icon
التغطية الحية

"الطواحين الهولندية".. رحلة جديدة لفك النحس في مونديال قطر

2022.08.27 | 14:35 دمشق

المنتخب الهولندي
هل تستطيع الطواحين الهولندية "فك النحس" في مونديال قطر والفوز باللقب الأول في تاريخها؟
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

"المنتخب المنحوس".. هكذا تُعرف هولندا في الوسط الكروي، كيف لا وقد وصلت إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات وفشلت في تحقيق اللقب، فهل تستطيع الطواحين الهولندية "فك النحس" في مونديال قطر والفوز باللقب الأول في تاريخها؟

رغم وصول المنتخب الهولندي إلى نهائي كأس العالم في أعوام 1974 و1978 و2010، فإنه عجز عن رفع كأس الذهب، في حين احتل المركز الثالث عام 2014، والمركز الرابع عام 1998.

المنتخب الهولندي
المنتخب الهولندي

عقدة النهائيات

هولندا في النسخ الثلاث التي وصلت فيها إلى النهائي، وحتى في نسخة 2014 التي حققت فيها المركز الثالث، كانت المنتخب الأفضل، وضمّت في صفوفها كبار النجوم، وأبرزهم الأسطورة "يوهان كرويف"، ورغم ذلك لم تحقق المونديال، وأصبحت تُعرف "بالمنتخب الأفضل الذي لم يفز بكأس العالم".

لم يتوقف النحس على كأس العالم فقط، بل وصلت هولندا كذلك إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية في 2019، وفشلت في تحقيق اللقب أمام البرتغال، وأصبح لديها عقدة من النهائيات.

جماهير هولندا تعبت من الانتظار، وتأمل أن يتمكن منتخبها من الفوز بكأس العالم في قطر، وهنا لا بد أن نطرح سؤالاً بعيداً عن العواطف، هل تمتلك الطواحين الهولندية المقومات التي تجعلها مرشحةً للفوز بالمونديال هذا العام؟

المنتخب الهولندي
منتخب هولندا

عقب الأداء المبهر الذي قدمته هولندا في مونديال 2010، والذي تمكنت خلاله من تحقيق الوصافة، بدأ مستواها بالتراجع، حيث خرجت من دور المجموعات في بطولة أمم أوروبا 2012.

مستوى هولندا تحسّن مجدداً في كأس العالم 2014، حيث توّجت بالميدالية البرونزية، عقب فوزها على منتخب البرازيل أصحاب الأرض بثلاثية نظيفة.

بعد صحوة 2014، توقفت الطواحين الهولندية عن الدوران نهائياً، حيث فشلت في التأهل لبطولة أمم أوروبا 2016، ثم جاءت الضربة الموجعة والتي تمثلت في الفشل كذلك بالتأهل لكأس العالم في روسيا 2018.

الطواحين الهولندية عادت للدوران مجدداً بعد سبعة أعوام من التوقف، حيث نجحت في التأهل ليورو 2020، لكن سرعان ما تعطلت في منتصف الطريق، حيث خرجت من الدور الثاني على يد التشيك في مفاجأةٍ مدوية.

عودة إلى الحياة

تأرجُح مستوى هولندا المستمر، دفع الاتحاد الهولندي إلى إقالة المدرب فرانك دي بور، وتعيين المخضرم لويس فان خال لقيادة المنتخب.

فان خال استطاع إعادة الطواحين الهولندية للحياة من جديد، حيث نجح في قيادة المنتخب لبلوغ مونديال قطر، وحقق معهم صدارة المجموعة الثالثة في النسخة الحالية من دوري الأمم الأوروبية.

المدرب فان خال يمتلك خبرة طويلة في عالم التدريب، ويدرب حالياً المنتخب الهولندي للمرة الثالثة في تاريخه، ولذا يعلم جيداً نقاط ضعف وقوة المنتخب، ما يجعله قادراً على الإقلاع بالطواحين الهولندية بعيداً في المونديال.

تدخل هولندا إلى مونديال قطر، بمنتخب شاب يلعب عناصره في أفضل الدوريات الأوروبية، وشعارها الأول "كسر عناد المونديال".

التشكيلة التي اختارها فان خال بعد تسلمه دفة القيادة قبل عام، أبلت بلاءً حسناً في الطريق إلى مونديال قطر، حيث تصدّرت المجموعة السابعة بـ23 نقطة و33 هدفاً، مع 7 انتصارات وتعادلين.

