icon
التغطية الحية

صربيا.. ما حظوظ "نسور البلقان" في مونديال قطر؟

2022.11.12 | 07:00 دمشق

منتخب صربيا
خاضت صربيا خلال تصفيات المونديال ثماني مباريات فازت في ست وتعادلت في اثنتين من دون أي هزيمة
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

لم يكن نجم منتخب البرازيل السابق "ريكاردو كاكا"، يمزح حين قال قبل أيام إن صربيا ستكون أحد المرشحين للفوز بمونديال قطر، فهو يجد أن هذا المنتخب لديه الإمكانيات اللازمة للذهاب بعيداً في كأس العالم، وهل تكون صربيا "الحصان الأسود" الذي سيفاجئ الجميع في مونديال قطر؟

شاركت صربيا الملقبة "بنسور البلقان"، 13 مرة في كأس العالم تحت أربع مسميات، حيث شاركت سبع مرات بالمونديال تحت اسم يوغسلافيا الاشتراكية، ومرة واحدة باسم جمهورية يوغسلافيا.

كان الإنجاز الصربي الأهم والأكبر في كأس العالم، هو التأهل لنصف النهائي مرتين، تحت اسم يوغوسلافيا، وذلك عاميّ 1930 و 1962.

في مونديال 2006 لعبت باسم "صربيا ومونتينغرو"، وفي مونديال جنوب أفريقيا 2010 بدأت تشارك في كأس العالم رسمياً باسمها الحالي (صربيا)، بعد الانفصال عن جمهورية مونتينيغرو (الجبل الأسود) في أيار 2006.

كسر عقدة دور المجموعات

غاب "نسور البلقان" عن كأس العالم 2014 في البرازيل، لكنهم عادوا للظهور مجدداً في مونديال روسيا، لكن المشاركات الثلاث لصربيا في المونديال باسمها الحالي، خرجت خلالها من دور المجموعات، الذي تحوّل لعقدة تسعى لفكها في مونديال قطر.

رغم أن صربيا في تاريخها الحديث، لم تشارك أبداً في بطولة أمم أوروبا، وخرجت من الدور الأول في المرات الثلاث التي شاركت بها في كأس العالم، لكن يبدو أن الصرب قرروا نفض غبار الخيبة والظهور بوجهٍ جديد في مونديال قطر.

"نسور البلقان" فجّروا مفاجأة مدوّية في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2022، بعدما انتزعوا صدارة المجموعة من البرتغال بفارق ثلاث نقاط.

المنتخب الصربي خاض خلال التصفيات المؤهلة لمونديال قطر ثماني مباريات، حقق الفوز في ستٍ منها، وتعادل في اثنتين، من دون أن يتعرّض لأي هزيمة.

نجوم مميزون

يتميّز المنتخب الصربي بالأداء الجماعي، الذي يقدمه لاعبون يمتلكون مستوياتٍ مميزة في الدوريات الأوروبية الكبرى.

المهاجم دوسان فلاهوفيتش، سيكون من الأوراق المهمة في كتيبة المنتخب الصربي، فهو هدّاف يوفنتوس الإيطالي هذا الموسم بستة أهداف، ويعتبر لاعبا قناصا يتمتع بالسرعة والمهارات الفنية.

كذلك يمتلك "نسور البلقان" جوهرة ثمينة هي، سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، نجم لاتسيو الإيطالي، وأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم حالياً، إضافةً إلى فيليب كوستيتش الجناح المميز في صفوف يوفنتوس.

كما يُعوّل عشاق صربيا على ألكساندر ميتروفيتش، مهاجم فولهام الإنجليزي، والهداف التاريخي للمنتخب برصيد 50 هدفاً، إلى جانب المخضرم دوسان تاديتش قائد المنتخب ونادي أياكس الهولندي، ولوكا يوفيتش مهاجم أينتراخت فرانكفورت ولاعب ريال مدريد سابقاً.

سر التفوق

ربما يندهش البعض من سر هذا التفوق الذي حققه المنتخب الصربي خلال الفترة الأخيرة، والذي أثمر عن التأهل المباشر لمونديال قطر.

لا نبالغ إذا قلنا إن المدرب دراغان ستويكوفيتش، صاحب الفضل الأول في هذا التفوق، رغم استلامه دفة القيادة قبل عام ونصف فقط، خلفاً للمدرب ليوبيشا تومباكوفيتش، الذي أقيل من منصبه عقب فشل صربيا بالتأهل ليورو 2020.

