icon
التغطية الحية

مشافي اللاذقية.. "مافيات" كورونا وشركات تجارية برائحة الموت

2020.12.31 | 04:55 دمشق

tshryn_2.jpg
مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية (إنترنت)
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تحوّلت مهنة الطبيب الإنسانية إلى مهنة تجارية خطيرة ما تزال تودي بحياة المئات مِن مرضى فيروس كورونا في مشافي محافظة اللاذقية التي يسيطر عليها نظام الأسد.

لا يتوقف استغلال أطباء "مشفى تشرين الجامعي" لـ انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مِن أجل إملاء جيوبهم مهما كانت النتيجة، حيث يقومون بإعطاء وصفات طبية لـ مرضى الكورونا تفوق المليوني ليرة سوريّة دون فائدة تذكر، وإنما معظم مَن استخدم تلك الوصفة كانت نهايته الموت السريع. 

 

تجارة الـ كورونا في مشفى تشرين الجامعي

تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا في محافظة اللاذقية بشكل ملحوظ، الشهر الفائت، حيث يتراوح عدد المصابين ما بين 70 إلى 100 مصاب في اليوم الواحد، وبدورهم يعمل أطباء "مشفى تشرين" باستغلال هذا العدد الهائل بشكل تجاري حيث يَصفون للمريض 20 كبسولة (حبّة) مِن دواء (كاليترا) لـ مدة عشرة أيام، وسعر الكبسولة الواحدة (18 ألف ليرة سورية)، إضافةً لـ دواء (Remdeaivir) وهو عبارة عن إبر وريدية سعر الإبرة الواحدة (250 ألف ليرة سوريّة) ويحتاج المريض لـ إحضار ٦ إبر سعرها يُقارب الـ المليون و500 ألف ليرة  سوريّة.

اقرأ أيضاً.. مدير مشفى تشرين: اللاذقية وصلت إلى ذروة الإصابات بفيروس كورونا

والكارثة الكبرى أنّ هذه الأدوية أدّت إلى وفاة كثير مِن المصابين بفيروس كورونا لـ عدم استجابة الجسم لها، فضلاً عن عدم الدراسة الطبية الدقيقة لهذه الأدوية ومدى فعاليتها.

تقول ربى - مرافقة مصاب بفيروس كورونا - لـ موقع تلفزيون سوريا "لقد ارتفعت حرارة زوجي بشكل كبير مع سعال مستمر وأسعفته إلى مشفى تشرين فقاس الطبيب نسبة أكسجته فقط ثم طلب مني إحضار هذه الأدوية وتفاجأت بسعرها، ما دفعني لـ بيع ما لدي مِن أثاث المنزل مِن أجل تجميع المبلغ، وبعد إعطائهِ الدواء بيومين توفي لعدم استجابة جسمه للدواء وراجعت الأطباء ومدير المشفى عن هذه المهزلة والمتاجرة وكانت أجوبتهم باردة جداً، واكتفوا بكلمتين (عمرو خالص) الله يرحمو".

وأضافت أنه يوجد مثل حالتها كثيرون، مشيرةً إلى أنّ بعض ذوي المتوفين هاجموا المشفى وهدّدوا الأطباء، لكن رجال أمن المشفى منعوهم مِن الدخول والتعرض لأي طبيب. 

خلال متابعة موقع تلفزيون سوريا لـ هذه الظاهرة التي يرتكبها الأطباء تبيّن أنه منذ أكثر مِن شهر بدأ الأطباء بإعطاء وصفة الأدوية المذكورة أعلاه لـ أي مريض حرارته مرتفعة ونسبة أكسجته منخفضة حتى دون أخذ مسحة خاصة بفيروس كورونا، وكانت النتيجة وقوع 120 حالة وفاة في "مشفى تشرين" خلال هذه الفترة القصيرة.

