icon
التغطية الحية

أسماء الأسد من الصين.. محاولة يائسة للبحث عن صورة "وردة الصحراء" المفقودة

2023.09.29 | 06:41 دمشق

أسماء الأسد خلال زيارة الصين
أسماء الأسد خلال زيارة الصين
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

"مرحبا أنتِ جميلة".. جملة خرجت بإنجليزية متقنة من بين جموع الصينيين الملتفين حول أسماء الأسد في إحدى الزيارات التي أجرتها برفقة زوجها رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الصين.

هي لقطة واحدة من عشرات اللقطات "العفوية" التي بثتها وسائل إعلام الصين لأسماء الأسد، خلال "تعثرها" بالمعجبين أينما حلت هناك، مع استقبال "مهيب" من مراهقين يمدون لها الأيادي كـ"فانز" يلتقي بمطربه المفضل.

تقول وسائل إعلام صينية إنّ الفتاة التي امتدحت أسماء الأسد في تلك اللحظة "سائحة"؛ فكيف استطاعت تلك السائحة الوصول إلى زوجة رئيس النظام واختراق الحماية لتمسك خديها وتخبرها عن "جمالها"؟

رافقت أسماء الأسد زوجها إلى الصين في زيارة اصطحبت فيها أولادها زين وحافظ وكريم، فكانت الزوجة الوحيدة بين الحاضرين الذي وصلوا إلى الصين بدعوة من الرئيس الصيني لحضور مراسم افتتاح الدورة الـ 19 للألعاب الآسيوية.

وفي جولاتها التي ظهرت تارة برفقة العائلة وتارة وحيدة، أحاطت أسماء الأسد نفسها منذ اليوم الأول للزيارة بهالة من المعجبين الصينيين الذين قابلوا كل حركة من حركاتها بالصراخ والتهليل، بطريقة مبالغ بها وتدعو للريبة حيث شكك مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بأن يكون الجمهور قد استئجر لهذه الغاية.

انطلاقة على إنستغرام

واستهلت أسماء الزيارة بإنشاء حساب على إنستغرام وصل عدد متابعيه في الساعات الأولى إلى 300 ألف شخص وارتفع لاحقاً إلى 350 ألفاً.

اللافت أن أسماء لم تستخدم حسابا شخصياً معلناً طوال السنوات السابقة على أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي، ولم تظهر من قبل تحمل هاتفاً بشكل علني لا في الزيارات الداخلية ولا الخارجية، الأمر الذي تبدل كلياً هناك في الصين، إذ واظبت على تصوير لقطات من كل مكان زارته لنشره.

وحافظ حساب أسماء بإنستغرام على نشاطه منذ اليوم الأول لهبوط الطائرة في الصين فكانت الصورة الأولى بعنوان "اللحظات الأولى في جمهورية الصين" استفتاحاً للنشاط "الإنستغرامي".

ووثق الحساب المواقع التي زارتها أسماء الأسد طوال الأسبوع الماضي بدءاً من تسجيل مصور في معبد "لينج" بمدينة خانجو مروراً بمنشورات من مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الصيني شي جين بينغ وانتهاء برسالة مصورة ظهرت فيها مع رئيس النظام باللغة الصينية.

تصدر المشهد

وعلى خشبة مسرح في كلية الدراسات الأجنبية بالعاصمة الصينية بكين وقفت أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري مغمورة "بمشاعر الفخر" كما قالت في كلمتها، مع "امتنان" للحفاوة التي غمرت بها من عشرات الصينيين الذين تجمعوا لتحيتها عند كل مدخل ومخرج منذ بدء الزيارة.

وألقت أسماء الأسد كلمة أمام عشرات الطلاب الصينيين وغيرهم من الضيوف تحدثت فيها عن اللغة العربية، مجتهدة في قراءة ما كتب لها عن "روابط تاريخية وأخرى ثقافية تعود إلى أيام قوافل طريق الحرير بين الصين والشام قبل آلاف السنين".

ولم تلق كلمة أسماء في الجامعة الترحيب المرجو في بعض الأوساط المقربة من النظام إذ تطرق المنتقدون إلى وجود بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد مع الوفد وهي الأحق بالوقوف على المسرح والحديث عن "اللغة والأدب والثقافة والروابط المشتركة"، بحسب تعبيرهم.

واعتبروا كلمة أسماء الأسد في الجامعة باباً لتلميع صورتها الخارجية ومحاولة لتصدر مشهد السياسة السورية الخارجية، مشيرين إلى أنّ وسائل الإعلام ركزت على حضورها أكثر من مخرجات الزيارة مثل صحيفة "الوطن" التي نشرت خبراً عن ختام الزيارة وعنونته بـ (الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء يختتمان زيارة استراتيجية إلى الصين) لكن صورة الخبر توسطها أسماء الأسد تلوّح للجمهور في حين غاب بشار الأسد عن المشهد.

