icon
التغطية الحية

قايضت أراضي سورية بأخرى إيرانية.. كيف وصلت "مستضعفان" إلى قلب الاقتصاد السوري؟

2024.05.08 | 06:57 دمشق

22222222222222222222
صفقات بشار الأسد مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
+A
حجم الخط
-A

تستكمل إيران حلقات طمس حقائق وتغير معالم متمثلة بمقايضة شركات إيرانية خاصة من خلال تسليمهم عقارات في سوريا مقابل تنازل الشركات الإيرانية عن أملاك في إيران لصالح الحرس الثوري.

إذا ما حاولنا أن نبحث في الفضاء الافتراضي والمواقع الإيرانية بالتحديد عن نشاطات "مؤسسة مستضعفان" في سوريا فلن نخرج بكثير من النتائج. وسيظهر لنا في مقدمة الأخبار اعتراف برويز فتاح، رئيس مستضعفان، في أعقاب مقتل سليماني بغارة أميركية ببغداد عام 2020، بدفع مؤسسته لرواتب ميليشيات سليماني، لا سيما فاطميون، في سوريا.

والسؤال المنطقي في عالم المال، ما المقابل الذي يمكن أن تقبضه مستضعفان من فيلق القدس؟

ربما أراد برويز فتاح، في خضم البروباغندا الإيرانية الواعدة بالانتقام الإيراني الصعب لمقتل سليماني، أن يثبت أحقية مطالب مستضعفان من فيلق القدس، ويضمن ألا يذهب دعمها المادي واستثماراتها مع مقتل رأس فيلق القدس.

تمّكن موقع تلفزيون سوريا من الوصول إلى رسالة مسربة، تتضمن خطابا رسميا مرسلا من محمد أتابك، نائب رئيس "الغول الاقتصادي" الإيراني مستضعفان للشؤون الاقتصادية، إلى بيمان باك رئيس منظمة تطوير وتنمية التجارة الإيرانية، في 17 من أكتوبر 2021، يشرح فيها أتابك آخر الإجراءات المنفذة من قبل مستضعفان في سوريا ومخططاتها المستقبلية هناك.

سبسي

من "المباقر" وحتى "الموانئ" الهدف واحد

في ديسمبر 2020، بدأت أولى نشاطات مستضعفان الاقتصادية المشبوهة في سوريا بهدف الاستثمار المباشر في غنائم فيلق القدس في سوريا وكمحاولة للتعويض عن جزء من الاستثمارات الضخمة التي قدَّمها المرشد الإيراني لحماية الأسد، بافتتاح مكتب في دمشق.

بحسب البيانات الداخلية لهذه الكارتيل الاقتصادية فإن أولويات الدخول المبدئي إلى السوق السورية تركز على إطلاق مبقرة صناعية بحجم ألف رأس، ومشاركة مبدئية مع القطاع السوري الخاص ببناء 200 وحدة سكنية وتوسيع الفعاليات في المراحل المقبلة، والمشاركة في بناء معمل لتوليد زيوت السيارات.

وعملت من أجل ذلك على تنظيم خط بحري منظم ومستمر بين الموانئ الإيرانية والسورية، وإطلاق خط ترانزيت بري للبضائع مروراً بالعراق، والتشبيك البنكي. لكن البحث بشكل أعمق أظهر أن مستضعفان كانت تعمل كذراع اقتصادية لقوة القدس ونشاطاتها شكلت غطاء مناسبا لأغراضه الأمنية في سوريا.

في الحقيقة، كان الهدف الرئيسي من دخول مستضعفان  سوريا هي أنها إحدى الشركات الاقتصادية المقتدرة التابعة للمرشد الأعلى خامنئي، إضافة إلى علاقاتها المتشعبة مع بقية الأجهزة الأمنية والعسكرية والحكومية المختلفة في إيران، خاصة قوة القدس، وهو ما سيسهل عليها هذه المهمة من ناحية تأمين الدعم اللوجستي والتصاريح وغيرها، ويضمن استمرارية استثمارات خامنئي هناك.