طبيب مِن داخل المشفى - رفض الكشف عن اسمه - قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "تزايد نسبة الوفيات في المشفى خلال الفترة الأخيرة كان بسبب إعطاء وصفات طبية غير مدروسة ولعدم متابعة المرضى مِن قبل الأطباء، إضافةً لـ عدم وجود كوادر تمريضية مدربة وكافية لـ مواجهة جائحة كورونا، وعدم وجود أطباء مقيمين بشكل دائم في قسم الإسعاف، ما يجعل المريض ينتظر لـ ساعات طويلة ريثما يحضر الطبيب المختص بعد الاتصال به عدة مرات، وفي معظم الأحيان يتهرّب الطبيب مِن الحضور إلى المشفى".

اقرأ أيضاً.. اللاذقية.. إهمال ومتاجرة بمرضى كورونا وتهديدهم بمشفى الحفة

 

المشافي الخاصة.. شركات تجارية برائحة الموت

كذلك لم تعر المشافي الخاصة اهتماماً لـ مرضى كورونا مع الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعيشه سوريا عموماً، ولم تراعِ سبب لجوء المرضى للمشافي الخاصة وهو عدم وجود أماكن لهم في المشافي الحكومية بسبب تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا.

واشتكى العديد مِن زوّار المشافي الخاصة من ارتفاع التكاليف والأجور مقارنة بالخدمات المقدّمة. 

ولاحظ موقع تلفزيون سوريا أن أجور العمليات والمعاينات أعلى مِن مستوى دخل المواطن، إضافة لـ وجود فروقات كبيرة بين أسعار المشافي الخاصة في محافظة اللاذقية وهي (سويد ، العثمان، دراج، يوسف علي الجراحي)، كذلك مشفى "الصوفي" الخاص المُلقّب بـ"مشفى الموت".

واشتكت ابنة مريض في مشفى "الصوفي" لـ موقع تلفزيون سوريا مِن إدارة المشفى واستغلال الأطباء لـ حاجة المرضى والمعاملة السيئة مِن قبل كوادره، وأنّها هدّدت إدارة المشفى بتوجيه الشكوى للجهات الأمنية وتوعدتهم بإغلاقه.

وقالت "أسعفت والدي إلى مشفى الصوفي وكان بحاجة لـ منفسة أوكسجين فقط وما تبقى من أدويته العلاجية أحضرتها مِن خارج المشفى الذي نستهلك منه فقط ٣ أكياس سيروم و٢سيتامول، لكن رفض الأطباء إدخاله لغرفة العناية المشددة ووضعه على المنفسة بحجة أنه لا يحتاجها لأنّ وضعه الصحي يؤكّد أنه سيتوفى خلال دقائق دون أدنى مراعاة لـ مشاعري أو محاولة تقديم أي مساعدة، وبعد ساعات مِن رجاء إدارة المشفى والأطباء بإدخاله للعناية، أدخلوه لمدة 10 دقائق فقط وبعدها توفي".

وأضافت "لم تنتهِ المعاناة مِن المشفى بعد، وإنما أعطاني قسم المحاسبة فاتورة بأكثر مِن نصف مليون ليرة سورية بسبب دخول والدي لمدة 10 دقائق لـ غرفة العناية المشددة، وعند مطالبتي بتفصيل عن سبب هذه الفاتورة مرتفعة التكاليف، كانت الإجابة أنها أجور الطبيب المختص.. الطبيب الذي لم أره في الغرفة أصلاً.

111_0.jpg

 

يشار إلى أنّ نظام الأسد أعلن عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في مناطق سيطرته، يوم 22 آذار الماضي، كما أعلن عن تسجيل أول حالة وفاة، يوم الـ 29 مِن الشهر ذاته، وحتى أمس الثلاثاء بلغت الحصيلة الإجمالية للوفيات في مناطق سيطرته 686 حالة وفاة، والإصابات 11 ألفاً و138 إصابة، وذلك وفق ما يُعلنه "النظام"، إلّا أنّ العديد مِن التقارير تشير إلى أنّ الأرقام أكبر مِن ذلك بكثير.

اقرأ أيضاً.. منظمة العفو: عدم شفافية نظام الأسد يعرض الآلاف لخطر كورونا

اقرأ أيضاً.. دير شبيغل: نظام الأسد يخفي العدد الحقيقي لضحايا كورونا