icon
التغطية الحية

كيف يستعد السوريون في مصر لشهر رمضان؟

2023.03.23 | 07:21 دمشق

فوانيس رمضان في مصر (الصورة تعبيرية)
فوانيس رمضان في مصر (الصورة تعبيرية)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

يستعد السوريون في مصر لاستقبال شهر رمضان، الذي أعلنت معظم الدول العربية والإسلامية أن يوم الخميس هو غرة الشهر المبارك.

لم تختلف تحضيرات رمضان بالنسبة للسوريين في مصر عن تلك التي كانوا يقومون بها في سوريا، بدءاً من تجهيز المونة وترتيب المنزل (تعزيلة رمضان) والتخطيط لإجراء ولائم عائلية مع الأصحاب والجيران.

 مع رمضان الـ 13 بعد الثورة السورية يعيش اليوم في مصر نحو مليون ونصف المليون سوري في مصر، وفق الإحصائيات الرسمية.

تقول أم تيم، ربة منزل سورية تعيش في القاهرة، بدأت منذ أيام بتحضير بعض الأكلات التي تحتاج وقتاً في رمضان "كالكبة والشيشبرك" ووضعتها في الثلاجة، إضافة إلى التسوق عدة مرات لشراء مستلزمات رمضان من لحوم ونواقص البهارات والتوابل وأطعمة السحور.

وتضيف أم تيم، هذا ليس رمضاننا الأول في مصر، لذلك اعتدنا مثل المصريين على شراء زينة رمضان من فوانيس وغيرها.

وتتابع أم تيم حديثها، نحب دائما أن نزين المنزل قبل أسبوع على الأقل من رمضان لكي نستعد نفسيا، الزينة والفوانيس تضيف بهجة للأيام والأجواء في مصر تساعد على هذا الموضوع، كما أقوم بإنشاء ركن صغير في البيت من أجل صلاة التهجد وأزينه أيضا.

من طقوس رمضان أن الموائد تزدهر بأطباق وأصناف متنوعة من الطعام، لذلك حرصت رغد السالم على إعداد خطة الإفطار وشراء المستلزمات مسبقاً تجنباً لارتفاع الأسعار كما جرت العادة.

أسواق ومحال في مدينة "ستة أوكتوبر" بالقاهرة، آذار/مارس 2023 (تلفزيون سوريا)

وتقول رغد، وهي لاجئة سورية في مصر، كان من المهم بالنسبة لي شراء ما يلزمني في صناعة الحلويات السورية مثل القطايف والكنافة التي أعدها بيدي.

وتضيف رغد، بدأنا منذ أسبوع مع الأقارب والأصحاب في وضع خطة للعزومات والسهرات العائلية الرمضانية، لأنها ركن مهم في هذا الشهر الفضيل.

ويصادف رمضان هذا العام في توقيت شتوي، يخفف من وطأة الصيام حيث تكون درجات الحرارة منخفضة ومدة الصيام أقصر مقارنة بالسنوات السابقة.

ومع بداية رمضان، تتضمن نقاشات الاستعدادات أيضاً تحديد مواعيد صلاة التروايح، حيث تجتمع النساء في أحد المنازل أما الرجال فيتواعدون للصلاة في المساجد.

وعادة يجتمع السوريون في مسجد الحصري في مدينة "ستة أكتوبر" أو في جامع الحسين في منطقة "سيدنا الحسين" بالقاهرة.

كما يبدأ الحماس قبل قدوم الشهر عند الإعلان عن المسلسلات والعروض التلفزيونية التي ستعرض خلال الشهر.

ويقول محمد الحاج، سوري يقيم في القاهرة، منذ أكثر من شهر أراقب إعلانات المسلسلات، وأعتقد أن مسلسل ابتسم أيها الجنرال سيكون من أقوى الأعمال الرمضانية هذا العام وإحساسي أنه سيعكس واقع السوريين، بالإضافة إلى أني سأتابع مسلسل مقابلة مع السيد آدم أيضاً لأنني أنتظر الجزء الثاني منه.

في حين، تقول أم محمد، سورية في مصر، أحب متابعة المسلسلات المصرية الكوميدية، ولأن الأسر التي نعرفها هنا في مصر قليلة تكون الزيارات محدودة.

أسواق السوريين تتجهز لرمضان

كالعادة، تمتلئ أسواق السوريين بالزائرين من السوريين والمصريين ويتجمع الزبائن أمام المحال بانتظار الحصول على طلباتهم.

