icon
التغطية الحية

الأمن العام اللبناني: إعادة اللاجئين السوريين طوعية ولا إجبار على المغادرة

2022.10.13 | 11:45 دمشق

مخيمات اللاجئين في لبنان
قال مصدر رسمي لبناني إن الإعادة ستشمل فقط أولئك الذين سجلوا طواعية للعودة لدى جهاز الأمن العام اللبناني - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال رئيس جهاز الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إن إعادة اللاجئين السوريين من لبنان "ستكون طوعية وتستند إلى آلية استخدمت لأول مرة في العام 2018".

وفي تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، أوضح اللواء إبراهيم، المسؤول المكلف بمتابعة ملف إعادة اللاجئين السوريين في لبنان، أن جهاز الأمن العام "سيعيد النظر في آلية عودة اللاجئين السوريين الراغبين في العودة"، مضيفاً أن هذه الآلية متوقفة مؤقتاً بسبب جائحة "كورونا".

ونقلت "رويترز" عن مصدر رسمي لبناني قوله إن الإعادة ستشمل فقط أولئك الذين سجلوا طواعية للعودة لدى جهاز الأمن العام اللبناني، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية في البلاد، مؤكداً على أنه "لن يُجبر اللاجئون على المغادرة".

وفي وقت سابق أمس الأربعاء، كشف الرئيس اللبناني، ميشال عون، أن إنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل سيتبعه، ابتداءً من الأسبوع المقبل، بدء إعادة النازحين السوريين الى بلدهم على دفعات، مشيراً إلى أنه "اعتباراً من نهاية الأسبوع المقبل، سنشهد بدء إعادة السوريين إلى بلدهم، على دفعات، الأمر الذي يعتبر قضية مهمة بالنسبة إلينا".

خطط لبنان في العام 2018 لإعادة اللاجئين السوريين

تصدّر ملف اللاجئين السوريين واجهة اهتمامات الساسة والمجتمع في لبنان، خلال العام 2018، وتصاعدت دعوات التيارات السياسية اللبنانية لضرورة إعادة اللاجئين، على اعتبارهم "مسؤولين عن الأزمات التي تشهدها البلاد"، وفق تصريحات ساسة لبنان.

في حزيران من العام نفسه، طالب الرئيس اللبناني، ميشال عون، بإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم دون انتظار الحل السياسي، مشيراً إلى أن "الالتزامات السياسية تتغير مع التغيرات التي تحصل ميدانياً".

كما أعلن رئيس "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل، عن إطلاق تياره السياسي "اللجنة المركزية لعودة النازحين السوريين"، ودعا في تموز 2018 إلى "توافق على قرار استراتيجي لبناني لإعادة اللاجئين، وترجمة هذا التوافق في بيان الحكومة الوزاري"، في حين عمل التيار لاحقاً على إنشاء لجان أهلية في معظم المناطق اللبنانية لتسهيل عودة النازحين.

وفي تموز من العام نفسه، أعلن "حزب الله" عن افتتاح 9 مراكز في 3 مناطق لبنانية، هي البقاع وضاحية بيروت الجنوبية وجنوبي لبنان، لاستقبال طلبات اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلدهم.

وأوضح مسؤول ملف النازحين السوريين في "حزب الله"، نوّار الساحلي، أن "من يرغب من النازحين في العودة إلى سوريا عليه بداية تعبئة استمارة، ترسل لاحقاً إلى الجهات المعنية في سوريا للاستفسار حول وضعه القانوني وإمكانية عودته، وبعدها يجري الاتصال بالأمن العام اللبناني من أجل تنسيق العودة كمجموعات وبشكل آمن".

وخلال العام 2018، دار جدل وساد انقسام واضح بين القوى اللبنانية حول آلية عودة اللاجئين وتوقيتها، حيث كان يشدد رئيس الحكومة اللبنانية حينها، سعد الحريري، على أن ضرورة أن تكون عودة النازحين آمنة وعبر الأمم المتحدة دون التنسيق مع النظام السوري.

