icon
التغطية الحية

مونديال قطر.. هل تعيد إسبانيا أمجاد جيل الذهب قبل عشر سنوات؟

2022.08.12 | 09:34 دمشق

منتخب إسبانيا في كأس العالم
تتفوق إسبانيا على كرواتيا من حيث القدرة البدنية والفنية ما يجعلها الأقرب لبلوغ الدور ربع النهائي
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

ثلاثة أشهر تفصلنا على انطلاق مونديال قطر، أكبر حدثٍ رياضي في العالم، ما يجعل كل المنتخبات المشاركة تطمح للظفر بهذا اللقب، وعلى رأسها إسبانيا، التي تحلم بإعادة أمجاد الجيل الذهبي والتتويج بالمونديال للمرة الثانية في تاريخها، فهل تنجح في ذلك؟. 

قبل عشر سنوات وصل المنتخب الإسباني إلى قمة المجد، بعدما استطاع لاعبوه صناعة التاريخ وتحقيق أقوى ثلاثية متتالية، حين فازوا بلقبيّ اليورو (2008-2012) وكأس العالم (2010).

بعد تلك الحقبة الذهبية انهار مستوى الماتادور الإسباني، لدرجة أن أبطال العالم واليورو، خرجوا من دور المجموعات في مونديال 2014.

تحسّن مستوى المنتخب الإسباني قليلاً في يورو 2016، حيث نجح في تجاوز دور المجموعات كثاني المجموعة، لكنه خرج من الدور الثاني على يد إيطاليا.

إسبانيا 2010
منتخب إسبانيا في كأس العالم 2010

في مونديال روسيا، استمر أداء إسبانيا بالتأرجّح، حيث تصدرت مجموعتها، لكنها تلقت صفعةً قوية وغير متوقعة، بعدما خرجت من دور الـ 16 أمام المنتخب الروسي المتواضع.

بصمة إنريكي مع إسبانيا

زادت حالة الاستياء والاحتقان لدى عشاق المنتخب الإسباني بسبب تراجع مستواه، بعد الأداء المبهر الذي قدمه بين عاميّ 2008-2012، ما دفع الاتحاد الإسباني إلى تعيين لويس إنريكي مدرباً للمنتخب عقب الإقصاء من مونديال روسيا.

إنريكي استطاع إعادة الماتادور الإسباني إلى السكة الصحيحة تدريجياً، حيث نجح المنتخب في بلوغ نصف نهائي يورو 2020، وخرج بصعوبة أمام إيطاليا بركلات الترجيح.

استمر مستوى إسبانيا بالتطور، حيث استطاعت التأهل إلى كأس العالم في قطر مباشرةً، بعدما قدمت أداءً مميزاً في التصفيات، ما جعل عشاق الماتادور الإسباني يتفاءلون بقدرة منتخب بلادهم على الفوز بالمونديال القادم.

بصمة إنريكي كانت واضحة، واستطاع تغيير شكل ومنظومة وأداء المنتخب عبر الأفكار التي وضعها، حيث سعى لتطبيق أسلوب "التيكي تاكا" في اللعب، والذي استخدمه خلال تدريب فريقه السابق برشلونة.

يعتمد أسلوب "التيكي تاكا" الذي يستخدمه إنريكي مع "اللاروخا"، على الاستحواذ على الكرة لفترة طويلة، مع الاعتماد على تنفيذ التمريرات القصيرة السريعة لاختراق خطوط دفاع الفريق الآخر، والتحرك المنظم بدون كرة.

من النقاط الإيجابية التي تُحسب للمدرب إنريكي، أنه ضم إلى صفوف المنتخب لاعبين شباب يمتلكون سرعات ومهارات عالية، ولديهم القدرة على اختراق دفاعات الخصم، واللعب لفتراتٍ طويلة دون انخفاض لياقتهم البدنية.

espana in word word cup 2010
فوز المنتخب الإسباني في كأس العالم 2010

انسجام عالٍ في المنتخب الإسباني

المميز في منتخب إسبانيا أنه يضم عدداً من اللاعبين المميزين الذين يلعبون معاً في صفوف برشلونة، وأبرزهم فاتي وبيدري وجافي وبوسكيتس وبيكي وألبا وغارسيا وألونسو.

ما يعني أننا قد نشاهد ثمانية لاعبين من نادٍ واحد يلعبون معاً بشكلٍ أساسي ضمن المنتخب، وهذا يخلق حالة من الانسجام والتفاهم العالي بين اللاعبين.

الماتادور الإسباني يتمتع كذلك بالقدرة على بناء الهجمات السريعة، بسبب اعتماده على لاعبين شبان، إضافةً إلى مهارة افتكاك الكرة في أرض الخصم وتشكيل خطورة على المرمى.

