icon
التغطية الحية

نيوزويك: بايدن يترك جنوده في سوريا في الوقت الذي تصعد فيه روسيا وإيران وتركيا

2022.07.28 | 17:32 دمشق

من قمة طهران- المصدر: الإنترنت
من قمة طهران- المصدر: الإنترنت
نيوزويك - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أبقت إدارة الرئيس جو بايدن المئات من الجنود الأميركيين في مكانهم بسوريا دون وضع أي مخططات سياسية كبرى بشأنهم، حتى في الوقت الذي أخذت فيه كل من روسيا وإيران وتركيا بالتصعيد في خضم هذا النزاع الذي امتد لأمد طويل.

منذ دعمها للمعارضة بداية الثورة التي قامت عام 2011 وسعت لإسقاط بشار الأسد، ثم تدخلها بشكل مباشر في عام 2014 لمواجهة تنظيم الدولة، خضعت سياسة واشنطن في تلك البلاد للعديد من التحولات الكبرى، كان آخرها ذلك التعديل الذي طرأ في عام 2019، عندما انسحبت إدارة دونالد ترامب من المواقع الأميركية لتركز فقط على شمال شرقي سوريا الغني بالنفط وعلى حاميتها الموجودة في البادية جنوب البلاد، إلا أن معظم تلك الخطط المعلنة للانسحاب لم تتحقق على أرض الواقع.

خطة محددة ولكن!

بقي الوضع كذلك عند تولي بايدن للرئاسة، والذي لم يقم بأي تغيير يذكر خلال سنة ونصف من وصوله إلى سدة الحكم، على الرغم من أن البيت الأبيض يصرح بأن كل ذلك يسير وفقاً لخطة محددة.

وحول ذلك يعلق المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي فيقول: "إن أولويات إدارة بايدن تجاه سوريا واضحة، وهي التشجيع على الالتزام بهدنات وقف إطلاق النار، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، وضمان هزيمة تنظيم الدولة بشكل دائم، مع مواصلة دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.. تتمحور المهمة العسكرية الأميركية في شرقي سوريا حول ضمان هزيمة تنظيم الدولة بصورة دائمة، ولا وجود لأي بعثة عسكرية أخرى تهدف إلى شيء غير ذلك".

تم الإعلان عن هزيمة "تنظيم الدولة" في عام 2019، إلا أن فلوله ماتزال موجودة. ولهذا يخبرنا المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بأن المهمة الأميركية "أثبتت فعاليتها إلى حد كبير منذ أن أرسلت إلى هناك في عام 2015 وحتى الآن، وقد شمل ذلك العمليات التي استهدفت زعيم تنظيم الدولة في شباط 2021، والغارات الموجهة  ضد قياديين آخرين في مطلع هذا الشهر".

ولهذا لا توجد أي توقعات حيال قيام أي تغييرات في تلك الخطة، وهذا ما عبر عنه المتحدث بالقول: "إن هذه البعثة المهمة ضرورية لحماية الشعب الأميركي وشركائنا، ولهذا فهي مستمرة، ولا نتوقع إدخال أي تغييرات على الوجود العسكري الأميركي في شرقي سوريا على المدى القريب".

إلا أن تلك المواقف تناقض توجهات القوى الأخرى التي تحاول استغلال الظروف حالياً لفرض رؤيتها بالنسبة لعملية تسوية الملف السوري، والنظام السوري واحد منها، فقد ذكر أحد الناطقين باسم مندوبيه إلى الأمم المتحدة بأن: "وجود الجيش الأميركي في أراض سورية يعتبر فعلاً مخالفاً للقانون، كما أنه عدوان، وينتهك كل القرارات الشرعية الدولية التي تتصل بالوضع في الجمهورية العربية السورية.. فالدولة السورية لم تطلب من الولايات المتحدة الأميركية إرسال قواتها إلى سوريا تحت ستار ما سموه زوراً وبهتاناً: "التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة"، كما لم يصدر مجلس الأمن الدولي أي قرار يقضي بإرسال قوات دولية إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة، ولذلك كان الوجود العسكري الأميركي في سوريا وسيظل مخالفاً للقانون".

 

US, troops, patrol, northeastern, Syria

قوات أميركية وهي تقوم بدورية بالقرب من ريف مدينة الرميلان التابعة لمحافظة الحسكة

 

غير أن النظام ليس الوحيد الذي طالب بذلك، وذلك لأن إيران وروسيا اللتين تدخلتا لصالح الأسد، كررتا احتجاج النظام على الوجود العسكري الأميركي الدائم في سوريا.

