icon
التغطية الحية

غالبيتها مستوردة.. ارتفاع عام في أسواق الخضار والفواكه في إدلب

2021.11.09 | 06:00 دمشق

photo1636416074_2.jpeg
ارتفاع أسعار الفواكه والخضار في إدلب (تلفزيون سوريا)
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

سجلت أسعار الخضار والفواكه في محافظة إدلب، ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية، في وقتٍ تطغى فيه الأصناف المستوردة من الجانب التركي على السوق المحلية، ما يشكل عبئاً إضافياً على الأهالي. 

وبلغت كميات الخضار المستوردة منذ مطلع العام الجاري حتى بداية تشرين الثاني الجاري، نحو 78 ألفاً و270 طناً، أما الفواكه 60 ألفاً و782 طناً، بحسب أرقام رسمية حصل عليها موقع تلفزيون سوريا. 

ويتحكم في أسعار الخضار عدة معطيات أبرزها سعر الصرف بعد تحديده بـ "الليرة التركية"، وطبيعة الموسم الزراعي، إضافةً إلى حركة المعابر والاستيراد سواء من خارج سوريا أو مناطق السيطرة الأخرى. 

ومع الارتفاع العام في أسعار الخضار والفواكه، وعدم مراعاة أسعارها معدل الدخل للسكّان، يتّجه الأهالي نحو استراتيجيات جديدة في التعامل مع هذين الصنفين، تماشياً مع واقعهم المعيشي. 

جولة في أسواق مدينة إدلب

خلال رصدٍ لموقع تلفزيون سوريا في أسواق مدينة إدلب، يتبين أنّ الأصناف المستوردة "البلاستيكية" شهدت قفزة في الأسعار، وخاصةً البندورة والخيار اللذين سجّلا 6 ليرات تركية للكيلوغرام الواحد، بعد أن كانا بأقل من 3 ليرات، قبل نحو شهر. 

وشهدت أسعار الخضار عامةً ارتفاعاً ملحوظاً، بحسب ما أكد باعة وتجار في المدينة، 

أسعار الخضراوات في إدلب:

  • سجل كيلو الفليفلة 3 ليرات تركية
  • الكوسا 3 ليرات تركية
  • الثوم 8
  • البطاطا 4 ليرات
  • الزهرة 4 ليرات تركية
  • الليمون 3 ليرات تركية

أما باقة البقدونس فكانت بليرة تركية ونصف، والنعناع بـ 2، والفجل بـ 2.5، والجرجير بـ 2، وكيلو الملفوف بـ 4 ليرات، والجزر 5.

أسعار الفواكه في إدلب:

  • سجل كيلو العنب 10 ليرات تركية
  • البرتقال 5
  • الموز 8 ليرات
  • التفاح 4 ليرات تركية
  • المانغا 4 ليرات تركية

ركود في الأسواق

يطبق هدوء غير معهود على سوق الخضار الشعبي في مدينة إدلب، بسبب ارتفاع الأسعار، وهو ما يشكو منه الباعة ضمن الأسواق على اختلاف أماكن توزعها. 

جميل بركات صاحب محل خضار في إدلب، يقول لموقع تلفزيون سوريا، إنّ الحركة الشرائية على ضوء الارتفاع العام في الأسعار تراجعت بشكل كبير، وعزفت فئات واسعة من الأهالي عن شراء الخضراوات. 

ويلخّص في حديثه واقع الأسعار بقوله، إنّ "الأهالي وصلوا لمرحلة شراء الخيار والبندورة بالحبّة". 

أما مدين الحموي، بائع خضار، فيؤكد لموقع تلفزيون سوريا، أنّ العائلة بدل شراء 2 كيلو من الخيار، صارت تقتصر على كيلو واحد، وأحياناً تستغني عنه. 

ويلفت إلى أنّ العامل الذي لا يتجاوز أجره اليومي 20 ليرة تركية، لن يكون قادراً على شراء الخضار بالكيلو، وفي الوقت ذاته، تتراجع الحركة الشرائية في الأسواق، وتعود بآثار سلبية على الباعة. 

الأصناف تركية

يؤكد عبد الرحمن نجم، وهو تاجر خضار في سوق الجملة "الهال" في إدلب، أنّ سبب ارتفاع مختلف أصناف الخضار والفواكه في إدلب، هو كونها مستوردة من الجانب التركي، ويتحكم في ذلك سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بين الحين والآخر. 

