icon
التغطية الحية

دراسة: نصف الأطفال المصابين بالتهاب الكبد (أ) في تركيا سوريون

2022.10.19 | 09:48 دمشق

الفنانة التركية توبا بويوك أوستون مع أطفال سوريين في تركيا
الفنانة التركية توبا بويوك أوستون مع أطفال سوريين في تركيا (الأناضول)
Contagion Live - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

كشف تقرير جديد صدر في تركيا أن جهود الدولة التي تسعى لتعزيز نسبة التحصين ضد فيروس التهاب الكبد من النوع أ تؤتي أكلها، إلا أن التقرير يسلط الضوء أيضاً على الطرق التي يمكن من خلالها للأشخاص المعرضين للإصابة بهذا الفيروس والقادمين من دول أخرى أن تعقد تلك الجهود.

فقد خلص من كتبوا ذلك التقرير إلى أنه لا بد من وجود عين ساهرة لتقوم بمراقبة حالة انتشار الأوبئة إلى جانب توسيع جهود التطعيم، وقد نشر ذلك التقرير في مجلة الطب والرعاية التلطيفية.

يقول الدكتور بينهور سيرفان شيتين وهو أحد من كتبوا ذلك التقرير من جامعة أرجيس التركية بأن تركيا أدخلت لقاح التهاب الكبد من النوع أ لبرنامج التطعيم الوطني في شهر تشرين الثاني من عام 2012، على أمل وقف ظهور ذلك المرض الذي يمكن أن يؤدي إلى فشل الكبد والوفاة في بعض الحالات. إلا أن ذلك التغيير الإداري تزامن مع موجة الربيع العربي، التي اشتملت على انتفاضات قامت في الشرق الأوسط، وتمكنت من الإطاحة بالحكومات في بعض الحالات، إلا أن الانتفاضة في سوريا أدت إلى قيام حرب طويلة الأمد، وإلى ظهور أزمة هجرة على نطاق واسع.

وقد استقر المقام بكثيرين ممن فروا من العنف الدائر في سوريا، في تركيا، وغالبية هؤلاء اللاجئين لم يتلقوا تطعيماً ضد فيروس التهاب الكبد من النوع أ، بما أن تلك اللقاحات غير موجودة بشكل اعتيادي في سوريا. والأمر المربك في هذه القضية هو أن غالبية المهاجرين مجبرون على العيش في أماكن مزدحمة تفتقر إلى الشروط الصحية، مما يزيد خطر انتقال عدوى التهاب الكبد إليهم.

ولهذا رغب شيتين في معرفة كيف يؤثر برنامج التطعيم التركي وتدفق المهاجرين على الجهود التي تبذلها تركيا للحد من انتشار عدوى التهاب الكبد من النوع أ.

ولمعرفة ذلك، قام شيتين بمراجعة جداول الأطفال (ما دون 18 سنة) ممن شخص لديهم إصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع أ منذ كانون الثاني 2013 وحتى شباط 2018، وذلك في مشفى جينكيز غوكشين للأمومة والطفولة بغازي عنتاب، فتبين له بأن هنالك 1039 حالة، 53% منها بين صفوف الذكور الذين بلغ متوسط أعمارهم 7 سنوات وتسعة أشهر، إلا أن نسبة الإصابات تراجعت بمرور الوقت من 321 حالة في عام 2013 و360 حالة في 2014، إلى 119 حالة في عام 2016 و73 حالة في عام 2017.

وبالمجمل، فإن 14% من حالات الإصابة بالتهاب الكبد من النوع أ بين صفوف الأطفال والمسجلة في ذلك المشفى تعود للاجئين سوريين، إلا أن نسبة إصابتهم بذلك المرض زادت بمرور الوقت. إذ في عام 2013، تم تسجيل 6.5% من الحالات بين صفوف اللاجئين السوريين، إلا أن أكثر من نصف الحالات أي ما يعادل نسبة 52.1% من الحالات كانت تعود لسوريين في عام 2017.

ويعلق شيتين على ذلك بقوله: "بعد تطبيق لقاح التهاب الكبد ضمن البرنامج الوطني تراجعت أعداد حالات الإصابة، ولكن ما يزال لدينا أفراد معرضون للإصابة بهذا المرض، لا سيما بين صفوف اللاجئين السوريين".

وأشار شيتين إلى أن هنالك نحو 1.6 مليون طفل سوري يعيش في تركيا، ويعتقد بأن 10% من هؤلاء الأطفال يعيشون في مدينة غازي عنتاب التي يوجد فيها ذلك المشفى الذي تمت دراسة الحالات فيه، ولهذا ذكر الطبيب شيتين بأن الجهود قد انطلقت محلياً لمساعدة مزيد من الأطفال السوريين في الحصول على جرعة لقاح مضاد لالتهاب الكبد من النوع أ، إذ يقول: "بدأت أولوية تقديم اللقاح لتلك الفئة المعرضة للإصابة بالمرض في منتصف عام 2017 في تلك المنطقة، ولهذا نتوقع أن تنخفض معدلات الإصابة بهذا المرض مستقبلاً".

وبالعموم، حصل نصف الأطفال الذين تم تشخيص هذا المرض لديهم على معالجة داخل المشفى، إلا أن الدكتور شيتين يعتبر هذه النسبة مقلقة، على الرغم من إقامة المرضى المصابين بهذا المرض لفترة قصيرة نسبياً في المشفى (بلغت وسطياً أربعة أيام).

ويضيف: "في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ قرار بشأن استقبال المريض في المشفى، يمكن لحالة عدم الالتزام بالتعليمات أو عدم الثقة بالرعاية المنزلية أن تزيد من نسبة المرضى الذين يخضعون للعلاج من هذا الفيروس في المشفى بمعدل يفتقر للتناسب".

إذ يكلف متوسط الإقامة في المشفى للحالة الواحدة نحو 246.80 دولاراً.

ويخبرنا الدكتور شيتين بأن البيانات التي تم جمعها خلال تلك الدراسة تؤكد أهمية الخضوع للقاحات المضادة لالتهاب الكبد من النوع أ والتي أصبحت أمراً روتينياً في تركيا، ولكن لا بد من مواصلة الانتباه لخطر هذا المرض، إذ يقول: "لا بد من مواصلة مراقبة البيانات الخاصة بالأمراض الوبائية مع توسيع الجهود التي تعمل على نشر اللقاح وذلك للسيطرة على هذا المرض، ولمنع وصول الحالات لمرحلة تجبرها على الخضوع للعلاج في المشافي وذلك عند إدارة تلك الحالات، لأنه من الضروري مراجعة عملية إدارة حالات المرضى التي يقوم بها الأطباء المتخصصون بهذا الميدان".

 المصدر: Contagion Live