icon
التغطية الحية

حطّابو اللاذقية يتركون أعمالهم خوفاً من "مجموعات" بشار طلال الأسد

2024.02.05 | 10:21 دمشق

حطّابو اللاذقية يتركون أعمالهم خوفاً من "مجموعات" بشار طلال الأسد
حطاّب سوري يعمل في مدينة دركوش - 23 كانون الثاني 2013
اللاذقية ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

تخلى عاملون في التحطيب وبيع الفحم في اللاذقية وريفها عن عملهم بعد صدور "مرسوم" الأسد المتعلق بالحراج أواخر العام الفائت 2023، ليس بسبب العقوبات التي نص عليها، وإنما خوفاً من اعتقالهم من قبِل متنفذين من عائلة الأسد احتكروا تجارة الحطب.

وقال شاهين، 55 عاماً وهو من سكان مدينة الحفة (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) لموقع تلفزيون سوريا "كنا نعيش من العمل في بيع الحطب والفحم بالتعاون مع موظفي الحراج وبعد مرسوم الحراج الأخير، أصبح العمل في الحطب ممنوعا بتعليمات من بشار طلال الأسد"، بحسب ما أخبره موظف الحراج.

وأضاف، أنَّ عمله كان يؤمّن له حياة كريمة خصوصاً في ظل اتجاه معظم العائلات للتدفئة على الحطب وسط عدم توفر المحروقات وارتفاع أسعارها.

ويتراوح سعر طن الحطب بين 2 و3 ملايين ليرة بحسب نوعه وحجم قطعه سواء كانت كبيرة أو صغيرة، عدا أجور نقله إلى منزل من يريد الشراء.

بشار طلال الأسد يستغل مرسوم الحراج

وبحسب مصادر موقع تلفزيون سوريا وبذريعة "مرسوم" الحراج احتكر "بشار طلال الأسد" تجارة الحطب في اللاذقية ومنع من كان يعمل في هذه التجارة وحصرها بمجموعات تابعة له تبيع الحطب والفحم وتنقله ضمن المدينة وريفها دون خوف من أحد.

وأكدت المصادر تعرض عاملين في الحطب بريف اللاذقية للتهديد ومن ثم الاعتقال في حال استمروا بالعمل، مشيرةً إلى أنَّ موظفي الحراج أصبحوا يأخذون تعليماتهم من "بشار طلال الأسد".

من جانبه، أوضح موظف في حراج ريف اللاذقية أن احتكار التحطيب قطع أرزاق مئات العائلات التي كانت تعمل في بيع الحطب والفحم لتأمين معيشتها.

وكان رئيس النظام السوري  بشار الأسد قد أصدر القانون رقم (39) لعام 2023 الخاص بالحراج والأراضي الحراجية بهدف الحفاظ على الثروة الحراجية وإدارتها إدارة مستدامة بالتعاون والتشارك مع المجتمع المحلي ضماناً لحمايتها والاستفادة منها.

ونصّت المادة (47) من القانون على أنّه "يعاقب بالسجن المؤقت والغرامة من خمسة أمثال إلى عشرة أمثال قيمة الضرر الحاصل كل من قلع أو أتلف أو قطع الأشجار أو الجنبات أو الجنيبات الحراجية في حراج الدولة دون ترخيص مسبق من الوزارة أصولاً".

كما شدد قانون العقوبات والغرامات المالية على من يخالف نصوصه، إذ تتراوح العقوبات بين السجن المؤقت من 3 أشهر وحتى المؤبد في بعض الحالات، والإعدام إذا نجم عن إضرام النار وفاة إنسان، بينما الغرامات المالية تبدأ من ثلاثة أمثال قيمة الضرر الحاصل إلى عشرة أمثالها في حال نجم عن إضرام النار إصابة إنسان بعاهة دائمة.

 من تستهدف قوانين الحراج؟

رغم القوانين والمراسيم الصادرة على النظام السوري، فإن بشار طلال الأسد، يسيطر على تجارة الحطب في المحافظة، وفي وقت سابق من عام 2023، عممت وزارة الزراعة التابعة للنظام السوري على مديرياتها في المحافظات "بتشديد" تنفيذ قوانين الحراج وإيقاف منح تراخيص نقل الأخشاب بين المحافظات، وأكدت "حظر نقل الأخشاب والحطب الحراجي وأحطاب الأشجار المثمرة والفحم الطبيعي دون تصريح مسبق، باستثناء الأخشاب المُصنّعة".

وبحجة وجود تعديات كبيرة على الثروة الحراجية، سمحت حكومة النظام أواخر عام 2023، باستيراد 10 آلاف طن من أحطاب التدفئة لتخفيف الاستنزاف الحاصل على الحراج، وحمايتها بالدرجة الأولى، وإيجاد مصدر بديل للأحطاب المستخدمة لغرض التدفئة.