icon
التغطية الحية

مجموعات تابعة للنظام تسرق مساعدات منكوبي حلب واللاذقية

2023.02.09 | 14:07 دمشق

دمار عقب الزلزال في اللاذقية ـ رويترز
دمار عقب الزلزال في اللاذقية ـ رويترز
اللاذقية ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

رغم جهود المجتمع المحلي في تغطية ضعف استجابة حكومة النظام لتداعيات الزلزال في مناطق سيطرته، إلا أن ذلك لم يمنع مسؤولين كثر في حلقات توزيع المساعدات والمعونات من سرقتها خصوصاً هؤلاء التابعين بشكل أو بآخر لمنظومة النظام الحكومية.

وعليه، رغم وصول أكثر 24 طائرة مساعدات محملة بمواد إغاثية ومعونات من 8 دول عربية وأجنبية، قام بعض شيوخ الجوامع والمخاتير ومسؤولي بعض المنظمات الحكومية وشبه الحكومية بسرقة المعونات والمساعدات بعد وصولها إليهم بدلاً من توزيعها على المنكوبين من الزلزال.

وتشرف "الأمانة السورية للتنمية" ووزارة التموين التابعة للنظام بالتنسيق مع لجان الإغاثة الفرعية على مراكز الإيواء (180 مركز) تم افتتاحها في المحافظات المنكوبة في مناطق سيطرة حكومة دمشق لاستقبال 293829 شخصاً خرجوا من منازلهم.

كيف يسرق النظام مساعدات ضحايا الزلزال؟

تفيد معلومات حصل عليها موقع تلفزيون سوريا أن مختار حي الرميلة في جبلة ويدعى ضياء خير بيك امتنع عن توزيع المساعدات وخبأها في منزله بحجة تنسيق عملية التوزيع وتحديد الأسر المستفيدة من المعونات في وقت لاحق، كذلك فعل مختار حي اسطامو سهيل مصطفى السعدي الذي أهان الناس المنكوبة وبدأ بالصراخ عليهم قائلاً "ما بوزع شي لتنتهي هالمعمعة"، حسب تعبيره.

وأكد أشخاص عدة من القرية أن مختار اسطامو سرق المعونات، ووزع بعضها الآخر لأقرباء له غير متضررين فضلاً عن وضعه أسماء أشخاص متوفين في جدول توزيعاته للمعونات.

من جهته، نفى وزير التجارة الداخلية في حكومة النظام عمرو سالم تسجيل أية سرقة للمساعدات، قائلاً في تصريحات صحفية "وردتنا شكاوى حول المختار وتبين هناك مختارين يوزعون المساعدات لأقاربهم وقمنا بحل المشكلة".

ورداً على نفي وزير التجارة قال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا من اللاذقية إنَّ "نادي جبلة الرياضي بعد وصول المساعدات من قبل "الهلال الأحمر السوري" متضمنة مواد غذائية وأغطية ومياه معدنية وفيتامينات استلمها مسؤولين في فرقة الحزب والنادي وقاموا بسرقتها عبر إعادة تحميلها في سيارات، ومن ثم توزيع بطانيات مستعملة مُحضرة مسبقاً وربطة خبز و4 بيضات لكل أسرة منكوبة".

وأوضح المصدر الخاص أن عمليات سرقة المعونات تحدث بشكل علني بعد استلامها، إذ تسرق سيارات المساعدات كاملةً خصوصاً المحتوية للبطانيات والمعلبات والفرشات بقصد المتاجرة بها في وقت لاحق.

ليس فقط المخاتير ومسؤولي الفرق الحزبية من يسرق المساعدات، إذ برز دور واضح لمشايخ بعض الجوامع في اللاذقية وحلب بسرقة المساعدات المخصصة للمنكوبين. وهذا ما حصل في جامع ياسين في اللاذقية، إذ قام شيخ الجامع بتوزيع المساعدات ناقصة و"على كيفه"، وفقاً لعدد من الأهالي.

النظام يسرق المساعدات في حلب واللاذقية

كذلك في حلب سرق شيخ جامع الزبير في حي صلاح الدين 4 سيارات مساعدات دون توزيع أي مادة منها واختفت السيارات فجأة بينما المنكوبين ينتظرون إغاثتهم من ساعات طويلة وسط البرد والجوع في مراكز الإيواء، حسبما أفاد منكوبين لموقع تلفزيون سوريا.

