icon
التغطية الحية

 وفاة "قاتل" جوى إستانبولي تعيد للسوريين شبح مشفى ابن النفيس

2022.09.04 | 06:42 دمشق

ؤ
توفي "قاتل" الطفلة جوى إستانبولي في مشفى ابن النفيس بدمشق ـ إنترنت
اللاذقية ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

أثار خبر وفاة "قاتل" الطفلة جوى إستانبولي أسئلة حول أسباب وظروف وفاته، بعد إسعافه إلى مشفى ابن النفيس في دمشق لإجراء عمل جراحي.

سوريون عبروا عن استغرابهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم البعض بشكل مبطن وآخرون بشكل مباشر، سلطات النظام بقتل "مدين الأحمد" داخل المشفى للتستر على خفايا مقتل الطفلة "جوى"، وهو ما أعاد لذاكرة السوريين قصصاً عن تصفية مئات المعتقلين داخل المشفى إبان الثورة،

وكانت محاكمة الطبيب السوري "علاء موسى" في ألمانيا، أعادت سابقا الحديث عما يجري في المشافي السورية المدنية والعسكرية من انتهاكات بحق المعتقلين إلى الواجهة.

ل
تفاصيل جديدة لمقتل الطفلة السورية جوى استانبولي
ؤ
تفاصيل جديدة لمقتل الطفلة السورية جوى استانبولي

مصادر إعلامية، كشفت تفاصيل جديدة حول مقتل الطفلة "جوى إستانبولي" في الثامن من آب الماضي، إذ تبين أنها كانت ضحية خلاف بين والدها والقاتل حول صفقة مخدرات، مشيرا إلى أن والد الطفلة عنصر في أمن الفرقة الرابعة.

وأكدت المصادر أن المواطن "مدين الأحمد" الذي قدمته أجهزة النظام السوري الأمنية على أنه قاتل الطفلة، ليس القاتل الحقيقي. ووردت أنباء عن وفاة الأحمد في مستشفى ابن النفيس في العاصمة دمشق، ضمن روايتين، الأولى أنه قتل تحت التعذيب والثانية أنه فارق الحياة في أثناء إجراء عملية جراحية له.

معتقلون مكبلون بالأصفاد في ابن النفيس

"بليغ" (اسم مستعار) أحد الأطباء في مشفى ابن النفيس الذين عايشوا فترة المظاهرات بعد عام 2011، يذكر بالضبط كيف كان يحضر عناصر الأمن أو الشرطة معتقلين لهذا المشفى مكبلين بالأصفاد ومعصوبي الأعين أحياناً.

ويقول لموقع تلفزيون سوريا إنه كان ممنوعاً على الطاقم الطبي سؤال المعتقلين عن أسمائهم أو خلفياتهم أو مناطق سكنهم، ويسجلون في دفتر الإسعاف والعمليات تحت اسم "موقوف أو مجهول الهوية".

ويضيف "اعتدنا يومياً مناظر عناصر الأمن والعساكر يجولون ضمن المشفى برفقة معتقلين، يستبيحون حرمة المشفى بموافقة من المدير ويدخلون أي قسم يرغبون ومن دون احترام للكادر الطبي أو بقية المرضى والمراجعين".

لا يستبعد "بليغ" تصفية "قاتل" جوى ضمن مشفى ابن النفيس، خصوصاً أنه عاصر مقتل كثير من المعتقلين الذين دخلوا لإجراء عمل جراحي وأودعوا في نظارة المشفى بعد انتهاء العملية وتم إعلان وفاتهم في اليوم التالي، حيث يوجد في ابن النفيس نظارة يودع فيها الموقوفون المرضى. وذلك كله تحت معرفة وموافقة مدير المشفى "نزار إبراهيم"، بحسب الطبيب.

طبيب آخر في مشفى ابن النفيس يقول لموقع تلفزيون سوريا "كل مشفى في البلاد يتبع لرقابة فرع أمني ومشفى ابن النفيس تحديداً يتبع لفرع الأمن السياسي ومقره حي ركن الدين في دمشق، ويرأس مشفى ابن النفيس الطبيب نزار إبراهيم منذ 12 عاماً بسبب تزكية فرع الأمن السياسي".

