icon
التغطية الحية

خريطة فصائل الجيش الوطني في ريف حلب والتحالفات.. مَن يقاتل مَن؟

2022.10.12 | 18:21 دمشق

ولاتزال جراح الجيش الوطني تنزف..!
رتل عسكري للجيش الوطني السوري في ريف حلب (أرشيف)
+A
حجم الخط
-A

اتسعت رقعة الاقتتال بين فصائل الجيش الوطني السوري في ريف حلب، الذي بدأ بسيطرة "الفيلق الثالث" على مقار "فرقة الحمزة"، عقب ثبوت تورّط "الفرقة" بعملية اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل في مدينة الباب.

وصلت الاشتباكات التي بدأت بين "فرقة الحمزة" و"الفيلق الثالث" في مدينة الباب شرقي حلب، إلى منطقة عفرين شمال غربي حلب، وذلك عقب دخول "هيئة تحرير الشام" إلى جانب "الفرقة"، التي تسيطر على بلدات وقرى في عفرين قريبة من مناطق سيطرة "الهيئة" في إدلب وريف حلب الغربي.

مع دخول "هيئة تحرير الشام" على خط الاقتتال الحاصل في ريف حلب - وهي المحاولة الثانية لإيجاد موطئ قدم لها في مناطق سيطرة الجيش الوطني - طفت الحالة الفصائلية في الجيش مجدّداً، لدرجةِ لم يعد المراقبون لواقع الاقتتال الجديد يعرفون مَن يقاتل مَن، ومَن يُحالف مَن؟

في البداية، أُسّس الجيش الوطني السوري، شهر تشرين الأول 2019، من ثلاثة فيالق عسكرية (أوّل، ثاني، ثالث) بقوام 50 ألف مقاتل تقريباً ينتشرون في مناطق عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" بريف حلب، و"نبع السلام" في ريفي الحسكة والرقة، قبل أن تنضم إليه "الجبهة الوطنية للتحرير" التي شُكّلت، شهر أيار 2018، من 11 فصيلاً من "الجيش السوري الحر" سابقاً في محافظة إدلب.

  • الفيلق الأول وكان يتألّف من أربع فرق: "الفرقة 11: لواء الشمال، وجيش الأحفاد - الفرقة 12: لواء سمرقند، ولواء المنتصر بالله، وأحرار الشرقية - الفرقة 13: لواء السلطان محمد الفاتح، وقاعدة غزل، ولواء الوقاص - الفرقة 14: فيلق الشام، والفرقة التاسعة، وجيش النخبة، وجيش الشرقية، الفرقة 20"، وانضمت للفيلق لاحقاً "فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات)، قبل أن يُعلن قائدها "أبو عمشة" الانفصال منه والانتقال إلى "الفيلق الثاني".
  • الفيلق الثاني كان يضم فصائل: "فرقة السلطان مراد، وفرقة الحمزة، ولواء صقور الشمال، وفرقة المعتصم، وجيش الإسلام، وفيلق الرحمن".
  • الفيلق الثالث كان يضم فصائل: "الجبهة الشامية، وصقور الشام، وأحرار الشام/ القطاع الشرقي (الفرقة 32) - والجبهة 51: لواء السلطان عثمان، وفوج المصطفى، وثوار الجزيرة، الفوج الأول - ولواء السلام: الفرقة 23، والفوج الخامس، وفيلق المجد".

لكن السير في استراتيجية الفيالق اصطدمت بالفصائلية والولاء المتناقض، دفع معظم فصائل تلك الفيالق إلى إعلان تكتلات واندماجات وهمية - فيما بينها - نتج عنها ثلاثة تشكيلات - شبه مستمرة إلى الآن - هي: "هيئة ثائرون للتحرير، وحركة التحرير والبناء، والفيلق الثالث (كتلة الجبهة الشامية)".

