icon
التغطية الحية

مبادرات فردية وجمعيات بدمشق تبدل أنشطتها لجمع تبرعات لضحايا الزلزال

2023.02.08 | 18:11 دمشق

زلزال
سوريون في الشوارع بعد أن ضرب الزلزال منازلهم في حلب (رويترز)
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

بدأ سوريون في العاصمة دمشق بتنظيم حملات لجمع التبرعات والمساعدات لإيصالها للمتضررين من الزلزال، سواء كأفراد أو فرق تطوعية أو جمعيات خيرية، وفي جانب آخر أعلنت بعض شركات الهندسة ومهندسون مستقلون عن عرض خدماتهم مجاناً للكشف عن الأبنية المتصدعة الخطرة.

واكتظت صفحات الناشطين على فيس بوك، بطلب المساعدات من المغتربين أو من يستطيع، لتوصيلها إلى أسر أقاربهم أو أشخاص مؤتمنين في المحافظات المتضررة، حتى إن بعض الجمعيات والفرق التطوعية التي كانت غائبة عن المشهد مؤخراً عادت للعمل من جديد، بعد تحديات واجهاتها سابقاً بضعف التبرعات نتيجة تدني مستوى المعيشة.

ورغم الوضع الاقتصادي السيئ في دمشق، إلا أن التبرعات تجمع بكثافة بمبدأ "الفزعة"، في حين تحولت جمعيات وفرق تطوعية غير معنية بالإغاثة إلى جمع التبرعات وتوصيلها.

 

جمعيات تبدل عملها

جمعية "عقمها" التي بدأت العمل في دمشق خلال جائحة "كوفيد 19" واختصت بتقديم الرعاية الصحية للمصابين وتأمين الأوكسجين، تبدلت مهامها وباتت تجمع التبرعات المادية والعينية سواء ملابس أو أغطية أو حتى طعام، حتى إن تطبيقات التوصيل مثل "بوسطجي"، سخرت المتعاقدين معها لجمع التبرعات وتوصيلها إلى فريق "عقمها".

جمعية "أنا السوري"، وهي فرق كشافة تنظم رحلات استكشافية ضمن المحافظات السورية ومقرها دمشق، قامت هي الأخرى بتسخير متطوعيها لجمع التبرعات العينية، وفتحت المقر بدمشق لاستقبال المتطوعين والتبرعات ثم إرسالها إلى حلب.

وقسّمت الجمعية فرقها إلى وحدة دعم طبي ووحدة أمن وسلامة ووحدة استطلاع ووحدة إخلاء وإنقاذ، وأرسلتها إلى حلب، وفقاً لمنشوراتها على فيس بوك.

جمعية "ساعد"، التي عُرفت بتقديمها الوجبات الغذائية في رمضان، قامت بجمع الملابس الشتوية والأغذية والمواد الطبية والأغطية وإرسالها إلى حلب وجبلة وحماة، ومثلها فعلت جمعية "كنا وسنبقى".

 

غير كافية

أحد القائمين على الفرق التطوعية بدمشق، أكد لموقع تلفزيون سوريا "انهيال التبرعات العينية عليهم أكثر من المادية، حتى من أشخاص لا يملكون سوى سترهم التي يرتدونها وتبرعوا بها، لكن ورغم كثرة التبرعات فهي لا تكفي نهائياً". مشيراً إلى أن "تغطية المتضررين بحاجة إلى دعم من قبل دول وليس جمعيات فقط".

على صعيد آخر، طالَب عدة أشخاص بطلب التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنهم سيرسلونها إلى أشخاص مستحقين في المحافظات المنكوبة عبر تحويلات بشركة الهرم، مقابل تصوير وصول التحويل والاستلام.

وقال (ف. م) الذي فضل عدم كشف اسمه، أنه بدأ حملته حينما اتصل به اثنان من أصدقائه في ألمانيا وقد جمعوا مبلغ 1000 دولار يريدون شخصاً مؤتمناً يوصلها لبعض الأسر المتضررة.

 وأضاف "طلبت من كل شخص منهم فتح باب التبرعات في أوروبا عبر حساباتهم البنكية بتوثيق وصول الاستلام والتسليم، وبدأت العملية تأخذ صداها لكن المتبرعين لا يزالون بالعشرات والمبالغ لا تكاد تغطي عشر أسر".

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن العديد من الذين دُمرت منازلهم يقضون الليل في العراء أو في السيارات في أجواء شديدة البرودة دون الحصول على المواد الأساسية مثل السترات والحشايا.

 

تحذير من المحتالين

مثل (ف. م) هناك كثيرون يجمعون التبرعات المادية فردياً، ويسلمونها لأشخاص مؤتمنين بالمحافظات المنكوبة، لكن رغم ذلك، حذّر الخبير الاقتصادي شادي الأحمد عبر صفحته في فيس بوك من المحتالين الذين يستغلون الظرف لسرقة المساعدات، مطالباً بجهة رسمية واحدة تتولى المهمة.

وكتب الأحمد "نظراً لتعدد المنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي لطلب المساعدات المالية لمعالجة آثار الزلزال ودخول البعض من (المحتالين) تحت هذا الشعار واستغلال اندفاع الكثير من المواطنين والشركات للتبرع، أتمنى من الجهات المعنية إصدار تعميم يحدد جهة واحدة فقط أو حسابا بنكيا واحدا فقط تقبل فيه التبرعات المالية".

 

مهندسون يتطوعون

وفي السياق، تطوع مهندسون للكشف عن الأبنية المتصدعة أو الخطرة بدمشق وريفها مجاناً، سواء عبر الذهاب لمعاينة الموقع أو عبر إرسال الصور للجدران والأبنية والأساسات عبر واتساب.

إحدى الشركات تدعى "سونيا" للبناء والتعمير في أشرفية صحنايا، أعلنت أنها وضعت كادرها من مهندسين وعمال وغيرهم، إضافة إلى المعدات، تحت تصرف أي لجنة أو منظمة أو جهة في المحافظات المنكوبة. 

وقال مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مؤخراً، إن الأضرار التي لحقت بالطرق، ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال الذي وقع الإثنين وأودى بحياة أكثر من 2660 في سوريا وترك الملايين بحاجة إلى المساعدة.