icon
التغطية الحية

سرطان أسماء الأسد.. مرض أم تغييب عن المشهد في سوريا؟

2024.05.22 | 21:02 دمشق

آخر تحديث: 22.05.2024 | 22:41 دمشق

سرطان أسماء الأسد
عن السرطان الجديد لأسماء الأسد وامبراطوريتها الاقتصادية (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - سعيد اليوسف
+A
حجم الخط
-A

تحت وابل من التساؤلات والتحليلات، يرزح خبر إصابة أسماء الأسد بمرض السرطان ويثير الجدل مجدّداً، خاصّةً حول دوافع الإعلان الرسمي عن الإصابة والتركيز على عبارة "الابتعاد عن العمل المباشر"، ومدى مكاسب النظام السوري من هذا الإعلان الجديد، كونه سبق أن استثمر به كثيراً خلال إصابتها الأولى، عام 2018.

ومع الإعلان عن السرطان الجديد لأسماء الأسد، راح السوريون يطرحون أسئلة حول الخيارات البديلة التي ستقود إمبراطورية "اقتصاد الظل"، التي أنشأتها "سيدة الجحيم الأولى"، بحسب وصف صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

أسماء وسرطانها الأوّل

قبل خمس سنوات، بدأت أسماء الأسد -زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد- رحلة علاجية من مرض سرطان الثدي، غطّتها -أوّلاً بأوّل- وسائل إعلام النظام، والتي تعاطت مع المرض كعملية دعائية تُظهر زوجة الرئيس وهي تتلقّى العلاج في مشافٍ عسكرية "حكومية"، وتُظهر زوجها الذي يرافقها، بصورة "إنسان حنون" لا رئيس مجرم تسبّب -وما يزال- بقتل مئات آلاف السوريين وإصابة مئات آلاف آخرين بمختلف أنواع الأمراض، بينها السرطان بكل أشكاله.

وفي أوّل صورة نُشرت لها، وكانت بمنزلة إعلان عن إصابتها بسرطان الثدي، ظهرت أسماء برفقة زوجها في مشفى عسكري بدمشق، وقد قالت عن زوجها في مقابلات عدّة، حينذاك: "هو شريك العمر كله والسرطان كان رحلة من العمر، الأكيد أنه كان معي".

العلاج في مشفى عسكري وداخل سوريا، لم يكن -بحسب كثير من السوريين- أكثر من متابعة لحملة رمزية مستمرة تحت عنوان: "سوريا (الأسد) التي تتعافى" من الإرهاب والمؤامرة الكونيّة بسواعد "الجيش العربي السوري" ومؤسساته، حيث حصدت أسماء -من خلال تلك الصورة- كثيراً من التعاطف والرومانسية في أوساط المؤيدين والموالين.

بعد أقل من عام على تلك الصورة "الرومانسية" وخلال رحلة علاجها من سرطان الثدي، نشرت صفحة "الرئاسة السوريّة" صورةً جديدة لـ أسماء من مكتبها وهي تردي قميصاً قطنياً أزرق وتغطّي رأسها بقطعة من القماش، في إشارةٍ إلى أنّها تواصل عملها رغم المرض، وأرفقتها بعبارة: "رئاسة الجمهورية العربية السورية تتمنى للسيدة أسماء الشفاء العاجل".

وفي أواخر العام 2019، ظهرت أسماء الأسد في مقابلة مع تلفزيون النظام وهي ترتدي ثوباً أبيض اللون ويظهر شعرها قصيراً ومصفّفاً للمرة الأولى، حيث كانت تغطّيه بوشاح في إطلالاتها السابقة، في إشارة إلى تساقط شعرها بفعل المرض، وأعلنت رسمياً -خلال المقابلة- شفاءها من سرطان الثدي، قائلةً: "رحلتي انتهت.. انتصرت على السرطان بالكامل".

أسماء الأسد والسرطان مجدداً

لم تنتهِ رحلة أسماء الأسد مع مرض السرطان، الذي عاد إليها مجدّداً، حيث أعلن النظام السوري في بيان، أمس الثلاثاء، إصابتها بمرض ابيضاض الدم المعروف بـ"اللوكيميا"، أو ما يُشار إليه بـ سرطان الدم.

وجاء في البيان: "بعد ظهور أعراض وعلامات سريرية مرضية تبعتها سلسلة من الفحوصات والاختبارات الطبية، تم تشخيص السيدة الأولى أسماء الأسد بمرض الابيضاض النقوي الحاد (لوكيميا)".

  • علاج يتطلب "العزل"

وأشار البيان إلى أنّ أسماء الأسد "ستخضع لبروتوكول علاجي متخصّص يتطلب شروط العزل مع تحقيق التباعد الاجتماعي المناسب"، كما أنّها "ستبتعد عن العمل المباشر والمشاركة بالفعاليات والأنشطة كجزء من خطة العلاج".

