icon
التغطية الحية

لم تعد طعاماً للفقراء.. كم بلغ سعر سندويشة الفلافل في دمشق؟

2022.03.22 | 14:22 دمشق

d2813566-e261-4803-84de-c166a68c6a8c.jpg
ارتفاع أسعار سندويش الفلافل بأكثر من 80%
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

حرم ارتفاع الأسعار الرهيب كثيرا من فقراء سوريا من "سندويشة" الفلافل أو البطاطا، في ظل التضخم الذي تشهده مناطق سيطرة نظام الأسد، وخصوصاً العاصمة دمشق، تزامناً مع الغزو الروسي لأوكرانيا والتداعيات المترتبة عليه، إلى جانب الأزمات الاقتصادية المتراكمة.

ويعيش السوريون في مناطق سيطرة النظام أوضاعاً كارثية لا تمكنهم من شراء أبسط الأكلات وأرخصها في السابق، حيث اشتهرت الفلافل على مدار عقود بأنها طعام الطبقة العاملة وصغار الكسبة وطلاب المدارس باعتبارها وجبة مشبعة ورخيصة مقارنة بغيرها.

ويفتقر 9 ملايين و300 ألف شخص في سوريا إلى الغذاء الكافي، في الوقت الذي يعيش تحت خط الفقر 90% من السوريين، ويفتقر أكثر من 1.4 مليون شخص إلى الغذاء في 2021، وفق برنامج الأغذية التابع لمنظمة الصحة العالمية.

كم بلغ سعر سندويشة الفلافل؟

ويتراوح سعر "سندويشة" الفلافل ما بين 2000 إلى 5000 ليرة سورية، بحسب المنطقة ونوع الحشوة وعدد أقراص الفلافل والخبز المستخدم، وهذا يعني أن متوسط سعر السندويشة يتجاوز 1.3 دولار أميركي بعد أن كان لا يتجاوز 20 سنتاً أميركياً قبل عقد تقريباً من تطويع موارد الدولة في آلة الحرب ضد السوريين.

ويأتي هذا الارتفاع في أسعار سندويش الفلافل في ظل تضخم أسعار مختلف السلع والغذائيات في دمشق، خصوصاً في الآونة الأخيرة بعد شن روسيا (حليفة النظام السوري) حرباً على أوكرانيا، الأمر الذي أثر على تصدير أهم المواد الغذائية في العالم مثل القمح والزيت النباتي والسكر، إلى جانب صعود هائل في أسعار النفط عالمياً.

أبو رضا صاحب محل لبيع سندويش الفلافل إلى جانب الفول والحمص والفتّات في حي الميدان بدمشق، قال إن "الناس في الشام ليسوا بخير، العشرات يومياً يأتونني وهم لا يملكون ثمن سندويشة الفلافل أو يكون لديهم جزء من ثمنها فقط".

وأضاف أبو رضا في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" أن "الفلافل لم تعد أكلة رخيصة كما في السابق، فعلياً كل شيء ارتفع سعره أضعافا مضاعفة، ولكن الفلافل كانت حتى وقت قريب يمكن شراؤها من قبل البسطاء وعمال المياومة (يقبضون أجرهم عن كل يوم)، الآن صار الأمر صعباً في ظل ارتفاع سعر السندويشة إلى 3500 ليرة أي 3.5% من راتب الموظف الحكومي الذي لا يتجاوز راتبه الـ 100 ألف ليرة بالمتوسط، وطبعاً السندويشة بدون كولا أو لبن عيران إلى جانبها".

وكانت سندويشة الفلافل بين 1200 و2500 ليرة قبل أشهر قليلة فقط، لترتفع أكثر من 80% مع تراجع جودتها بحسب ما رصد موقع "تلفزيون سوريا".

ارتفاع التكاليف

وأكمل أبو رضا أن "المشكلة الأساسية أن التكاليف مرتفعة علينا جداً، فهناك عجنة الفلافل حيث يصل سعر شوال الحمص (50 كيلوغرام) ما بين 350 ألف إلى 400 ألف ليرة، وتنكة زيت القلي بين 215 ألف إلى 250 ألف ليرة بحسب النوع والجودة، فهناك زيوت تحترق بسرعة تكون أرخص عادة ولكن أنا أفضل الزيوت الجيدة".

