icon
التغطية الحية

مطاعم في دمشق قد تغلق أبوابها في الموسم الرمضاني لهذه الأسباب

2022.04.01 | 06:46 دمشق

175573.jpg
أحد مطاعم دمشق القديمة ـ إنترنت
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات وتدني القدرة الشرائية للأهالي كثيرا من أصحاب المطاعم في دمشق للتفكير جدياً بالإغلاق وخسارة فرصة شهر رمضان الذي هو بمنزلة أهم موسم سنوي بالنسبة لهم.

وقال عدد من أصحاب المطاعم لموقع تلفزيون سوريا إن كلفة التشغيل ستكون أضخم من العائدات المتوقعة خلال الموسم الرمضاني.

ويعاني أصحاب المطاعم في عموم سوريا من ارتفاع "ضخم" بتكاليف التشغيل، خاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم والخضراوات وزيت القلي ومختلف أنواع الغذائيات، إضافةً إلى انقطاع التيار الكهربائي من 18 – 20 ساعة في اليوم، وسط فقدان مادة المازوت نهائياً من السوق السوداء وتوقف توزيعها عليهم بطريقة الحصص عبر جمعية المطاعم أو غرفة السياحة أو شركة "سادكوب".

وينتظر أصحاب المطاعم عادةً شهر رمضان وعيد الفطر كموسم سنوي، تبدأ فيه العروض لجذب أكثر عدد من الزبائن، لكن مدير أحد المطاعم في باب توما فضل عدم ذكر اسمه، قال إن "المطاعم في باب توما تعاني أساساً من تراجع عدد الزبائن بنسبة فاقت الـ60 في المئة لأسباب مختلفة، خاصة وأنها تعتمد بشكل كبير على شريحة الشباب الذين يعانون حالياً من انخفاض الدخل قياساً بتضخم الأسعار".

وتابع "يفضل الشباب اليوم المشي في أزقة دمشق القديمة وشراء الأطعمة السريعة من المحال على الجلوس في مطعم، لقدرتهم على التحكم بما يردون إنفاقه أكثر، فقد تجد حارات باب توما تعج بالمارة بينما المطاعم والمقاهي شبه خاوية".

ويؤكد صاحب المطعم كما أصحاب عدة مطاعم في دمشق، أن أسعارهم لم تعد ثابتة وهي مرجحة للارتفاع أكثر بأي يوم، نظراً للارتفاع اليومي للأسعار التي كلما ارتفعت انخفض عدد الزبائن، ما قد يعني الإغلاق في شهر رمضان الذي يكون فيه التشغيل محصور في وقت معين خلال اليوم فقط.

ويؤكد أصحاب المطاعم أن الشهر الماضي، فقد المازوت نهائياً من السوق السوداء وإن وجد فبكميات قليلة وبسعر 5000 ليرة للتر، وهذا يزيد من التكاليف مقابل قلة المردود، إضافة إلى عدم توزيع المخصصات على المطاعم سواء مازوت أو غاز.

تخفيض الجودة سيف ذو حدين

بعض المطاعم خفّضت جودة المواد المقدمة في محاولة لتخفيض الأسعار قدر الإمكان، لكن كان لذلك تأثير كبير على عدد روادها خاصة المقاهي لتدني جودة القهوة مثلاً أو الأركيلة وهي أكثر ما يطلب فيها وتحدد سمعتها وفقاً لجودة هذه الطلبات.

في جرمانا بريف دمشق الوضع أسوأ، حيث أكد أحد أصحاب المقاهي في "كورنيش الجناين"، أن هناك بعض الأيام لا يدخل فيها إلى المقهى سوى 5 زبائن، وبهذه الحالة تكون تكاليف تشغيل المطعم أكبر مما ينفقونه هؤلاء الخمسة الذين قد يقوم بخدمتهم 10 موظفين، فمعظم الزبائن تحتسي الشاي مع أركيلة كطلب يستمر لمدة ساعتين أو ثلاثة.

