icon
التغطية الحية

في عشرية الثورة وعبر فيلم وثائقي روسيا تذكر الأسد بفضلها عليه

2021.03.18 | 06:03 دمشق

808x525_cmsv2_1be130b6-3ecd-50ec-a515-c5d32d7da52d-4697240.jpg
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

لم تفوّت روسيا الفرصة في الذكرى العاشرة للثورة السورية كي تذكر بشار الأسد ونظامه بفضلها عليه، إذ كان لتدخلها في أيلول 2015 أثر بالغ في مسار الأحداث، حيث قلبت موازين القوى على الأرض بعد أن كانت فصائل المعارضة تسيطر على نحو ثلثي البلاد.

منذ بدء وصول قواتها المدججة بالسلاح الحديث إلى سوريا، شرعت روسيا في دك المناطق المحررة في حلب والغوطة الشرقية والغربية ودير الزور ودرعا، متفاخرة بتجربة أكثر من 300 نوع سلاح وفق اعترافها، كي تسوقها للبيع في الأسواق العالمية.

روسيا تدمر المناطق المحررة في سوريا

اعتمدت آلة الحرب الروسية على سياسة الأرض المحروقة بهدف واحد هو تسوية المناطق المحررة في الأرض، حتى تصل إلى نتيجة واحدة وسريعة، هي فرض ما سمّتها عمليات "التسوية مع مقاتلي المعارضة" أو الرمي بهم وبعائلاتهم إضافة إلى المدنيين في الشمال السوري، وتكديسهم هناك، ومع ترجمة هذه السياسة على الأرض بدأ بشار الأسد يشعر بنشوة الانتصار المزيف.

يأتي فيلم قناة "tvzvezda" حتى يذكّر نظام ورئيسه الغائب عن الأنظار حالياً بحجة "كورونا" حتى يذكّر الأسد بفضل موسكو عليه وعلى جيشه وقواه الأمنية، بأنها هي من رجّحت كفة الميزان لهم.

وكان لافتا في الفيلم إعادة عرض مشاهد ظهور فلاديمير بوتين وبشار الأسد في قاعدة حميميم في كانون الأول 2017، فهناك أفهم بوتين الأسد حجمه الحقيقي من ما جرى عسكريا، عندما منع جنرال روسي الأسد من اللحاق ببوتين أثناء إلقائه خطابا أمام جنوده.

 

فصائل المعارضة كانت تسيطر على 70 في المئة من سوريا

يقول الفيلم إن 70% من البلاد كانت بيد فصائل المعارضة، وكان نظام الأسد أمام أيام قليلة وينهار، حينئذ، لجأ الأسد إلى موسكو طلباً للمساعدة العسكرية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى رسائل النجدة التي كان يبرق بها الأسد لبوتين عبر وسطاء بينهما، إذ كشف الدبلوماسي الفلسطيني- السوري السابق، والمقرّب من دوائر صنع القرار في موسكو، رامي الشاعر في عدة مقالات عن المرحلة التي سبقت تدخل روسيا عسكرياً لنجدة نظام الأسد.

الشاعر أشار  إلى إحداث قناة تواصل سرية بينه وبين أحد ممثلي بشار الأسد من دمشق، كي يوصل الشاعر رسائل كان النظام يريد لموسكو أن تطلع عليها.

يقول الشاعر عن هذه القناة الثنائية "مع احتدام الوضع في 2013 تلقى اتصالا من مسؤول في مكتب الرئاسة، عرّف نفسه بأنه مكلف من الرئيس الأسد للتواصل، وشدد على أهمية فتح قنوات اتصال وتعاون بسبب تفاقم الظروف الصعبة، وأهمية حشد التأييد في الأوساط الروسية".

ويؤكد الشاعر أنه تبادل مع ممثل بشار الأسد أكثر من أربعين رسالة، كانت في مجملها عن نداءات استغاثة مباشرة من دمشق لموسكو.

وبالعودة إلى الفيلم الروسي فقد عرض مشاهد من مقابلات مع كبار الجنرالات الروس في حميميم وفي دمشق، تحدثوا خلالاها عن إنقاذ النظام عسكريا، كما عرض الفيلم مشاهد لقاعدتي حميميم وطرطوس ولقوات البحرية الروسية، وللمقاتلات الروسية وهي تدمر المناطق المحررة، وهنا لابد من الإشارة إلى عشرات المجازر التي ارتكبتها القوات الروسية بحق المدنيين خلال سنوات تدخلها ومازالت.

وختم الفيلم بمشاهد الجنود الروس وهم يوزعون أكياس الرز والخبز في درعا وحلب ودمشق وغيرها من المناطق على مدنيين يرزحون تحت ظل واقع معيشي متردٍ واقتصاد منهار وليرة دخلت في نفق مظلم بسبب إصرار الأسد وداعميه على بقائه في السلطة، وعدم السماع لأصوات ملايين السوريين الذين جددوا هذه الأيام عهدهم بمواصلة الثورة حتى تحقيق مطالبها، فطافوا بالآلاف في إدلب وريف حلب، يجددون هتافاتهم التي أطلقوها قبل عشر سنوات.

مالم يذكره فيلم روسيا الوثائق في ذكرى الثورة

تجاهل الفيلم الحديث عن التغييرات التي أجرتها موسكو في بنية جيش نظام الأسد، وهذا مفهوم، لجهة أنها تحمل شعار الحفاظ على سوريا ومؤسساتها موحدة غير منهارة، على عكس ما تتهم به المعارضة وداعميها.

ومنذ اللحظات الأولى لتدخلها، هدفت موسكو إلى إدارة ملف الأزمة بشكل كامل وهذا لن يتأتى لها إلا في حال سيطرتها على مفاصل الجيش وبعض أجهزة الأمن، وهذا ما حصل، فقد أحدثت تغييرات جذرية في هيكلية جيش النظام ليسهل عليها السيطرة على قراراته، إضافة إلى ممارستها ضغطاً على نظام الأسد لإصدار بعض القوانين والقرارات، منها ما يتعلق بقانون الخدمة العسكرية والاحتياط ومنها ما يتعلق بقرارات تسريح الضباط وتنقلاتهم.

برز ذلك في تشكيل "الفيلق الخامس" في 22 من تشرين الثاني 2016، وأرادت موسكو من تشكيله استيعاب الميليشيات المحلية في بنية تنظيمية عسكرية توازي نفوذ الميليشيات الإيرانية على الأرض، كما كان بند الالتحاق بـ "الفيلق الخامس" مقابل تسوية أوضاع المقاتلين في صفوف المعارضة حاضرا في جميع المفاوضات التي خاضتها روسيا مع الفصائل في "مناطق التسويات"، التي كان آخرها في تموز الماضي 2018 عندما انضم قائد فصيل "أسود السنة" في درعا، أحمد العودة، إلى الفيلق والذي أصبح لاحقا قائد اللواء الثامن فيه.

وإلى جانب ذلك أسست لنفسها قواعد عسكرية في الساحل السوري، باتفاقيات طويلة الأمد، ووقعت مع النظام اتفاقيات اقتصادية وتجارية في عدة مجالات على رأسها النفط والغاز والفوسفات، وفي ذكرى الثورة حصل أن منحت وزارة نفط نظام الأسد شركة كابيتال محدودة المسؤولية الروسية حق التنقيب عن النفط في البلوك البحري رقم واحد في البحر الأبيض المتوسط مقابل ساحل محافظة طرطوس حتى الحدود البحرية الجنوبية مع لبنان بمساحة 2250 كم2، لمدة 25 عاماً.