icon
التغطية الحية

يقتصر على فتة وسلطة وشوربة.. رمضان بلا وجبات رئيسية في دمشق

2023.04.06 | 10:37 دمشق

فطور رمضان في سوريا من دون وجبات رئيسية
الفطور الرمضاني من دون وجبات رئيسية في سوريا
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

على الرغم من أن رمضان هو شهر الخير والبركة، إلا أن الكثير من العائلات السورية تشعر بأنها تعيش صعوبات أكبر مع قدوم الشهر الكريم في مناطق سيطرة النظام السوري، وسط ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

وأصبح العنوان العريض لمختلف فئات السكان في عموم سوريا وخاصة في مناطق سيطرة النظام قائمة على العوز والحاجة والفقر وانتظار المساعدات ما حرمهم من قضاء شهر رمضان المبارك كما اعتادوا من قبل.

ورصد موقع تلفزيون سوريا عدم قدرة الكثير من العائلات على تحضير وجبات رئيسية على مائدة الإفطار الرمضاني في البيت، حيث يقتصر الفطور على المقبلات والسلطات وبعض المونة، أما الطبخات التقليدية التي يدخل في أساسها اللحوم الحمراء أو البيضاء فهي من النوادر.

ورغم أن أكلات الفتات والفول والمسبحة من الأطباق الرائجة على موائد السوريين في رمضان، إلا أنها لا تعد وجبات رئيسية في معظم الأحوال إنما تندرج ضمن المقبلات ولذلك لا يعد غيابها أمراً مهماً، وإن كانت الحالة التقليدية في دمشق وريفها على سبيل المثال لا تخلو منها خلال رمضان عادة.

كم كلفة طبخة تقليدية في دمشق؟

وقالت انتصار عبادي، إحدى العاملات في مدرسة بدمشق، إن تأمين الطبخة صار مكلفاً جداً وتصل كلفة طبخة لأربعة أشخاص بين 90 ألفاً إلى 120 ألف ليرة سورية على أقل تقدير.

وأضافت عبادي لموقع "تلفزيون سوريا" أن كلفة أكلة تقليدية شامية مثل الشاكرية أو شيخ المحشي (كوسا بلبن) أو كباب هندي لا تقل عن 100 ألف ليرة، والأرز فيها مطبوخ بزيت أو سمنة نباتية وليس بسمن حيواني.

ومن عادة السوريين أن يبدؤوا رمضان بعادة "طبخ الأبيض" أي اللبن المطبوخ في أكلات مثل الشاكرية بلحم أو دجاج أو الكوسا باللبن أو الكبة اللبنية أو الشيشبرك وغيرها، ولكن هذا العام تغيب هذه الأكلات عن بيوت السوريين بسبب الغلاء والأزمات الاقتصادية وقلة الدخل وفشل النظام السوري في إيجاد حل لذلك.

وأردفت أن "سعر كيلو الفول السادة بين 6 آلاف إلى 8 آلاف ليرة، ومع نصف حبة بندورة وطحينة وزيت تصل كلفة صحن الفول لأربعة أشخاص من 10 آلاف إلى 12 ألف ليرة وبذلك يكون الشخص قد أمن الإفطار من وجبة الفول التي كانت لسنوات طويلة توضع كمقبلات في رمضان ولكن مع الوضع الاقتصادي المتردي هذا هو حالنا".

وأكملت عبادي أن "الدعوات الرمضانية التي كنا نقوم بها في السابق قد التغت تقريباً، يعني أنا ما بقدر أطبخ لأولادي لحم ورز فكيف بدي اعمل عزيمة وادعي الناس عالفول، ما حلوة".

وأشارت إلى أن أي عزيمة فيها كبب ومحاشي ولحمة بالصنية وبرك مشكل وسلطات تكفي لعدد بين 8 و10 أشخاص بتكلف بين 200 ألف إلى 250 ألف ليرة على أقل تقدير، وهذا لا يقدر عليه أحد هذه الأيام.

ويبلغ متوسط الرواتب في القطاع الحكومي بين 90 ألفاً و110 آلاف ليرة، في حين يبلغ متوسطها في القطاع الخاص بين 300 ألف و400 ألف ليرة.

شوربة وخبز وسلطة 

ومع أن موائد السوريين عامرة بالأكلات والأطعمة اللذيذة على مدار العام وخصوصاً في شهر رمضان، ولكن قلة الحيلة ونقص المال في جيوبهم حرمهم من إفطار شهي.

