icon
التغطية الحية

عروس الساحل خارج القانون.. حوادث الطعن والسرقة تتوسع في اللاذقية

2020.12.12 | 06:48 دمشق

117759471_1198207187210841_6695294344973957200_o.jpg
مقتل شاب بعد طعنه في المشروع الثاني قرب جامع الروضة باللاذقية (فيسبوك)
أنطاكيا - حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

بينما كان أبو أحمد (اسم مستعار) يتوجه إلى مسجد حيه في الصليبة وسط اللاذقية، والذي اعتاد لسنوات أداء عبادته فيه فجرا فوجئ الرجل الأربعيني بطعنة في خاصرته من قبل شاب ملثم طرحته أرضا، ولم يقو على الحراك وهو يشاهد اللص يسرق منه هاتفه ومحفظته التي تحوي بضع مئات من العملة.

ورغم أن أبو أحمد لم يبد عليه أنه من ميسوري الحال كما يقول، إلا أن الفقر، وانعدام الأمن جعل من جميع الأشخاص هدفا للسرقات هذه الأيام، في حادثة باتت مشهدا متكررا لمدينة يلقبها سكانها بـ "شيكاغو سوريا".

اقرأ أيضا: جريمتان تهزان اللاذقية.. مقتل فتاة بعد اغتصابها وأخ يقتل أخاه

نجا أبو أحمد من الموت بأعجوبة، إلا أن رجلا آخر خمسينيا في نفس الحي توفي بسبب طعنة مشابهة، وفق ما يذكره أبو أحمد في حديثه الخاص لموقع "تلفزيون سوريا" مضيفا بلكنته العامية:" راح الخير يا ابني صرنا بغابة الحمد لله مضت هيك وما أكتر".

وفاة وجرحى:

وخلال أسبوع واحد ذكرت وسائل إعلام محلية في اللاذقية وشبكات تواصل اجتماعي أن المدينة سجلت 8 حالات طعن بنفس الطريقة بهدف السرقة، توفي نتيجتها شخص، بينما أسعف باقي الجرحى إلى المشافي معظمها تم ليلا أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

وتعكس حالات الطعن التي مازالت تنتشر في اللاذقية بشكل أوسع وفق الناشط الإعلامي في المحافظة أحمد اللاذقاني صورة للحال التي وصلت إليها اللاذقية من جوع وفقر وانعدام للأمن.

ويضيف "اللاذقاني" في حديثه الخاص لتلفزيون سوريا:" الأمن شبه غائب عن المدينة، حالات السرقة تتوسع يوميا بعضها حوادث صغيرة لكن الصفة الأبرز أنها أصبحت أكثر شمولا"، ويوضح الناشط حديثه بالقول" بتنا نرى ونسمع عن أشخاص يسرقون الخضار بكميات صغيرة، ربطات خبز من المحلات، أشخاص ينشلون في الطرقات ثم يركضون، إلا أن الأخطر في كل هذا هي حوادث الطعن الأخيرة التي باتت ترهب الجميع".

اقرأ أيضا: بعد غضب واستياء سكانها.. بشار الأسد في قرية بلوران

ويرى الناشط الإعلامي أن المجتمع بات أكثر "وحشية" ليس نتيجة الجوع والفقر فحسب، بل لأن النظام من أراد ذلك عبر تشجيعه للفساد والسرقة، وإشاعة سياسة "دبر نفسك" التي باتت الأكثر تداولا على ألسن الناس هذه الأيام.

128027363_3272572826204424_8997841076997092947_n.jpg

غياب الأمان:

من جانبها ذكرت عبير (24عاما) تقيم في حي "سكنتوري" باللاذقية عن تعرضها لحادثة نشل حقيبتها قبل أيام وسط السوق، وأضافت في حديثها لموقع تلفزيون سوريا:" كنت خائفة جدا أحد المارة قام بجذب حقيبتي بقوة وجرى بسرعة، كان ذلك وسط الشارع، لم يتحرك أحد لنجدتي، سرق مني هاتفي، ومبلغ مالي كان بحوزتي، أصبح الخوف يلاحقنا في كل مكان".

لا تقتصر هذه الحوادث على اللاذقية فحسب، ففي مدينة جبلة جنوب اللاذقية تعرضت الشابة فرح وهي طالبة جامعية على كورنيش المدينة لطعنة سكين أيضا من قبل شاب مجهول وسرقت في حادثة أثارت سخطا واسعا في المدينة.

اقرأ أيضا: اللاذقية.. لا مازوت للتدفئة هذا العام

كما سجلت في مدينة جبلة وفق ما يؤكده عضو "لجان التنسيق المحلية" في المدينة حالات طعن أخرى، لشبان وسرقات سجل معظمها ضد مجهول لاسيما في أوقات متأخرة مع قلة الحركة في الشوارع.

محاكم مكتظة:

من جانب آخر كشف المحامي خالد (فضل عدم الكشف عن اسمه خوفا من الملاحقة) المقيم في اللاذقية أن أروقة المحاكم تشهد يوميا تقديم أعداد كبيرة من الموقوفين الذين كان دافعهم الأساسي للجريمة فقرهم، وعدم وجود فرص عمل.

وأضاف المحامي أن معدل السرقات ارتفع بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، معظمها حالات نشل وسرقة جوالات ومعدات كهربائية، بالإضافة إلى الاحتيال والنصب وسرقة مجوهرات ذهبية.

اقرأ أيضا: بسبب "التنمّر".. جريمتا قتل وطعن في اللاذقية (صور)

وأوضح المحامي أنه باستثناء الحل الأمني لم تقم الجهات المعنية بأي خطوات لكبح هذه الظاهرة، وحذر في الوقت ذاته أن الأمور تتجه نحو الأسوأ حيث تسجل اللاذقية وفق تأكيده معدل جرائم أعلى بثلاث مرات عن السنين الماضية.

 

98183200_1129105410787686_6134711142762676224_n.jpg
كلمات مفتاحية