البث المباشر
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستعلق مؤقتاً نظام التطعيم القياسي المكون من جرعتين ضد وباء الكوليرا، لتحل محلها جرعة واحدة، بسبب نقص اللقاحات وتزايد تفشي المرض في جميع أنحاء العالم.
وفي بيان لها، قالت المنظمة إن "القرار الاستثنائي يعكس الحالة الخطيرة لمخزون لقاح الكوليرا، في وقت تكافح فيه دول مثل هايتي وسوريا ومالاوي تفشي المرض الفتاك الذي ينتشر من خلال ملامسة المياه والغذاء الملوثين.
وأوضحت الصحة العالمية أن "المحور في الاستراتيجية سيسمح باستخدام الجرعات في مزيد من البلدان، في وقت يشهد ارتفاع غير مسبوق في تفشي الكوليرا في أنحاء العالم".
وأفاد مدير الطوارئ في المنظمة، مايك رايان، أن "التغيير في الاستراتيجية كان علامة على حجم الأزمة الناجمة عن عدم التركيز على الصرف الصحي الآمن والتحصين لجميع المعرضين للخطر"، لافتاً إلى أنه "هذا يوم حزين. علينا أن نعود إلى الوراء".
وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيانها على أن "استراتيجية الجرعة الواحدة أثبتت فعاليتها في الاستجابة لتفشي الكوليرا، على الرغم من أن مدة الحماية محدودة ويبدو أنها أقل بكثير لدى الأطفال".
الكوليرا في سوريا
وتشهد سوريا، منذ أيلول الماضي، تفشياً للكوليرا في عدة محافظات، للمرة الأولى منذ عام 2009، ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.
وأمس الأربعاء، كشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن عدد حالات الوفاة بمرض الكوليرا في سوريا وصل إلى 68 حالة، مشيراً إلى أن الأرقام في ازدياد.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي، قال دوجاريك إن "هناك 807 حالات إصابة مؤكدة بالكوليرا، و68 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في جميع أنحاء البلاد".
وتقول منظمة الأمم المتحدة، إن مرض الكوليرا تفشى في معظم أرجاء سوريا، حيث أصاب 13 محافظة من أصل 14 محافظة في البلاد، مضيفة أن قدرات الاختبار المحدودة، والنظام الصحي المختل إلى حد كبير يصعّب عملية التأكد من عدد الحالات إذ يقدر بأنه أعلى بكثير من الإحصائيات المعلن عنها.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في سوريا وصل إلى نحو 16 ألف حالة.
الكوليرا حول العالم
ارتفعت حالات الإصابة بالكوليرا حول العالم هذا العام، لا سيما في أماكن الفقر والصراع، مثل هايتي وسوريا ومالاوي، بالإضافة للإبلاغ عن تفشي المرض في 29 دولة وارتفاع معدلات الوفيات بشكل حاد.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن "تغير المناخ يعني أن الكوليرا ما تزال تشكل خطراً في عدد متزايد من البلدان، حيث تتكاثر البكتيريا المسببة للمرض بشكل أسرع في المياه الدافئة".
ومنذ 9 من تشرين الأول الجاري، أكدت دولة هايتي 32 حالة و18 حالة وفاة بسبب المرض، بينما ما تزال العديد من الحالات تنتظر التأكيد.
وفي الكاميرون، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن تفشي وباء الكوليرا في مخيم للاجئين بشمالي البلاد أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 36 على الأقل.
كما تم تأكيد الحالة الأولى بوباء الكوليرا في مخيم ميناواو للاجئين، الذي يستضيف نحو 75000 شخص فروا من مقاتلي بوكو حرام في نيجيريا المجاورة.