وتكررت حوادث سرقة المساعدات في جوامع أخرى بحلب، سواء في جامع الكهف بالزيدية وجامع الحسن بالحمدانية، وجامع الصالحين، ومركز مصطفى العقاد بحي سيف الدولة، ومن قبل مديرة مدرسة زكي جمعة بحي السكري وغيرها الكثير من المناطق، وفق رصد موقع تلفزيون سوريا.

في المقابل، قال يحيى،41 عاماً، وهو يعمل منذ سنوات في موضوع الإغاثة ضمن جمعية مدنية في اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا "نحن كجمعيات نستقبل التبرعات العينية والنقدية ونقوم بتنسيقها وتوضيبها ومن ثم ترسل إلى مسؤولي مركز الإيواء لتوزيعها وهؤلاء في غالبيتهم إما من الحزب أو شيوخ جوامع ومدراء مدارس ومخاتير أو من مؤسسة العرين التابعة للأمانة السورية للتنمية".

ويوضح يحيى في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن هناك نقص في العاملين في الجمعيات الإغاثية بعد انسحاب العديد من المتطوعين وتوقف مبادرات أخرى لعدم حصولها على موافقات، ما أفقدنا إمكانية التوزيع المباشر للأسر المنكوبة وعرَّضها للاستغلال.

عدا عن ذلك، منع أمن مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية أهالي المصابين المتواجدين داخل المشفى من إدخال الطعام واللباس والدواء إليهم بحجة ضرورة حصولهم على تصريح أمني، وطالب أمن المشفى تسليم المساعدات عن طريق محافظة اللاذقية التي بدورها تقوم بتسليمها للمصابين داخل المشفى، حسبما تداول عدد من الناشطين على موقع فيس بوك.

احتقان في اللاذقية عقب الزلزال

تعيش محافظة اللاذقية حالة من الاحتقان والغضب بعد الزلزال المدمر الذي أخرج عوائل بكاملها من منازلها وأضحت بلا مأوى أو طعام وسط فقدان الثقة بحكومة النظام وقدرتها على معالجة تداعيات الزلزال بعد فشلها في ضبط عملية توزيع المساعدات على 17 مركز إيواء في اللاذقية و126 مركز في حلب.

وتوفي ما يقارب 50 شخصا وعشرات الجرحى، وسقط17 عشر بناء في منطقة اسطامو بريف اللاذقية، والتي تعتبر من الأكثر المناطق تضررا في المحافظة بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة.

وأكد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أنه لم تصل أي آلية لإزالة الأنقاض وإنما الأهالي يحاولون  بآليات خاصة البحث عن المفقودين بأيديهم وبأدوات بدائية.

اقرأ أيضا: "رويترز": الزلزال في سوريا يعطي بشار الأسد فرصة للإفلات من العزلة الدولية

ولفت إلى أن حتى الآن لم تصل أي معونة غذائية للسكان ولم يوزع لهم أي احتياجات ضرورية، فأكثر السكان تركت منازلها وبنت الشوادر في الطرقات.

وأشار المصدر إلى أنه تم خلاف ومشادات بين السكان ومختار منطقة اسطامو نتيجة سرقته المعونات وعدم توزيعها للسكان وعدم وجود أي وسيلة إعلامية لتغطية الأحداث في المنطقة وتهديد الفرن بالإحراق إذ لم يوزع الخبز ع الأهالي.

وعند تواصل موقع تلفزيون سوريا مع أكثر من منظمة إغاثية لتقديم الأغذية واللباس للمنكوبين فإن جميع المنظمات لم تسطيع الوصول إلى المنطقة وسط غموض غير مبرر.

والجدير ذكره أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للحكومة النظام عمرو سالم تحدث عن  الشكوى الواردة والمنتشرة الخاصة بمختار بلدة اسطامو في اللاذقية، وقال "أرسلنا دوريات مباشرةً، وتبين أن هناك مختارين يوزعان، وكل منهما يوزع لأقاربه."

وأكد المصدر أن الأهالي بحاجة غذاء وأدوية للمسنين والأطفال وتأمين أماكن دافئة للأطفال، لافتا إلى أنه بالمنطقة لا يوجد ولا اي مركز للايواء سوى مدرسة غير مجهزة.