد أن السمع مرتبط بالتطور الروحي للطفل والنطق وأي مشكلة سمعية ستؤثر على إدراك ووعي الطفل وانسجامه مع المحيط واندماجه به وتقدمه مثل أقرانه، وستقل الحاجة لتأهيل الطفل ودعمه نفسياً ومعنوياً وجسدياً.

وقد خصصت وزارة الصحة التابعة للنظام 40 مركزا للكشف المبكر عن نقص السمع منتشرة في كل مدن سوريا، و12 مركزا للاستقصاءات السمعية يحال إليها الأطفال  قبل بلوغهم الثلاثة أشهر في حال أظهر المسح السمعي وجود مشكلة سمعية.

تغطية الشمس بغربال.. أموال طائلة تصرف على حملات "تثقيفية"

تعاني "المشافي الحكومية" في مناطق النظام السوري من عجز حاد في أعداد الممرضين والعاملين في القطاع الصحي، بسبب هجرة كثير منهم إلى خارج البلاد، من جراء انخفاض الدخل وإجبار الموظفين على العمل لساعات إضافية من دون تعويض مادي. وصولاً لنقص الموارد الطبية وتعطل معظم الأجهزة الطبية في المشافي الحكومية.

ورغم كل المعونات والمساعدات التي وصلت إلى سوريا خلال أزمة فيروس كورونا ولاحقاً خلال زلزال شباط المدمر، ما تزال المراكز الصحية تعاني من عوز كبير في الأدوية والمواد الضرورية لاستمرار العمل.

ومع ذلك تنشغل وزارة الصحة في حكومة النظام بتنظيم حملات صحية تثقيفية تصرف عليها أموالا طائلة خاصة وأنها تشمل إعلانات طرقية وإذاعية وتلفزيونية.

"ربيع" عامل في أحد المخابر ضمن أحد المشافي الحكومية، يعاني كل فترة من أعطال في أجهزة تحليل الدم في المشفى ونقص الكواشف الضرورية لإجراء التحاليل، ويضطر إلى إلغاء نوع من تحاليل الدم كل فترة واضطرار المواطنين لإجراء قسم من تحاليل الدم في المخابر الخاصة. "في الوقت الذي تصرف فيه المشافي مبالغ خيالية على ندوات ومؤتمرات لا تحسن من الواقع الطبي ضمن المشافي"، يقول لموقع تلفزيون سوريا.

وبحسب ربيع فقد أطلق النظام تزامنا مع حملة الكشف عن نقص السمع حملتان، هما حملة الإرضاع الطبيعي وحملة للكشف عن ارتفاع ضغط الدم، ويقول ربيع إن "كل النساء اللواتي يلدن في المشافي يتم نصحهن بضرورة الإرضاع الطبيعي وأما موضوع ارتفاع الضغط فليس من السهل على جميع المواطنين مراقبة ضغط الدم خاصتهم أو شراء أجهزة ضغط، في وقت لا يتم صرف أدوية الضغط لمرضى ارتفاع الضغط المزمن مجاناً كما كان متعارفاً عليه منذ عدة سنوات".

ويتابع "مضحك كيف تقوم بتثقيف السكان بضرورة الاهتمام بصحتهم في وقت لا يستطيعون شراء أدوية ولا توفر لهم الدولة أدوية وفي نفس الوقت ترفع سعر الأدوية كل عدة أشهر!".