وفي سياق ذلك قالت هدى هلال، (ربة منزل) إن الوضع الاقتصادي في سوريا لم يعد يسمح لنا بتأمين الطبخة اليومية التي كنا قبل قبل رمضان لا نشعر بثقلها.

وأضافت هلال في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن أسعار الخضراوات والفواكه دخلت في بورصة أسعار فهي تتغير كل يوم، حتى أن التجار لم تعد تضع لوائح لتعريف الناس بأسعار السلع فهي تتغير وتتبدل كتعاقب الليل والنهار، والأسعار تضاعفت بشكل كبير مع دخول شهر الصيام.

وأكّدت أن تعدد الأطباق على سفرة رمضان التغى من العام الماضي، ولكن في هذا العام بات تأمين الطبق الرئيسي صعباً، فمثلاً كيلو اللحم الضاني يصل إلى 70 ألف ليرة وأكثر من دون دهنة، وكيلو الرز لا يقل عن 12 ألف ليرة، وكيلو البصل 15 آلأف ليرة، والسمنة النوع الرديء من 25 ألف ليرة وأنت طالعة هذا بدون غاز من السوق السوداء وبدون بهارات.

وقالت ساخرة إن "الشعب تحول من الاستهلاك الحيواني إلى النباتي لأنه أكثر فائدة بتعرفي اللحم كله دهون وكوليسترول وشحوم وسُمنة، أما النباتات آلياف، ما بتابعي برامج الفضائية السورية كل يوم في برنامج عن فوائد النظام النباتي".

وتابعت نحنا كعائلة وأغلب أقاربنا مثل حالنا، يقتصر فطورنا هذه الأيام على الشوربات أحياناً منضيف عظام لحم مشفاية، وأحياناً ضيف خضار علها تصبح أطيب وأنفع مع خبز رمضان أو خبز مقلي وشي نوع سلطة أو فتوش.

"وأحياناً منشتري فول أو حمص ومنعمل فتة بالسمنة أو بالزيت بدون مكسرات، لأن المكسرات أغلى من اللحم بسوريا، ومنفطر على مائدة ممتازة الحمد لله"، بحسب هلال.

كبة بطاطا أو عدس 

ويبدو أن حلول السوريين السابقة في صنع أكلات تقليدية من دون لحوم تؤتي أُكلها لبعض العائلات في حين لا تستطيع عائلات أخرى حتى على طبخ هذه الأكلات.

وفي السياق، أصبحت طبخات مثل كبة البطاطا وكبة العدس والمقلوبة بالفطر وغيرها بدائل عن اللحوم، وتقدم مع طبق سلطة لتخفيف الأعباء خلال شهر الصيام.

وتبدأ أسعار الخضراوات في أسواق دمشق من 3000 ليرة لكيلو الفول الأخضر، أما الباذنجان الحمصي فيبدأ من 2500 ليرة، والحال نفسه للبندورة، أما البطاطا فتبدأ من 2000 ليرة، في حين يرتفع الخيار من 4500 ليرة إلى 7000 ليرة، وبذلك يكون صحن السلطة الواحد بين 10 آلاف و12 ألف ليرة بأقل تقدير.

ووصل سعر كيلو الفول الكوسا 5000 ليرة، والسبانخ 2500 ليرة، والسلق 1500 ليرة، والجزر 4000 ليرة، وجرزة البقدونس 800 ليرة ومثلها للنعناع، والخسة 4000 ليرة.

وقالت أم حسان إن كبة البطاطا أطيب من كبة اللحمة، هكذا أقنع أبنائي منذ عدة سنوات، لأن كلفة كبة البطاطا مع حشوة قليلة تقل للنصف تقريباً.

وأضافت مع غلاء زيت القلي وجدت الحل في الكبة بالصينية مع شوربة عدس، والكبة بالصينية (أساسها بطاطا مع لحمة قليلة) تشوى بالفرن فبذلك نوفر ثمن زيت القلي، وتصل كلفة هذا الطبق لأربعة أشخاص ما بين 45 ألفاً إلى 55 ألف ليرة بحسب كمية الحشوة المضافة للصينية أما الكبة المصنوعة من اللحمة والحشوة الممتازة فقد تصل كلفتها لأكثر من 130 ألف ليرة.