icon
التغطية الحية

مافيا مقربة من الأسد تهرّب البنزين من لبنان إلى سوريا والسوق السوداء تزدهر

2022.10.09 | 17:01 دمشق

إحدى محطات الوقود في دمشق (الجزيرة)
إحدى محطات الوقود في دمشق (الجزيرة)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تشهد مناطق سيطرة النظام السوري ازدهاراً للسوق السوداء الخاصة ببيع المشتقات النفطية، لا سيما البنزين اللبناني، الذي يشرف على تهريبه رجال أعمال مقربون من النظام ورئيسه بشار الأسد، في ما يعرف باسم "مافيا التهريب" أو "مافيا المحروقات".

وتمتد صفقات هذه المافيا إلى عدة دول مجاورة يتصدرها لبنان، الذي تُباع مشتقاته النفطية المهربة على البسطات في شوارع دمشق الرئيسية، وفق ما نقل موقع "العربي الجديد"، اليوم الأحد، عن مصادر تجارية مطلعة.

ويغش العاملون في شبكات التهريب هذه، البنزين اللبناني عبر إضافة مواد كيميائية إليه لتغيير لونه، من أجل إيهام المستهلكين بجودته العالية، ثم يباع في عبوات مياه وغالونات صغيرة على مرأى من الجهات الرقابية، في مناطق مثل كراج السومرية والبرامكة وسط دمشق.

البنزين اللبناني الأخضر بـ 3 أضعاف السعر الرسمي

وتطرح المافيا المحروقات المهربة في السوق السوداء، مثل المازوت والبنزين، بأسعار تزيد على 3 أضعاف السعر الرسمي، ويساعدها في ذلك عدة عوامل أبرزها خفض النظام لكميات المحروقات المدعومة المخصصة للعائلات، بالتزامن مع الاستعداد للدخول في فصل الشتاء.

وأكد ناشط في مجال تجارة المحروقات بدمشق، يدعى محمد خضور، أن تجارة المشتقات النفطية باتت الأكثر ربحاً في سوريا، إذ تقف شبكات تتبع للنظام وراء تهريب البنزين اللبناني الذي يتميز بلونه الأخضر إلى سوريا، لتبيعه في السوق السوداء بسعر 8500 ليرة سورية للتر الواحد داخل دمشق.

ويصل سعر ليتر البنزين اللبناني المهرب على طريق لبنان الزبداني إلى 7500 ليرة سورية، وينتشر في أكثر من 100 كشك لبيع هذه المادة على طريق حمص-طرطوس بسعر 7 آلاف ليرة.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن "الحدود بين البلدين مفتوحة في أكثر من نقطة في شمال شرقي لبنان من ينطا ووادي العشاير ومحور شبعا مروراً بسلسلة لبنان الشرقية وعين زبد، وصولاً إلى البقاع الشمالي"، فضلاً عن وجود "11 معبراً غير شرعي بطول 22 كيلومتراً تساعد على التهريب من البقاع وحتى معبر القصير".

حوتان في السوق.. وبشار الأسد شريك

وقال أحد أعضاء مجلس الشعب لدى النظام السوري، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "لدى بعض اللجان في البرلمان معلومات وافية وأرقاماً عن نشاطات مافيا النفط، ولكن لا أحد يجرؤ على فتح الملف، لأن المعلم الكبير (بشار الأسد) شريك في النفط"، وفق ما نقل عنه "العربي الجديد".

كذلك يقوم حسام قاطرجي، الوسيط الذي يستجر النفط الخام من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لصالح النظام، بطرح جزء من النفط في السوق السوداء، لتجار يكررونه بمصافَّ بدائيةٍ ويبيعونه للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام، بحسب النائب نفسه.

وأشار النائب إلى شخصية أخرى، هو صبحي عباس الملقب بـ"أبي مضر"، واصفاً إياه بأهم محتكري المشتقات النفطية، إذ يملك نحو 30 محطة وقود في دمشق وريفها، وزادت سطوته بعد دخوله مجلس الشعب في الدورة الماضية عن ريف دمشق، رغم أنه من مدينة جبلة الساحلية.

وبالإضافة إلى قاطرجي وعباس اللذين وصفهما النائب بـ"حيتان سوق المحروقات"، قال النائب إن كميات معتبرة من واردات النفط الإيرانية، وبشكل خاص المازوت، تذهب للسوق السوداء.

ويخشى بعض المراقبين من تدهور الأوضاع أكثر بالنسبة للأهالي في مناطق سيطرة النظام خلال فصل الشتاء المقبل، نظراً لتغيرات كبرى في سوق النفط العالمي، إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، وقرار مجموعة "أوبك بلس" خفض إنتاجها مؤخراً، ما يعني حتماً ارتفاعاً عالمياً في أسعار النفط ومشتقاته.