وتمتلئ المحال بالبضاعة الجديدة وبكميات أكبر، أهمها المواد الغذائية السورية، مثل الأجبان والألبان وتبدأ محال الحلويات بتحضير حلويات ومخبوزات رمضان، وتتجه النساء لشراء أطقم صلاة ومفارش جديدة للشهر المبارك.

 محمد الحلبي، صاحب أحد محال الأجبان والألبان في مدينة الرحاب التي يعيش فيها عدد كبير من السوريين، يقول نقوم بتعبئة المحل قبل رمضان بالبضاعة، ونملأ الرفوف بالمعلبات، ونزين المحال بزينة رمضان.

ويضيف محمد نحضَر وجبات جديدة كل يوم من اللبنة والجبنة والمكدوس بسبب ضغط الزبائن القادمين قبل بداية رمضان، فلا يقتصر الأمر على الزبائن السوريين بل هناك العديد من الزبائن المصريين يأتون إلينا.

بدوره، رامي المنجد سوري صاحب محمصة في مدينة "ستة أكتوبر"، يقول بالرغم من ارتفاع الأسعار يقوم السوريون بشراء المكسرات النيئة والمحمصة، وتأمين احتياجاتهم من القهوة لكامل الشهر.

ويضيف رامي، أحرص في رمضان على أن لا ينقطع "قمر الدين" السوري من عندي في المحل، إضافة إلى المكسرات.

وبحسب رامي، فإن الأجواء الرمضانية لم تختلف عما كان في سوريا، ويقول  اليوم كأصحاب محال ما زلنا نقوم بالتحضيرات لشهر رمضان والإعلان عن منتجاتنا قبل شهر على الأقل.

وتزين شوارع مصر بالأضواء والفوانيس قبل الشهر الكريم وتجهز موائد الرحمن لإفطار الصائمين سواء المحتاجون أو المتأخرون عن منازلهم.

التحضيرات المصرية لرمضان

لا يختلف الأمر كثيرا في تحضرات رمضان بين السوريين والمصريين، فمع اختلاف أكلات السحور وتنوع المواد المستخدمة إلا أن أجواء الاستعدادت متشابهة.

ينتشر المصريون في الأسواق الكبيرة كالعتبة والموسكي قبل قدوم رمضان لشراء الزينة التي يتميز بها المصريون، وتمتلئ الشوارع بالأضواء والفوانيس.

وتقوم محال الحلويات والمخبوزات بتحضير القطايف وحلويات رمضان كالكنافة التي يشتهر بها المصريون، أما مطاعم الفول فتقوم بتحضير خيم رمضانية من أجل السحور.

وتمتلئ المحال التجارية بمختلف أنواع التمور والبلح وتجهز خيم الشراء أمام المحال، وتزين المحال قبل شهر من بداية رمضان استعدادا لقدومه.

يقول محمد الواحي صاحب محل فول، نبدأ بتزيين الشارع قبل أسبوع، ونشعل الأضواء كل مساء استقبالا للشهر الكريم، ويضيف المصريون ينتظرون رمضان من أجل أن يتسحروا في الخارج ونحن نجهزالأجواء.

أما هدى محمد سيدة مصرية تقول إنها تشتري اللحوم و الدجاج وتحضرها من أجل رمضان، ثم تقوم بشراء اللبن والجبن والفول من أجل السحور، حتى الخضار نشتريها مسبقا.

وتضيف، برغم غلاء الأسعار إلا أن الأيام المباركة تتيسر بها الأمور ونحاول مساعدة المحتاجين أيضا.

السلل الغذائية خلال رمضان

تقوم الجالية السورية في مصر منذ سنوات قبل رمضان بتحضير سلل غذائية دعما للمحتاجين من السوريين والمصريين، تضم سلل المساعدات المواد الغذائية الأساسية كاللحوم والدجاج والأرز والمعكرونة والزيوت، بالإضافة إلى التمور وبعض العصائر وتوزع قبل رمضان ليستفيد منها المحتاجون خلال الشهر الكريم.

ولا يختلف الأمر بالنسبة للمصريين، فتقوم الجمعيات الأهلية بجمع المال قبل رمضان بأكثر من شهر ثم يقومون بتحضير "شنط رمضان" من أجل الأسر المحتاجة وتوزع الشنط قبل قدوم رمضان أيضا.

ولا يقتصر الأمر على الأغنياء وميسوري الحال والجمعيات الأهلية، بل حتى الأسر المتوسطة تشارك في المساعدة وتقدم العون حتى لو كان عبارة عن مبالغ بسيطة أو مواد غذائية من داخل المنزل.