تشير المعطيات والوقائع التي أظهرتها المسألة السورية منذ العام 2011 لتحولات متعددة في مساراتها، درست في الكثير من الأبحاث والدراسات السابقة ولم تحسم نتائجها كليًا بعد
دخل الحراك الاحتجاجي في محافظة السويداء شهره الثاني مع استمرار فعالياته اليومية، خاصة في ساحة الكرامة، التي استعادها أهلها، وباتت تشكل ليس فقط مركزاً للتظاهرات
لم تعرف الثورة السورية منذ انفجارها في آذار 2011م، لحظة تحمل من المتغيرات، والاحتمالات والإمكانات ما تحمله اللحظة الراهنة، وما يجري الآن في سوريا هو تحول عميق وكبير في مسار الحدث السوري
راهن النظام السوري على الوقت وراهن أهالي السويداء على تماسك صفوفهم في المظاهرات اليومية وإقبال الناس بلا توقف إلى الساحات، ففشل النظام ونجح أبناء المحافظة الجنوبية في مد حراكهم إلى شهر كامل، كانت طويلة الأيام بحجم إصرارهم على المتابعة.
لعل حجم الخيبات وعمقها لدى السوريين من الجهات والهيئات المحلية منها والدولية مرتبط بسقف التوقعات والآمال المعقودة على هذه الجهات، ولاسيما التي تُعلن عن تمثيلها أو دعمها لحقوقهم وتطلعاتهم
المُفَاجِئ والباعثُ على الأمل، وصفٌ يختصرُ حراكاً نشأ في تربةٍ "أقلاوية" (بحسب توصيفات النظام)، يقتلعُ الصورةَ التي عمل على زرعها بحماية الأقليات من جذورها.
ممّا لا ريب فيه أن الحراك السلمي الجديد الذي بدأت فيه مدينة السويداء يوم العشرين من شهر آب الفائت قد جسّد منعطفاً شديد الأهمية في سيرورة الثورة السورية