icon
التغطية الحية

مياه الشرب لا تكفي السوريين في مخيمات لبنان.. ما الخطة الأممية لمواجهة الكوليرا؟

2022.10.21 | 07:25 دمشق

مخيم للاجئين السوريين في منطقة بر إلياس اللبنانية
مخيم للاجئين السوريين في منطقة بر إلياس بالبقاع اللبناني ـ 2020 ـ رويترز
بيروت ـ فاطمة حوحو
+A
حجم الخط
-A

دفع انتشار وباء الكوليرا في مخيمات اللاجئين السوريين لا سيما في عرسال وعكار إلى التحرك من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين الوقاية اللازمة من العدوى قبل تفشي المرض سواء في المخيمات أو في البلدات اللبنانية المجاورة والتي تقع على تماس مباشر، وقد تحركت وزارة الصحة اللبنانية والمنظمات الدولية في هذا الإطار، فزار الوزير فراس أبيض مع وفد دولي مخيمات عرسال وأعطى توجيهاته باعتماد إجراءات احترازية وتأمين العلاجات المناسبة، علما أن قلق النازحين من تفشي الكوليرا كبير وهو يوازي حالة الخوف التي تسبب بها مرض فيروس كورونا.

المياه النظيفة لا تصل إلى مخيمات عرسال

تم الكشف عن 8 إصابات إيجابية، وتبين أن بئر وادي السويد في عرسال، متوقفة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما يؤدي إلى عدم وصول المياه النظيفة لأهل عرسال والمخيمات، في وقت تحتاج فيه مواجهة الكوليرا إلى مياه نظيفة وشبكة سليمة وصرف صحي جيد، وإلا يصعب السيطرة عليها. وعليه كانت المطالبة بحل وضع هذه المحطة وتأمين عدة للمياه النظيفة، وعملت اليونيسيف على رفع كميات المياه من الحفر الصحية التي تقدم إلى اللاجئين في حين تكثفت نشاطات التوعية لاستخدام المياه السليمة. وقد تمت معالجة الحالات في أماكنها بعد تأمين الأمصال اللازمة وأدوية العلاج.

لكن التخوف من الانتشار قائم إذ اعتبرت المخيمات قنبلة موقوتة، فنتيجة انتقال المنتجات الزراعية وصهاريج المياه، سجلت إصابات في مخيمات عكار، كما جرت فحوص لعينات من المياه المبتذلة في المخيمات والقرى اللبنانية وأجريت فحوصات من باب الوقاية للمخالطين، علما أنه تم الاتفاق على معالجة المصابين اللبنانيين على نفقة وزارة الصحة اللبنانية على أن تتولى المفوضية العليا للاجئين نفقة معالجة المصابين من اللاجئين.

وتقول النائبة السابقة لرئيس بلدية عرسال والناشطة الاجتماعية وفي المجال الصحي ريما كرنبي لــ"موقع تلفزيون سوريا" إن "البلدية تابعت عبر فريقها الصحي موضوع إصابات الكوليرا وهي على تواصل مع المحافظة وكان لها تجربة في متابعة حالات كورونا، وطبعا هناك تخوف من الكوليرا لا سيما أن كمية المياه الصحية التي تعطى للنازحين قليلة، وبالطبع هناك مخاطر من هذا الداء نظرا لأن السبب معروف ويمكن أن يتسبب بإصابات كثيرة نتيجة استخدام المياه الآسنة والتواصل ومن أجل ذلك كان التحرك سريعاً لمعالجة الحالات وفرض الحجر الصحي عليها لمنع انتشارها السريع، طبعا علاج المرض يحتاج الى 7 أيام والحجر يتم لمدة 15 يوما". مشيرةً إلى "ارتفاع عدد الإصابات من 4 إلى 7 وتبين أيضا وجود حالة ثامنة في عرسال، وهناك حالات بدأت تتعافى".

ما علاقة مفوضية الأمم المتحدة بمشكلة الكوليرا؟

وتؤكد كرنبي أن "مفوضية اللاجئين تتابع الموضوع لأن اللاجئين يعتبرون أنها أساس المشكلة بسبب تخفيض كمية المياه النظيفة من 27 ليترا للفرد بالنهار  إلى 7 ليترات، كما أنهم كانوا يسحبون من الجور الفنية 17 ليترا، وقد تم تخفيض الكمية إلى ليترين "صرف صحي" مما أدى إلى انتشار الكوليرا وبعد التواصل مع المفوضية والضغط من الجهات الرسمية تم رفع الكمية لمدة شهر واحد فقط حتى يتم النظر بما يمكن فعله بحجة عدم وجود تمويل".