ويصل سعر جرة الغاز في السوق السوداء إن وجدت إلى 200 ألف ليرة سورية، ولتر المازوت إلى 5000 ليرة، بينما وصل سعر تنكة زيت القلي (20 لتيرا) إلى 300 ألف ليرة.

المطاعم الشعبية في دمشق

ارتفاع الأسعار طال كل المطاعم، حتى المطاعم الشعبية التي تبيع الفلافل والبطاطا، حيث تراوح سعر قرص الفلافل بين 200 – 250 ليرة حسب المنطقة، وسعر سندويشة الفلافل بين 2000 – 3000 ليرة، وسندويشة البطاطا من 3500 – 4500 ليرة، لكن رغم ارتفاع أسعارها إلا أنها باتت أكثر جذباً لشريحة جديدة من الزبائن.

ويبرر أحد العاملين في مطعم يبيع سندويش الفلافل والبطاطا في الميدان بدمشق، إن "أغلب الزبائن التي كانت تعتاد شراء الشاورما والفروج والسناكات، انتقلت حالياً لشراء الفلافل والبطاطا وهذه الأخيرة بات سعرها اليوم كسعر سندويشة الشاورما منذ شهر ونصف تقريباً، وبالتالي يمكنك أن تشاهد بنفسك كيف يصطف الزبائن بالعشرات يوم الخميس أو الجمعة أمام المطاعم الشعبية مقابل انخفاض واضح جداً بعدد زبائن باقي الأطعمة".

أسعار "السناكات" تحلّق

وترواح سعر سندويشة السناك (كريسبي، سكالوب، كرانشي...إلخ) مابين 10 – 15 ألف ليرة تبعاً للمحل، وسعر سندويشة الشيش يبدأ من 7 آلاف ليرة، والهمبرغر بين 7 – 9 آلاف ليرة، بينما يبدأ سعر سندويشة الشاورما من 5500 ليرة ويرتفع أكثر فوق الـ 6000 ليرة في مناطق مثل الشعلان، في وقت تجاوز فيه سعر الفروج البروستد الـ32 ألف ليرة.

وكشف رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمنتزهات كمال النابلسي يوم الخميس الماضي لصحيفة "الوطن"، عن إعداد دراسة جيدة لأسعار الخدمات في المطاعم والمقاهي تم رفعها إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التي بدورها قدمت دراستها إلى محافظة دمشق، لاتخاذ القرار بها.

أسعار المعجنات

وتعاني أفران المعجنات أيضاً من فقدان المازوت والغاز وارتفاع أسعار الطحين والأجبان والألبان واللحوم، واتجه بعض هذه الأفران لاستخدام الحطب لتشغيل الأفران بدلاً من أنواع المحروقات الأخرى، بالتوازي مع رفع أسعارها لكل قرص أكثر من 50 ليرة ليصبح وسطي سعر القرص 350 ليرة تقريباً، مع التوجه لتقليص حجمه.

وبهذا الصدد، أكد النابلسي أن أسعار المواد الأساسية للعمل في أفران المعجنات قفزت بشكل كبير ليصل سعر كيس الطحين إلى 260 ألف ليرة سورية بعد أن كان بـ 40 ألف ليرة، بحسب حديثه لموقع "سيريانديز".

وتعاني سوريا من أسوأ أزمة محروقات وغذاء على مر السنوات العشر الماضية، فقد توقف توزيع مازوت التدفئة وسط تدنٍ غير مسبوق لدرجات الحرارة في مثل هذا الوقت من العام ترافق مع فقدان المادة من السوق السوداء، وتأخر رسائل الغاز أكثر من 3 أشهر وارتفاع سعر الجرة بالسوق السوداء إضافة لزيادة ساعات تقنين الكهرباء.

وتأثرت سوق الغذاء السورية بالحرب الروسية على أوكرانيا، وتمثل ذلك بفقدان مادة الزيت النباتي (دوار الشمس) التي وصل سعر اللتر الواحد منها إلى 15 ألف ليرة، بالتوازي مع ارتفاع أسعار الطحين والفريكة والرز والسمنة وجميع المواد الغذائية تقريباً.