icon
التغطية الحية

كهرمان مرعش.. أين يذهب الناجون السوريون بعد الزلزال المدمر؟ |فيديو

2023.02.19 | 06:37 دمشق

كهرمان مرعش بعد الزلزال
خيمة يقطنها سوريون عقب زلزال كهرمان مرعش ـ خاص
كهرمان مرعش - عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

بعد أن توقفت ساعات جدران المنازل عند الساعة الـ 4.18 في كثير من بيوت كهرمان مرعش، وخرج الناجون من بيوتهم المتصدعة أو من تحت الأنقاض في قصص بمعظمها توصف بالمعجزات، ما هي خطة السوريين بخصوص يومهم التالي؟

تجول موقع تلفزيون سوريا في مدينة كهرمان مرعش بين الدمار حيث تغيرت معالم المدينة إلى مدمر ومتصدع وقائم، لم تعد هناك ثنائية قديم وجديد، فالدمار كان عشوائياً وكثير من الأحياء الجديدة انهارت أبنيتها، في الوقت الذي صمدت أبنية أخرى.

والتقينا مع العديد من السوريين الذين نجوا من الزلزال، هل يريدون البقاء في مدينة كهرمان مرعش التي يعدونها وطناً ثانياً لهم بعد حلب أو حماة أو إدلب، أو يريدون الذهاب إلى أنطاليا الولاية التي حددت لهم للذهاب إليها.

في مقابل ذلك هناك خيار مطروح وهو الذهاب إلى مدنهم في سوريا أيضاً.

دمار من جراء الزلزال في كهرمان مرعش ـ خاص

ما هي خطط السوريين الناجين من الزلزال؟

يتفق كثير من السوريين الذين قابلناهم وهم كثر على أنهم لن يغادروا المدينة لأنهم لا يملكون القدرة على الانتقال أولاً، ولأن تكاليف المعيشة أكبر من استطاعتهم.

وقال محمد حجازي من ريف إدلب في لقاء مصور مع موقع تلفزيون سوريا، وهو أحد الناجين من الزلزال إن "مصيرنا مجهول حتى الآن، الناس بيوتها تدمرت، هل سيكون التعويض للأتراك فقط أم سيشمل السوريين أيضاً".

وبخصوص خطة الحكومة التركية بإيواء السوريين في أنطاليا، أوضح أن كثيرا من معارفه ذهبوا إلى أنطاليا وأخبروه أن هناك استغلالا كبيرا بما يخص الإيجارات التي تبدأ من 5 إلى 15 ألف ليرة تركية غير المكتب العقاري والتأمين.

وهناك فروق كبيرة بين إيجارات أنطاليا وكهرمان مرعش خصوصاً أن أنطاليا مدينة سياحية وفيها كثير من الروس والأوكرانيين الأمر الذي زاد من أسعار إيجاراتها بشكل كبير.

وبخصوص العودة إلى سوريا قال حجازي: إن "الذهاب إلى سوريا صعب جداً يعني هون الناس متبهدلة كيف تروح لهنيك، بسوريا ما في شغل وما في حياة".

وأشار إلى أن الوضع في مرعش مؤسف لأن كثيرا من الناس تعمل باليومية وتؤمن الخبز والمعيشة أما الآن فلا يوجد شيء.

ويعمل معظم السوريين القاطنين في مرعش بمعامل تصنيع القماش وصناعة الألبسة والتي من المرجح أن تفتتح أبوابها خلال الأيام القادمة، بحسب حجازي.

ذهب إلى أضنة وعاد

من جانبه قال ماهر الشيخ من حلب، الذي نجا مع عائلته من الزلزال وأصيب في أثناء إنقاذ من كان تحت الأنقاض، نحن بحلم وحتى الآن ما خرجنا منه، وقد لا نخرج منه بسنة.

وأضاف في لقاء مصور مع موقع "تلفزيون سوريا" أن رجله أصيبت في أثناء إنقاذ أقاربه فوقع عليها لوح بلور فتأذت بشكل كبير.

وأردف: "ابني عمره أربع سنوات ونصف تأثر نفسياً من جراء الزلزال، كل يوم يقول لي أريد ألعابي. أقول له: سأشتري لك غيرها. يقول لي العالم ماتت كيف بدك تجبلي غيرها".

اقرأ أيضا: معبر جرابلس يعلن السماح لحاملي الإقامات التركية بالدخول إلى سوريا

ولفت الشيخ إلى أنه ذهب إلى أضنة ليوم واحد، وعاد إلى كهرمان مرعش، لأنه لا يمكن البقاء فيها الإيجارات تصل إلى 20 ألف ليرة شهرياً وبعض أصحاب البيوت يريدون إيجار شهر سلفاً.

وأكد أنه لن يذهب إلى أنطاليا لأنه من الصعب المعيشة هناك والعودة خلال شهرين لذلك سنبقى هنا.

ويعمل الشيخ الذي يعيل ولدين وأمهم، في بيع الأدوات المستعملة وتدمر محله بشكل كامل بسبب انهيار مبنى فوقه ومن المرجح أن لا تعوضه الحكومة التركية لأن متجره الصغير غير مرخص بشكل نظامي.

ووجه عبر موقع تلفزيون سوريا رسالة إلى العالم قائلاً من يستطيع أن يساعد الناس فليفعل، هناك كثير من الأشخاص في العراء ليس لديهم خيام أو مأوى ودرجات الحرارة في الليل تنخفض إلى أربع أو خمس درجات تحت الصفر.

ما يشبه الخيمة

ورغم أن كهرمان مرعش ليست مدمرة كلياً وهناك العديد من الأحياء التي نجا سكانها من الموت، إلا أن بيوت عشرات الآلاف من السوريين قد تصدعت أو أصبحت غير آمنة بسبب الهزات الارتداية وأخبرنا كثر أنهم سيبقون في المدينة حتى لو في الخيم أو البيوت القديمة الخطرة لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه.

وفي حي "يوسوفلار" قال أبو عمر الذي سمح لنا بتصوير خيمته المصنوعة من الشوادر والأكياس، إنه نجا مع أبنائه من الزلزال لكنه سيبقى مع العائلات الثلاثة في هذه الخيمة أو ما تشبه الخيمة.

وأضاف اللاجئ من كفر رومة في ريف إدلب أن بيته بيد قوات النظام السوري لذلك لا يستطيع العودة إلى سوريا.

وأردف أبو عمر الذي يعاني من إعاقة في قدمه أنه يعمل بجمع الخردة في مرعش وحاله مستورة والآن هو في الطريق بهذه الشوادر يبحث عن حل ولكن لا يجد، مؤكداً أن "السبل قد انقطعت بي ولا رجاء إلا من الله".