icon
التغطية الحية

الباذنجان الحمصي مثالاً.. مشاريع زراعية للسوريين تدخل خضراوات جديدة إلى مصر

2023.03.03 | 05:49 دمشق

مشاريع زراعية للسوريين تدخل خضراوات جديدة إلى مصر
مشاريع زراعية للسوريين تدخل خضراوات جديدة إلى مصر كالباذنجان الحمصي (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

لا تقتصر مجالات عمل السوريين في مصر على مطاعم الشاورما الشهيرة أو الحلويات السورية ومحال العطورات، وإنما نشط العديد منهم في مجال الزراعة وإدخال محاصيل جديدة لا يعرفها المصريون.

وأنشأ العديد من السوريين في مصر مشاريع زراعية اقتصادية، منها تخصص في زراعة عدد من المحاصيل والخضراوات غير المتوافرة في مصر، عبر جلب البذور من سوريا.

بالإضافة إلى المشاريع الاستثمارية في زراعة المحاصيل التي كانت تنتجها الأراضي المصرية، من خلال ضمان أو استئجار الأراضي الزراعية ويعمل بها السوريون والمصريون معاً.

خضراوات سورية في مصر

يقول عبد الله، مزارع سوري من درعا يقيم في مدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، ورثت العمل في الزراعة أباً عن جد، وبعد تهجيرنا من أراضينا وأتينا إلى مصر منذ عشر سنوات، طرأت الفكرة في ذهني عندما رأيت احتياج السوريين إلى المحاصيل التي كانوا يستخدمونها في سوريا.

يضيف عبد الله، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، استأجرت مساحة أرض صغيرة للبدء بمشروع بسيط، لزراعة الباذنجان الحمصي المستخدم للمكدوس، والقرع السوري المتميز بحجمه الكبير مقارنة بالقرع المصري، بالإضافة إلى الخضراوات الورقية مثل الطرخون والرشاد والهندبة والسلق، وأضفت لاحقاً الفلفل الأحمر والليمون الكبير.

بحسب المزارع عبد الله، تجد محاصيله قبولاً لدى المصريين أيضاً، فضلاً أنها سدت حاجة السوريين مما تتطلبه المائدة السورية في مصر.

بدوره، أبو نايف الحلبي، مزارع سوري يقول، استأجرت مزرعة صغيرة، وزرعتها بالبامية والبقدونس والرشاد، مشروعي كان لتوفير احتياجاتي اليومية لاستهلاك العائلي.

وتدرج أبو نايف الحلبي بتوسيع نشاطه الزراعي وتحويله إلى مصدر دخل من المهنة التي اعتادها في سوريا.

ويضيف أبو نايف لا أملك محلاً لعرض منتجاتي الزراعية، ونظراً لأني لا أملك رأس مال لذلك اختصرت العمل بشكل محدود وأقوم بتوصيل المنتجات التي يطلبها الزبائن إلى بيوتهم.

خضراوات سورية في مصر

وتقول ريم الخير، امرأة سورية تقيم بحي المعادي في القاهرة، إن المزارعين السوريين أمنوا احتياجاتنا من المنتجات الزراعية التي فقدناها في بداية وجودنا في مصر.

وتضيف، كنت أبحث طوال الوقت عن الهندباء والرشاد والطرخون لأننا كنا نستخدمه بكثرة في بلادنا.

وتضيف ريم، نحن نحب مأكولات الخضراوات الورقية لأنها غير مكلفة، وهنا يبيعونها بسعر جيد، وأنا أتعامل مع شخص يوصلها إلى منزلي فلا اضطر إلى الذهاب إلى أماكن بيعها.

في المقابل، تقول حنان المحمد، ربة منزل مصرية، السوريون أضافوا مأكولات جديدة على مائدتنا فأنا لم أكن أعرف المزروعات الورقية باستثناء السبانخ، ولكن الآن أصبحت أطبخ الهندباء والسلق وتعلمت هذا من جارتي السورية.

وتضيف حنان، لقد أصبح لدي اهتمام بهذا النوع من الطعام الذي وجدته صحياً جدا، وساعدني باتباع حمية صحية لأني مصابة بمرض السكري.

كذلك، ثراء السيد، امرأة مصرية، تقول إنها عرفت المكدوس عندما كانت تقيم في السعودية وكان لديها أصدقاء سوريون تعلمت منهم طريقة صنعه، وحين عادت إلى مصر لم تجد الباذنجان الحمصي في البداية.

وتضيف ثراء، حين عملت بعد فترة عبر منشورات على الفيس بوك بأن سوريين يزرعونه في مصر، طلبت كمية منه وصنعت المكدوس بنفسي هنا أيضاً.

مشاريع الاستثمار الزراعي

 تعد مصر بلداً زراعياً بالدرجة الأولى وتملك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المتنوعة والمعروفة بخصوبتها، والأجواء المناخية المناسبة، إضافة إلى الدعم الحكومي للمشروعات الزراعية الخاصة.

