icon
التغطية الحية

لظهوره ضاحكاً بعد الزلزال.. صحيفة غربية تهاجم بشار الأسد وأسماء

2023.02.20 | 10:32 دمشق

زلزال
صحيفة غربية تهاجم بشار الأسد وأسماء
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

بعد 4 أيام من الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا، ظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد وهو يضحك، في أثناء زيارة مع زوجته أسماء لمواقع الدمار والناجين من الزلزال في حلب. كان هذا أول ظهور علني له بعد وقوع الكارثة. لم يكن ظهوره رسمياً، بل كان ضاحكاً.

بهذه الكلمات استهلت صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية تقريرها الذي شنّت فيه هجوماً لاذعاً على بشار الأسد، مشيرة إلى أن كارثة الزلزال "جاءت لتمثل فرصة لبشار الأسد وعائلته، لمحو الأدلة على الجرائم البشعة التي ارتكبها نظامه، بل وليطالب العالم بتمويل إعادة الإعمار في سوريا"، وفق التقرير.

ظهر الأسد البالغ من العمر 57 عاماً في حي مدمر محاطاً برجال يهتفون باسمه وهو يصافحهم وسط الحشد. يصرخ رجل من بين أولئك المحتشدين قائلاً إن حلب لم تعد مدمرة لأن الأسد موجود هناك.

يضحك الأسد، ويطلب ذلك الرجل صورة سيلفي، لتنتشر صورة للأسد الضاحك على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويوضح التقرير أنه قبل الزلزال ببضع ساعات، واصل سلاح الجو التابع للأسد، بدعم روسي، قصف المنطقة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة، وهي المنطقة الأكثر تضرراً من كارثة الزلزال. ولفت إلى أن الأسد لطالما أراد تدمير هذه المنطقة وقتل أهلها، حتى جاء الزلزال وأعطاه مكسباً تكتيكياً، لدرجة أن أنصاره تداولوا رسائل عبر الإنترنت تقول إن التدخل الإلهي أنقذ الأسد من تكلفة البراميل المتفجرة.

ويتابع التقرير: "والديكتاتور الذي يذبح شعبه منذ أكثر من عقد"، ارتكب منذ عام 2011 أغلب الفظائع الممكنة بحق الشعب السوري، مثل الاغتصاب والتعذيب والأسلحة الكيماوية والحصار والتجويع والقصف الشامل وتدمير المناطق المدنية.

ورد الغرب بفرض حصار وقيود على عائلة الأسد ونظامه ككل، وكانت الفكرة أن الضغط الاقتصادي سيدفع الأسد للموافقة على تسوية سياسية. لكن سهلت روسيا وإيران والصين وأصدقاء آخرون للنظام السوري التحايل على العقوبات من خلال إنشاء شركات وهمية وإدارة المعاملات الاحتيالية وتزويد نظام الأسد بشريان الحياة الاقتصادي، من الوقود إلى القروض إلى صفقات الاستثمار.

ومع استمرار الأسد في الظهور من خلال التقاط صور له باستخدام أحدث تقنيات شركة (آبل)، تمسكت زوجته أسماء بارتداء أحدث ملابس المصممين الغربيين. وطوال تلك السنوات، تمسك نظامه بروايتين بسيطتين، الأولى أن الغرب هو المسؤول عن معاناة السوريين بسبب العقوبات المفروضة وليس تصرفات الأسد، والثانية أن كل من يعارض النظام السوري هو إرهابي، وفقا للتقرير.

جاء الزلزال على شكل فرصة عظيمة لن تتكرر للأسد بعد سنوات من العزلة السياسية، لذلك كان حريصاً على تقديم نفسه على أنه يتمتع بالشرعية الدولية، وسلط الضوء على جميع رسائل التعازي التي تلقاها من قادة العالم، وكثير منهم من الدول العربية.

وزادت ثقة رئيس النظام بنفسه على المستوى السياسي أيضاً، حين بدأت الدول العربية في إرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام. لكن بالنسبة للأسد، فإن الجائزة الحقيقية هي إعادة العلاقات مع الغرب والحصول على تمويل غربي لإعادة الإعمار.

ويشير التقرير إلى أنه في الأسبوع الذي تلا الزلزال، انتقد عضوان بالكونغرس الأميركي قرار وزارة الخزانة الأميركية بتعليق العقوبات على سوريا لمدة ستة أشهر، بسبب المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال، قائلين إن "هذا يمهد الطريق لتطبيع العلاقات مع الأسد".

واعتبر التقرير أن قرار الأسد فتح معبرين آخرين لمرور المساعدات جاء كمحاولة منه لأخذ المبادرة من مجلس الأمن الذي كان يخطط لعقد جلسة لفتح معبرين إلى جانب المعبر الوحيد عبر الحدود مع تركيا. وبيّن أن مبعوث سوريا في الأمم المتحدة، بسام صباغ، كان ضاحكاً مثل رئيسه عندما أعلن أن قرار فتح المعبرين هو سيادي، وأن الحكومة هي من تسيطر على الحدود، مناقضاً نفسه عندما قال إن حدود شمال غربي سوريا هي "تحت الاحتلال التركي والجماعات الإرهابية".

وشدّد التقرير على أن العقوبات وحدها لا تكفي، ولا يمكن للغرب أن يستمر في تجاهل حقيقة أن التدخل الروسي في الحرب عام 2015 أنقذ الأسد من الهزيمة العسكرية، أو أن بقاء الأسد يعتمد على الدعم الروسي والإيراني المستمر. وطالب الغرب بأنه إذا كان جاداً بشأن محاسبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا، فلا يمكنه تجاهل ما فعلته في سوريا، لأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأسد وجهان لعملة واحدة، وفق الصحيفة.