icon
التغطية الحية

مليونا ليرة لشتاء دافئ في سوريا وتوقعات بارتفاع سعر ليتر المازوت لـ 10 آلاف

2022.09.07 | 13:24 دمشق

دمشق
العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

حتى اليوم، لم يبدأ التسجيل على مازوت التدفئة الخاص بالموسم الشتوي القادم، على أن يتم بدء التسجيل في الـ15 من أيلول وفقاً لتصريح محافظ دمشق الجديد محمد طارق كريشاتي الذي أشار إلى أن التوزيع سيستمر حتى 1 أيار 2023، أي حتى قرب دخول فصل الصيف القادم، ما يلغي أهمية الحصول عليه بهذا التوقيت.

تأجيل حكومة النظام لتوزيع مازوت التدفئة عن الموعد المعتاد نحو شهر ونصف "سيحرم آلاف الأسر من الحصول على الدفء مع دخول فصل الشتاء بالتأكيد، ما سينعش السوق السوداء ويجعلها تستعر أكثر مما هي عليه حالياً"، وفقاً لأحد موزعي المازوت في دمشق، مشيراً إلى أن الطلب زاد بشكل كثيف على المادة بالسوق السوداء مع بداية شهر أيلول.

ويأتي تأجيل التوزيع حتى 15 أيلول، رغم حديث عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق ريدان علي الشيخ لصحيفة تشرين التابعة للنظام شهر آب الماضي، بأن التوزيع "يمكن أن يبدأ مع بداية أيلول".

الدفعة الثانية من المازوت قد لا تصل للسوريين

عندما بدأ توزيع مازوت التدفئة العام الماضي بداية آب، لم تصل نسبة تنفيذ الدفعة الثانية المقدرة بـ50 لتراً كما كمية الأولى، إلى أكثر من 30% فقط، وهنا يشير مصدر في محروقات للموقع إلى أن "الدفعة الثانية هذا العام قد لا تنفذ نهائياً أو قد تصل نسبة تنفيذها إلى 10 – 15% فقط نتيجة قصر مدة التوزيع"، مشيراً إلى أن عدد السيارات والعاملين في التوزيع لن يكونوا قادرين على تغطية كل الطلب خلال الفترة المرصودة".

إحسان (ر) وهو رب أسرة من 5 أشخاص، يقول للموقع إنه "لا يتوقع أن يحصل على المازوت هذا العام نهائياً، وإن حصل عليه فسيكون بعد دخول فصل الشتاء وهو لا يستطيع ترك أطفاله تحت وطأة البرد الشديد، كونه من سكان مدينة التل الباردة"، مشيراً إلى أنه بدأ البحث عن مازوت في السوق السوداء لكن السعر ارتفع خلال أيلول إلى 7000 ليرة سورية بعد أن كان يباع بين 5 – 6 آلاف ليرة في آب الماضي.

تأمين 100 لتر مازوت فقط يعني إنفاق نحو 700 ألف ليرة سورية، وهذه الكمية بالكاد تكفي الأسرة في دمشق مع تقنين الاستهلاك، لأن دمشق تعتبر دافئة قياساً بباقي المحافظات، لكن أسراً أخرى في جرمانا أو قدسيا وضاحيتها بحسب استطلاع أجراه الموقع، تحتاج خلال فصل الشتاء إلى 300 لتر مازوت على الأقل ما يعني إنفاق نحو 2.1 مليون ليرة.

يتابع "تعبنا من كثرة النفقات، يجب علينا تأمين الغاز والمازوت والبنزين من السوق الحرة، علماً أن الحكومة تمن علينا بالدعم الشحيح الذي لا يكفي الحاجة" يقول بدران من ضاحية قدسيا، مضيفاً أنه استطاع شراء 100 لتر من أحد بائعي المازوت الذي يقوم بتعبئة المخصصات لأحد الأفران بالجوار بسعر 6500 للتر الشهر الماضي، لكن هذه الكمية قد لا تكفي شهرين بحسب حديثه وهو بحاجة المزيد لكنه غير قادر على الدفع، وقد نقل مخططاته لشراء مدفأة حطب.