أنقرة تهدد

فخلال الأسبوع الماضي، طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين القوات الأميركية بمغادرة شمال شرقي سوريا، وذلك خلال القمة الثلاثية التي عقدت في طهران، وشارك بها أحد حلفاء الولايات المتحدة، ألا وهو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتهم واشنطن بدعم حزب العمال الكردستاني الخارج على القانون الذي تفرعت عنه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من قبل البنتاغون وكذلك وحدات حماية الشعب.

 

Russia, Putin, Iran, Raisi, Turkey, Erdogan, meet

الرؤساء الثلاثة في قمة طهران

 

إذ ذكرت السفارة التركية بواشنطن بأن: "قسد منظمة إرهابية وفرع لحزب العمال الكردستاني بسوريا، وقد تم تصنيف حزب العمال على أنه منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إذ إن دليل العمل لديهم يعتمد على نشر الإرهاب على الأرض والدعاية السوداء ضدنا في الإعلام الدولي".

أكدت السفارة أيضاً على محاربة أنقرة هي الأخرى لتنظيم الدولة، حيث ذكرت بأن العمليات التركية أدت إلى مقتل أكثر من 4500 "جهادي"، كما ذكرت بأن قسد تحالفت مع تنظيم الدولة، في الوقت الذي اتهمت فيه قسد تركيا بالتحالف مع فصائل المعارضة السورية الذين تمولهم، وبأن بعضهم لديهم علاقات تربطه بجماعات إسلامية.

وتماماً كما اتهمت قسد تركيا باستهداف مقارها بطائراتها المسيرة، والتي نفذت سلسلة من الغارات الفتاكة، أعلنت السفارة التركية بأن حزب العمال الكردستاني والمنضوين تحت لوائه قد شنوا هجمات بمنظومة جوية عابرة للحدود وبلا طيار طالت الأراضي التركية، حيث نفذوا ما يصل إلى 1800 هجمة على مدار العامين الماضيين.

وورد في تصريح السفارة: "بقينا نشدد باستمرار على الاعتداءات والاستراتيجيات التي تفتقر إلى الحكمة منذ بداية هذا الاقتتال، إلا أن الجهل بدعواتنا الذي امتد حتى الآن ونجم عنه استرضاء للعناصر الإرهابية لدى حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا قد أدى إلى عودة تنظيم الدولة".

كما ذكرت السفارة بأن المسؤولين الأتراك: "نقلوا مخاوفنا إلى الولايات المتحدة، فأقر المسؤولون هناك بمخاوفنا الأمنية" كما قال برايس.

وأضافت السفارة: "إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء، ولذلك سنتصرف في الزمان والمكان المناسبين لنا للرد على الهجمات الإرهابية المتواصلة، والتي تلحق خسائر وأضراراً بحق المدنيين السوريين والأتراك على حد سواء".

أتى ذلك التحذير بعدما هدد أردوغان بشن عملية عسكرية رابعة واسعة النطاق في الشمال السوري، فانضمت موسكو وطهران لواشنطن في وقوفها ضد ذلك التحرك، الذي من المرجح أن يستهدف قسد.

وبما أن قوات قسد منتشرة على جبهات النزاع، حيث تقاتل إلى جانب القوات الأميركية في بعض الأحيان، لذا فقد أصدرت بيان احتجاج حيال خطة تركيا، بعثت به إلى القوى العظمى، حيث ذكرت إلهام أحمد، وهي من الشخصيات القيادية لدى مجلس سوريا الديمقراطية خلال مؤتمر عقد في مطلع هذا الشهر، بأن الجناح السياسي لقسد رفع التماساً لكل من واشنطن وموسكو لتقفا في وجه خطة أنقرة، التي حذرت منها بأنها: "تساعد تنظيم الدولة على إعادة تنظيم نفسه والعودة من جديد".

"قسد" ستحارب مع النظام

ورداً على السؤال الذي طرحته نيوزويك حول موقف إدارة بايدن، ذكرت أحمد بأنها ممتنة للولايات المتحدة لرفعها بعض العقوبات المفروضة على ممارسة النشاط التجاري في شمال شرقي سوريا، بما أن تلك خطوة من شأنها أن تدعم الاستثمارات الاقتصادية في المنطقة. إلا أنها أعربت عن قلقها من أن احتمال انشغال واشنطن بالحرب الروسية في أوكرانيا، مما قد يخلف فراغاً سيسعى الآخرون لملئه، حيث قالت: "إننا نعرف وبكل أسف بأن الحرب في أوكرانيا قد أثرت على العالم بأسره، كما نعرف بأن الولايات المتحدة قد انشغلت بحل هذه الأزمة على وجه الخصوص.. وإن ذلك قد يمنح الفرصة لكل القوى الدولية التي ترغب بأن تزيد نفوذها في سوريا باستغلال هذا الوضع.. وكذلك عندما لا تلتزم الولايات المتحدة وغيرها من القوى المؤثرة في سوريا بموقف صارم تجاه الهجمات والتهديدات التي تطلقها تركيا، عندها ستعتبر تركيا ذلك بمنزلة ضوء أخضر لتبدأ بشن عمليتها العسكرية".

