icon
التغطية الحية

إشكال بين متطوعين ومسؤولين في جبلة ومساعدة منكوبي الزلزال بموافقة أمنية

2023.02.11 | 15:16 دمشق

جبلة منكوبو الزلزال
منكوبو الزلزال في أحد مراكز الإيواء في جبلة ـ اللاذقية ـ رويترز
اللاذقية ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

تمنع أجهزة النظام الأمنية السوريين من التطوع لتقديم المساعدات الإنسانية إلى منكوبي الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وخاصة اللاذقية وحلب وهي أكثر المناطق الواقعة تحت سيطرته تضررا من الزلزال.

ويقول طبيب (طلب عدم ذكر اسمه لمخاوف أمنية) لموقع تلفزيون سوريا، إنه ومجموعة من الأطباء الذين بادروا بالتطوع لمساعدة منكوبي الزلزال لم يسمح لهم النظام بالدخول إلى اللاذقية من دون تصريح أمني، وتابع "وصلنا إلى أحد مراكز الإيواء لفحص المرضى هنالك وبعد صد ورد لم يقبلوا أن نفحص كل المرضى بحجة عدم وجود الوقت الكافي رغم تفرغنا الكامل لتقييم الحالات التي تحتاج طبابة أو قبولا في مشفى". وأوضح أن تقييم الحالات بكاملها يمنع النظام من طلب مساعدات من جديد، مؤكدا على أن استمرار نقص المعلومات الطبية الخاصة بهؤلاء المرضى يبقي "باب الحصول على مساعدات إضافية قائما". وشدد الطبيب على أن هنالك منعاً لدخول الأطباء بدون تصريح أمني تحت أي مبادرة فردية.

حال مشافي اللاذقية بعد الزلزال

وأضاف أنه تم تحويل المشافي في اللاذقية بمجملها للتعامل مع ضحايا الزلزال، ولكن أغلب الواصلين لمشافي جبلة كانوا قد فارقوا الحياة، أما مشفى تشرين الجامعي فقد تحول لما يشبه المشفى الميداني ومشفى حمزة نوفل الوطني لاستقبال الحالات الاسعافية بعد استنفار الأطقم الطبية.

أما مشفى التوليد والأطفال فاستمر بالعمل مع إيقاف العمليات الباردة وإخلاء قسم من الغرف لاستقبال فرق الإنقاذ التي قدمت من مديريات الصحة في باقي المحافظات، وحتى هذه اللحظة كل الأدوية التي تم تقديمها للمشافي تم قبولها على مسؤولية مدير المشفى نفسه. وأعلن كل من مشفيي دراج والعثمان الاستعداد لاستقبال كل المتضررين مجاناً.

وحسب "محمود" وهو متطوع مع الهلال الأحمر في اللاذقية، فقد منعهم النظام من إدخال تبرعات عينية لمركز الإيواء في "جامعة الشام" بدون إذن من محافظة اللاذقية وهو مايعتبر أمراً معرقلا لعملهم، وأكد أن المراكز تمتلئ بالمساعدات العينية، في حين ما زال مسؤولو هذه المراكز يطلبون المزيد، وأكد مواطنون لموقع تلفزيون سوريا أن مدينة جبلة حتى هذه اللحظة تعاني من شح كبير في المساعدات وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الكاملة.

أهالي جبلة يوزعون مساعدات رغماً عن النظام

قالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، إن قرى وبلدت في ريف جبلة مثل البودي وسيانو والقطيلبية استقبلت عوائل نازحة بسبب الزلزال من جبلة والفيض في المنازل، وبدؤوا حملات للتبرع بالطعام واللباس للمحتاجين، إلا أن ذلك لم يعجب المسؤولين عن المساعدات في المنطقة كما تقول المصادر.

وأضافت المصادر أن شبابا من الأرياف ذهبوا إلى مدينة جبلة وتطوعوا لمساعدة المنكوبين سواء بتوزيع المساعدات أو طبخ الطعام أو جمع البيانات، وأشارت إلى وقوع مشاجرة بين المتطوعين والمسؤولين في ملعب جبلة حيث تم منعهم من تقديم المساعدات، لكن النساء المتطوعات دخلن عنوة وقدمن الطعام للنازحين والمنكوبين.

اقرأ أيضا: سرقة المساعدات.. الزلزال يفاقم الظاهرة في مناطق سيطرة النظام السوري

وشددت المصادر على وجود نقص كبير في حليب الأطفال ومستلزماتهم، لافتة إلى أن المتبرعين من خارج سوريا يتواصلون مع أقربائهم في جبلة واللاذقية لإرسال المساعدات لهم باليد بسبب عدم ثقتهم بالنظام والمؤسسات التابعة له.

وأوضحت أن حكومة النظام لم تسمح للجمعيات المرخصة أصولاً بالتنقل بين المحافظات للمشاركة في عمليات الإنقاذ دون موافقات أمنية، وحصرت توزيع المساعدات وحرية الحركة بجمعيات "العرين" و"الأمانة السورية" و"الفوز" و الهلال الأحمر السوري.

وكان النظام قد اعتقل الشاب "معين علي" في مدينة اللاذقية المعروف بمواقفه المؤيدة، في أثناء قيامه بتوزيع المساعدات في أحد مراكز الإيواء، عقب تداول ناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء مقطع فيديو لـ"علي" وهو ينتقد مؤسسات الدولة والقائمين على عمليات الإنقاذ عقب الزلزال ويتهمها علناً بسرقة المعونات وتسييسها.

فيس بوك

 

وتحدث "علي" الذي أفرج عنه لاحقا في بث مباشر عن تجربته الشخصية عندما ذهب لأحد الجوامع التي تحولت لمركز إيواء لإيصال تبرعات عينية للمنكوبين؛ إلا أنه فوجئ بمنعه من إدخال المساعدات دون موافقة أمنية، واشترطوا عليه تقديم التبرعات لمجلس المحافظة ليقوموا بتوزيعها.

وتعالت أصوات السوريين على صفحات التواصل الاجتماعي متهمين حكومة النظام علناً بسرقة المساعدات واستهتارها بأرواح السوريين ورفضها إعلان حالة الطوارئ أو الحداد على أرواح الضحايا.