icon
التغطية الحية

"سرقة المساعدات".. النظام السوري يوزع مساعدات طبية منتهية الصلاحية في اللاذقية

2023.03.25 | 06:09 دمشق

وصول طائرة تحمل مساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي إلى دمشق
وصول طائرة تحمل مساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي إلى مطار دمشق ـ رويترز
اللاذقية ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

منذ وقوع الزلزال المدمر في تركيا وسوريا والذي أدى لضرر في شمال غربي سوريا وخاصة في اللاذقية وجبلة وحلب وإدلب وجنديرس ومناطق شمالي سوريا، والمساعدات الدولية والعربية تتهافت إلى سوريا، بشتى أنواعها وخاصة الطبية، وهو ما استطاع النظام السوري استغلاله أشد استغلال.

وتشتكي الطواقم الطبية في مشافي اللاذقية من تردي القطاع الطبي وشح المواد الطبية والأدوية ومستلزمات العمليات الجراحية ومواد التعقيم. علماً أنه ومنذ انتشار فيروس كورونا في سوريا في عام 2020 ومستودعات وزارة الصحة التابعة للنظام مليئة بالمساعدات الطبية والتي تم بيعها وحرمان المشافي منها، كما يقول أطباء وممرضون عاملون في عدد من المشافي لموقع تلفزيون سوريا.

مساعدات مشافي اللاذقية تباع في الأسواق

يقول "سمير" وهو ممرض عامل  في أحد مشافي اللاذقية، إنهم وقبل حدوث الزلزال كان هنالك شح كبير في المواد و"تقطير" في أبسط المستلزمات كالكحول والمعقمات والكمامات الطبية، ولكن ومع وصول أول قافلة مساعدات طبية إلى اللاذقية وزعت المشافي على كوادرها كمامات وصلت لسوريا في فترة انتشار فيروس كورونا، وبكميات كبيرة أدهشت كل الطاقم الطبي.

ويتابع قائلا "في أزمة كورونا كانت إدارة المشفى تسلمنا كمامة واحدة ضمن مناوبة 24 ساعة، أما اليوم فقد سلمونا كميات كبيرة بتاريخ قديم منذ فترة الكورونا".

ليست الكمامات وحدها ما تم إخراجه من المستودعات وتوزيعه، حيث تبين أنهم وزعوا هذه الكمامات لإفساح المجال أمام المساعدات التي وصلت لتخزينها وحرمان المشافي منها ريثما يتم بيعها، وهو ما أكده "علي اسم وهمي" وهو شخص يتعامل مع أحد العاملين في المستودعات وهما كانا ينظمان عملية سحب المواد الطبية من المستودعات وبيعها في السوق بالاتفاق مع إدارة المشفى. وينتظر علي اليوم هدوء أخبار الزلزال وقصصه قليلاً حتى تنشط تجارته.

الأطباء المقيمون أيضاً تحدثوا لموقع تلفزيون سوريا عن مساعدات قدمت لهم كمسكنات ألم (بانادول) وغيرها من صادات حيوية ولكنها صالحة فقط لغاية شهرين من تاريخ توزيعها، وتناقل الأطباء فيما بينهم روايات عن أن هذه الأدوية قادمة من مستودعات كبار تجار الأدوية في اللاذقية والذين استبدلوا المساعدات القادمة لسوريا بالأدوية المخزنة في مستودعاتهم والتي شارفت صلاحيتها على الانتهاء، ويذكر أن عائلة الأسد نشطت مؤخراً في تجارة الأدوية مدعومين بابن خال رئيس النظام "هوازن مخلوف" مدير صحة اللاذقية حالياً.

ولم يتوقف مدير الصحة عند موضوع المساعدات بل تطورت القصص ليظهر في فيديو تسجيلي بثته مديرية صحة اللاذقية على صفحتها على فيس بوك يتحدث عن آثار الزلزال على القطاع الصحي وكيف كان للعقوبات على سوريا دور كبير في تأذي القطاع الصحي في محاولة لاستغلال مشاعر الكثيرين حول العالم ومتغافلاً عن استغلاله لمنصبه لتسيير أمور عمله في مشافي اللاذقية.

النظام يسرق المساعدات الإنسانية

والشهر الماضي، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير، إن النظام السوري نهب قرابة 90% من المساعدات المقدمة لضحايا الزلزال، مشيرا إلى أن المستفيد الأعظم من المساعدات طيلة السنوات الماضية منذ عام 2014 هو النظام السوري وليس الضحايا الذين تحولوا إلى رهائن.

وأضاف التقرير أنه لا توجد أية استقلالية لدى المنظمات العاملة في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، فهي إما الهلال الأحمر السوري، أو الدفاع المدني التابع لوزارة الدفاع في حكومة النظام، أو منظمات أنشأتها الأجهزة الأمنية، وتلزم المنظمات الدولية على التعامل معها حصراً، مما يتيح للأجهزة الأمنية التحكم بالمساعدات ونهب الغالبية العظمى منها. 

وعقب تدفق المساعدات على مناطق سيطرة النظام في سوريا بعد زلزال 6 شباط المدمر، انتشر وسم "الأسد لص المساعدات" على وسائل التواصل الاجتماعي، ليعود ملف سرقة النظام للمساعدات إلى الواجهة ويذكّر بما كشفته تقارير المنظمات غير الحكومية والباحثين الأفراد منذ سنوات حول التحويل المنهجي للمساعدات من قبل نظام الأسد.