icon
التغطية الحية

من شاي وقهوة إلى إسبريسو ولاتيه.. مشروبات ساخنة في شتاء شديد الغلاء بدمشق

2023.01.11 | 11:45 دمشق

مقاهي دمشق
مقاهي دمشق
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

لم تعد المقاهي الشعبية مكاناً للاستراحة الرخيصة في العاصمة السورية دمشق في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بمناطق سيطرة النظام السوري، خصوصاً مع زيادة الأسعار اليومية وارتفاع نسب التضخم إلى مستويات قياسية بعد انهيار قيمة العملة إلى 7500 ليرة مقابل كل دولار قبل أن يعاود التحسن عند 6250 ليرة.

ومع انقطاع الكهرباء بشكل شبه دائم، تبقى المقاهي وما يطلق عليها المنشيات أو "الكافيتيريات" ملاذاً لكثير من الشباب وكبار السن باعتبارها من الأماكن التي تتوفر فيها "نعمة" الكهرباء التي يفتقدها السوريون بشكل كبير، إلى جانب بعض من التدفئة من الأجواء الباردة التي تضرب دمشق في فصل الشتاء، مع تقديم المقاهي لخدمة الإنترنت المجاني أيضاً.

ومع ساعات الفراغ الليلية وخصوصاً في ليالي الخميس والجمعة، تعجّ المقاهي في دمشق بزائريها من فئة الشباب وكبار السن، حيث يمكن مشاهدة المباريات ولعب الطاولة والشطرنج وورق اللعب (الشدة) وغير ذلك.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" عدداً من مقاهي دمشق التي تمتلئ عادة بشكل كبير خصوصاً إن كان هناك حدث رياضي مثل مباراة مهمة كما حدث خلال كأس العالم بقطر 2022، ومؤخراً في خليجي 25 الذي ينظم حالياً في مدينة البصرة العراقية، إلى جانب الدوريات الأوروبية.

وأدى ارتفاع أسعار المحروقات من غاز ومازوت وبنزين إلى ارتفاع أسعار كل شيء في سوريا، خاصة أن حصص المطاعم والمقاهي من المحروقات لا تكفي للتشغيل ما يضطر أصحابها للشراء من السوق السوداء بأسعار خيالية.

الأسعار غير ثابتة

وقال حسان اليافي مالك إحدى المقاهي في دمشق، إن الإقبال ليس كبيراً مثل قبل، لافتاً إلى أن فترة كأس العالم في قطر كانت موسماً ممتازاً بالنسبة للمقاهي في دمشق، خاصة أن الشباب يحبّون مشاهدة المباراة مباشرة وليس لديهم إلا المقاهي حتى تكون مشاهدة لطيفة.

وأضاف اليافي في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" أن عدد الزبائن فاق توقعاتنا خصوصاً في المباريات التي لعبت فيها السعودية والمغرب، والنهائي الذي ضم الأرجنتين وفرنسا، مؤكداً أن هذا العدد الذي يصل لأكثر من 1500 شخص قد لا يتكرر.

ولفت إلى أن مباريات خليجي 25 التي تجري في العراق هناك طلب لمشاهدتها، ولكن ليس مثل كأس العالم، ذلك الحدث يجعل الناس لا تهتم بالأسعار، المهم أن تحضر المباراة.

وأشار إلى أن الناس تستغرب حالياً من ارتفاع أسعار المشاريب الساخنة والباردة ولكن الأمر ليس بيدنا، كل شيء قد ارتفع ثمنه، ونحن أرباحنا كمقهى شعبي قليلة مقارنة بمقاهي الأحياء الراقية في أبو رمانة والمالكي والمزة وكفر سوسة ومشروع دمر.

وأكّد أن عدم ثبات أسعار الشاي والقهوة والميلو والزهورات عائد إلى التضخم وانخفاض قيمة العملة، خاصة أن الشاي والقهوة مستوردتان ما يجعل أسعارهما ترتبط بسعر صرف الليرة أمام الدولار لذلك عندما نشتري بأسعار أعلى نرفع حتى يبقى هامش الربح متوازنا وإلا سنخسر.

كم يبلغ سعر فنجان القهوة بدمشق؟

ويبلغ سعر فنجان القهوة بحسب تسعيرة وزارة السياحة التابعة لحكومة النظام السوري لعام 2022 لـ(صالة شاي نجمتان فئة ب) بين 2000 و2500 ليرة سورية، وكاسة الشاي (ظرف) 2000 ليرة، وكاسة الميلو 2500 ليرة، وكاسة الزهورات أو الشاي الأخضر (ظرف) 2500 ليرة، والكمون والليمون (ظرف) 3000 ليرة، وقارورة مياه الصحة صغيرة (مياه معدنية)، والنسكافيه 3 بـ 1 بسعر 3000 ليرة، والمشروبات الغازية بـ 3500 ليرة. 

وهذه الأسعار لا تتضمن الرسوم والضرائب التي تصل إلى 20% من حجم الفاتورة وهي وفق الآتي: "5% رسم إنفاق استهلاكي، و10% رسم إعادة إعمار، و5% رسم إدارة محلية، وتدفع هذه الرسوم مع قيمة الفاتورة.

