icon
التغطية الحية

غابات الساحل تُباع في دمشق.. تجار الحطب يفرغون اللاذقية من مساحاتها الخضراء

2024.02.25 | 16:40 دمشق

آخر تحديث: 25.02.2024 | 16:56 دمشق

تجارة الحطب في سوريا - إنترنت
تجارة الحطب في سوريا - إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يتّبع عدد من تجار الحطب خطة ممنهجة لتغريغ الساحل السوري، وخاصة محافظة اللاذقية من الأشجار والمساحات الخضراء، عبر قطعها بشكل جائر وبوسائل مختلفة، ونقلها إلى دمشق وريفها، بهدف بيعها كـ "حطب تدفئة" للسكان بأسعار مرتفعة، بالتزامن مع عجز حكومة النظام السوري عن إيجاد حلول تحد من عمليات القطع.

وتشير مصادر محلية في محافظة اللاذقية، إلى أن "التعديات على المرافق العامة وحتى على الأراضي الزراعيّة الخاصة يتم دون رقيب، ومن يتعدى ويقطع الأشجار يبيعها لتجار وبائعي الحطب بسعر 800 ألف للطن الواحد، أي للحطب الأخضر غير اليابس، ويدمج فيه عدة أنواع مثل حطب المشمش والسنديان والجوز والسرو".

وذكرت المصادر، أن "قطع الأشجار أصبح مهنة يمتهنها الكثير من الناس الذين لا عمل لهم، مقابل 40 ألفاً عن كل شجرة يقطعونها من قبل بائعي الحطب"، وفقاً لما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام.

غابات الساحل تُنقل إلى دمشق

وقال أحد تجار الحطب في بلدة عين ترما بريف دمشق، إنّ محافظة اللاذقية هي المصدر الأول للحطب، ويجري استقدامه عبر "توصية التجار على كميات كبيرة، ويقومون بتأمين وصولها من اللاذقية إلى الغوطة".

وأضاف التاجر: "غالبية الأهالي استعاضت عن تدفئة المازوت والغاز بالحطب، لوفرته ولانخفاض تكاليفه، وهذا ما يبرر كثرة الطلب عليه، حيث يتم بيع كميات كبيرة لأهالي البلدة والبلدات المجاورة، لذلك أطلب كميات كبيرة أسبوعياً".

ويبلغ سعر طن الحطب الأخضر 1.5 مليون ليرة سورية، ويتم بيعه في بعض مناطق دمشق وريفها بـ 1.8 مليون، أما الحطب اليابس، يتراوح سعر الكيلو بين 3300 و4000 آلاف ليرة.

تجارة رأس مالها الشمس

ويسعى التجار إلى تأجيل بيع الحطب الأخضر لديهم، إلى حين جفافه عبر أشعة الشمس، من أجل زيادة السعر وربح مزيد من الأموال، إذ يؤكد بائع حطب في مدينة جيرود بريف دمشق، أن الحطب المباع في الساحل غالبيته أخضر، كونه حديث القطع، وبالتالي يكون سعره منخفضاً.

ويشتري غالبية البائعين الحطب الأخضر بسعر منخفض، وينتظرونه ليجفّ وبعدها يبيعونه حطباً يابساً بسعر أغلى، ويشرح البائع قائلاً: "يصلني الحطب من الساحل حيث يتم نقله من قبل أصحاب السيارات الكبيرة مقابل أجر مرتفع، لأن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم إذا تمّ إيقافهم".

وأضاف: "المشمش من أكثر أنواع الحطب طلباً، ونشتريه من مراكز بيع الحطب في اللاذقية بكميات كبيرة، وبأسعار متفاوتة بين اليوم والآخر، ويتم توصيله لمناطق القلمون عبر سيارات ترسل من قبل البائعين في اللاذقية ونحن ندفع أجرتها، حيث تتراوح أجرة السيارة الكبيرة لنقل الحطب بين المليون والمليون ونصف".

وفي تعليقه على ذلك، أشار مدير زراعة ريف دمشق عرفان زيادة إلى تنظيم 4 ضبوط حراجية لحالات تهريب الأحطاب في مخفر الدوير الحراجية ومخفر حراج الزبداني، كما ذكر أن عدد الضبوط الحراجية المنظمة في محافظة ريف دمشق بلغ خلال عام 2023 نحو 201 ضبط حراجي، وخلال عام 2024 بلغ 16 ضبطاً حراجياً.

يذكر أن عمليات نقل الحطب تتم بالرغم من إصدار "مديرية الزراعة" في محافظة اللاذقية قراراً بمنع نقل الحطب وبيعه خارج المحافظة، مع فتح المجال أمام مواطني اللاذقية للحصول على الأحطاب عبر "البطاقة الذكية" أيضاً، إلى جانب بقية المواد والسلع المرتبطة بتلك البطاقة.