صربيا

خلال فترة قصيرة نجح المدرب دراغان في النهوض بنسور البلقان، وجعلهم بين كبار القارة الأوروبية، والأهم من ذلك قادهم إلى كأس العالم في صدارة المجموعة، متفوقاً على البرتغال بقيادة رونالدو، كما ارتقى مع صربيا إلى المستوى الأول في دوري الأمم الأوروبية.

حقق دراغان أرقاما مبهرة مع صربيا، ففي مبارياته الـ20 فاز في 13 مواجهة، وتعادل 4 مرات، وخسر في 3 مباريات فقط، 2 منها في اللقاءات الودية (اليابان والدانمارك)، وواحدة في دوري الأمم (النرويج).

يعتمد أسلوب المدرب دراغان على مبدأ الاحتفاظ بالكرة والضغط في ملعب الخصم، من خلال الاعتماد على مهارات بعض اللاعبين القادرين على شنّ مرتدات سريعة، والذين استطاعوا تسجيل 18 هدفاً في التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر.

التأهل من بوابة سويسرا

وقع منتخب صربيا في قرعة كأس العالم 2022 ضمن المجموعة السابعة، إلى جانب البرازيل، سويسرا، والكاميرون، وستكون أولى المواجهات أمام راقصي السامبا المرشح الأول للفوز بكأس العالم.

المواجهة أمام السيليساو البرازيلي ستكون صعبة جداً في ظل امتلاكه نجوما كبارا، وفي حال حقق الصرب أي نتيجة إيجابية، فسيكون طريقهم سالكاً بسهولة إلى الدور الثاني، وسيؤكدون للجميع أنهم الحصان الأسود فعلاً في البطولة.

في حال خسر "نسور البلقان" أمام البرازيل وهو احتمال وارد جداً، فإن فرصهم في التأهل ستبقى قائمة، حيث سيلعبون في المباراة الثانية ضد الكاميرون، وتبدو صربيا الأقرب للفوز، لسببين: الأول أنها تمتلك نجوما بمهاراتٍ عالية، والثاني أن مستوى الكاميرون مؤخراً لا يُبشر بالخير.

المباراة الثالثة في المجموعة ستكون مواجهة كسر عظم بين سويسرا وصربيا، وغالباً سيتنافسان على حسم البطاقة الثانية، ومن خلال متابعتي لمستوى المنتخبين وأسلوب لعبهما، فإني أرشح صربيا للتأهل إلى دور الـ 16 برفقة المنتخب البرازيلي المتصدر.

قمة الثأر

في حال تأهلت صربيا إلى الدور الثاني، فإنها غالباً ستواجه منتخب البرتغال، في مواجهة تفوح منها رائحة الثأر من قبل رفاق كريستيانو رونالدو.

منتخب صربيا هزم نظيره البرتغالي على أرضه وبين جماهيره، في مباراة كان فيها زملاء رونالدو بحاجة إلى التعادل فقط للتأهل، لكن هدف ألكسندر ميتروفيتش في الدقيقة 90 منح صربيا تذكرة السفر إلى قطر.

رونالدو يتوعد بالثأر من صربيا لسببين الأول: أنه سجّل هدفاً خلال التصفيات في مرمى صربيا، لكن الحكم ألغاه رغم تجاوز الكرة خط المرمى بشكلٍ واضح، وكان هذا القرار الخاطئ سبباً في حرمان البرتغال من التأهل المباشر.

السبب الثاني أن صربيا كادت أن تحرم رونالدو من فرصة التأهل لكأس العالم الذي يعتبر الأخير له، لأن البرتغال اضطرت للدخول في الملحق الأوروبي المحفوف بالمخاطر، لكن لحسن الحظ استطاع رفاق كريستيانو خطف بطاقة التأهل.

منتخب صربيا

المواجهة تبدو متكافئة بين المنتخبين، وصربيا لها حظوظ في بلوغ الدور ربع النهائي كحال البرتغال، التي لديها نوع من التخبط في المستوى، ولكن الحافز لدى البرتغال ورونالدو شخصياً بحصد اللقب الأول في تاريخهم، قد يمنحها دافعا كبيرا للإطاحة بصربيا.

أياً كانت نتيجة المواجهة بين صربيا والبرتغال، فلا شك أن تأهل نسور البلقان إلى الدور الثاني إن حصل سيكون بحد ذاته إنجازا للكرة الصربية، التي فشلت في النسخ الثلاث السابقة في تجاوز هذا الدور، ولو استطاعت الإطاحة بالبرتغال فستدخل التاريخ من أوسع الأبواب، وسيبقى اسمها يتردّد لسنواتٍ وسنوات.