icon
التغطية الحية

اللاذقية.. لا مازوت للتدفئة هذا العام

2020.12.10 | 09:41 دمشق

alladhqyt.jpg
أهالي محافظة اللاذقية يعانون من فقدان مادة المازوت (إنترنت)
اللاذقية - خاص
+A
حجم الخط
-A

لا مازوت.. لا غاز.. لا كهرباء.. لم يجد أهالي محافظة اللاذقية التي يسيطر عليها نظام الأسد أي وسيلة تقيهم برد الشتاء القارس، على عكس ما وعدتهم به "وزارة النفط" بأن هذا الشتاء سيكون دافئاً، فحتى الآن لم توزّع وزارة النظام مادة مازوت التدفئة على سكّان اللاذقية وجبالها المعروفة بأنّها أكثر المناطق برودة في سوريا.

 

مدارس بلا مازوت

خلال جولتنا في مدينة اللاذقية أكّد لنا السكّان أن مازوت التدفئة لم يُوزّع حتى الآن، ومنهم مَن اشترى ليتر المازوت الحر بـ 3 آلاف ليرة سورية، فيما قال معلّم مدرسة يقطن في منطقة سقوبين "لم يوزع المازوت لا على السكان ولا حتى المدارس، والطلاب الصغار ينهش عظامهم البرد خصوصاً في ساعات الصباح".

وتابع "عند تقديم الشكوى لوزارة التربية والسؤال عن مخصصات المدارس يكون الرد أنه في الغد ستصل المخصصات، ولكن "ع الوعد يا كمون"، مضيفاً أنه سوف ينتهي الفصل الدراسي الأول ولم يصل المازوت بعد.

وفي تهكّم مِن "حكومة النظام" قال عامل في محل تجاري بمنطقة الصليبة "لم تترك لنا (حكومة الإنقاذ) أي وسيلة للتدفئة فالكهرباء مقطوعة دائماً والغاز ننتظر 3 أشهر للحصول على أسطوانة واحدة والمازوت مفقود، حتى وإن حاولنا شراءه مِن السوق السوداء فأغلب الأحيان لا يوجد"، مردفاً "إذا الحكومة مو قادرة تأمن للشعب سبل العيش الأساسية تروح وتريحنا.. ولا الهوا بدهن يقطعوه عنا كمان".

 

مازوت الريف للموالين فقط 

في ريف اللاذقية الذي يعتبر مِن أشد المناطق برودة في سوريا، قال مصدر مِن شركة "سادكوب" فرع اللاذقية لـ موقع تلفزيون سوريا "في الدفعة الأولى تم توزيع ١٠٠ ليتر من المازوت لكل عائلة في منطقة صلنفة والقرداحة وبعض المناطق من جبلة".

اقرأ أيضاً.. اللاذقية.. توزيع 4 ملايين لتر مازوت والأولوية للمناطق الباردة

وحسب المصادر فإنّ المناطق التي وُزّع فيها المازوت هي مناطق يقطنها موالو نظام الأسد وتقع فيها فيلات الضبّاط والمسؤولين، أمّا بقية الريف الذي يعتبر مِن المعارضة الصامتة فإنه ينتظر حرارة الشمس للدفء.

أحمد مِن منطقة "كلماخو" التابعة لـ مدينة القرداحة قال "سوف ينتهي فصل الشتاء وبعد أيام ندخل العام الجديد ولم يتم حتى الآن توزيع مازوت التدفئة، مع أنّ الحكومة والست أسماء وعدونا بأفضلية التوزيع، على اعتبار أنّ مناطقنا متضررة مِن الحرائق التي شهدتها المنطقة، مؤخّراً".

اقرأ أيضاً.. المتضررون من حرائق اللاذقية يكشفون من حصل على التعويضات

وأضاف "كل ما يذاع على قنوات الإعلام بأن توزيع المازوت لـ متضرري الحرائق وقد تم التوزيع، كلّه كذب"، مشيراً إلى أنّ توزيع المازوت مِن شهرين لم يصل إلّا لـ منازل مسؤولي نظام الأسد.

وخلال الجولة في ريف اللاذقية التقينا بشاب ثلاثيني كان يقص الأشجار المحروقة في منطقة الجديدة، وقال إنّه يأخذ الحطب المحروق مِن أرضه لتدفئة أولاده خلال أيام البرد، مشيراً إلى أن الكهرباء تأتي ساعتين في اليوم فقط ولم يعد أمامه وسيلة للتدفئة سوى الحطب المحروق، لـ يحمي أولاده مِن برد الشتاء القارس.

اقرأ أيضاً.. بعد الحرائق.. حطب الساحل السوري يباع في درعا بأسعار خيالية

وعند سؤاله عن توفر المازوت الحر أجاب "يُباع الـ 20 ليتراً مِن المازوت الحر ما بين ١٥ إلى 20 ألف ليرة سورية وهو نادر الوجود في هذا الريف الفقير"، خاتماً حديثه بالتساؤل "أين حكومتنا؟ لماذا الوزراء يأخذون الراتب نهاية الشهر وهم لا يعملون شيئاً، ولا يقدمون للشعب أدنى احتياجاته".

وكانت معظم مناطق الساحل وريف حمص الغربي التي يسيطرعليها نظام الأسد قد شهدت، يوم 9 من تشرين الأول الجاري، حرائق استمرت لنحو 4 أيام، وتسبّبت في احتراق آلاف الهكتارات مِن المساحات الحراجية والزراعية، لـ يروّج "النظام" لاحقاً بضخ مبالغ كبيرة لـ تعويض المتضررّين، قبل أن يفرض على الأهالي والمؤسسات والشركات في مناطق سيطرته، حملات تبرّع إجبارية.

اقرأ أيضاً.. حملة تبرعات "إجبارية" تجمع 6 مليارات ليرة لـ متضرري حرائق الساحل

 
يشار إلى أنّ المواطنين في مناطق سيطرة نظام الأسد يشهدون أزمة خبز ووقود خانقة، منذ أشهر، تشكّلت على إثرها ظاهرة طوابير ما تزال مستمرة في جميع المناطق، حتى إنها شهدت أحداثاً أغضبت السوريين منها وضع أقفاص حديدية كـ أقفاص السجون عند طوابير الانتظار بذريعة "تنظيم الدور"، فضلاً عن معاناتهم مِن غباء "البطاقة الذكية" التي خصّصت "حكومة النظام" بموجبها احتياجات المواطن مِن المواد الأساسيّة.