icon
التغطية الحية

"عاصفة القيامة" تخرب البيوت البلاستيكية في اللاذقية

2022.06.30 | 14:16 دمشق

منزل متضرر من جراء عاصفة في اللاذقية ـ سبوتنيك
منزل متضرر من جراء عاصفة في اللاذقية ـ سبوتنيك
اللاذقية ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

لم يكد أهالي الساحل السوري وبالأخص مدينة اللاذقية ينسون نتائج الحرائق الكارثية منذ عامين والتي مازالت آثارها حتى اليوم ويفرحون لعدم تكرارها حتى الآن، لتأتي عاصفة صباح السبت في 26 من الشهر الجاري لتعصف باللاذقية وتخرب مالم تخربه عاصفة من قبل.

استفاق سكان اللاذقية وجبلة وأريافهما فجر السبت على أصوات رعد مخيفة وحركة رياح لم يشهدوا لها مثيلا. العاصفة التي أطلق عليها صيادو اللاذقية "عاصفة القيامة" لم تترك أمامها شيئاً سليماً لدرجة أنها قذفت بباخرة على الشاطئ. واليوم وبعد خمسة أيام على حدوثها يتفقد السكان أراضيهم وممتلكاتهم ليحاولوا إصلاح مايقدرون عليه.

عاصفة اللاذقية.. ضرر في الأراضي الزراعية

الضرر الأكبر كان في الأراضي الزراعية حيث أتلفت العاصفة معظم البيوت البلاستيكية في المحافظة وحتى المحاصيل ضمن هذه البيوت ما سيتعين على المزارعين إعادة بناء هذه البيوت وزرع محصول جديد يعوضهم الضرر الحاصل، وتبلغ كلفة "بكرة النايلون" الواحدة نحو مليون ونصف المليون ليرة سورية مع أجرة نقلها، وكل بيت بلاستيكي يحتاج لأكثر من بكرة وعليه فسيتكلف المزارع مليوني ليرة لإعادة بناء بيت بلاستيكي جديد وزراعته في حال كانت أعمدة الحديد سليمة غير متضررة، وأكثر المناطق ضرراً من ناحية البيوت البلاستيكية كانت منطقة صليب التركمان ورأس شمرا ممن يعتمدون على البيوت البلاستيكية في معيشتهم.

وتوزعت الأضرار الزراعية على العديد من المناطق الساحلية القريبة من البحر حيث تبين أن مركز المناطق المتضررة كان في ريف اللاذقية والمدينة نفسها فحصلت هجرة للنحل في مزارع تربيته عدا تضرر وتخريب عدد من الخلايا وتم الإبلاغ عن نفوق 15 رأس غنم ضمن حظيرة صغيرة في عين الشرقية التابعة لمدينة جبلة.

وتساقطت ثمار أشجار الإجاص بنسبة كبيرة وثمار الزيتون والليمون وأشجار الجوز، وتكسرت بعض أشجار الحمضيات نتيجة سقوط مصدّات الرياح عليها مايعني خراب محصول هذه المناطق للعام القادم، إضافة إلى تساقط ثمار الإجاص واللوزيات والفواكه واقتلاع الأشجار الكبيرة والمعمرة وتضرر مساحات من الخضار المزروعة. وهذا سيكلف كل أرض ما لايقل عن مليون ليرة ربح هذا الموسم وأضعاف هذا الرقم لإعادة تهيئة الشجر من جديد في حال بقيت الأشجار ولم يتم اقتلاعها بفعل العاصفة

عاصفة "القيامة" تخلف أضرارا في الممتلكات الخاصة

وتضررت أكثر من 70 سيارة خاصة و500 شجرة أرصفة و 35 لوحة طرقية وحصل سقوط إحدى الأشجار ضمن مطعم قرب المدينة الرياضية تسبب باحتجاز ما يقارب 150 شخصاً بسبب انهيار جزء من سقف المطعم إضافة لانهيار في "تراس الشط" الموجود في نادي الضباط.

وحصلت أضرار بالمنشآت السياحية اقتصرت على الماديات خاصة القريبة من البحر، وتعرضت أغلب البيوت القريبة من البحر خاصة في الشاطئ الأزرق والدراسات ووادي قنديل وراس شمرا لتكسّر واجهات زجاجية وتؤدي إلى انهيار أسقف مستعارة وسقوط ألواح الطاقة الشمسية وتجهيزاتها وتحطم مظلات وكبائن وشيزلونات واقتلاع بعض الأشجار وسقوطها على السيارات، مايعني أن كل منزل تعرض لمثل هذا التخريب سيتكلف بما لايقل عن ثلاثة ملايين ليرة سورية لإصلاح واجهات الزجاج والألمنيوم فقط عدا كلفة الطاقة الشمسية التي تقدر أقل قيمة لها بـ 5 ملايين ليرة سورية.

وحتى اليوم تعاني القرى والمناطق المتضررة من هذه العاصفة من مشكلات في التيار الكهربائي، فقد سقطت أعمدة توتر عالٍ وأعمدة إنارة وتخربت أسلاك نقل كهرباء عدا شبكة الاتصالات التي تخربت بالكامل في بعض المناطق وبحسب أهالي المنطقة يتم العمل من قبل مجالس البلديات والكهرباء والبريد على إصلاحها وهذا الشيء الوحيد الذي لن يضطر المواطن السوري لدفعه.

ويبدو أن هذه العاصفة أتت لتزيد مأساة السوريين مأساة أخرى، حيث لم يتم تعويضهم بالأضرار لأن متضرري الحرائق حتى اليوم لم يعوضوا، ويتخوف السوريون من عاصفة جديدة بحسب الإشاعات وتنبؤات حالة الطقس الذي لم يعد أحد قادراً على التنبؤ به بعد التغيرات المناخية العالمية الجديدة.