icon
التغطية الحية

حضور مشرّف أم مجرد نزهة.. ما حظوظ العرب في مونديال قطر؟

2022.05.11 | 06:48 دمشق

whatsapp_image_2022-05-10_at_10.19.40_pm.jpeg
إقامة كأس العالم في بلدٍ عربي يعطي الجماهير حافزاً كبيراً للتفاؤل بمنتخباتها - AP
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

تستعد أربعة منتخبات عربية للمشاركة في مونديال قطر 2022، وكلّها أمل أن تترك بصمةً واضحةً في كأس العالم وتقدّم حضوراً مشرفاً، وأن لا تكون هذه البطولة العريقة مجرد نزهةٍ وإثبات حضور.

كان العرب على موعد مع فرصةٍ ذهبية، لكتابة تاريخٍ جديد في مونديال قطر، الذي كان من المحتمل أن يشهد مشاركة قياسية للعرب بوجود سبعة من ممثليها في كأس العالم.

لكن وما نيل المطالب بالتمني، حيث نجحت أربعة منتخبات فقط في التأهل (قطر، السعودية، المغرب، تونس)، وفشلت مصر والجزائر بالتأهل في الرمق الأخير، بينما ما زالت الإمارات تمتلك فرصةً في بلوغ المونديال، لكن حظوظها في التأهل تبدو صعبةً جداً.

إقامة كأس العالم في بلدٍ عربي (قطر)، يعطي الجماهير العربية حافزاً كبيراً للتفاؤل بمنتخباتها، كونها ستلعب في أجواءٍ اعتادت عليها، من حيث الطقس والجغرافيا والملاعب والتقاليد.

أضف إلى ذلك الدعم الجماهيري الكبير الذي ستحظى به المنتخبات العربية، بحكم التقارب الجغرافي، ما يخلق الحافز لدى تلك المنتخبات لتقديم مستوياتٍ كبيرة، والوصول إلى أدوارٍ متقدمة.

"قطر" الأوفر حظاً

بعد سحب قرعة كأس العالم مطلع الشهر الماضي، يبدو أن قطر قد تكون الأوفر حظاً بين المنتخبات العربية في التأهل الى الدور الثاني على الأقل.

ترجيح كفة المنتخب القطري في التأهل على حساب باقي المنتخبات العربية، يعود إلى عدة عوامل، أبرزها أن المجموعة الأولى التي توجد فيها قطر، تعتبر مقبولة نوعاً ما، مقارنةً مع المنتخبات التي وقعت معها باقي الفرق العربية.

ما يعزّز حظوظ قطر في تقديم مستوياتٍ مبهرة أنها تستعد لهذه اللحظة منذ 12 عاماً حين فازت بشرف تنظيم المونديال، ووضعت خطة تطويرٍ كرويةٍ رائعة، بالاعتماد على أكاديمية "أسباير" التي تعد أحد أسباب تطور العديد من اللاعبين الذين نشؤوا فيها.

واجهت قطر على مدار السنوات الماضية، خصوماً كبارا من خلال مشاركتها في مسابقاتٍ وديةٍ ورسمية، بينها "كوبا أميركا" في 2019، وتصفيات أوروبا المؤهلة للمونديال، والكأس الذهبية لمنتخبات أميركا الشمالية والوسطى، وكأس العرب.

إضافةً إلى أن "العنابي" أحرز كأس أمم آسيا في 2019 للمرة الأولى في تاريخه، وكل تلك المشاركات منحته خبرةً كبيرة، وساهمت في تحسين مستوى لاعبيه.

 

Qatar-World-Cup-Fox-sked.jpg

 

تمتلك قطر فرصة ذهبية لخطف البطاقة الثانية المؤهلة لدور الـ 16، وسيدخل "العنابي" المباراة الأولى له، وهو في قمة الحماس على أرضه وأمام جماهيره، ما يعطيه دفعاً أكبر للتغلب على الإكوادور رابع أميركا الجنوبية، والذي يبدو في متناول قطر، خاصةً أنها تغلبت عليه ودياً 4-3 في 2018.

في حال فازت قطر على الإكوادور، فإنها ستكون قد قطعت شوطاً طويلاً نحو التأهل للدور القادم، ما يعني أن فوزها على السنغال سيضمن لها التأهل مباشرةً، حتى لو خسرت في المباراة الأخيرة أمام هولندا.

لكن مواجهة السنغال لن تكون سهلة أمام القطريين، فالمنتخب السنغالي حصد لقب كأس الأمم الأفريقية الأخير، ويضم في صفوفه نجوما كبارا أمثال (ماني وميندي وكوليبالي).

لو حققت قطر تعادلا وفوزا في أول مباراتين قد تتأهل أيضاً، أو ربما تحتاج لتعادل فقط أمام هولندا، وهو أمر في المتناول أيضاً، فهولندا اليوم ليست منتخب الطواحين المرعب في الماضي (وصيفة كأس العالم ثلاث مرات)، خاصةً أنها فشلت في التأهل لمونديال روسيا الماضي وتراجع مستواها كثيراً.

التاريخ قد يقف كذلك إلى جانب قطر، ففي جميع نسخ كأس العالم الماضية، نجح أصحاب الأرض في العبور للدور الثاني على الأقل، عدا جنوب أفريقيا التي خرجت من الدور الأول، رغم أنها كانت مستضيفة كأس العالم 2010.

