icon
التغطية الحية

شتاء اللاذقية.. متضرّرو الزلزال يبحثون عن مأوى جديد و"النظام" يتجاهل

2023.11.22 | 06:54 دمشق

آخر تحديث: 22.11.2023 | 06:54 دمشق

زلزال اللاذقية
متضرّرو الزلزال في اللاذقية يبحثون عن ملاجئ جديدة مع قدوم الشتاء (تلفزيون سوريا)
اللاذقية - خاص
+A
حجم الخط
-A

يعاني متضرّرو الزلزال في ريف اللاذقية من البحث عن مأوى جديد مع دخول فصائل الشتاء، تخوّفاً من انهيارات الأبنية غير الآمنة التي يسكنونها، وسط تجاهل من حكومة النظام السوري، التي ما تزال تُماطل في تسليمهم منازل مسبقة الصنع (كرفانات) قدّمتها بعض الدول كمساعدات، عقب الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا، شباط الماضي.

وخلال جولة لـ موقع تلفزيون سوريا في منطقة جبلة وريفها، لوحظ أنّ "حكومة النظام" حتّى الآن، لم توزّع "الكرفانات" التي وصلتها كمساعدات للمتضرّرين من الزلزال، ما دفع البعض منهم للعودة إلى منازلهم رغم خطورتها، خاصّةً أنّهم غير قادرين على دفع الإيجارات المرتفعة.

"أبو أحمد" -أحد المتضررين من الزلزال- قال لـ موقع تلفزيون سوريا: "بداية فصل الربيع عدنا إلى منزلنا مع أنّه غير قابل للسكن، لكن لم نستطع دفع الإيجارات التي تصل إلى نحو 800 ألف ليرة شهرياً".

وأضاف: "مع تكرار الهزّات الأرضية وبداية فصل الشتاء، صرت أبحث عن غرفة آمنة في أطراف المدينة لأتآوى فيها أنا وعائلتي حتى ينتهي هذا الفصل القاسي وينتهي برده القارس".

أمّا "سمير" أشار لـ موقع تلفزيون سوريا، إلى أنّه وبالتعاون مع إخوته تمكّنوا من تأهيل منزل غير صالح للسكن، وجهّزوا فيه تمديدات المياه والصرف الصحي من أجل اللجوء إليه في فصل الشتاء، خشية الانهيارات المفاجئة من جرّاء الأمطار"، مردفاً: "الأمطار أشبه بالسيول في المنطقة وقد تستمر لأيام طويلة ويمكن أن تتسبّب بانهيار الأبنية المتصدعة".

"لا منازل بديلة"

تبيّن من مصدر خاص في مجلس محافظة اللاذقية التابع للنظام السوري، أنّ مناطق ريف اللاذقية (جبلة، القرداحة وريفها، اسطامو، الفاخورة، الشيخ ريح، مرخو، كلماخو) لم تُسلّم فيها أي منازل مؤقتة مسبقة الصنع (كرفانات) وفق وعود "الحكومة".

وأشار المصدر إلى أنّه خلال الأشهر السابقة جرى فقط إحصاء المتضررين من الزلزال المدمّر دون تسليمهم أي منزل مؤقّت، وذلك لعدم الاتفاق على الأرض التي ستوضع فيها الكرفانات"، مردفاً: "ما يزال مشروع المنازل المؤقتة قيد الدراسة مع وقف التنفيذ".

وفي ريف القرداحة قال "حمزة" -أحد المتضررين- لـ موقع تلفزيون سوريا: "قدمنا جميع الأوراق الثبوتية إلى المحافظة والبلدية بأن منزلنا مدمّر، لكن منذ 8 أشهر والمحافظة تتذرّع بإزالة الأنقاض فقط، دون أن تسلّمنا (كرفانات) للسكن المؤقت".

وأضاف: "في بداية الأمر أعلن الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع الجانب السوري عن تسليم مساكن بديلة مؤقتة للأهالي، ثم اختلفوا على موقع الأرض التي ستقام عليها الكرفانات، وحتى الآن هذا المشروع لم يبصر النور".

بدوره، قال "ياسر" -أحد المتضرّرين في منطقة اسطامو بريف اللاذقية- لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "نصف منزله مهدّم بالكامل وكشفت عليه لجنة من البلدية وسلمته ورقة إخلاء لأنّه غير قابل للسكن، ما دفعه إلى استئجار منزل صغير بـ500 ألف ليرة سوريّة، لكن مع حلول المدارس والشتاء والغلاء الفاحش لم يعد يستطيع دفع هذا المبلغ شهرياً".

وتابع: "أجريت ترميماً بسيطاً لمنزلي السابق، وعدت إليه مع عائلتي، رغم علمي بأنّه معرّض للسقوط في أي لحظة، لكن حالي كحال كثيرين من الذين عادوا إلى منازلهم المتضررة بسبب سوء الأحوال المعيشة و(الحامي الله)".

"مجلس محافظة اللاذقية يبرّر"

من جهتها، قالت موظفة في "مجلس محافظة اللاذقية" إنّ "المحافظة أحصت عدد المنازل المتضرّرة وغير القابلة للسكن، وهدمت كثيرا من الأبنية الآيلة للسقوط، وأنّها حتى الآن تعمل بالتعاون مع البلديات في إزالة الركام والهدم، لكن التأخير يكون أحياناً بسبب انقطاع مادة المازوت لتحريك الآليات".

مناقصة "الكرفانات"

بالنسبة للمساكن المؤقّتة (كرفانات) التي تبرّعت بها بعض الدول العربية لصالح المتضرّرين من الزلزال، قال أحد المتضرّرين -موظف في الجمارك التابعة للنظام- إن "الكرفانات سُلّمت للحكومة السورية وبيعت بموجب مناقصات للتجار، ويُعلن عن بيعها بالمتر المربع عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيراً إلى أنّ "سعر الـ50 مترا مربعا وصل إلى 35 مليون ليرة سورية".

وبحسب المتضرّرين في ريف جبلة، فإنّ "بعض المدارس تحوّلت منذ وقوع الزلزال إلى مراكز إيواء، ومع بداية العام الدراسي يُجبر المتضرّرون على الخروج منها صباحاً، والعودة عصراً بعد انتهاء دوام التلاميذ والطلاب".

وأضاف أحد المتضرّرين لـ موقع تلفزيون سوريا قائلاً: "زارنا الكثير من الجمعيات السوريّة مثل (الأمانة السورية للتنمية، العرين، موزاييك) ووزّعوا بعض الألبسة والغذائيات، ووعدونا بمساكن مؤقتة، منذ الشتاء الماضي، لكن حتى اليوم لم نر ذلك على أرض الواقع".

يشار إلى أنّ مساعدات "الكرفانات" وصلت من الأردن والصين لمساعدة المنكوبين والمتضرّرين من الزلزال، لكن تسلّمتها جمعية "الأمانة السوريّة للتنمية" التابعة لأسماء الأسد، ثم بيعت للتجّار ضمن مناقصات، دون التفكير في وضع المتضرّرين مع قدوم فصل الشتاء.