icon
التغطية الحية

لأول مرة ينامون عندي فنجوا.. هكذا خرجت عائلة سورية من تحت الأنقاض بمرعش | فيديو

2023.02.20 | 09:52 دمشق

لأول مرة يناموا عندي فنجوا.. هكذا خرجت عائلة سورية من تحت الأنقاض بمرعش | فيديو
حسن كردي سوري نجت عائلته وفقد قسماً من أهله تحت الأنقاض في كهرمان مرعش - تلفزيون سوريا
كهرمان مرعش - عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

كان الزلزال قاسياً على جميع من عاشه ونجا منه، وكان أقسى بدرجات على من عاش تحت الأنقاض ولو لساعة واحدة.

هنا في كهرمان مرعش حيث بؤرة الزلزال المدمر الذي ضرب عشرة مدن تركية ومناطق عديدة في شمالي سوريا في 6 شباط الجاري، تسير بين أحياء من ركام لم يتوقع سكانها أن تنهار، ولكنها هبطت بهم إلى تحت الأرض.

حي مدمر بالكامل

في "حي خير الله" وسط مدينة كهرمان مرعش، استطاعت عائلة حسن كردي المنحدرة من مدينة حلب، أن تخرج من تحت الأنقاض على قيد الحياة بعد عدة ساعات من وقوع الزلزال وقبل أن تصل فرق الإنقاذ إليهم.

ليس بيت كردي فقط من تدمر الحي بمجله أصبح أثراً بعد عين، إذ وقت أبنية وتهبطت أخرى وبقيت بعضها تقف على شقوق وتصدعات تمنع أي شخص من الاقتراب منها.

لم يكن حسن كردي يريد التحدث إلينا فقد كان مشغولاً بمحاولات البحث عن أوراقه الثبوتية فوق الأنقاض بعد حصوله على إذن من الشرطة لكنه لم يجد شيئاً.

وقال كردي بلقاء مصور لموقع "تلفزيون سوريا"، كنت سهران في بيتي، لأول مرة أطلب من بناتي البقاء عندي في البيت وأن يناموا مع أولادهم، وبالفعل ذهب أزواجهم إلى بيوتهم القريبة منا ولكن مع الأسف توفوا تحت الأنقاض".

وأضاف: "لأول مرة أسهر حتى الفجر عند الساعة 4.17 بدأ الزلزال، ركضت على غرفة الأولاد كانوا نائمين وقفت عند العضادة (عمود إسمنتي) ووضعت زوجتي وبعض أولادي تحتي وهبط علينا البناء وصار السقف فوقنا على شكل خيمة".

وأكمل "شعرت بوجود هواء قريب وكان هناك مطر وبرد شديدين وبدأت بالحفر أنا وأولادي بأيدينا حتى وصلنا إلى طاقة صغيرة تكفي لخروج شخص واحد وبالفعل بدأنا بالخروج والحمد لله نجونا بعد 3 ساعات تحت الأنقاض".

وأردف: "وأثناء خروجي كان أحفادي يظهر منهم رؤوسهم فقط، ضربتهم بقوة فاستيقظوا. أنا ظننتهم قد ماتوا هكذا إلهام من الله".

وبقي تحت الأنقاض ابن حسن كردي الصغير وأحد أحفاده لعدة ساعات أخرى ووقعت عليهم خزانة ملابس غطتهم.

وبدأ حسن وعائلته بالحفر تحت الأنقاض حتى وصلوا لابنه وحفيده وأخرجوهم.

من فقدت العائلة؟

وقال كردي الابن "لو تأخروا دقيقة واحدة أخرى لكنت قد مت صرت أبلع التراب والرمل وأتنفسه خرجت بآخر نفس، لن أنسى ما حصل معي تحت الزلزال".

وفَقَدَ حسن كردي من أصهرته اثنين خرجا من البيت ليلاً إلى بيوتهم القريبة، وفقد أباه وزوجة أبيه وأخاه الصغير وابن عمه.

وكانت سيارة حسن قرب البناء في ليلة الزلزال ولكنه يقول إنه وجدها بالطرف الآخر مع خسارة قليلة جداً وعاش فيها مع عائلته لأيام.

وفي البناء الذي يبعد أقل من 80 متراً عن بيت حسن كردي كان يوجد من أصهرته الذين تهدم بيتهم بشكل كامل وتوفوا ثم أخرجوهم أمواتاً.

ودفنت العائلة جميع ضحاياها في كهرمان مرعش ولم يبق أحد منهم تحت الأنقاض.

وبحسب كردي "كان بقاء ابنتي مع أحفادي عندي سبباً في نجاتهم لم يقدر لهم الموت فعاشوا. سبحان الله".

وعن خطة العائلة في ظل الكارثة التي تعيشها تركيا وسوريا قال كردي: إنه يعيش في كهرمان مرعش منذ 10 سنوات وأصبحت بلده الأم لا يفكر في الخروج منها، حلب مثل كهرمان مرعش بالنسبة له هي حلب.

وأشار إلى أنه يعيش مع عائلته بقرب جامع في مدينة غازي عنتاب التي تبعد نحو ساعة عن مرعش إلى حين أن تعود المدينة إلى سابق عهدها.