يذكر أن النظام السوري قد وقف أيضاً ضد هذا العمل العسكري التركي، ولهذا أطلق جيشه تحذيراً جديداً يوم الثلاثاء الماضي جاء فيه بأنه: "على استعداد لمجابهة أي عدوان قد يشنه هذا النظام مع أي تنظيم إرهابي يتبع له".

على الرغم من أن استمرار فشل محاولات تقريب وجهات النظر المختلفة تجاه مستقبل سوريا بعد الحرب، وقفت قسد إلى جانب جيش النظام مرات عديدة ضد تركيا والفصائل المدعومة من قبلها. إذ نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة والمرتبط بالمعارضة السورية في المنافي، يوم الثلاثاء الماضي حدوث مناوشات ضمن كلا الجانبين مع قوات تركية وحلفائها من فصائل المعارضة.

إسرائيل والنيران الصديقة

كما ظهر التصعيد على جبهات سورية أخرى، إذ في الوقت الذي تابعت فيه إيران دعم ميليشياتها الصديقة في سوريا، شنت إسرائيل سلسلة غارات على مدار سنوات استهدفت من خلالها مواقع يشتبه بأنها تابعة لإيران إلى جانب استهدافها لنقاط عسكرية سورية حاولت حماية المجال الجوي السوري من تلك الغارات.

وفي إحدى تلك الهجمات التي وقعت في شهر أيار الماضي، شوهدت البطاريات الروسية المضادة للطيران وهي تطلق نيرانها على طائرة إسرائيلية، وهذا ما كشفه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتز يوم الثلاثاء الماضي، إذ أطلق على ذلك تسمية: "حادثة فريدة"، حتى بعدما واصلت موسكو احتجاجها على الغارات الإسرائيلية التي يبدو أنها لن تهدأ، إذ وردت أنباء عن تجدد الهجوم يوم الجمعة والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود سوريين بالقرب من دمشق.

وهكذا زادت حدة التوتر بين هاتين القوتين، بعدما كررت إسرائيل انتقادها للتدخل الروسي في أوكرانيا، وفي تلك الأثناء، أخذت روسيا تكثف حملتها الجوية في سوريا، وتستهدف بأغلبها مناطق الثوار في شمال غربي البلاد. وفي حالة أخرى شارفت فيها تلك القوتان المتنافستان على المواجهة، شنت روسيا غارات جوية غير مسبوقة خلال الشهر الماضي فاستهدفت جماعة مغاوير الثورة المعارضة التي تعمل ضمن المنطقة الممنوعة من القصف في التنف بحسب ما أورده الجيش الأميركي في جنوب غربي البلاد.

وفي ضوء تلك التطورات، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأن القوات الأميركية في سوريا بإمكانها أن تتصرف بحكمة، عندما قال: "كانت القوات الأميركية محمية وتتمتع بحقها الأصيل بالدفاع عن نفسها.. إلا أنه لدينا حالات طوارئ علينا أن نعالجها في مكانها منعاً لأي تصعيد".

وبالنسبة لتهديدات أنقرة، أعلن المتحدث: "إننا لا ندعم أي عملية تركية، بل نؤمن بوجوب احترام خطوط وقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف". أما بالنسبة لحليفة الولايات المتحدة الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، أي إسرائيل، فقد أكد المتحدث: "إننا نقر بحرية إسرائيل في التصرف وحقها في الدفاع عن نفسها".

ثقة عمياء بالشركاء

إلا أن النظام، الذي لم ترفع عنه العقوبات بسبب ارتكابه لانتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان، بقي يثق بشركائه الذين اختارهم ليقفوا بجانبه في هذا النزاع.

إذ قال ممثل بعثة النظام لدى الأمم المتحدة: "إننا نثق بسياسات ونوايا أصدقائنا في موسكو وطهران.. فلقد وقفت هاتان الحكومتان وغيرهما الكثير مع سوريا منذ أن تعرضت لهذه الحرب الإرهابية العنيفة، ومدوها بأي دعم ممكن لمواجهة الجماعات المسلحة الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.. واليوم، تدعم بكين وموسكو وغيرهما من الدول جهودنا في مجال إعادة الإعمار وإعادة سوريا إلى مسار التنمية المستدامة، كما أن تلك الدول وقفت مع سوريا في مواجهة أخطر التحديات المتمثلة بالإجراءات القسرية الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري، إذ إن آثار تلك الإجراءات قد زادت بشكل غير إنساني وغير مسبوق خلال السنوات الأخيرة الماضية".