في الوقت الذي كان يتحضر فيه الإيرانيون لتشكيل وفد اقتصادي ضخم مكون من 70 شخصية اقتصادية حكومية وخاصة سيرافق فاطمي أمين إلى سوريا لعقد اجتماع اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين، يظهر لأول مرة اسم ممثل مكتب مستضعفان في سوريا، السيد مهدي أزرقي المستقر في دمشق.

يبدو أن أزرقي هو أول إيراني يتولى منصب ممثل مكتب مستضعفان في سوريا ويبدأ بإدارة نشاطاته الفتيّة هناك.

من هو مهدي أزرقي؟

بالبحث في وسائل التواصل الاجتماعي، وجدنا حسابات مختلفة للسيد مهدي أزرقي على تويتر وانستغرام وتلغرام أيضاً.

الغريب في الأمر أن حساب أزرقي على تويتر، الذي توقف عن النشر منذ يوليو 2022، لا توجد فيه تغريدة واحدة عن سوريا.

وبما أن الإيرانيين يفضلون أداتي الانستغرام والتلغرام، كان هذان المكانان المفضلَين بالنسبة لنا للحصول على معلومات مفصلة عن هذه الشخصية.

على حسابه على تلغرام، يقدم أزرقي نفسه على أنه خبير في الشؤون العراقية، ولا توجد أي إشاره لتسلمه منصب مدير مكتب سوريا على الإطلاق، وهو ما أثار شكوكنا حوله.

المثير للدهشة أيضاً أن كل رسائله على التلغرام المتعلقة بسوريا تتحدث عن طريق الترانزيت البري المزمع عقده ليصل الحدود الغربية لإيران بشواطئ المتوسط مروراً بمعبر القائم - البوكمال.

الأكثر من ذلك فهو مهتم بمتابعة أخبار متعلقة بفتح المعبر المذكور بشكل مركز بعد عام 2017، وسيطرة قاسم سليماني على هذه المنطقة، وتحويلها إلى منظقة نفوذ إيراني شبه حصرية.

ما جعلنا نشكّ بشكل أكبر في أزرقي هو عدم ذكره لتولّي منصب مدير مكتب سوريا أو أي منصب آخر في مستضعفان، رغم أن ملفات جانبية أخرى تشير لتولّيه مناصب في قسم العلاقات الدولية في مؤسسة مستضعفان، في أي مكان على حساباته الشخصية.

أما حسابه على الانستغرام، فيعرف نفسه ككاتب يقف في صفّ معركة المستضعفين ضد الاستكبار، واضعاً أعلام إيران والعراق وسوريا ولبنان في سلسلة واحدة.

يبي

وفي مكان آخر على انستغرام، يظهر منشور شخصي له وهو يزور السيدة زينب في سوريا في آب أغسطس 2021، أي بعد تولّيه منصب مدير مكتب سوريا بشهور معدودة.

في الحقيقة، بدأ أزرقي حياته كـ باسيجي مخلص لمبادئ الولي الفقيه، فقد كان  مسؤولاً عن الباسيج الطلابي لكلية الزراعة والموارد الطبيعية في جامعة طهران، وهو مدافع شرس عن نظرية الاقتصاد المقاوم، ومناهض بطبيعة الحال لأي تحركات شعبية أو طلابية معارضة للنظام الحاكم.

وتتدرج صفة أزرقي في المواقع الإيرانية من الأقدم للأحدث كمسؤول باسيجي ثم خبير في الشؤون الدولية إلى باحث إقليمي في الاقتصاد، لينتهي به المطاف في قناته على التلغرام كمتخصص في الشؤون العراقية، من دون ذكر أي منصب أو نشاط له في سوريا.

وله منشورات ومقالات مناهضة للوجود الاقتصادي التركي في العراق وسوريا أيضا، ويحاول دائما تسليط الضوء على نشاطات السفير التركي هناك، وانتقاد النفوذ الاقتصادي لهذا البلد هناك.