الخوف من انقطاع المازوت ورفع سعره يسبب أزمة في دمشق

يؤكد أحد موزعي المازوت للأفران الخاصة، أنه يتلقى اتصالات واستفسارات يومياً بالمئات من قبل مواطنين للحصول على المازوت ولو بكميات قليلة، مشيراً إلى أن البعض يطلب 25 لتراً فقط تبعاً لإمكانياته المادية، وأضاف "كنا نقوم بشراء المازوت من أصحاب المخصصات أحياناً بسعر أعلى من التسعيرة الرسمية الصناعية المحددة بـ2500 ليرة سورية 100% أي بـ5000 ليرة ثم نبيعها لمن يحتاج بـ6000 ليرة، لكن الطلب الشديد وإحجام أصحاب المخصصات على البيع بكميات كافية نتيجة تخزينهم للمادة لفصل الشتاء خوفاً من انقطاع المادة، أو رفع سعرها نتيجة عدم ثقتهم بالحكومة، رفع سعر اللتر في السوق السوداء إلى 7 آلاف ليرة.

وأضاف "هناك من يشتري الكميات من البائعين بسعر 7000 ليرة ويتاجر بها، فيقوم هو ببيعها بسعر 7500 ليرة، أو يقوم بتخزينها لبيعها بالشتاء بسعر أعلى عند ضغط الطلب أكثر"، متوقعاً أن يصل سعر اللتر بداية فصل الشتاء إلى 8 آلاف ليرة مرجحاً استمرار ارتفاع سعره إلى 10 آلاف ليرة في حال رفعت الحكومة سعر المازوت الصناعي أو المدعوم أو فقدان المادة كما حصل العام الماضي.

الخيارات قليلة لشتاء دافئ في سوريا

الخيارات الأخرى المتاحة للتدفئة ليست الغاز المفقود بالتأكيد والذي باتت رسائله تصل كل 100 يوم تقريباً، بينما وصل سعر الجرة في السوق السوداء لنحو 150 ألف ليرة، وقد ترتفع أكثر خلال فصل الشتاء، ولا حتى الطاقة الشمسية التي يكون استخدامها للتدفئة شبه مستحيل فصل الشتاء إلا للأنظمة الضخمة جداً، وبالتأكيد لن تكون الكهرباء خياراً كونها في تدهور نحو الأسوأ.

مسؤولون يتهربون وسوريون يبحثون عن الحطب

صحيفة البعث الرسمية، قالت إنها حملت أسئلة كثيرة بخصوص التدفئة فصل الشتاء إلى الجهات المعنية "التي فضّلت الاختصار والتهرّب من الإجابات تحت مبررات غير منطقية، مكتفين بما صدر عن محافظ دمشق ببدء توزيع مازوت التدفئة للموطنين في 15 من أيلول المقبل حتى شهر أيار من دون الخوض في تفاصيل كمية التوزيع وآلية التوزيع التي ستُبقي المواطن في تخبّط إلى حين إنجاز الدراسات والخطط لتوزيع "القلّة القليلة" عليه والتي على ما يبدو تحتاج لأشهر طويلة للانتهاء منها"، على حد تعبيرها.

البحث بدأ حالياً عن الحطب، حيث تجاوز سعر الطن الجيد الـ1.5 مليون ليرة، ما دفع نحو التحطيب الجائر سعياً للربح من قبل تجار الحطب، ما أدى إلى "تحول الغابات إلى أشباه غابات بعد تحطيبها من الداخل وترك الواجهة خضراء على الطرقات العامة خوفاً من المساءلة القانونية"، بحسب صحيفة البعث.

ستستفيد حكومة النظام السوري من تأجيل توزيع المازوت لدفع الناس نحو تأمين البدائل لتقوم هي بتخفيض الكميات الموزعة عن الأعوام الماضية وتضبط فاتورة الدعم لكنها بذات الوقت ستسبب أزمة نقل نتيجة توجه أصحاب السرافيس للمتاجرة بالمادة ولو بكميات بسيطة بعد تركيب نظام الجي بي إس، وستهدد الغطاء النباتي للبلاد وستزيد من فقر المواطنين، وتؤثر سلباً على الحركة التجارية والصناعية المتضررة أصلاً، حيث سيتجه البعض للمتاجرة بجزء من المادة بدلاً من تشغيلها، أو استخدامها للتدفئة من قبل أصحاب المنشآت أنفسهم، وفقاً لمصدر في جمعية حماية المستهلك.

الحكومة ستجبر المقتدرين مالياً على شراء المازوت الحر بسعر 2500 ليرة أيضاً بهذا التأخير، وسط توقعات برفع سعر المادة قريباً، وفقاً لخبير اقتصادي تحدث الشهر الماضي للموقع.