ولد إبراهيم في مدينة طرطوس، ودخل كلية الطب واختص في طب الطوارئ لينتقل بعدها إلى الجراحة العامة. يقول "رافع. ن" أحد الأطباء الذين شهدوا فترة إدارة "إبراهيم" للمشفى، إن "عمليات الاحتيال تتم بشكل علني من خلال تعيين إبراهيم لمن يضمن ولاءهم في مناصب داخل الأقسام، أولئك الذين يضمنون له إدخال مريض باسم وهمي، ويعالجون آخر بدل مريض ربما انتظر أشهراً في طوابير ليحصل على دور لعملية ما أو علاج لمرض مزمن".

ويضيف رافع لموقع تلفزيون سوريا أنه في أحد المرات اعترض أطباء الداخلية على نظام الدوام وطالبوا مقيمهم الأول بتغيير الدوام، فما كان من الأخير إلا بإبلاغ "نزار إبراهيم "الذي لم يتردد بتهديدهم جميعاً بعلاقاته الأمنية بحجة أن التجمعات غير مسموح بها".

استهتار بحياة المرضى

تروي طبيبة حادثة وقعت مع بداية انتشار موجة كورونا في سوريا، حيث تم اختيار مشفى ابن النفيس ليكون مخصصاً لاستقبال مرضى كورونا، ومن ضمن من عزلوا عدد من الشخصيات المهمة أحدها محام في مدينة دمشق (الأستاذ هشام د) الذي توفي لاحقاً بعد أقل من شهر على إصابته.

وبحسب "جمانة" إحدى الطبيبات المقيمات آنذاك توفي مريض بطريق الخطأ، ففي الغرفة التي وضع فيها المحامي كان هنالك شخص آخر موضوع على جهاز التنفس الصناعي وعند وفاة المحامي طلب من عمال النقل وضعه في "براد الموتى"، وبحكم قلة معرفتهم فصلوا المريض الآخر عن جهاز التنفس ولم يدركوا الأمر إلا بعد مفارقته الحياة. وتم وقتها إغلاق الملف من دون محاسبة أحد.

نقص في المستلزمات الطبية

يشتكي ممرضون عاملون في المشفى لموقع تلفزيون سوريا من سوء المعاملة ومن أن المشفى يخلو كل فترة من مواد التخدير والخيطان الجراحية والأدوية اللازمة لمعالجة المرضى، مما يدفع المرضى لشراء الأدوية من مالهم الخاص رغم أنهم في مشفى حكومي. وبحسب عدد من الأطباء تحدث معهم موقع تلفزيون سوريا، فقد توقفت العمليات الباردة خلال فترة انتشار كورونا في جميع مشافي سوريا، ولكن في مشفى ابن النفيس تتوقف العمليات أحياناً لمدة شهر كامل بسبب عطل في مصعد المشفى وأسباب غير منطقية أو إنسانية أخرى.

وبحسب أحد الأطباء فتعامل المقيمين هنالك يشبه "النظام العسكري" من عقوبات وإهانات دون أسباب منطقية، عدا عن سوء الوضع الصحي. فالمقيم يعمل بكثرة ولا يجد وقتاً للراحة ولكن دون فائدة، فلا طبيب متقدم يعلمك بشكل صحيح أصول المهنة ويعطيك معلومات أكاديمية ولا رقيب عليك إن أخطأت وبالوقت نفسه لا توجد رعاية تمريضية جيدة لهؤلاء المرضى.

ويعاني الأطباء وقسم التمريض في المشفى من قلة النظافة، فمن "المعتاد أن تشاهد حشرات في غرف التمريض أو في الحمامات أو  فأراً يمر بين الأقدام في العيادات أو قد تجد جرذا في المطبخ". 

اقرأ أيضا: هجرة الأطباء تزيد معاناة من تبقى بسبب استغلال المشافي الحكومية في دمشق