في الصورة أدناه، يمكنكم أن تشاهدوا مهدي أزرقي،  المبتسم المشار إليه بسهم وهو يقف في الوسط، مع مجموعة مديري وموظفي بعض الشركات الفرعية (شركة صبا للطاقة، شركة بايا سامان بارس للبناء، شركة سينا للسيراميك) في أثناء زيارتهم إلى سوريا للمشاركة في المعرض السوري الدولي السابع عشر للبناء والتشييد والبنى التحتية الذي عقد بدمشق عام 2021.

سب

وكان أول اجتماع يعقده هذا الوفد الإيراني قبل بدء المعرض الدولي مع السيد ناهد مرتضى، للاستفسار عن كيفية بدء المشروع وتسجيل الشركات وكلفتها في سوريا، قبل لقاء أي مسؤول حكومي سوري آخر.
كما تشاهدون في الصورة أدناه وفد الشركات الفرعية لمستضعفان وفي وسطهم ناهد مرتضى، الرجل السمين بالقميص الزهري مع نظارة متدلية من عنقه.

سبسي

يعتبر ناهد مرتضى أحد عرابي المشروع الإيراني في سوريا، ويشغل إدارة العديد من شركات الواجهة الإيرانية في سوريا، وفي كل زيارة لوفد اقتصادي إيراني تقريبا يجب أن يكون حاضرا لتقديم المشورة وتنسيق الجهود.

بحثنا أكثر من ذلك، لنصل إلى ملف أكثر إثارة للأهمية، يؤكد تخصيص مستضعفان لميزانية بقيمة 100 ألف دولار للسنة الأولى منذ بدء عمل مكتبها في دمشق بقيادة أزرقي في تشرين الثاني نوفمبر 2020، وتم تمديد عمل المكتب لعام آخر، ويشرح كذلك تفاصيل الميزانية المتوقعة للأشهر الستة الأولى من العام الشمسي الإيراني 1402 (يبدأ من 21 مارس 2023)، وهذا ما يؤكد أن مكتب مستضعفان ما يزال نشطا في سوريا حتى الآن، وتناوب على إدارته شخص آخر ربما بعد مهدي أزرقي ربما.

سبسي

مقايضة أراض سورية بأخرى إيرانية

كل ما ذُكر أعلاه لم يقدم أدلة ثابتة حتى الآن على وجود علاقات تربط المؤسسة الاقتصادية الضخمة في سوريا مع الكيان العسكري والأمني فيلق القدس، حتى وصلت هذه الوثيقة السرية للغاية لأيدينا، والتي تم إرسالها من السيد هادي طلوعي الخبير في شؤون الصادرات في مستضعفان إلى فتح آبادي مدير العلاقات الدولية في مستضعفان.

وتشير هذه الرسالة بشكل فريد إلى اجتماعات مهمة عُقدت بين مستشار رئاسة مستضعفان مع المدير التنفيذي للشركة الأم التخصصية بايا سامان بارس للبناء ومديري بنك سينا مع ممثل فيلق القدس في 19 من تشرين الأول أكتوبر 2022.

وتحت فقرة مقايضة الأراضي مع ممثل فيلق القدس بتاريخ 18 من أكتوبر 2022، يتطرق مجيد شاهسواري، المدير التنفيذي لشركة بايا سامان بارس، لموضوع تبادل الأراضي مع فيلق القدس، إذ سيحصل بموجبها فيلق القدس على ملكية عقار قاعدة الإمام علي المشهورة في طهران والتي تعود ملكيتها لمستضعفان، مقابل أن يقدم لها عقارات في قلب العاصمة دمشق.

وبحسب الكشوفات التي قدمتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة عام 2019، فإن فيلق القدس موجود فعليا في قاعدة الإمام علي شمال طهران ويستخدمها لتدريب الميليشيات وتصديرهم إلى وجهات إقليمية ودولية مختلفة، بما في ذلك سوريا.

وفي عام 2020، كان هناك اتهامات صريحة صادرة من برويز فتاح رئيس مستضعفان بشأن سيطرة الجيش الإيراني على ممتلكات لمستضعفان (حامية كوهك) في إيران.

وبالتزامن مع هذا، اتهم فتاح في العام ذاتِه الحرس الثوري الإيراني أيضا بالاستيلاء على ممتلكات الشعب العائدة لمستضعفان (عقار جماران).

وبحسب المعلومات، فإن هذه المقايضة ستكون بداية مشروع صغير تَبدؤه بايا سامان بارس من خلال شركتها الفرعية (خانه) بمبلغ أولي مقدر بـ 5 ملايين دولار تمت الموافقة عليه للاستثمار من قبل بنياد مستضعفان، ومن ثم سيتم التمهيد لتنفيذ مشاريع طويلة الأمد في سوريا.

وفي الطرف المقابل، يؤكد العقيد غلبرست، نائب قائد فيلق القدس في سوريا، وأحد المشرفين السابقين على مشاريع مستضعفان في سوريا، أن مجموعة الحرس الثوري وفيلق القدس موافقان على الشراكة أو مقايضة أراضٍ سورية بأخرى إيرانية، وحصل في هذا الإطار على موافقة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.

ويؤكد غلبرست أن فيلق القدس استطاع الوصول إلى بعض الوحدات الإنتاجية والمعامل المعطلة لتقديمها والعمل على إعادة افتتاحها كمعامل للكنسروة وعصير الفواكه، ويرغب في التعاون في إعادة إطلاقها للعمل مجدداً.

ويقترح العقيد غلبرست على مديري ورؤساء الشركات الفرعية لمستضعفان بزيارة العقارات التي يمتلكها فيلق القدس في منطقة السيدة زينب والمواساة وتفقد المباني والفنادق التي يتم إنشاؤها هناك.

وفي الإطار ذاته، يؤكد غلبرست أن فيلق القدس ليس لديه ترخيص للبناء وبدء النشاطات الاقتصادية في سوريا، ويجب على المؤسسات الاقتصادية الإيرانية مثل مستضعفان أن تدخل هذا الحيز هناك.

ويشير غلبرست إلى أن فيلق القدس يمكن أن يساعد مستضعفان في عملية نقل الأموال والتجهيزات اللوجستية لمشاريعها في سوريا موضحا رغبةَ فيلق القدس في بيع ممتكاته وأراضيه في سوريا لجهة موثوقة؛ لأن حفظ هذه الممتلكات يتوافق مع مهمته الأساسية في سوريا.

ويوضح غلبرست أن لفيلق القدس ممثلا في سوريا يمكن أن يرشد مسؤولي مستضعفان على المشاريع التي تمتلك مبررات اقتصادية كمشاريع الطاقة الشمسية وإنتاج التوربينات الهوائية والكهربائية.

وتقرر في نهاية الاجتماع أن تتولى شركة خانه الفرعية من بايا سامان بارس مشاريع بناء مستضعفان في سوريا، على أن تقوم مجموعة فيلق القدس بوضع خيارات أكثر دقة للأراضي والعقارات وخصائصها وميزاتها في حوزتها.

وكان تلفزيون سوريا قد كشف في تقرير سابق عن خطط إيران العقارية التي تقودها شركة خانه الإيرانية لإنشاء حزام اجتماعي متوائم مع إيران حول العاصمة دمشق، وتشكيل ما يشبه المراسي الجغرافية المكونة من مجمعات سكنية موالية لها لربط مطار دمشق الدولي مع غربي دمشق وبالتالي الحدود السورية اللبنانية.

من هو العقيد غلبرست؟

حتى الآن توصلنا إلى منصبين مهمين يشغلهما العقيد غلبرست وهما نائب قائد فيلق القدس في سوريا (ربما نائب للعميد علي رضا زاهدي الذي اغتالته إسرائيل مؤخرا في القنصلية الإيرانية)، والثاني هو توليه منصب مشرف سابق على مشاريع مستضعفان في سوريا، بما في ذلك مبقرة 100 رأس (ربما مبقرة زاهد)، لكن البحث بشكل معمق أوصلنا إلى نتيحة جديدة.