حتى أنت يا صين؟!

في الوقت الذي لم تلعب فيه الصين أي دور عسكري في الحرب السورية، انضمت بكين لموسكو بعد أشهر قليلة على تطور تلك الأزمة لوقف أي تدخل دولي، وتجلى ذلك عبر فيتو مزدوج في مجلس الأمن الدولي في تشرين الأول 2011. وقد أتى ذلك الفيتو بعد أسبوعين على مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي على يد الثوار الذين دعمهم تدخل حلف شمال الأطلسي بموافقة أممية بموجب قرار أممي صدر في مطلع ذلك العام بالرغم من امتناع الصين وروسيا عن التصويت لصالحه.

واليوم، أصبح المسؤولون الصينيون يعارضون ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا، إذ اتهم المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وينبين، القوات الأميركية خلال الأسبوع الماضي بانتهاج استراتيجية "تعتمد على اللصوصية"، حيث قال في مؤتمر صحفي: "تزعم الولايات المتحدة بأنها تلتزم "بأعلى معايير" حقوق الإنسان وحكم القانون، إلا أن ما تفعله في سوريا خير دليل على أن تلك المعايير لا تعني للولايات المتحدة شيئاً... ولذلك ينبغي على الولايات المتحدة أن تحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن تستجيب لمطلب الشعب السوري، وأن ترفع وعلى الفور العقوبات الأحادية المفروضة على سوريا، وأن تكف فورياً عن نهب الموارد الوطنية السورية، وأن تتخذ إجراءات فعلية لجبر الضرر الذي ألحقته بالشعب السوري".

 

Syria, rebel, fire, rockets, government, positions, Idlib

مقاتلو المعارضة السورية وهم يطلقون صواريخ باتجاه مواقع النظام في 22 تموز 2022 في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب

سياسة خارجية أميركية تراوح في المكان

في الوقت الذي اختلف فيه بايدن وترامب حول عدد من القضايا، بقيت سياساتهما الخارجية على حالها في مواطن محددة، ومن بينها تلك الجهود الساعية لإنهاء "الحروب الأبدية" التي دفعت بالجيش الأميركي للقتال في منطقة الشرق الأوسط ومحيطها منذ السنوات الأولى للقرن الحادي والعشرين.

جرياً على نهج انسحاب ترامب من الحرب التي امتدت لعقدين من الزمان في أفغانستان، وذلك عبر إعلان انتهاء "المهمة القتالية" في العراق خلال العام المنصرم، صرح بايدن بأنه: "أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ أحداث 11 أيلول دون أن تكون القوات الأميركية متورطة في أي مهمة قتالية هناك"، وذلك أثناء زيارته لإسرائيل والضفة الغربية، والسعودية مطلع هذا الشهر.

ولكن مع انحراف النزاع السوري الذي لا يمكن لأحد أن يتوقع مساراته نحو غموض أكبر بسبب الضغط الذي تمارسه القوى الفاعلة المتنافسة هناك، أصبح الأساس المشترك الوحيد بالنسبة لجميع الأطراف في هذا النزاع، هو سحب القوات الأميركية من سوريا، وتستثنى من ذلك قسد شريكة البنتاغون في سوريا.

إذ حول ذلك ذكرت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة: "إن من يقرأ وقائع وتفاصيل جولة الرئيس الأميركي الأخيرة في المنطقة بعمق وحيادية لابد وأن يصل إلى قناعة مطلقة بأن الإدارة الأميركية لا تختلف عن الإدارات التي سبقتها من حيث السياسة الخارجية التي تتبناها والتي تعتمد على السعي لتصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط مع تجهيز بؤر جديدة للتوتر في العالم".

ثم أعلنت تلك البعثة بأن بايدن يفصل سياسته الخاصة بالنزاعات الإقليمية بحسب إرشادات النصيحة الطبية التي ظهرت لمواجهة جائحة كوفيد-19 في العالم، والتي تقول: "ابق ببيتك لتحافظ على سلامة غيرك"، وأضافت: "نرى بأنه على الإدارة الأميركية أن تتبنى هذا الشعار في رسم وتنفيذ سياستها الخارجية.. أي بمعنى أصح، إن لم تقدر الولايات المتحدة على فهم ما يحتاجه شعوب العالم في مجال الأمن والحرية والرفاهية حتى اليوم، إذن عليها أن تعيد النظر بسياساتها الخارجية وأن تكف عن لعب دور شرطي العالم الذي يظن بأن له الحق بتقرير مصير الدول وخيارات الشعوب".

المصدر: نيوزويك