1- الفيلق الثالث

يتألف "الفيلق الثالث" بقيادة حسام ياسين من كتلته الأكبر (الجبهة الشامية)، إضافةً إلى "جيش الإسلام (انضم إليه بعد تهجيره من غوطة دمشق الشرقية)، وفيلق المجد، والفرقة 51، وفرقة السلطان ملكشاه، ولواء السلام (تجمّع "فاستقم كما أُمرت" سابقاً)".

وبحسب ناشطين، فإنّ التقسيم العسكري لـ الفيلق الثالث (الجبهة الشامية)، يتوزّع على سبع فرق:

  • الفرقة 31: (لواء عاصفة الشمال، مجموعات صغيرة منها من "حركة أحرار الشام").
  • الفرقة 32: (حركة أحرار الشام/ القطاع الشرقي، معظمهم من أبناء مدينة الباب شرقي حلب).
  • الفرقة 33: (لواء التوحيد، كتيبة ساجدون، جميع كتائب بلدتي مارع وتل رفعت شمالي حلب).
  • الفرقة 34: (اللواء 51، القوة 55، لواء الفتح- لواء السلام).
  • الفرقة 35: (جيش الاسلام).
  • الفرقة 36: (لواء المجد).
  • الفرقة 37: (لواء السلطان عثمان، فوج المصطفى، الفوج الأول).

2- هيئة ثائرون للتحرير

شُكّلت "هيئة ثائرون للتحرير" تحت قيادة فهيم عيسى (قائد السلطان مراد)، أواخر شهر كانون الثاني 2022، باندماج كتلتي "حركة ثائرون، والجبهة السورية للتحرير".

  • "حركة ثائرون" تضم: "فرقة السلطان مراد، وفيلق الشام/قطاع الشمال، وثوّار الشام، وفرقة المنتصر بالله، والفرقة الأولى بمكوناتها (لواء الشمال والفرقة التاسعة واللواء 112)".
  • "الجبهة السورية للتحرير" تضم: "فرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، والفرقة 20، وصقور الشمال (انشقوا عن "غرفة عزم" التي كان يقودها الفيلق الثالث)، وفرقة المعتصم، وفرقة القوات الخاصة".

لكن في أواخر شهر تموز الماضي، أعلنت "فرقة الحمزة" (الحمزات) بقيادة (سيف بولاد أبو بكر)، وفرقة "السلطان سليمان شاه" (العمشات) بقيادة (محمد الجاسم أبو عمشة)، الانسحاب من "هيئة ثائرون"، والعمل وفق المسمّى القديم لهما: "الفيلق الثاني"، قبل أن تُعلن قيادة الفيلق، أواخر شهر أيلول الماضي،  فصل الفصيلين، اللذين باتا الأقرب إلى "هيئة تحرير الشام"، وتقاتل إلى جانبهما ضد "الفيلق الثالث".

3- حركة التحرير والبناء

شٌكّلت "حركة التحرير والبناء" التابعة للجيش الوطني السوري، منتصف شهر شباط 2022، من اندماج فصائل "أحرار الشرقية، وجيش الشرقية، والفرقة 20، وصقور الشام (قطاع الشمال)".

وكُلّف قائد "جيش الشرقية" الرائد حسين الحمادي بالقيادة العامة لـ"حركة التحرير والبناء"، في حين عُيّن قائد “أحرار الشرقية” المعروف بـ"أبو حاتم شقرا"، نائباً له.

يشار إلى أنّه قبل تشكيل "هيئة ثائرون للتحرير، وحركة التحرير والبناء"، كان فصيلا "الجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد" - أكبر وأبرز فصائل الجيش الوطني السوري - قد أعلنا، في 15 تموز 2021، تشكيل غرفة للتنسيق بينهما حملت اسم "غرفة القيادة الموحدة - عزم"، شهدت انضمام فصائل وانسحاب أُخرى، كما تعرّضت للعديد من الهزات عقب إعلانها حملةً ضد مَن وصفتهم بـ"الشبكات والخلايا التي تهدد أمن المجتمع واستقراره"، وكان ملف "أبو عمشة" (قائد فصيل العمشات) من أبرز ملفات الفساد التي لاحقتها "عزم".