أما سبب ارتفاع بعض أصناف الخضار المحلية منها "الباذنجان، الفليفلة، البامية، اللوبية" وغيرها، فهو أنها صارت في نهاية موسمها، وتراجعت الكميات في السوق، ما أدى إلى ارتفاع سعرها، بحسب "نجم". 

ويضيف في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أنّ غالبية أصناف الخضار ستكون خلال أيام قليلة جميعها "بلاستيكية" بسبب قدوم فصل الشتاء، وهو ما يرتب عليها ارتفاعاً أيضاً في الأسعار. 

ويتابع: "البندورة المنتشرة في الأسواق هي بلاستيكية، وكمياتها قليلة جداً في الأسواق، بسبب تراجع استيرادها من الجانب التركي، وبالتالي فإنَّ غلاءها حالة طبيعية جداً". 

ويوضح أنّ "لا خيارَ أمام السوق المحلية إلا الاستيراد من الخارج، لأنّ المنطقة تغيب عنها الزراعات الشتوية أو البلاستيكية وتستوردها من الجانب التركي".

في هذا السياق، يوضح ثروت حلوم تاجر خضار في سوق الهال، أنّ بعض أصناف الخضار المحلية لو توفرت في السوق في إدلب، كانت انخفضت الأسعار بشكل ملحوظ. 

ويشير إلى أنّ بعض أصناف الخضار والفواكه كانت تأتي من مناطق الساحل السوري، تساهم في تراجع الأسعار، إلا أنّ إغلاق الطرقات مع باقي مناطق السيطرة، حرمت المنطقة منها. 

كيف يتحايل الأهالي على الغلاء؟ 

رتب الغلاء العديد من السلوكيات الجديدة لدى الأهالي في التعامل مع الخضار، وكميات شرائها. 

تقول السيدة "أم حسام" المقيمة في مدينة إدلب، إنّ "عدداً من أصناف الخضار والفواكه صارت مستبعدة من المائدة، بسبب غلائها أو الاقتصار على كميات قليلة جداً". 

وتضيف لموقع تلفزيون سوريا: "البندورة غالية قياساً بمدخولنا الشهري، ولا يمكن شراؤها بشكل دوري على خلاف السابق.. نعتمد في الأيام القادمة على الحشائش لأنها محلية وأرخص". 

وتلفت إلى أنّ العائلة تحتاج كمعدل وسطي لـ 20 ليرة تركية خضار وإذا قررت شراء الفواكه سيكون الرقم أضعاف ذلك، وهذا الأمر يعود لحالتها المادية. 

سعيد أبو أمين، يوضح في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أنّ الأسعار إلى جانب كونها مرتفعة جداً، فهي متفاوتة من محال لآخر، الأمر الذي يدفع المواطن إلى البحث الطويل من أجل إيجاد سعر أقل. 

وعن خطته في التعامل مع غلاء الأسعار، يوضح "سعيد"، أنّ الاستغناء عن الخضار غير وارد، لأنّ بديل الطبخ في المنزل هو الطعام الجاهز وهو بدوره غالٍ ولا يناسب واقع الأهالي المعيشي. 

ويشير خلال وقوفه على بسطة خضار في مدينة إدلب، إلى أنه لجأ إلى طبخ كمية كبيرة تكفي عائلته لعدة أيام، في محاولة لتوفير تكاليف طبخات متعددة خلال الأسبوع الواحد.

ارتفاع الأسعار عالمي والارتباط بالليرة التركية

على وقع ارتفاع الأسعار العام للخضار والفواكه، يوضح حمدو الجاسم، مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، أنّ الارتفاع يعود إلى أمرين؛ ارتفاع الأسعار عالمياً وانخفاض قيمة صرف الليرة التركية أمام الدولار الأميركي. 

ويشير في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، إلى غياب الضرائب عن الخضار المستوردة، بينما تخضع لرسوم رمزية فقط، مقابل خدمات مقدمة ضمن المعبر. 

ويتحدث الجاسم عن تسهيلات مقدمة من قبل الحكومة، منها استجرار التيار الكهربائي لدعم القطاع الزراعي وتحفيز مشاريع الري والقرض الحسن لمنظومات الطاقة الشمسية. 

وحول دورها في ضبط تفاوت الأسعار، يقول إنّ "الرقابة التموينية تبدأ من سوق الجملة (الهال)، إذ تعمل الرقابة على إلزام بائع الجملة بمنح فاتورة لبائعي المفرق تحدد السعر والاختلاف في تصنيف البضائع بين الممتاز والجيد والمقبول".