بدوره يشير منسق المخيمات (م,م) طلب عدم ذكر هويته، في حديثه لـ "موقع تلفزيون سوريا" إلى أن عدد مخيمات اللاجئين في عرسال تقدر بــ 177 مخيما موزعين في 9 آلاف خيمة أما عدد الساكنين في منازل فيصلُ إلى 3500 عائلة فيكون بذلك عدد العوائل في البلدة قرابة 12500 عائلة أي ما يوازي 700 ألف لاجىء ونسبة الولادات السنوية تقدر من 1800 إلى ألفين، ومعروف أن عرسال تقع على ارتفاع 1400 م عن سطح البحر وهي منطقة جبلية، لذلك يتخوف من انتشار المرض على أبواب الشتاء وعزل المنطقة في حال أثلجت، هناك الآن 8 إصابات بالكوليرا واحدة في كل مخيم وهناك فريق الكوارث الطبي العائد للبلدية يتابع هذه الحالات".

وينفي منسق المخيمات أن تكون العدوى انتقلت من سوريا بل هي نتيجة "القرار الجائر" الذي صدر عن اليونيسيف بتخفيض كمية المياه للاجىء السوري على حد تعبيره، وعدم وجود شبكة صرف صحي في البلدة يتم شفط المياه بواسطة الصهاريج من الجور في المخيم، وعدم القدرة المالية لدى اللاجىء لتأمين عمليات الشفط، ويتابع "في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في الأزمة اللبنانية انتشرت أمراض كثيرة منها الجرب والقمل والجدري والحساسية وارتفعت نسبة الإصابات بالربو نتيجة التلوث البيئي الذي حصل خلال 10 أيام فقط لأن هناك مخيمات تشفط الجور الفنية يوماً بعد يوم، وعندما تطوف الجور في المخيمات القريبة من بعضها بعضاً نجد أن المياه الآسنة تتوزع في أحياء مخيمات البلدة".

ويشير إلى عدم توفر الأدوية في المخيم "على الرغم من مساهمة أطباء بلا حدود الذين أحضروا منذ أيام بعض الأدوية للمصابين لكن ذلك لا يعني أن هناك اكتفاء، لأن المرض سريع الانتشار وهذا يتطلب وجود صيدلية متنقلة بين المخيمات فالأدوية غالية وليس بقدرة اللاجىء الشراء، وتتم معالجة الحالات حاليا عن طريق البلدية باهتمام من د. هناء عز الدين، ولكن ليس لديها إمكانات واسعة، فالأمر يتطلب مراكز صحية ودعماً، وقد وعد وزير الصحة اللبناني بعيادة طبية نقالة ولكن حتى الآن لم نر شيئا، أما مفوضية اللاجئين فلم تؤمّن الأدوية والعلاجات ولا المنظفات ولا المعقمات الضرورية"، متوقعا ازدياد أعداد الاصابات.

زيادة إمدادات المياه النظيفة

لكن إيتي هيغينز، نائبة ممثل اليونيسيف في لبنان أكدت أن "اليونيسيف تدعم زيادة إمدادات شبكات المياه النظيفة في المخيمات وتوزيع مواد التطهير بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية للناس وسكان المخيمات من أجل الوقاية من الوباء".

وأوضحت "أن المنظمة تعمل على تأمين 70 ألف ليتر من مادة المازوت من أجل تشغيل محطات ضخّ المياه وتقديم 100 ألف عبوة من مجموعات تحوي على "المصل" يتناولها مريض الكوليرا عبر الفم تعالج "الإسهال الحادّ".

وفي البداية سجلت 3 إصابات بالكوليرا في مخيمات عكار وهي من المناطق الرئيسة التي يسكنها اللاجئون السوريون في لبنان، وعددهم يزيد على 831 ألفًا، لكنها مثل المخيمات الأخرى تفتقر إلى المراكز الصحية لتلبية احتياجات سكان المخيمات.

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة: 68 حالة وفاة بالكوليرا في سوريا والأرقام بازدياد    

هناك من يعيد انتشار الكوليرا إلى الزيارات المتبادلة بينهم وبين ذويهم في سوريا معتبرا أنها كانت شرارة العدوى، ويذكر أن أحد مخيمات اللاجئين السوريين في عكار شمال لبنان كان البقعة الجغرافية الأولى التي انطلق منها الوباء قبل أن يحطّ رحاله في مخيمات عرسال.

أخيرا لا أحد ينكر أن انتشار الكوليرا في المخيمات كارثة على اللاجئين ستتسبب بأزمة صحية كبيرة للبنانيين أيضا في جوار المخيمات المكتظة والتي يعتبر بعض المسؤولين أنها مناسبة لإنجاح خطة الترحيل المرسومة، من قبل الحكومة والتي يتولى الأمن العام اللبناني تنفيذها وحيث ستغادر الدفعة الأولى قريبا لا سيما إلى منطقة القلمون وبعض اللاجئين في مخيمات عرسال هم من هذه المنطقة.

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن العودة تشمل 430 عائلة منهم 30 عائلة من يبرود و49 عائلة من قرية جراجير و47 عائلة من مدينة قارة و212 عائلة من قرية المشرفة (فليطة)  و70 عائلة من قرية رأس المعرة وقرية رأس العين و55 عائلة من قرية السحل و22 عائلة من قرية الصرخة (بيوتها مسوّاة بالأرض وتحتاج العائلات إلى مركز إيواء).