وتتطابق كنية غلبرست مع كنية العقيد علي تقي غلبرست الذي كشفت عنه مصادر استخبارية غربية في عام 2018 إلى جانب حميد رضا بهلواني وغلام رضا قاسمي بوصفهم أعضاء في مجلس الإدارة في شركة فارس قشم ومتهمين في عمليات تهريب من إيران إلى حزب الله اللبناني.

وفي نوفمبر 2021، ورد اسم العقيد غلبرست في التسريبات التي نشرها تلفزيون سوريا نقلا عن مجموعة هكرز إيرانية استطاعت أن تخترق موقع شركة ماهان إير التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وذكرت المجموعة أن غلبرست إلى جانب محمود كاخكي، عضو فيلق القدس، ومرتضى إسماعيلي، وحسيني، مسؤولون عن إدارة شركةٍ باسمٍ وهمي "همره همره" تقوم مهمتها الأساسية على نقل عناصر فيلق القدس إلى سوريا والعراق.

مزيد من أدلة التعاون والتنسيق

في رسالة سرية أخرى مرسلة من قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى السيد برويز فتاح، رئيس مستضعفان، بتاريخ 14 من تموز يوليو 2022، يؤكد فيها حاجة قوة القدس الضرورية إلى 30 ألف لتر من زيوت السيارات سنويا من أجل تنفيذ مهماتها الموكلة لها في الخارج، ويطلب من رئيس مستضعفان أن تتعاون إحدى شركاته الفرعية بهران للنفط في هذا الخصوص.

مكةمك

وكان تلفزيون سوريا قد كشف في تقرير سابق له عن تسريبات تتحدث عن جهود إيرانية تقاد من قبل شركة بهران للسيطرة على سوق الشحوم والزيوت في سوريا، وإنشاء شركة "واجهة" لإدارة تحويل الأموال الإيرانية من وإلى سوريا و15 دولة أخرى.

بالنظر للمعلومات المتوافقة في الملفين المسربين، لا بد أنَّ نشاطات مستضعفان الاقتصادية في سوريا تجري بموجب التنسيق والتعاون الوثيق مع فيلق القدس هناك.

أكثر من ذلك، تظهر ملفات أخرى مسربة أن مؤسسة مستضعفان تتولى مشروع "قاسم سليماني" بهدف إسكان عوائل قتلى ومعاقي ميليشيات فاطميون في المدينة الجديدة بهارستان التابعة لمحافظة أصفهان باستثمار قدره 600 مليون تومان.

+6+6

مؤسسة مستضعفان

في صلب الاقتصاد الإيراني تقبع مؤسسة مستضعفان، وهي منظمة ضخمة تم تأسيسها بعد "الثورة الإسلامية" في عام 1979 بغرض دعم "الفئات الأقل حظا في المجتمع" وإدارة الأموال والأملاك المصادرة من نظام الشاه. مع ذلك، تحولت هذه المؤسسة لتصبح أحد أكبر اللاعبين في الاقتصاد الإيراني، ممتدةً أذرعها عبر عدة قطاعات من الصناعة إلى النقل. وواجهت المؤسسة انتقادات حادة واتهامات بالانتهاكات الجسيمة التي تعارض مبادئها الأساسية.

انتهاكات حقوق العمال تأتي على رأس قائمة الشكاوى، حيث تتحدث التقارير عن ظروف عمل سيئة في الشركات التابعة للمؤسسة، من تأخر في صرف الأجور إلى الفصل التعسفي وقمع الحركات النقابية. 

الاستيلاء على الأراضي يُعد موضوعًا آخر يُثار حول المؤسسة، حيث يُزعم أنها استولت على أراضٍ لأغراض تنموية من دون تقديم تعويضات عادلة أو مراعاة لحقوق الملكية، مما أدى إلى تشريد العديد من الأسر والمجتمعات.

من النقاط البارزة أيضا نقص الشفافية والمحاسبة. تتمتع المؤسسة بإعفاءات ضريبية وتنظيمية واسعة، وتفتقر إلى الشفافية في تقاريرها المالية وعملياتها، مما يجعل من الصعب تقييم حجم أعمالها الحقيقي وأثرها الاقتصادي.