icon
التغطية الحية

شلل يضرب كبرى المدن السورية في ظل خفض حصص البنزين

2021.04.01 | 17:44 دمشق

شلل يضرب كبرى المدن السورية في ظل خفض حصص البنزين
مواطنون ينتظرون وسائل المواصلات في حي البرامكة بدمشق (إنترنت)
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

يستمر نظام الأسد في تصدير قرارات من شأنها زيادة تردّي الأوضاع المعيشية سوءاً في مناطق سيطرته، والتي أصبحت واضحة للقاصي والداني.

فمن أزمة طوابير الخبز إلى أزمة البنزين، إلى انهيار الليرة السورية؛ يقضي سكّان مناطق النظام جلّ وقتهم في تأمين أقلّ الاحتياجات يومياً.

طوابير تتناسب طرداً مع تصريحات الحكومة

وضرب العاصمة دمشق وكبرى المدن السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، شلل عام في الحركة، بعد إعلان المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في الحكومة تخفيض مخصصات دمشق وحماة من مادتي البنزين والمازوت، في وقت تشهد فيه العاصمة طوابيرَ أمام محطّات الوقود بسبب نقص المحروقات بالإضافة إلى طوابير الخبز، حتى باتت الطوابير تتقاطع مع بعضها.

وفي تصريح سابق، قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق، مازن دباس، إنّ تخفيض المخصصات في العاصمة سيكون من 48 طلباً إلى 41 طلباً، لمادة البنزين، ومن 18 إلى 14 لمادة المازوت.

وأوضح دباس أنّ "الأولوية في التوزيع للمستشفيات والأفران ووسائط النقل والمؤسسات الحكومية"، بحسب ما نقلت عنه إذاعة شام إف إم المحلّية.

ولا تتجاوز كمية المحروقات التي يتم توزيعها يومياً على المحافظات جميعها 8.3 ملايين ليتر من البنزين، و4.3 ملايين ليتر من المازوت.أمّا حصّة دمشق من المازوت فلا تتجاوز 660 ألف ليتر يومياً، وأكثر منها للبنزين، قبل القرار الأخير، وفقاً لما نقلت صحيفة الوطن الموالية في وقت سابق من الشهر الجاري.

وكان وزير النفط في حكومة النظام، بسام طعمة، أعلن في الـ27 من آذار الفائت، عن إجراءات للتعامل مع كميات الوقود الموجودة في البلد مع إعطاء الأولوية للمؤسسات الحكومية على الأفراد، وذلك جراء إغلاق قناة السويس، التي قال إنها أوقفت ثلاث ناقلات نفط إيرانية كانت متجهة إلى سوريا. إلا أن القناة أعيد فتحها، بعد النجاح في تعويم الناقلة التي أدّت إلى إغلاقها، ما يعني وصول الناقلات التي تحدث عنها الوزير في غضون الساعات القليلة القادمة بحسب تقديرات الوزير.

انتقادات إعلامية موالية

من جهته، انتقد الإعلامي الموالي "نزار الفرا" الوضع المتأزّم في البلاد بسبب توقف حركة النقل، وقال في منشور على صفحته في فيس بوك، يوم الإثنين الفائت: "خلص بقى، بلد ما فيها محروقات لا بنزين ولا مازوت (بسبب قناة السويس طبعاً) مع تفشي كورونا من جديد، الأفضل إعلان إغلاق المدارس والجامعات وبعض الدوائر الحكومية وإيقاف الأنشطة غير الضرورية لحتى الله يفرجها، أما دوام ووظائف بحال مأساوي لوسائل النقل فما راكبة أبداً أبداً".

ووجه كلامه إلى المسؤولين في النظام قائلاً: "يا أخي اطلع احكي أي شي قول للناس أي شي ارجع حدثنا عن العقوبات المفروضة علينا والاحتلال الأميركي لمنابع النفط السوري، ارجعوا حدثونا اليوم بنفس الحكي الذي نعرفه طبعاً، بس حدا يطلع يقول للناس شو عم يصير". كلام الفرا أعقبه منشورات على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيها الأوضاع المعيشية من غلاء أسعار وانقطاع للمحروقات، بعيداً عن برنامج "التضليل الإعلامي" الذي خدع خلاله القائمون عليه على مدار 10 أعوام سابقة، حيث عمل على تعزيز رواية "المقاومة والممانعة"، وأن سوريا تتعرض لـ"مؤامرة كونية تستهدف وجودها".

استمرارٌ لمعاناة المواطنين

تتجدد معاناة السوريين كل بضعة أيام من أزمة وقود جديدة، وما تخلّفها من ازدحامات خانقة على المحطات وشلل عام يضرب المدن. وفي كل مرة كان النظام يتذرع بحجج مختلفة كان آخرها استهدافاً إسرائيلياً لسفن إيرانية تحمل النفط إلى سوريا، ثم أتبعها بإغلاق قناة السويس بوصفه سبباً رئيساً لأزمات الوقود المتكررة في البلاد.

في السياق، قال "أحمد" أحد سكان دمشق، لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ الوضع المعيشي عموماً أصبح في حال يرثى له، مشيراً إلى أنّ الطوابير تزداد يوماً بعد يوم، وسط غياب أي مؤشرات لحلّ هذه المشكلة.

وأضاف أنّ "الناس في دمشق بدأت تشعر بأن الدائرة تضيق أكثر، ومن الصعب الانسجام مع الوضع المعيشي الحالي، وسط تقنين عام في جميع أساسيات الحياة".

من جهتها أكّدت الموظفة "سحر" لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ الذهاب إلى الوظيفة، ذات المرتب الشهري المتدني (نحو 12 دولار شهرياً) أصبح أمراً صعباً و"بات الموظفون يتململون من الذهاب إلى أعمالهم"، في إشارة إلى قرب تعطّل حركة الدوائر الحكومية بسبب الوضع العام.

أما "أبو محمود" صاحب محطة وقود في دمشق، فقال إنّ طوابير السيارات تزداد بشكل مرعب، مشيراً إلى أنّ الوضع "سيزداد سوءاً بالتأكيد، في ظل عدم وجود أي بوادر لحلّ ملموس على المدى القريب" بحسب قوله.

وأكد في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ "السكّان في دمشق منذ نحو 3 أيام، أصبحوا يذهبون إلى أعمالهم مشياً على الأقدام".

وفي تعليق ساخر، ألمح روّاد مواقع التواصل الاجتماعي إلى إمكانية استخدام "الدواب" للتنقل، بسبب نقص وغلاء البنزين والمازوت.