وقال إن هذه الأسعار غير مربحة أبداً لذلك اضطررنا لرفعها 500 ليرة على الأقل لكل مشروب، فنحن نشتري بأسعار مرتفعة جداً عن التي قبل شهر فقط، وكل يوم هناك أسعار جديدة.

وسعر كاسة الشاي وفق التسعيرة الجديدة في المقاهي الشعبية 2500 ليرة سورية يعني 2.5% من راتب الموظف الذي لا يتجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية.

ومن المتوقع أن تصدر وزارة السياحة أسعاراً جديدة خلال الأيام المقبلة، ولكن أصحاب المقاهي لا يرون أنها ستكون متناسبة مع أسعار الكلفة ما قد يدفعهم للرفع بنسب أعلى، وهي تعد مخالفة للقانون، ولكن الفساد وانتشار الرُّشى قد يساعد في وضع السعر المناسب للربح الذي يريدونه.

مقاهي نجمتين بأسعار خمس نجوم

وتختلف الأسعار من حي إلى آخر، فالمقاهي الشعبية لا تقدم الحلويات إلى جانب المشروبات إنما تختص فقط بالمشاريب الباردة والساخنة والأراكيل، ولذلك الإقبال عليها يكون من فئة الشباب والرجال حصراً.

في المقابل تأخذ مقاهي الثلاث والأربع والخمس نجوم في المناطق "الراقية" بدمشق شكلاً مختلفاً حيث يقصدها الشباب من فئتي الذكور والإناث، إذ تقدم الحلويات الغربية من "ووفل" و"كريب" وسلطات فواكه ومشروبات متنوعة عربية وغربية مثل "الإسبريسو واللاتيه والموكا والكابتشينو والأميركانو" وغير ذلك ما يجعل أسعارها مختلفة.

وقال محمد لبيب العامل بإحدى تلك الكافيهات، المقاهي الشعبية الضغط فيها أعلى والزبائن أكثر بكثير، لكن في مقهى مثل الذي نعمل فيه بحي أبو رمانة يبقى الأمر مريحاً، والأسعار هنا مرتفعة أكثر بطبيعة الحال.

وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا" أن الأسعار التي تحددها وزارة السياحة لا تحقق الربح الكافي لدفع الإيجارات ورواتب الموظفين، لذلك يرفع أصحاب المقاهي الأسعار بنسب أعلى قليلاً بين 25% و50%، بحسب المنطقة وأنواع الطلبات، يعني تصنيف نجمتين بأسعار أربع وخمس نجوم.

وتسعّر وزارة السياحة أسعار المشاريب في المقهى أو صالة الشاي (تصنيف نجمتين)، وفق الأسعار الآتية:

إسبريسو 3000 ليرة سورية

كابتشينو 3000 ليرة

هوت شوكلت 3000 ليرة 

ميلو 3000 ليرة

شاي ظرف 2000 ليرة

زهورات ظرف 2000 ليرة

مشروبات غازية 3500 ليرة

ميلك شيلك 6000 ليرة

عصير موسمي طبيعي 4500 ليرة

عصير أناناس - مانجو 10000 ليرة

مياه معدني وطني صغيرة 1200 ليرة

مياه معدني وطني كبيرة 2000 ليرة

بوظة مشكلة (150 غرام) 3500 ليرة

كريب بأنواعه 9000 ليرة

كروسان 2500 ليرة

سلطة فواكه 8700 ليرة

أركيلة بأنواعها 5500 ليرة

خرطوم أركيلة (استخدام مرة واحدة) 1000 ليرة

وبحسب "لبيب" لا تلتزم كثير من المقاهي بهذه الأسعار لأنها لا تحقق الربح الكافي، خاصة أنه لم تتغير هذه اللوائح منذ كان سعر صرف الدولار عند 3500 ليرة وليس فوق 6000 ليرة.

وترى صفاء إحدى زبونات المقهى الذي يعمل فيه لبيب أن الأسعار فيها مقبولة لمن لديه دخل جيد وتأتيه حوالات من الخارج فمع فرق الصرف يتمكن من القدوم والتمتع بشرب فنجان قهوة ولكن عموماً فالأسعار أكبر من قدرة أي مواطن سوري يعيش على راتبه.

رواتب الموظفين

وتختلف رواتب العاملين بين المقاهي الشعبية النجمة الواحدة والنجمتين والثلاث نجوم، وتبدأ اليومية من 5000 ليرة سورية أي أقل من دولار أميركي واحد، وقد تصل في أحسن الأحوال إلى 7000 آلاف ليرة، باعتبار أن هناك (بقشيش) أو (براني) يتركه الزبون للعامل أو المضيف.

ويصل متوسط الراتب للعاملين في المقاهي إلى 150 ألف ليرة سورية شهرياً لمن يوزع الطلبات على الطاولات، والفحم على الأراكيل، ولا يتجاوز المتوسط الـ 300 ألف ليرة سورية لمن يحضر الشاي أو القهوة أو المشروبات الأخرى أو الأراكيل في المطابخ باعتبار أنه لا يحصل على (براني).