أتاحت الأسباب المذكورة للمزارعين والمستثمرين السوريين العمل في مشاريع زراعية استثمارية تتفاوت بين البسيطة والكبيرة.

ويقدم السوريون الراغبون بالعمل في المجال الزراعي طلباً إلى هيئة الحاصلات الزراعية، يتم إجراء فحوصات شاملة للمحاصيل وطلب أوراق رسمية خاصة بمقدم الطلب، من أجل قوننة عمله وإدراج اسمه في الهيئة التابعة لمكان العمل.

يقول ساري المحمد، مستثمر سوري من مدينة دوما، مقيم في مدينة الشيخ زايد، إن العمل في النشاط الزراعي مربح لكنه متعب أيضا وليس سهلا، حيث إن كل نوع من المحاصيل يحتاج إلى جهود خاصة، فالحمضيات مثلا تعد من أكثر المحاصيل تنوعا وتعتبر الأفضل لأن موسمها طويل يزيد على ثمانية أشهر لا يتوقف سوى ثلاثة أشهر فقط.

ويضيف المستثمر، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، أعمل في زراعة الحمضيات وهي من المحاصيل المعروفة بأنها أكثر كلفة من غيرها، ويعمل لدي كثير من المزارعين، ولكن الغالبية من المصريين، ونقوم بزراعة المحاصيل ثم نأخذها إلى المحطة الخاصة بنا ونغلفها ونحفظها ونجهزها للتصدير إلى خارج مصر.

ويملك ساري فروعاً لشركته في تركيا ومصر والمغرب، ويصدر منتجاته إلى أوروبا ودول الخليج، لأن الإنتاج فائض عن الاستهلاك المحلي.

وبحسب المستثمر السوري، فإن أكثر من 88% من زراعة مصر تصدر إلى الخارج، و12% تكفي للداخل المصري.

ويوضح ساري نقوم بتصدير النخب الأول إلى أوروبا، والثاني إلى الخليج العربي، والثالث إلى الدول العربية الأخرى كالعراق وسوريا، والرابع يتم توريده للسوق المصري.

بدوره، عبد الغني الصيفي، مستثمر سوري، كان يعمل في الزراعة بمصر ما قبل 2011.

ويقول عبد الغني، أعمل في هذا المجال قبل الحرب السورية، وكنت أسافر إلى مصر في موسم زراعة محصول الرمان فقط ومدته ثلاثة أشهر ثم أعود إلى سوريا باقي السنة، ولكن بعد الحرب أستقر في مصر بشكل دائم.

ويضيف عبد الغني، أن الحكومة المصرية تدعم الاستثمار الزراعي ماديا، بغض النظر عن جنسية المستثمر، فحين يقوم المستثمر بتصدير عدد من الحاويات الزراعية إلى الخارج يقوم المحاسب القانوني بتوثيقها والذهاب إلى هيئة الحاصلات الزراعية لأخذ المستحقات المادية على حسب كمية التصدير.

بحسب عبد الغني، زاد عدد المستثمرين السوريين في مجال الزراعة بمصر خلال العقد الأخير مع تطور العمل في هذا المجال وتشجيع السوريين بعضهم  بعضاً.

5
خضراوات جديدة تدخل إلى مصر بفضل السوريين

محال الخضراوات السورية

لا يقتصر استثمار السوريين في مجال الزراعة على التصدير، وإنما افتتحوا محال تجارية يبيعون فيها الخضراوات، بالإضافة إلى المحاصيل الخاصة بالسوريين التي بدأ السوق المصري يعتادها.

ويروّج أصحاب المحال السوريون لبضاعتهم ومنتجاتهم عبر فيس بوك، عبر نشر صور مرفقة برقم لهاتف وعنوان للتواصل والتوصيل.

وتنتشر محال الخضراوات السورية في مصر خاصة في مدن العبور والسادس من أكتوبر ونصر، ويتم عرض المنتجات في مواسمها، كالباذنجان الحمصي والجوز في موسم المكدوس والفول والبازيلاء والطرخون والرشاد.

تقول سلمى الشامي، سورية مقيمة في مدينة نصر، إن المحال السورية استطاعت تأمين أساسيات المونة التي يقوم السوريون بشرائها في الغربة، وإنها تقوم بالاتصال فقط بالأرقام المتاحة فيقومون بإرسالها إلى منزلها.

بالإضافة إلى توفير المنتجات، توفر المحال السورية خدمة بيع الخضراوات المقطعة والمفصصة والمكيسة.

وتعمل العديد من السيدات في مجال الخضراوات الجاهزة، مما جعلهم يسدون احتياجهم عن طريق هذا العمل، كما يتم العرض والطلب أيضا عبر منشورات في مجموعة الجالية السورية في مصر.