خط الوسط أحد نقاط القوة لدى إسبانيا، فهو مزيج بين عناصر الخبرة مثل كوكي وبوسكيتس، والمواهب الشابة مثل رودري، بيدري، يورنتي، جافي، وسولير، وفي عالم كرة القدم من يمتلك الوسط يمتلك المباراة.

أمور تدعو للقلق

رغم النقاط الإيجابية التي يتمتع بها المنتخب الإسباني، إلا أنه يعاني من بعض نقاط الضعف التي تثير القلق.

الدفاع يعتبر أحد مشكلات منتخب لاروخا، ففي كثير من المباريات لاحظنا وجود مساحات فارغة في الخطوط الخلفية، بسبب سوء تمركز المدافعين، ما يمنح مهاجمي الخصم فرصة تشكيل خطورة على المرمى وتسجيل الأهداف.

المدرب إنريكي لديه تحيّز للاعبي برشلونة على حساب لاعبي ريال مدريد، كونه كان مدرباً للبارسا، ما جعل ذلك ينعكس على قراراته في انتقاء اللاعبين ضمن تشكيلة المنتخب.

تعصّب إنريكي ضد لاعبي الريال، وصل إلى درجة عدم استدعائه أي لاعب من الفريق الملكي في يورو 2020، رغم وجود لاعبين مميزين، أمثال ناتشو وراموس واسينسيو وكارفخال وسيبايوس.

وبالنظر لآخر قائمة استدعاها إنريكي للمشاركة في فترة التوقف الدولي الشهر الماضي، نلاحظ وجود تسعة لاعبين من برشلونة، مقابل لاعب واحد فقط من الريال.

من نقاط الضعف لدى منتخب لاروخا أيضاً، هي رعونة بعض المهاجمين، وافتقادهم للمسة الأخيرة، وهذا ما تكرر أكثر من مرة مع ألفارو موراتا وفيران توريس.

المنتخب الإسباني
هدف انيستا القاتل على هولندا في نهائي كأس العالم 2010

سيناريو متوقع

إسبانيا وقعت ضمن مجموعة ليست سهلة، حيث يوجد منتخب عنيد سيُسبّب لها القلق والإزعاج، ألا وهو المنتخب الألماني، ثاني أكثر الفرق تتويجاً بكأس العالم (4 مرات).

كذلك يوجد في المجموعة المنتخب الياباني، الذي يعتبر من أقوى فرق آسيا، ففي مونديال روسيا الماضي، تأهل للدور الثاني، وكاد الكومبيوتر الياباني أن يتجاوز بلجيكا أفضل منتخبات العالم، لولا انهياره في اللحظات الأخيرة.

ضمن مجموعة إسبانيا هناك منتخب كوستاريكا، والذي كان آخر المتأهلين لمونديال قطر.

في ضوء فرق المجموعة، يبدو أن لاعبي المدرب إنريكي، الأقرب لحسم صدارة المجموعة والتأهل للدور الثاني، فمنتخب ألمانيا ما يزال يمر بفترة تعافٍ، ولم يستعد كامل مستواه، ومن المرجّح أن يتأهل كوصيف للمجموعة.

الماتادور الإسباني سيواجه غالباً في دور الـ 16 منتخب كرواتيا، وعلى الورق تبدو المواجهة صعبة أمام الإسبان، كونهم سيواجهون وصيف بطل النسخة الماضية.

لكن عملياً المنتخب الكرواتي فقد الكثير من قوته بعد مونديال روسيا، ما يعني أن إسبانيا التي تتفوق من حيث القدرة البدنية والفنية، هي الأقرب لبلوغ الدور ربع النهائي.

نهاية المشوار

إذا سارت الأمور بلا مفاجآت ووفق المتوقع والمنطق، فمن المحتمل أن تصطدم إسبانيا في ربع نهائي مونديال قطر بالعملاق البرازيلي، في مواجهةٍ من العيار الثقيل.

منتخب البرازيل يعتبر المرشح الأول للفوز بكأس العالم، ويضم كوكبةً من النجوم تشكل قوةً ضاربةً ترعب أي منتخب.

السيليساو كان أول المتأهلين لمونديال قطر عن قارة أميركا الجنوبية، وأنهى التصفيات في الصدارة برصيد 45 نقطة وبلا أي خسارة.

قوة البرازيل تكمن في كل الخطوط، خاصةً على الأطراف في ظل وجود الجناحين السريعين فينيسيوس ورافينيا، وقادرين على تشكيل خطر على إسبانيا التي تعاني على مستوى الدفاع.

في ظل المؤشرات السابقة يبدو أن مشوار إسبانيا سينتهي في الدور ربع النهائي، وسيتبدّد حلمها على يد البرازيل، وسيكون عليها الانتظار حتى مونديال 2026، على أمل تحقيق حلمٍ طال انتظاره.