نجوم شابة

في تشكيلة هولندا نجوم شابة على مختلف الخطوط، ففي الهجوم يوجد ممفيس ديباي مهاجم برشلونة، والذي اختير بوصفه أفضل لاعب شاب في 2015 على الساحة الأوروبية، ويتمتع بقدرة على المناورة والتسديد من بعيد.

في الوسط كذلك يوجد الشاب فرانكي دي يونج لاعب برشلونة، والذي تتصارع عليه كبرى الأندية الإنجليزية، ولديه قدرة فائقة على ربط خطيّ الدفاع بالهجوم.

دفاع هولندا يجمع الخبرة بالشباب، حيث يوجد ماتيس دي ليخت (23 سنة)، الذي أصبح أول مدافع يفوز بجائزة الفتى الذهبي في 2018 مع نادي أياكس.

إلى جانبه يقف المدافع الخبير فيرجل فان دايك (31 سنة)، الجدار المنيع لنادي ليفربول، وأفضل لاعب في أوروبا لعام 2019.

نقاط ضعف

رغم امتلاك هولندا نجوماً شابة لديهم مهارات فنية وسرعات عالية، لكن قائمة المنتخب جميعاً، لا تزخر بالأسماء المرعبة التي اعتاد عشاق المنتخب الهولندي على مشاهدتها طوال عقود من الزمن، أمثال (كرويف، فان باستن، فان نيستلروي، شنايدر، روبن، فان بيرسي وغيرهم).

تراجُع مستوى الأندية الكبيرة في هولندا، مثل آيندهوفن وأياكس وفينورد، هي نقطة ضعف تدعو للقلق، حيث كانت تشارك بقوة في أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، لكنها تراجعت كثيراً، ولم تعد تلك الأندية تسهم في إخراج جيل جديد يكون قادراً على تمثيل هولندا في المحافل الدولية.

المنتخب الهولندي
منتخب هولندا وألمانيا

عدم الاستقرار الفني في السنوات الأخيرة عامل سلبي آخر؛ فالمنتخب شهد الكثير من التغييرات على مستوى المدربين، ما أثر سلباً على مسيرته، وكان آخرها الفشل في التأهل إلى مونديال 2018.

حين ننظر إلى باقي المنتخبات الكبرى، مثل فرنسا والبرازيل وإسبانيا والأرجنتين، نجد أن مدربيهم يقودون المنتخب منذ أربع سنوات على الأقل.

أما مدرب هولندا الحالي فتسلم قيادة المنتخب قبل عام فقط، وهذا قد يؤثر على حالة الانسجام والتفاهم بين المدرب واللاعبين، فأي مدرب في العالم يحتاج لوقت كافٍ حتى يستطيع إيجاد التوليفة الأفضل.

بداية سهلة

رحلة المنتخب الهولندي نحو الفوز بكأس العالم، تبدو سهلة في بدايتها، حيث وقع في مجموعة ليست معقدة.

هولندا ستواجه ضمن المجموعة الأولى، كلاً من السنغال والأكوادور وقطر على التوالي، وهي منتخبات متوسطة المستوى وليست من العيار الثقيل.

إذا لم تحصل أي مفاجآت، تبدو الطواحين الهولندية الأقرب لخطف صدارة المجموعة والتأهل للدور الثاني.

هولندا قد تواجه في دور الـ 16 غالباً منتخب ويلز، الذي تأهل بشق الأنفس من بوابة الملحق إلى كأس العالم، ولذا فالكفة ترجح لصالح لاعبي المدرب فان خال لبلوغ الدور ربع النهائي.

توقف في منتصف الطريق

إذا سارت الأمور وفق المنطق، فالمنتخب الهولندي سيكون على موعد مع مواجهة نارية أمام الأرجنتين.

هولندا ستدخل المباراة ولديها حافز كبير للثأر من الأرجنتين، التي حرمتها من الفوز بمونديال 1978، وأطاحت بها من المربع الذهبي في مونديال 2014، ومنعتها من الوصول إلى النهائي الرابع في تاريخها.

من خلال مقارنة مستوى المنتخبين والأسماء المشاركة لديهما، نجد أن الكفة تميل لصالح رفاق ميسي للتأهل للمربع الذهبي.

إذاً يبدو أن الطواحين الهولندية قد تتوقف مجدداً عن الدوران في منتصف الطريق، ولن يُكتب لها في هذا المونديال أيضاً التتويج باللقب، فما زالت بحاجةٍ للعمل الشاق وتطوير نفسها كثيراً، من أجل تحقيق حلمها التاريخي بالظفر بكأس العالم.