"المغرب" الأمل في الفرصة الأخيرة

يأتي المنتخب المغربي في المرتبة الثانية بين المنتخبات العربية، من حيث حظوظ بلوغ دور المجموعات، "فأسود الأطلس" لديهم خبرة في كأس العالم كونهم يشاركون فيه للمرة السادسة في تاريخهم، وكانوا أول منتخب عربي يتجاوز دور المجموعات عام 1986.

المغرب تواجه في أولى مبارياتها كرواتيا، التي تأهلت للمونديال بعد تصدّر مجموعتها الثامنة، عقب صراع لآخر جولة مع روسيا، ورغم أن كرواتيا كانت وصيفة بطل العالم 2018، إلا أن مستواها تراجع كثيراً خلال الفترة الماضية، ما يعني أن المغرب قادرة على خطف تعادل على الأقل.

 

DIPVUZMJ6JGP5GAMWKUNJZXNXQ.jpg

 

"أسود الأطلس" يلتقون في ثاني مواجهاتهم بلجيكا، التي فقدت صدارة التصنيف العالمي، وتراجع أداء نجومها الأساسيين (لوكاكو وهازارد)، إضافةً إلى ضعف المدافعين بحكم تقدمهم في السن، ما يعطي المغرب فرصة لخطف التعادل.

في حال حصد منتخب المغرب نقطة واحدة فقط من أول مباراتين، تبقى حظوظه قائمة بالتأهل، لو استطاع الفوز على كندا التي تخوض مشاركتها الأولى في كأس العالم منذ 1986، وليس في تشكيلتها نجوم كبار، أي أن أمل المغرب سيكون معلّقاً على الفرصة الأخيرة.

"تونس" البداية نكون أو لا نكون

يمتلك المنتخب التونسي حظوظاً أقل من قطر والمغرب في تجاوز دور المجموعات، علماً أنه لم يسبق له أن تأهل إلى دور الـ 16 خلال مشاركاته الخمس السابقة في كأس العالم.

"نسور قرطاج" وقعوا ضمن مجموعةٍ صعبة، حيث يصطدمون بحامل اللقب المنتخب الفرنسي، والذي يعتبر أبرز المرشحين للفوز بمونديال قطر، وبالتالي من الصعب لتونس أن تكسب أي نقطة أمام "الديوك الفرنسية".

إذاً لتستطيع تونس التأهل أمامها مباراتان مصيريتان، الأولى أمام الدنمارك والتي وصلت إلى نصف نهائي «يورو 2020»، وتطور مستواها في السنوات الأخيرة.

تحتاج تونس لتقديم مستوى كبير في أولى مبارياتها أمام الدنمارك، كي تستطيع الفوز أو الخروج بالتعادل على الأقل، والخسارة في هذه المواجهة يعني غالباً توديع النسور للبطولة، كونها ستخسر بنسبة كبيرة أمام فرنسا.

أما المباراة المصيرية الثانية لتونس، فستكون أمام واحد من المنتخبات الثلاثة (الإمارات أو أستراليا أو البيرو) التي مازالت تخوض الملحق المؤهل، وهنا ستكون فرصة تونس الذهبية لتحقيق الفوز وخطف التأهل للمرة الأولى إلى الدور الثاني.

رغم امتلاك تونس فرصة في التأهل، لكن المهمة تبدو صعبة للغاية، ليس بسبب قوة المنافسين فحسب، بل لأن "نسور قرطاج" يعد أقل المنتخبات العربية من ناحية جودة اللاعبين، سواء كانوا من المحترفين أو المحليين.

"السعودية" والمهمة المستحيلة

رغم المستويات المميزة التي قدمها المنتخب السعودي في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، وتأهله كمتصدر للمجموعة متفوقاً على اليابان وأستراليا، لكنه يعتبر أقل حظاً بين المنتخبات العربية في تجاوز دور المجموعات.

تدني حظوظ السعودية في التأهل تعود إلى قوة المجموعة التي وقعت فيها، حيث تصطدم في أولى مبارياتها بالمنتخب الأرجنتيني أحد أقوى المرشحين للفوز بكأس العالم، والفائز بلقب كوبا أميركا 2021، ويضم في صفوفه ميسي أفضل لاعب في العالم.

وسيكون الأخضر السعودي مطالبا بالخروج بأقل الخسائر أمام التانغو، وعدم تكرار النتيجة القاسية أمام ألمانيا في مونديال 98 حين خسروا 8-0.

 

worldcup0.jpg

 

السعودية ستصطدم في ثاني مواجهاتها بالمنتخب البولندي القوي، والذي يلعب في صفوفه "ليفاندوفيسكي" أفضل هدافي العالم، وسيكون من الصعب عليها الخروج بنتيجة إيجابية، إلا إذا حصلت معجزة.

أما آخر مواجهات السعودية ستكون أمام المكسيك، التي تعتبر من المنتخبات المرشحة للتأهل عن هذه المجموعة، فهي تحتل التصنيف التاسع عالمياً، وتمكنت من تجاوز دور المجموعات في آخر سبع نسخ، ما يعني أن الأخضر السعودي قد يخرج من المونديال خالي الوفاض بلا أي نقطة.