خبر ختام زيارة الأسد إلى الصين من صحيفة الوطن المقربة من النظام
خبر ختام زيارة الأسد للصين من صحيفة الوطن المقربة من النظام

كيف تناول الإعلام الصيني الزيارة

اللافت أن تركيز وسائل الإعلام الصينية انصب بشكل خاص على شخص أسماء الأسد فركزت كثير من المواقع الإخبارية المشهورة على حضور أسماء والفساتين المتنوعة التي ارتدتها في اللقاءات مثل صحيفة "يانج تشينج" الصينية التي قالت إن "أسماء شوهدت في افتتاح دورة الألعاب بتسريحة ذيل حصان  وهي ترتدي فستاناً مطبوعاً بالأبيض والأسود، وتلوح للرياضيين، وقامت بحركة القلب بشكل جذب انتباه الجمهور ومستخدمي الإنترنت، وسرعان ما تم تداول اللقطة من قبل عدد لا يحصى من المعجبين".

وسائل إعلام صينية أخرى ركزت في أدق تفاصيل أسماء الأسد فمثلاً سلّط موقع "sohu" الصيني الضوء على ما سماه "عادة الفريدة في شرب الماء" فقال: "إنها لا تشرب مباشرة من زجاجة المياه المعدنية، بل تصب الماء في كوب وتشربه.. هذه الخطوة التي تبدو بسيطة لها سبب عميق وراءها".

ولم تغفل أسماء عن استغلال الأيام التي قضتها في الصين بإجراء المقابلات التلفزيونية فظهرت على شاشة تلفزيون فينيكس الصيني في مقابلة وصفها الإعلام بـ"المثيرة للاهتمام للغاية"، وهي أول مقابلة تجريها على وسيلة إعلام صينية.

وفي جوابها عن سؤال عن العقوبات الأميركية المفروضة عليها قالت أسماء الأسد في المقابلة: "على المستوى الشخصي، لم تؤثر العقوبات عليّ حقاً.. مصالحي وحياتي موجودة في سوريا.. لذا فإن الأشخاص الوحيدين الذين يمكنهم معاقبتي هم في الواقع الشعب السوري الذي يعيش في سوريا".

مقابلة أسماء الأسد في تلفزيون فينيكس الصيني
مقابلة أسماء الأسد في تلفزيون فينيكس الصيني

"وردة الصحراء"

والواضح أن أسماء الأسد تحاول استثمار زيارتها برفقة العائلة إلى الصين لإعادة إحياء ما بدأته قبل أكثر من عشر سنوات عندما سعت عبر شبكة ضخمة من العلاقات للترويج عن نفسها فأوصلتها الجهود وقتئذ لتتصدر صورتها مجلة "فوغ" في عدد ربيع 2011 والتي وصفت أسماء بلقب "وردة الصحراء".

أسماء الأسد في مجلة "فوغ"
أسماء الأسد في مجلة "فوغ"

لكن الانتقادات الواسعة التي طالت المجلة وقتئذ دفعتها للاعتراف لاحقاً بتعاونها مع شبكة علاقات عامة مرتبطة بالنظام السوري، وحذفت التقرير من منصتها.

وتدمرت الصورة نهائياً مع انخراط أسماء الأسد في الحرب الشعواء التي شنها النظام على السوريين عبر قصف المدن الثائرة طوال السنوات الماضية.

عقوبات أميركية على أسماء الأسد

وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية فرض عام 2020، عقوبات على أسماء الأسد بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894 في 17 من حزيران من العام 2020.

ويشير تقرير للخزانة إلى أن أسماء الأسد أقامت شبكة تمارس نفوذاً متزايداً على الاقتصاد السوري، كما تمارس نفوذاً كبيراً على اللجنة الاقتصادية التي تدير الأزمة الاقتصادية المستمرة في سوريا، ووفقاً لتقارير مفتوحة المصدر، تتخذ اللجنة الاقتصادية قرارات بشأن دعم الغذاء والوقود والتجارة وقضايا العملة.

ووسّعت أسماء نفوذها على الأمانة السورية للتنمية، التي أسستها في العام 2001، وتوجّه التمويل إلى المبادرات الخيرية والإنسانية في مناطق سيطرة النظام.

في العام 2019، ورد أن أسماء استولت على "جمعية البستان الخيرية" من رامي مخلوف، وفي العام 2021 ورد أن مسؤولين في القصر الجمهوري مقربين من أسماء تم تعيينهم في مجلس إدارة شركة اتصالات "سيريتل".

وفي العام نفسه، أسست أسماء الأسد أكبر شركة "إيماتيل" للاتصالات السلكية واللاسلكية مع رجل الأعمال خضر علي طاهر، والذي أدرجه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، مع شركة "إيماتيل"، في 30 من أيلول من العام 2020، بموجب الأمر التنفيذي 13582، على خلفية مساعدته المادية ورعايته وتقديمه الدعم المالي والتكنولوجي للنظام السوري.