icon
التغطية الحية

أنباء عن حملة عسكرية.. النظام يحشد قواته في درعا ويعتقل عشرات المدنيين

2023.04.27 | 12:33 دمشق

حشود عسكرية لقوات النظام في درعا - أ ف ب
حشود عسكرية لقوات النظام في درعا - أ ف ب
درعا - خاص
+A
حجم الخط
-A

نشر النظام السوري منذ صباح اليوم الخميس قوات ومعدات عسكرية في عدة مناطق شرقي وغربي محافظة درعا جنوبي سوريا، وسط أنباء عن التجهيز لحملة عسكرية.

وقال مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا إن حشوداً عسكرية "كبيرة" تضم آليات ثقيلة وسيارات تحوي مضادات أرضية وصلت إلى البساتين الواقعة جنوبي مدينة طفس، قادمةً من حي الضاحية في مدخل مدينة درعا الغربي، تزامناً مع قطع الطريق الواصل بين مدينة طفس وبلدة اليادودة غربي درعا، وأنباء عن إنشاء نقطة عسكرية في تلك المنطقة.

وأضاف المصدر أنه سبق وصول التعزيزات العسكرية تحليق طائرات استطلاع تابعة لنظام الأسد منذ ساعات الصباح الأولى في ريف درعا الغربي.

وفي الأثناء، دهمت قوات النظام العديد من الخيم التابعة لعشائر البدو في المنطقة الممتدة من بلدة ناحتة وصولاً إلى قرية صمّا على الحدود الإدارية بين درعا والسويداء، واعتقلت العشرات من قاطني تلك الخيم.

حملة عسكرية جديدة

قيادي سابق في فصائل المعارضة بدرعا قال لموقع تلفزيون سوريا إن قوات من الفرقة الرابعة مدعومة بميليشيات محلية من جهاز الأمن العسكري تتجهز لشن حملة عسكرية في بلدة محجة والقرى المجاورة لها في ريف درعا الشمالي، بعد عدة اجتماعات حصلت في مبنى الأمن العسكري في مدينة درعا خلال الأيام القليلة الماضية.

وأشار القيادي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الحملة العسكرية تأتي بحجة عمليات الاغتيالات التي شهدتها بلدة محجة ومدينة الصنمين مؤخراً، مبيناً أن بعض تلك العمليات استهدفت أبرز المتعاونين مع جهاز الأمن العسكري، منهم فيصل الحوشان في محجة، والقيادي وسيم الزرقان في منطقة الصنمين.

وذكر أن جزءاً من موجة الاغتيالات الأخيرة التي شهدتها محافظة درعا استهدفت التجار والمروجين للمخدرات، كما استهدفت قادة معروفين بتعاونهم مع أجهزة النظام الأمنية كردة فعل على الانتهاكات من قبلهم بحق أبناء المحافظة.

ولمّح القيادي لدور إيراني في الحملة العسكرية المرتقبة، خاصة أن الفرقة الرابعة من بين المشاركين ويعرف عنها تلقيها تعليمات من الميليشيات الإيرانية، بحسب وصفه.

وفي تموز من العام الفائت، أطلقت قوات النظام حملة عسكرية في مدينة طفس، وانتشرت في المزارع الجنوبية للمدينة لمدة شهر حتى تم التوصل إلى اتفاق أنهى التوتر وقضى بانسحاب التعزيزات العسكرية من محيط المدينة.

وتذرّع جهاز الأمن العسكري حينها بوجود غرباء في مدينة طفس، إلا أن تنفيذ الاتفاق الذي قضى بإجراء عمليات تفتيش محدودة في المدينة نفى مزاعم الأمن العسكري.

وبلغت خسائر الفلاحين في مدينة طفس حينها أكثر من مليار ونصف المليار ليرة سورية، بعد منعهم من قبل قوات النظام السوري من الوصول إلى أراضيهم، في وقت تضررت فيه مئات الأشجار المثمرة بسبب العطش.

وانتهت الحملة العسكرية على طفس باغتيال القيادي "خلدون الزعبي" مع 4 من عناصر مجموعته بعملية اغتيال في منطقة المفطرة غربي درعا، بعد عودتهم من اجتماع تفاوضي مع العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا المحطة في 26 من آب/أغسطس 2022، وسط اتهام مباشر لرئيس الفرع بتدبير حادثة الاغتيال.

4 عمليات اغتيال في بلدة محجة

وشهدت بلدة محجة تصاعداً ملحوظاً في عمليات الاغتيالات منذ مطلع شهر نيسان الجاري، إذ وثّق مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 4 عمليات ومحاولات اغتيال.

وسبق أن كشف المسؤول عن مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، المحامي عاصم الزعبي، عن توثيق ما لا يقل عن 1723 عملية اغتيال، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 1149 شخصاً، منذ بدء عملية التسوية في درعا في تموز 2018 وحتى نهاية آذار الفائت 2023، مستهدفةً أشخاصًا من مختلف التوجهات سواء من قياديي وعناصر المعارضة السابقين، أو من المدنيين أو عناصر وضباط النظام.

وأفاد أحد الوجهاء في محافظة درعا لموقع تلفزيون سوريا أن أجهزة النظام الأمنية دائماً تتحجج بوجود غرباء في بعض المناطق التي تنوي اقتحامها، لكن تلك الحجج غير منطقية وهي ما تكون مقدمة لمحاولة بسط نفوذ تلك الأجهزة في المحافظة بشكل أكبر، وتشديد القبضة على رقاب الأهالي فيها.

وأشار إلى أن النظام لم يلتزم بتعهداته في سحب الحواجز العسكرية من بين مدن وبلدات محافظة درعا، التي فاق عددها الـ 100 حاجز في عموم المحافظة، كما أن ضباط أجهزة النظام لم يفوا بوعودهم بالكشف عن مصير المعتقلين والمختفين قسرياً في معتقلات النظام منذ سنوات طويلة.

ردّات فعل

وأوضح القيادي أن حواجز النظام ما زالت تعتقل أبناء المحافظة وتفرض الإتاوات على المدنيين دون الاكتراث بالواقع المعيشي الصعب الذي تعيشه عموم مناطق سيطرة النظام السوري، الأمر الذي يولّد ردات فعل تجاه تلك الحواجز من استهدافات متكررة بحقها.

وفي 22 من نيسان الجاري هاجم شبان حاجزاً عسكرياً لفرع أمن الدولة في محيط مدينة الحارّة شمال غربي درعا، ما أسفرت عن مقتل الملازم في قوات النظام "أحمد يحيى الخطيب" وجرح اثنين من عناصر النظام وينحدر الخطيب من قرية المزرعة بريف محافظة حمص.

وقتل خلال عملية الهجوم الأخيرة على حاجز النظام، الشابان الشقيقان "علي الجراد" و"خالد الجراد" برصاص قوات النظام، وهما من أبناء مدينة الحارّة.

وتشهد محافظة درعا فلتاناً أمنياً منذ سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية عليها بموجب اتفاق التسوية الذي وقعه النظام مع فصائل الجيش الحر منتصف عام 2018. وبحسب "تجمع أحرار حوران"، فقد نُفذت في آذار الماضي 26 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة.