icon
التغطية الحية

رغم هدوء الجبهات.. ازدياد مواكب تشييع قتلى قوات النظام بالساحل السوري

2022.12.27 | 07:31 دمشق

تشييع ضابط أمن من قوات النظام السوري في الساحل السوري
اللاذقية.. تشييع ضابط أمن من قوات النظام السوري قُتل في درعا (فيس بوك)
اللاذقية ـ حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

لا تزال مواكب تشييع قتلى قوات النظام تتوافد إلى الساحل السوري رغم هدوء الجبهات خلال الأشهر الأخيرة، وكان لافتاً ازدياد حصيلة القتلى لا سيما في صفوف الضباط الذين سقطوا في جبهات مختلفة أبرزها البادية السورية.

مصادر تلفزيون سوريا في الساحل السوري، رصدت مقتل 27 عنصراً وضابطا من قوات النظام السوري ينحدرون من اللاذقية وطرطوس، وذلك منذ بداية شهر تشرين الأول الفائت، في جبهات مختلفة أبرزها حلب وإدلب والبادية.

وبحسب المصادر، قتل النقيب جعفر أيمن إبراهيم المنحدر من قرية غنيري بريف جبلة، والضابط برتبة نقيب محمد أحمد العطية المنحدر من قرية الحويز بمدينة جبلة على جبهات إدلب، كما قُتل الملازم أول محمد الرفاعي المنحدر من القرداحة في غارة جوية تركية على مواقع جيش النظام قرب القامشلي بريف الحسكة.

ونعى "الدفاع الوطني" التابع للنظام في اللاذقية النقيب في قوات النظام خضر عباس، كما قُتل الضابط جعفر ديب، المنحدر من قرية بسين التابعة لمنطقة القرداحة على جبهات إدلب.

ومن أبرز قتلى قوات النظام في الساحل السوري خلال الفترة الأخيرة، العميد الركن غياث حشيش المنحدر من قرية الحويز بريف مدينة جبلة والذي قتل في جبهات إدلب، والعقيد في قوات النظام علي كمال بركات المنحدر من بلدة المزيرعة في ريف اللاذقية، الذي قُتل في درعا.

صفحة "بانياس الآن" على فيس بوك، قالت إن "العميد الركن الطيار أمين عارف بسيسيني المنحدر من طرطوس توفي في ظروف غامضة".

"القتلى الضباط أكثر من العناصر"

وقال الناشط الإعلامي في اللاذقية أبو يوسف جبلاوي لموقع تلفزيون سوريا إن "اللافت في الآونة الأخيرة هو ارتفاع أعداد قتلى قوات النظام من الضباط أكثر من العناصر، لا سيما في جبهات الشمال السوري والبادية". مرجعاً السبب إلى استهداف تنظيم "الدولة" لعربات المبيت التي تنقل الضباط، بالإضافة إلى القصف التركي الذي يستهدف مواقع قوات النظام.

وأضاف جبلاوي أن "حصيلة قتلى قوات النظام في الساحل السوري ارتفعت خلال الشهريين الماضيين مقارنة مع الأشهر السابقة منذ بداية العام الحالي، وهو ما أثار حالة غضب عامة في بعض القرى، نظراً لأن مواكب التشييع تزامنت مع استياء كبير من الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يشهدها الساحل السوري".

وأشار إلى تغير المزاج العام في الساحل السوري منذ نحو عامين بالنسبة لمسألة سقوط قتلى، إذ كان البعض يعتبر الأمر سابقاً "دفاعاً عن وجودهم، لكن حاليا بات مع كل قتيل تتكرر تساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي عن سبب الاعتماد على شبان وضباط اللاذقية فقط في الجبهات الصعبة، معتبرين أن الساحل دفع فاتورة كبيرة للحرب بينما أهملت الدولة هذه المنطقة". وفق تعبيرهم.

وخلال العامين الماضيين قُتل في اللاذقية ضباط بارزون من أبرزهم العميد علي حامد مخلوف مدير نادي الضباط بمدينة اللاذقية والمقرب من ابن خال رئيس النظام رامي مخلوف، والعميد المظلي حسّان محمود حسن والذي قتل خلال عودته من دير الزور إلى القرداحة في ظروف غامضة.

ما سبب ازدياد أعداد القتلى الضباط؟

ويرى الضابط المنشق عن قوات النظام السوري تيسير غزال أن "السبب الرئيسي لارتفاع قتلى ضباط النظام في الساحل يعود إلى تحول الحرب في سوريا من المواجهات العسكرية إلى العمليات الخاطفة والكمائن وهو ما يزيد من احتمالية سقوط عدد أكبر من ضباط النظام ومعظمهم ينحدر من الساحل السوري".

ولم يستبعد غزال في الوقت ذاته أن يكون الأمر متعلقاً بتصفيات واغتيالات مدبرة لعدد من الضباط البارزين سواء المحسوبون على روسيا أو إيران أو تصفية حسابات بين أجهزة أمن ومتنفذين للسيطرة على السرقات وعمليات التهريب.

وأشار غزال في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى أن "قبضة النظام تراجعت كثيراً خلال السنوات الأخيرة وبات الساحل تحت سيطرة قادة ميليشيات وقادة أجهزة أمنية يعملون على تنفيذ مصالحهم ويعقدون صفقات فيما بينهم لتقاسم الأرباح". مضيفاً أن "هذه التصفيات تندرج أيضاً في سياق التنافس على الموارد والمناصب".