icon
التغطية الحية

رغم القبضة الأمنية.. شتم رئيس النظام والمطالبة برحيله تسود الأحاديث بدمشق

2023.08.24 | 09:25 دمشق

آخر تحديث: 24.08.2023 | 10:57 دمشق

رغم القبضة الأمنية.. شتم رئيس النظام والمطالبة برحيله تسود الأحاديث بدمشق
رئيس النظام السوري بشار الأسد ـ رويترز
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

وسط ضعف بحركة البيع والشراء وانعدام القدرة الشرائية، والخوف من تدهور الوضع أكثر، تتصاعد الانتقادات لحكومة النظام، التي وصلت إلى حد توجيه الشتائم لرئيس النظام والمطالبة برحيله بشكل علني ضمن نقاشات وأحاديث التجار والباعة والمواطنين في دمشق، لكن من دون أي تحرك على الأرض حتى الآن خوفاً من البطش الأمني للنظام وانتشار عناصره الكثيف في العاصمة.

دمشق متضامنة

يؤيد أغلب من التقاهم موقع تلفزيون سوريا الحراك الثوري الدائر في السويداء ودرعا، ويتابعون يومياً ما يبثه ناشطو الساحل من انتقادات وتحديات لبشار الأسد، وكانت الجملة الأكثر انتشاراً عند فتح أي نقاش حول الأوضاع الأخيرة "والله زلم الله ينصرهم"، في إشارة إلى أهالي السويداء ودرعا وناشطي الساحل.

باتت القنوات ووسائل الإعلام التي كانت سابقاً مدرجة ضمن بند "الاندساس" بقاموس البعض، مصدر سكان العاصمة الوحيد للاطلاع على ما يجري سواء منصات المعارضين أنفسهم أو مواقع وصفحات وسائل الإعلام السورية المعارضة، ومنها تلفزيون سوريا عبر فيس بوك ويوتيوب.

مؤيدون يتحولون للمعارضة

اللافت في الاستطلاع الذي أجراه موقع تلفزيون سوريا، تحول شريحة واسعة من مؤيدين إلى معارضين، يوجهون الشتائم القاسية لكل مفاصل النظام مطالبين برحيله، غير مقتنعين بأي وعود أو أي إجراءات من شأنها تحسين الوضع المعيشي وفقاً لما تروج لها أدوات النظام الإعلامية.

(ف. ن) مدرس مادة لغة عربية ابنه قتل بالمعارك في 2016 بريف دمشق، يشيد في بداية حديثه بجرأة أهل السويداء ويتمنى لو أن الحراك يتوسع ليصل إلى دمشق، قائلاً "مللنا الخطابات والشعارات الفارغة، مللنا التشبيح والعمل ليلاً ونهاراً لنصنع العيش الرغيد لطبقة المستفيدين والمقربين والقائمين على هذا النظام".

وأضاف "لا يمكن لعقل بشري أن يقتنع بأن سبب معاناتنا هو الحصار الاقتصادي فقط ونفسه الرئيس قالها مراراً بأن العقوبات ليست المشكلة الأساسية واستطعنا الالتفاف عليها. إذاً ما المشكلة؟ فليجيبنا".

ويضيف "لا أنكر أنني كنت من المؤيدين لهذا النظام في بداية الأحداث، ولا أنكر اليوم أنني كنت مخطئاً 100%، فقد تبين خلال 12 عاماً أن مؤشر الحياة ينحدر إلى الأسوأ رغم وعوده وخطاباته التي تبين أنها عبارة عن مخدرات لنبقى وقوداً لمحرقته".

محرقة النظام السوري

يتساءل (ز.د) وهو طالب جامعي في كلية الحقوق عن الرئيس بقوله "خرج منذ فترة ليسد الأفق ويقول لنا بكل راحة نفس إنه لا توجد حلول وهذا ما سنبقى عليه دون أن يضع أي حل أو وعد كعادته، بمعنى أنه تخلى عن الناس التي وقفت معه وفي الوقت ذاته يجبرهم على البقاء تحت سلطته فلا جوازات سفر تمنح للناس، ولا يوجد مال كاف لتأمين نفقات الهجرة، ولا حتى عمل يسد رمق العيش على الأقل، بينما ينعم هو وعائلته بكل شيء. وهنا لا أقصد عائلته فقط في قصره، بل العائلة كلها التي تحمل الكنية نفسها".

يرى (ع.ر) وهو مهندس مدني أن سكان دمشق يعيشون حالياَ في محرقة النظام الذي يستمتع بإذلالهم ويضيّق عليهم القبضة الأمنية دون أن يطل عليهم بكلمة حق ووعد واضح وكأن شيئاً لم يكن.

يتساءل المهندس عن اختفاء رئيس النظام في الشدائد وكأنه رئيس دولة أخرى، وما يجري لا يعني مقامه، ويقول "هل تتخيل أن شعباً كاملاً وصل مرحلة الجوع ورئيسه في سبات؟ هل تتخيل أن شعباً بأكمله على حافة الموت نتيجة سوء إدارته وحكمته، وهو صامت. ما هذا الرئيس الذي لا يتحدث مباشرةً إلى شعبه؟ يجري لقاءات مع وسائل غربية في قصره بين الحين والآخر أو يجتمع ببضعة عمال وبضعة فلاحين ويجتر عليهم ذات الجمل الخشبية، أو يزور جمعيات للأطفال ومباريات رياضية.

شرخ كبير

يتوقع أغلب من التقاهم الموقع أن يتحدث رئيس النظام قريباً بين حشد من رجال الدين، ويبدأ "اجترار" ذات المصطلحات؛ المؤامرة وضرورة الصمود، لكن إلى متى لا أحد يعلم و"كأن حياتنا وعمرنا رقم غير مهم"، يقول (خ.ه) وهو مدير مالي في إحدى شركات الأغذية، ويتابع "باتت المشكلة التي خلقت الشرخ بين المؤيدين السابقين والنظام هي أنه لا يتحرك لخلق الحلول والانفراجات على المستوى الكلي، ويعمل فقط على أن الوضع القائم هو الوضع الدائم ويجب أن يتعايشوا معه".

وأضاف "هو لا يفاوض ولا يحاور ولا يحاول أن يتنازل ليفك الضيق عن السوريين الذين يعيشون مرغمين في أماكن سيطرته، بل ما يزال يتعنت ويتشنج تشنج غير المخضرمين بالسياسة ظاناً أنه هكذا يوحي بأنه منتصر علماً أنه خسر جزءاً كبيراً من الأراضي السورية، والليرة انهارت، والشعب يتضور جوعاً، وإسرائيل تعتدي على سوريا بين الحين والآخر دون أي رد، وآبار  النفط في الجزيرة التي يقول إن أميركا تحتلها رماها على ما وصفه بالمقاومة الشعبية كي لا يصطدم مع أميركا، ولم يستطع إقناع روسيا وإيران أو الصين بأن يضعوا الودائع في خزينته ولم يقنع حتى شركاتهم بالاستثمار في سوريا للنهوض بالوضع الاقتصادي".

وتابع "الإنجاز الوحيد هو أنه بقي على كرسيه منذ 13 عاماً يعيش برخاء، وكلما ضاقت الأمور يوهم الناس بأن الحكومة هي السبب وليس هو، ولذلك سمح لهم بانتقادها بأشد الانتقادات شرط عدم المساس بمقامه، لكن اليوم أغلب سكان العاصمة يشتمونه ليلاً نهاراً لا يريدون بقاءه، وستكون المشكلة كبيرة إن كان لا يعلم".