وأجرت الحكومة اللبنانية خلال العام 2018، تحت إشراف الأمن العام، عمليات إعادة ضمت عدة دفعات من اللاجئين إلى سوريا، وفق تنسيق رسمي مع حكومة النظام السوري، في حين تشير البيانات الرسمية اللبنانية إلى أن عدد السوريين العائدين من لبنان إلى مناطقهم في سوريا بلغ بين كانون الثاني 2017 وآذار 2019 نحو 172 ألف لاجئ.

خطة روسيا لإعادة اللاجئين السوريين

على الرغم من تصريحات المسؤولين اللبنانيين عن خطط إعادة اللاجئين، إلا أنه لم يتم اعتماد أي خطة بشكل واضح ومنظم، إلا أن إعلان وزارة الخارجية الروسية إنشاء "مركز تنسيق مشترك" خاص بعودة اللاجئين إلى سوريا، ترحيباً من التيارات اللبنانية.

المبادرة الروسية جاءت بعد لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، حيث أرسلت موسكو لواشنطن اقتراحاً بشأن الخروج بخطة عمل مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين للمناطق التي كانوا يعيشون فيها قبل العام 2011.

واختارت روسيا حينها لبنان والأردن لتفعيل مبادرتها، حيث قامت وزارة الخارجية الروسية بتحركات مكثفة مع حكومتي لبنان والأردن بشأن إعادة اللاجئين، ولاقت تجاوباً وأصداءً إيجابية من قبل المسؤولين اللبنانيين الذين عقدوا عدة اجتماعات رسمية مع مسؤولين روس للتباحث بشأن تطبيق الخطة في لبنان.

كما رحّب سعد الحريري بالإعلان الروسي لإنشاء مركز التنسيق المشترك، وأرسل مستشاره للشؤون الروسية إلى موسكو للتباحث بشأن خطوات تنفيذ الخطة، مؤكداً على أنه "يعوّل على الخطوة الروسية التي من شأنها أن تؤسس لمعالجة أزمة النازحين السوريين في لبنان".

وتتضمن الخطة الروسية تأسيس لجان في كل من لبنان والأردن وتركيا، على اعتبار أنها تضم العدد الأكبر من اللاجئين، للتنسيق والمتابعة مع المركز الذي أنشأته موسكو بشأن سبل العودة وآلياتها، فضلاً عن مراكز روسية في الداخل السوري لنقل العائدين إليها في المرحلة الأولى، ومنها إلى قراهم بعد إعادة الإعمار.

وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي، ميخائيل ميزينتسيف، أن التقديرات الأولية تشير إلى أن 890 ألف لاجئ سيتمكنون من العودة إلى سوريا من لبنان، و300 ألف من تركيا، و200 ألف دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه الخطة باءت بالفشل، إذ أوقف الإغلاق العام في معظم الدول من جراء تفشي جائحة "كورونا" الخطة الروسية.

اللاجئون السوريون في لبنان

ووفق إحصائيات رسمية للحكومة اللبنانية، بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان نحو 1.8 مليون، نحو 880 ألفاً منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وسبق أن أعلن وزير المهجرين اللبناني عن خطة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، تتضمن إعادة 15 ألف لاجئ سوري شهرياً، مشيراً إلى أن العودة ستكون على أساس جغرافية المكان، على أن يتم إنشاء مراكز إيواء للاجئين الذين تمت إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم، من دون أن يوضح الجهة التي ستمول خطة إعادة اللاجئين، خاصة أن الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين التابعة لها، لم توافق على هذه الخطة.

ويعيش السوريون في لبنان، أوضاعاً إنسانية صعبة سواء داخل المخيمات أو خارجها، ويأمل معظمهم بالخروج من لبنان بطرق قانونية عبر مفوضية شؤون اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي أو بطرق غير قانونية بحثاً عن حياة أفضل بعد معاناتهم في لبنان.