للمفارقة، فإنّ سرطان الدم هو الداء ذاته الذي عانى منه حافظ الأسد -والد زوج أسماء- سنوات طويلة قبل وفاته به، عام 2000، لكنّ النظام القائم على "أبدية الأسد"، حينذاك، لم يكن "شفّافاً" في الكشف عن إصابة "القائد الخالد" به، كما يفعل الآن وللمرة الثانية في إعلان رسمي عن إصابة أسماء بالسرطان.

ومع ذلك، ربما لو كان المُصاب بمرض السرطان بشار الأسد نفسه، لواصل النظام سياسة حجب أي معلومات تزعزع فكرة "أبدية الأسد وخلوده"، رغم أنّ الثورة السورية زعزعتها، منذ آذار 2011، حيث سبق أن أعلن النظام، مطلع العام 2021، إصابة بشار الأسد وزوجته بفيروس كورونا، قبل أن يُعلن شفاءهما بعد أيام.

بالعودة إلى إعلان إصابة أسماء بالسرطان مجدّداً، تجدر الإشارة إلى أنّ البيان يؤكّد -بحسب محلّلين- تغييبها عن المشهد كلّياً هذه المرّة، مع تبرير ذلك بأنّه "جزء من خطة العلاج"، بعكس ما كان في مرضها الأوّل، الذي لم يكن بياناً رسمياً، بل اقتصر على منشور عبر صفحة "الرئاسة" في "فيس بوك"، جاء فيه: "بقوة وثقة وإيمان.. السيدة أسماء الأسد تبدأ المرحلة الأولية لعلاج ورم خبيث بالثدي اكتشف مبكراً".

وبعد دقيقة تبعه منشور آخر على لسان أسماء تقول فيه: "أنا من هذا الشعب الذي علم العالم الصمود والقوة ومجابهة الصعاب.. وعزيمتي نابعة من عزيمتكم وثباتكم كل السنوات السابقة".

لم يُشر النظام السوري، حينذاك، إلى أنّ أسماء ستغيب في رحلة علاجية قد تتطلب شروط عزل وابتعاد -علماً أنّ مرض السرطان بمختلف أشكاله غير معدٍ، بحسب البحوث الطبيّة- بل على العكس، تابعت أسماء نشاطاتها وفعالياتها، وخرجت بعد أيام في زيارات استعراضية مع الأطفال -خلال عيد الأضحى- تُظهر مكافحتها للمرض بـ"قوة وثبات"، كما يكافح زوجها، السوريين أينما كانوا وحلّوا، حيث تلاحقهم طائراته وصواريخه وبراميله وضرائبه وإتاوات حواجزه داخل سوريا، ورسوم جوازات السفر وتصديق الوثائق في سفاراته وقنصلياته خارجها.

وخلال السنوات الخمس الماضية، وعقب إعلانها الشفاء من سرطانها الأوّل، كثّفت أسماء الأسد من ظهورها الإعلامي، بل خرجت من سوريا، لأوّل مرة منذ العام 2011، برفقة زوجها إلى الإمارات، قبل أن تسافر مجدّداً بعد أشهر، برفقته ورفقة أولادهما إلى الصين، التي حاولت جاهدةً التسويق لنفسها، عبر توثيق -على حساباتها الرسميّة- كلّ المواقف التي عاشتها هناك، لكنّها الآن ستغيب!؟

اليوم، تتوارى أسماء الأسد خلف الأضواء، وسط غموض يلفّ خبر إصابتها، وأنباء متضاربة عن سفرها -غير المؤكّد- برفقة ابنتها إلى بريطانيا، حتّى أنّها لم تُرافق زوجها في زيارته الأخيرة إلى البحرين، التي شارك فيها بالقمة العربية، لكنّه مكث صامتاً دون أن ينبس بحرف واحد، وفور عودته بأيام، أُعلن نبأ إصابة زوجته بالسرطان.

وهناك من السوريين مَن يشكّك في إعلان إصابتها، ويرى أن ابتعادها كان "مقصوداً"، والسبب "الاستياء منها ومن مؤسّساتها، التي تبذل قصارى جهدها لإفراغ جيوب السوريين في مناطق سيطرة النظام، والاستيلاء على أي تمويل أممي يُمنح لهم، كما سبق وفعلت باستحواذها على الحصة الأكبر من التمويل الأممي المقدّم للمتضرّرين من الزلزال".

عن إمبراطورية أسماء الأسد في "عزلها وابتعادها"

الآن، وبغض النظر عمّا إذا كان السرطان الجديد حقيقياً أم لا، فإنّ الحقيقي رسمياً أنّ أسماء ستغيب "عزلاً وتباعداً" عن العمل المباشر، وهذا يعني أنّها وإن كانت ستتابع بعض أعمالها بشكل غير مباشر، فإنها ستغيب عن الظهور الإعلامي، الذي سبق أن زاحمت زوجها عليه، خلال السنوات القليلة الماضية، حتّى وهي في مرحلة العلاج من سرطانها الأوّل.

