icon
التغطية الحية

بدل توفير المازوت.. "صوبيا السبيرتو" وسيلة تدفئة خطرة تنتشر في دمشق

2022.10.14 | 16:01 دمشق

صوبيا السبيرتو
"صوبيا السبيرتو"
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

بدل أن تسعى حكومة النظام السوري لإيجاد حلول فعلية لمشكلة التدفئة بسبب نقص المحروقات وانقطاع الكهرباء مع ساعات التقنين الطويلة، يسمح للتجار ببيع مدافئ تعمل على مادة "الكحول" السبيرتو سريعة الاشتعال.

وانتشرت في أسواق العاصمة السورية دمشق، "صوبيات السبيرتو" التي تعمل على مادة الكحول، رغم المخاطر الكبيرة المترتبة عليها.

وتعاني مناطق سيطرة النظام من أزمة محروقات خانقة منذ عدة سنوات فشل النظام السوري في حلها، ولجأ خلالها السوريون إلى العديد من وسائل التدفئة منها العودة إلى استخدام مدافئ الحطب رغم غلاء أسعارها وأسعار الأخشاب خصوصاً مع دخول فصل الشتاء.

ومع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في دمشق، لا تحافظ أسعار أي سلعة على حالها، حيث يأخذ التضخم وارتفاع الأسعار حالة جنونية متزايدة يومياً.

واليوم الجمعة سجل سعر الدولار أمام الليرة السورية 5030 ليرة في أسواق دمشق السوداء، وفق موقع الليرة اليوم، المتخصص بأسعار الصرف.

كم سعر "صوبيا السبيرتو" في أسواق دمشق؟

وارتفعت أسعار "صوبيات" بمختلف أنواعها في دمشق وريفها، تزامناً مع بدء موسم البرد واقتراب فصل الشتاء، حيث بلغ سعر "صوبيا" المازوت المليون ليرة سورية، في حين وصل سعر مدافئ الكهرباء إلى نحو نصف مليون ليرة.

وقال جمال عمران الذي بدأ ببيع "صوبيا السبيرتو" حديثاً، إن "صوبيا السبيرتو آمنة، وليس صحيحاً أنها خطيرة أو تؤدي إلى احتراق المنازل كما يشاع".

وأضاف عمران في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" أن سعر الصوبيا رخيص جداً، والسبيرتو متوفر، صحيح أن أسعاره مرتفعة قليلاً إلا أنه متوفر دائماً في الأسواق".

ويبدأ سعر "صوبيا السبيرتو" من 100 ألف ليرة سورية، وبدأت المعامل تصنع منها أشكالاً وأنواعاً مختلفة، وهذا يعني أنها مطلوبة، بحسب عمران.

ولفت إلى أن "دفاية الكحول أو السبيرتو التي يبيعها تتسع لـ 300 مل من الكحول يعني كاسة ماء تقريباً، ويوجد بها سماكة حديد مضاعفة، وصناعة محلية ومكفولة، ويمكن استخدامها كموقد للطبخ أو التسخين".

"صوبيا السبيرتو" خطيرة جداً

في المقابل يرى كثيرون أن هذه المدافئ خطيرة وغير آمنة، مستغربين كيف سمح النظام بصناعتها، فالكحول يشبه في سرعة احتراقه البنزين الذي لا ينفع أن يستخدم للتدفئة.

وقالت لميس شاكر، إن "هذه الصوبيات رخيصة السعر، صحيح، ولكنها لا تعطي النتيجة نفسها لصوبيا المازوت من حيث الدفء أو الأمان، حيث إن وزنها خفيف جداً، ومصنوعة من أسوء أنواع المعادن، وقاعدتها صغيرة يعني ممكن أن تقع وتحرق البيت كله".

وأضافت شاكر في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا" أن استخدامها كموقد هو الأخطر، حيث إن حجمها لا يساعد أبداً في وضع طناجر أو الطبخ عليها لأن مخاطر أن تحترق بها كثيرة جداً.

من جانبه أكّد عمر الأبيض للموقع أن استخدام الكحول في التدفئة غير آمن ولا ينصح به، أنا أعمل كممرض وأعلم مخاطر السبيرتو جيداً، سريع التطاير والاحتراق وقد يقطر منه على سجادة المنزل فلا تشعر به ومع أي شرارة يشتعل فوراً.

وطالب بسحبها من الأسواق مبدياً استغرابه من السماح لمثل هذه المدافئ من البيع في الأسواق والترويج لها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها "صوبيات" آمنة ورخيصة.

ويبلغ سعر لتر الكحول من 4 آلاف ليرة إلى 5 آلاف ليرة سورية في أسواق دمشق، ويتوقع أن تزيد أسعاره في حال زاد الطلب عليه في الفترة المقبلة.

ارتفاع أسعار مدافئ المازوت والحطب

من جانبه، قال أحمد حمصي العامل في مجال بيع المدافئ، إن أسعار المدافئ ارتفع إلى درجات غير معقولة، حيث يحجم الكثير من الزبائن عن شراء الصوبيات باحثين عن المستعمل أو الأنواع الرديئة لأنها أرخص.

وأضاف في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن "سعر صوبيا المازوت يختلف بحسب نوعها وحجمها، إلا أن الصغيرة منها تبدأ بـ 200 ألف ليرة للعادية و240 ألف ليرة للوسط، و270 ألف ليرة للممتازة، أما الوسط فيوجد نوعان بـ 520 ألف ليرة وبـ 630 ألف ليرة".

وأكمل أن صوبيا المازوت الممتازة تصل إلى مليون و200 ألف ليرة سورية، وتوجد جيدة بمليون ليرة، وعادية بـ 915 ألف ليرة سورية.

وأشار إلى أن مدافئ الحطب ارتفع سعرها بنسبة 70% تقريباً عن العام الماضي، حيث يصل سعر مدفأة الحطب الممتازة إلى 550 ألف ليرة، ولدينا نوعية جيدة بـ 433 آلاف ليرة سورية.

ويبدأ سعر طن الحطب في ريف دمشق بين 350 ألف ليرة و450 ألف ليرة، وهو ما يصل إلى أربعة أضعاف راتب موظف في سوريا.

ورغم ساعات التقنين الطويلة، يضطر كثير من الناس لاستخدام "دفايات الكهرباء" في ساعات وصل التيار، لتخفيف استخدام المازوت أو الحطب أو أي وسيلة تدفئة أخرى.

وتبدأ أسعار مدافئ الكهرباء من 150 ألف ليرة إلى أكثر من 500 ألف ليرة بحسب حجمها وعدد الشمعات أو الوشيعة التي تضمها، بحسب حمصي.

البحث عن أي بديل

ويعاني سكان مناطق سيطرة النظام السوري من أزمات اقتصادية كثيرة، مثل ارتفاع مستمر في الأسعار، ونقص حاد في العديد من السلع والحاجيات على رأسها وقود التدفئة والنقل، الأمر الذي دفع السوريين للبحث عن بدائل أخرى للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة في الشتاء.

وفي الوقت الذي تعاني فيه جميع القطاعات من الفساد والسرقة، وعدم حصول معظم الناس على المحروقات المدعومة عبر "البطاقة الذكية" في الأوقات المحددة، اضطروا للجوء إلى السوق السوداء بأسعار مرتفعة أو البحث عن بدائل.

ولا تعد "صوبيا السبيرتو" أول بديل يبعد السوريين عن وسائل التدفئة التي اعتادوا عليها عبر الكهرباء أو المازوت، فقد أعادوا استخدام "ببور الكاز" الذي انقرض منذ عقود.