icon
التغطية الحية

عودٌ على بَدء.. مخاوف من إرجاع "قسد" عشرات العائلات إلى "الهول"

2022.02.24 | 05:37 دمشق

مخيم الهول
أطفال في مخيم الهول بريف الحسكة (إنترنت)
إسطنبول - عبد العزيز الخليفة
+A
حجم الخط
-A

بالتزامن مع دعوة منظمة الصحة العالمية إلى إيجاد حلول مناسبة لمخيم الهول الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) جنوب شرقي الحسكة، بلّغت "قسد" عشرات العائلات التي خرجت من المخيم في فترات سابقة بقرار إعادتها إلى المخيم، في خطوة تُعيد العائلات إلى المربع الأول.

عودٌ على بَدء

قال عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان محمد الخليف، إنّ "قسد" بلّغت نحو 30 عائلة مقيمة في مدارس مدمّرة بمدينة الرقة، خرجت من مخيم الهول سابقاً، بقرار العودة إلى مخيم الهول مجدّداً.

وأوضح الخليف لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ "دورية عسكرية تتبع لجهاز الأمن العام في الرقة بلّغت العائلات المهجّرة والقاطنة في مدرسة الرشيد وسط مدينة الرقة، ومدرسة الإباء الخاصة في حي الطيار جنوبي المدينة".

وأضاف أن "قسد" بقرارها الأخير ضربت "كفالة شيوخ العشائر عرض الحائط"، مشيراً إلى أنّها ستعيد العائلات مجدّداً إلى مخيم الهول، وفرضت غرامة مالية على كل شخص يتخلّف أو يهرب من العائلة الواحدة تصل إلى 1500 دولار أميركي".

ووصل عدد العائلات التي بُلّغت إلى أكثر من 30 عائلة، معظمها من مدينة الرقة والريف الجنوبي الشرقي لمدينة حلب، خاصةً بلدتي مسكنة وتل الضمان، وعُرف من العائلات: (عائلة الحسن العبد، عبد الله العبد، عائلة الصالح الخلف، عائلة خلف النزال، عائلة إسماعيل السهو) معظمهم من مدينة الرقة، مشيراً "الخليف" إلى أنّ هذه العائلات كانت تقيم في المدارس لأنّ منازل بعضهم مدمّرة، أو تقع في مناطق سيطرة النظام السوري.

الآثار السلبية لـ قرار "قسد"

أعرب الحقوقي جلال الحمد - مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة" - في حديثٍ لـ موقع تلفزيون سوريا عن مخاوفه من عمليات الإعادة إلى مخيم الهول، قائلاً: "لا يُنصح أبداً بإعادة العائلات أو الأشخاص الذين أُخرجوا من مخيم الهول، إليه مجدّداً".

وشدّد "الحمد" على أن القرار الصائب هو تفكيك المخيم وذلك لعدة أسباب: "أوّلها الفوضى الأمنية التي يشهدها المخيم، ثانياً يوجد تكتل للمتطرفات وعائلات المتطرفين، ولذا يمكن تخيّل وجود تنظيم مترابط داخل المخيم ويمكن وصفه بنقطة ارتباط أو تجنيد".

اقرأ أيضاً: "قسد" تقرر رسمياً إخلاء مخيم الهول مِن النازحين السوريين

وأشار إلى أنّ "الأوضاع الإنسانية هي الأخرى سيئة في مخيم الهول، لذلك الأفضل هو إخراج النازحين من المخيم وإعادة دمجهم في المجتمعات المحلية وتقديم المساعدات لهم بما فيها الدعم النفسي إذا كانت هناك حاجة إليه، وإعادة حقوقهم المدنية، فالعمل يجب أن يكون على إخراج العائلات من المخيم، ولذا فالردة هذه ستكون لها آثار سلبية على العائدين بسبب وضع المخيم".

دعاية مجانية

مصدر من منطقة جنوبي الحسكة - طلب عدم ذكر اسمه -  يقول لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "إرجاع عشرات العائلات التي خرجت من مخيم الهول، لها آثار سلبية على العائلات لما قد يطولهم من عمليات انتقامية من خلال تنظيم الدولة (داعش)، الذي ينشط في المخيم، بمزاعم أنهم تعاونوا مع (قسد)".

ويضيف: "العائلات التي خرجت من الهول معظمها نازحة، وكانت تقيم في مناطق سيطرة تنظيم الدولة قبل أن تسيطر عليها قسد، ولذا فإن إعادة هذه العائلات سيعدّ بمنزلة دعاية مجانية للتنظيم الذي يستخدم الوضع في المخيم لحث خلاياه النائمة على تنفيذ عمليات انتقامية ضد شيوخ القبائل والوجهاء كما تزعم قسد".

ويشير المصدر في ختامِ حديثه إلى أنّ "قسد" حين تعيد العائلات فهي بشكل أو بآخر، تثبت أنه "لا قيمة حقيقة للوجهاء وشيوخ القبائل الذين كانوا يضمنون هذه العائلات التي خرجت بكفالتهم".

يذكر أنّه بعد مبادرة من "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) بالاتفاق مع "قسد"، في تشرين الأول 2020، قرّرت "الإدارة الذاتية" إفراغ مخيم الهول من العائلات السورية الراغبة بالخروج، عبر تسيير رحلات من المخيم بعد إجراء دراسات أمنية للعائلات الراغبة بالخروج، بناء على ضمانات من شيوخ القبائل.

وسبق أن أفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ "الإدارة الذاتية" أوقفت إخراج العوائل من مخيم الهول إلى أجل غير مسمّى، وذلك بعد هجوم تنظيم الدولة على "سجن الصناعة" في حي غويران بمدينة الحسكة.

وذكرت المصادر أنّ 70 عائلة من أهالي الرقة كان من المقرر إخراجهم، نهاية شهر كانون الثاني الفائت، لكن الوضع الأمني حال دون إخراجهم، وكانت آخر دفعة خرجت من مخيم الهول هي الدفعة 21 وضمّت عائلات من ريف دير الزور، وذلك قبل إصدار قرار المنع، في الـ16 من الشهر الفائت.

بحسب آخر إحصائية لإدارة مخيم الهول فإنّه بقي داخل المخيم 15700 عائلة بعدد 58800 شخص، في حين بلغ عدد العائلات الخارجة من المخيم نحو 1350 عائلة بعدد 4600 شخص معظمهم من النساء والأطفال.