وبحسب محلّلين، فإنّه في حال غياب أسماء عن المشهد "إعلامياً" فقط، فهو أقرب إلى غيابٍ عن المشهد السياسي دون الاقتصادي، الذي تصدّرته كلّياً عبر إنشائها إمبراطورية مالية ضخمة جداً، تقودها عبر "مجلس سرّي" من داخل القصر الرئاسي، يتولى مهمة الهيمنة والتحكّم الكامل باقتصاد سوريا بمختلف قطاعاته، بحسب تقرير مفصّل نشرته صحيفة "فاينينشال تايمز"، مطلع العام الفائت.

اقرأ أيضاً.. فاينينشال تايمز: أسماء الأسد تقود مجلسا سرّيا يتحكم باقتصاد سوريا

وأشارت مقابلات الصحيفة مع 18 شخصية (على دراية بآليات عمل النظام السوري، بينهم رجال أعمال ومديرو شركات وموظفون في منظمات إغاثية ومسؤولون سابقون)، إلى أنّ أسماء عملت على مدار سنوات طويلة لبناء شبكة محسوبيات واسعة بالاعتماد على المنظمات الخيرية وغير الحكومية التابعة لها، مثل "الأمانة السورية للتنمية"، وتحكّمت شخصياً بتدفق أموال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا.

ولكن هناك مَن يعتبر أنّ إبعادها "المقصود" بمثابة "ظهور طاقم اقتصادي جديد"، ويرى هؤلاء أنّ هذا "الإبعاد"، ربما يكون مرتبطاً بصندوق التعافي المبكر، الذي أطلقته الأمم المتحدة، والذي سيكون في دمشق ويمتد لـ5 سنوات، عن طريق مانحين غير تقليديين كدول الخليج (المطبّعة مع النظام السوري).

وأنّه قد يكون هناك رغبة من المانحين -الخليجيين على وجه الخصوص- بأن يكون تمويل صندوق التعافي بعيداً عن مؤسسات أسماء الأسد، في مقدمتها "الأمانة السورية للتنمية"، التي كانت تستولي على حصة "الأسد" من التمويل والدعم الأممي، بكل قطاعاته التنموية والتعافي المبكر والمشاريع الإغاثية.

  • مَن المرشح لإدارة الإمبراطورية الاقتصادية لأسماء الأسد؟

وإن كانت أسماء الأسد قد غابت الآن -أو غُيّبت- عن المشهد بسبب مرض السرطان، فإنّ أبرز رجالها ومستشاريها الاقتصاديين (يسار إبراهيم) قد سبقها في الغياب، منذ أواخر العام المنصرم، حيث كشفت مصادر خاصّة لـ موقع "صوت العاصمة"، قبل أيام، أنّه في رحلة علاج طويلة الأمد، إثر تعرّضه لتسمّم حاد بمادة كيميائية تسبّبت بتلف معظم أعضاء جسده الداخلية.

ويسار إبراهيم -المُدرج أيضاً إلى جانب أسماء على قوائم العقوبات الأميركية- كان يبدو أنّه المرشّح الأبرز لمتابعة مهام أسماء الأسد خلال رحلة غيابها العلاج، فهو مستشار اقتصادي لها ولزوجها معاً، ويدير إمبراطورية من الشركات التي استحوذ عليها من أصحابها لصالح "أسماء وزوجها"، تمتد على قطاعات عديدة مثل الاتصالات والبناء والعقارات والنفط والسياحة والأمن الخاص، بعضها مسجل في سوريا ولبنان، وبعضها الآخر في جزر الكايمان التابعة لبريطانيا.

وإذا أسقطنا يسار إبراهيم من قائمة المرشّحين، رغم أنّه من أبرز الأعضاء في مجلس أسماء الاقتصادي السرّي، والذي تبدو حالة تسميمه من قبل مرافقيه غامضة-، وإذا لم يكن هناك تمهيد لـ"طاقم اقتصادي جديد" يدير مؤسّساتها، وفق التحليلات، فإنّ الباقين في المجلس والمرشَحين المحتملين لخلافتها، هم:

  • فراس كلاس: مدير مؤسّسة أسماء الأسد "الأمانة السورية للتنمية".
  • لينا الكناية: مستشارة منصور عزام وزير الشؤون الرئاسية، إحدى أبرز منسقي العلاقات بين القصر الرئاسي والقطاع الخاص، عملت سابقاً مديرة لمكتب أسماء الأسد بين عامي 2001 و2008، اتهمتها وزارة الخزانة الأميركية، عام 2020، بإدارة أنشطة تجارية وشخصية نيابةً عن أسماء.
  • دانا بشكور: مديرة مكتب أسماء الأسد، شوهدت ضمن وفدها المرافق خلال زيارتها وزوجها إلى الإمارات، يوم 19 آذار 2023، في أول رحلة لأسماء خارج سوريا منذ عام 2011.
  • لونا الشبل: أكبر مسؤولة إعلامية في النظام السوري ومستشارة خاصة ببشار الأسد، الذي استبعدها من انتخابات "حزب البعث"، مؤخّراً.
  • خضر علي طاهر: مالك شركة "إيماتيل"، أكبر شركة لبيع الهواتف بالتجزئة في سوريا، يُعتقد أنه يدير الشركة بالنيابة عن أسماء الأسد، منذ تأسيسها عام 2019، مع العلم أن "إيما" هو اللقب الذي عُرفت به أسماء الأسد في طفولتها ببريطانيا، التي تحمل جنسيتها، وتسعى لندن لتجريدها منها، بسبب تورّطها في انتهاكات حقوق الإنسان.

ونظراً للأسماء المتبقية، يمكن استبعاد لونا الشبل من القائمة، بناء على تقارير سابقة كانت تشير إلى كثير من الخلافات السابقة بينها وبين أسماء الأسد داخل القصر الرئاسي، الذي تقوده "إعلامياً"، فضلاً عن استبعادها، مؤخّراً، من انتخابات "حزب البعث".

كذلك يُمكن استبعاد (خضر علي طاهر)، الذي غضبت عليه أسماء ووضعته رهن الإقامة الجبرية، بعد كشفها عمليات سمسرة خارج إطار التفويض الممنوح له من قبلها لإدارة أعمالها وممتلكاتها، بحسب صحيفة "العربي الجديد"، فيبقى المرشّحون لخلافتها في إدارة أعمال إمبراطوريتها -وإن بالواجهة فقط- هم: فراس كلاس، لينا الكناية، دانا بشكور.

وفي سؤال للباحث الاقتصادي السوري كرم شعار عن هذه التحليلات، أكّد أنّه لا يمكن التعليق بدقّة على هذه الأمور، التي يشوبها كثير من التكّهنات، إذ لا معلومات دقيقة عن حقيقة مرض أسماء، ولا عن الدور الحقيقي لـ يسار إبراهيم وقضية تسميمه.

وتتطابق إجابة "شعار" مع إجابة الباحث الاقتصادي السوري مناف قومان، الذي أشار أيضاً إلى تزامن إعلان مرضها، مع الخلافات الأخيرة بين أسماء الأسد وحسام قاطرجي -عضو "مجلس الشعب"- حيث "جُمّدت أمواله وممتلكاته".

وأكّد الباحثان لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ "هناك مبالغة كبيرة في الدور الاقتصادي لأسماء، وأنّ كل نفوذها الاقتصادي يتحكّم به بشار الأسد، لذلك فإنّ خروجها من المشهد قد لا يغيّر في الواقع الاقتصادي شيئاً".

في ظل هذه المعلومات والتقارير التي تتحدّث عن المجلس الاقتصادي السرّي لأسماء الأسد المرتبط بالقصر الرئاسي، يبدو أنّ الغموض سيبقى يلفّ جدران القصر، التي تُخفي وراءها تكهّنات وشائعات لا حصر لها، تروي قصصاً عن صراعات خفيّة وتحالفات مضطربة ومتغيّرة بين كبار المسؤولين، تارةً تؤكّد هيمنة بشار المطلقة على كلّ شيء، وتارةً أُخرى تشكّك وتشير إلى تخبّطه وسط أجنحةٍ وتيارات متناحرة، إمبراطورية زوجته الاقتصادية، الجيش (حيث يقبض شقيقه ماهر على أقوى فرقه)، الأجهزة الأمنية، الميليشيات، وانقسام ولاء جميع هؤلاء بين حليفيه الرئيسيين: روسيا وإيران.

حتّى إنّ النظام السوري يسعى جاهداً وباستمرار، لإخفاء ما يجري داخل "القصر الرئاسي" عن أعين السوريين والعالم، ويُظهر ما يريد إليهم، حيث يستخدم في ذلك مختلف أدوات الخداع والتضليل، الذي يسوده إعلامه الرسمي والرديف، اللذان يروّجان معاً لـ صورة مشرقة عن "الرئيس المنتصر دائماً على كل مؤامرات الكون"، في محاولة يائسة لغض النظر عن جرائم وهزائم وهوان "الرئيس"، وتجاهل دعم زوجته المُطلق للحرب الدموية التي يشنّها زوجها على السوريين، منذ 13 عاماً، هذا الدعم الذي حوّلها من "سيدة الياسمين" إلى "سيدة الجحيم الأولى".