"الجبهة الوطنية للتحرير" - إدلب

أُعلن عن تشكيل "الجبهة الوطنية للتحرير"، في شهر أيار 2018، وضمّت 11 فصيلاً من "الجيش السوري الحر" سابقاً، وذلك بقيادة العميد فضل الله الحجي (قائد فيلق الشام ونائب رئيس الأركان في الجيش الوطني عن منطقة إدلب).

وتضم "الجبهة الوطنية للتحرير" فصائل: "فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، والفرقة الساحلية الأولى، والجيش الثاني، والفرقة الساحلية الثانية، وجيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، ولواء شهداء الإسلام/ داريا، ولواء الحرية، والفرقة 23"، حينذاك، أعلن "جيش العزة" الذي كان يعمل في ريف حماة الشمالي - قبل انتقاله إلى إدلب - عن التشكيل الجديد، وبقي يعمل تحت اسم الجيش السوري الحر، لا الجيش الوطني السوري.

منذ أشهر، والجيش الوطني السوري يشهد العديد من عمليات الاندماج والانضمام والاصطفاف بين فصائله التي يُفترض أنّها موزّعة أساساً ضمن ثلاثة فيالق، التي شهدت أيضاً انتقال فصائل من فيلق إلى آخر.

ويستنكر الناشطون والفعاليات المدنية في عموم مناطق سيطرة الجيش الوطني، حالة الفصائلية والتشرذم التي ما تزال تضرب في مفاصله، رغم تعرّض تلك المناطق لتهديد الاجتياح من قبل "هيئة تحرير الشام"، التي ما انفكّت تعمل على إيجاد موطئ قدمٍ لها في المنطقة، من خلال وقوفها إلى جانب فصائل من الجيش الوطني في مواجهةِ أُخرى، خاصةً ضد "الفيلق الثالث"، الذي ترى فيه مشروعاً قوياً منافساً لها، تسعى إلى ضربه.

الآن مَن يقاتل مَن في الشمال السوري؟

الاقتتال الفصائلي بين "الفيلق الثالث" و"فرقة الحمزة" الذي يشهده ريف حلب الآن، أفرز عمليات اصطفاف جديدة في المنطقة، إذ دخل فصيل "فرقة سليمان شاه" (العمشات) الاقتتال إلى جانب "الحمزة"، بعد تطور الصراع من مدينة الباب ومحيطها إلى منطقة عفرين، الذي تزامن مع دخول "هيئة تحرير الشام" على خط المواجهة ضد الفيلق.

"تحرير الشام" أخذت قراراً باقتحام مناطق سيطرة الفيلق الثالث في ريف عفرين شمال غربي حلب، المجاور لـ مناطق سيطرتها في ريف حلب الغربي وإدلب، وسط محاولاتها إلى جانب فصيلي "الحمزات والعمشات"، كسر الفيلق الثالث في المنطقة.

أمام هذه التطورات، دخلت "حركة التحرير والبناء" (فصائل المناطق الشرقية) على خط المواجهة هي أيضاً، بالوقوف إلى جانب الفيلق الثالث ضد تقدّم "هيئة تحرير الشام" في ريف عفرين، في حين دخلت "حركة أحرار الشام/ القطاع الشرقي" لمساندة "الهيئة والحمزات".

 

إلى الآن، تتواصل عمليات الاصطفاف في معسكرين رئيسيين الأوّل يتمثل بـ"الفيلق الثالث وحركة التحرير والبناء"، والثاني يتمثّل بـ"فرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، وهيئة تحرير الشام"، مع محاولات لـ فصائل أُخرى بالتقدّم في مناطق الطرفين بشكل منفرد، ويبدو أنّه يصب في صالح "الهيئة"، كـ تقدّم فصيل "حركة نور الدين زنكي" في مناطق سيطرة "الحمزات"، إذ ما تزال الحركة تنتشر في ريف حلب الغربي، الذي تسيطر  عليه "تحرير الشام"، التي سبق أن طردت "الزنكي" إلى ريف عفرين المجاور.