وأشار إلى أن الخضروات كل يوم بسعر، ولكنها في الشتاء مرتفعة عموماً، خاصة في ظل موجة الثلج والصقيع التي ضربت البلاد في الفترة الأخيرة، ولا يقل كيلو المخلل عن 25 ألف ليرة.

وبحسب أبو رضا فإن سعر رغيف خبز التنور بين 300 و400 ليرة، والسمون الظريف بـ 500 أو 600 ليرة، والخبز المشروح بـ 400 ليرة، أما ربطة الخبز العادي فتتراوح بين 1500 و2000 ليرة.

ولفت إلى أن أكبر مشكلة نعاني منها هي تأمين الغاز، وارتفاع أسعاره بالسوق السوداء، وهو ما يجعل أسعار الفول والحمص والفلافل دوماً غير مستقرة.

تأثر العمالة وطلاب الجامعات

وفي الآونة الأخيرة هبط سعر الليرة السورية إلى 3860 ليرة مقابل دولار واحد عن 3500 بداية عام 2022، الأمر الذي انعكس سلباً على العديد من المنتجات والمواد الغذائية، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها دمشق وبقية المحافظات، وعدم تمكن حكومة نظام الأسد من إيجاد أي حلول لها على العكس بل تدهورت إلى الأسوأ مع قرارات البطاقة الذكية ورفع الدعم.

من جهته، قال أبو فؤاد أحد العاملين في محل ألبسة قرب ساحة المرجة، إن "سندويش الفلافل أصبح غالياً عليّ، لم أعد استطع الشراء كل يوم أو يومين مثل السابق، ولأجل التوفير كنت أضطر لشراء أقراص الفلافل، كان القرص بـ 200 ليرة، لكن الآن الفلافل المغشوش بـ 250 ليرة والجيد بـ 400 ليرة".

وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا" أن سعر السندويشة في بسطة قريبة من الساحة بـ 2500 ليرة هو بصراحة بيعملي تخفيض لأني زبون دائم، أما هو ببيعها بـ 3500 ليرة وإن بدك زيادة فلافل وخضرة ومخلل بـ 5000 ليرة أما سندويشة السمون المدللة بـ 6 آلاف ليرة".

ويرى أبو فؤاد أن الوضع في سوريا آخذ بالتدهور يوماً بعد يوم، "يعني حين نقول إن الفلافل صارت غالية، فهذا دليل على فقر الشعب وقلة حيلته وصعوبة المعيشة في سوريا".

من جانبها، قالت سوزان طالبة في كلية الحقوق بدمشق إن "سندويشة البطاطا أو الفلافل التي كانت وجبة الطلاب الأولى أصبحت فوق المستوى لدى العديد من الناس، أنا بصراحة والدتي تلف لي سندويشات جبنة وزيت وزعتر، خصوصاً أنني بحاجة إلى 5 آلاف ليرة مواصلات يومياً على الأقل".

وأخبرت موقع "تلفزيون سوريا" أن أسعار سندويش الفلافل في دمشق يختلف من مكان لآخر، حيث إنها قرب الكلية بـ 4000 ليرة من المحال الجيدة أما على البسطات أو الكولبات فيمكن أن تكون بـ 2500 ليرة أو 3000 ليرة وطبعاً هي غير موثوقة وغير نظيفة.

وأشارت إلى أن سندويشة البطاطا لا تقل عن ذلك فهي بين 2500 و 3500 ليرة بحسب المحل والكمية الموجودة في السندويشة ونوعية الخبز.

وأكّدت أن طلاب الجامعات وحتى المدارس تأثروا للغاية من جراء ارتفاع الأسعار، لأنه لا يوجد دخل ثابت لديهم ويعتمدون على عائلاتهم في مصروفهم، والوضع الاقتصادي الحالي يصعب كل يوم أكثر من قبل.