icon
التغطية الحية

هل تدور الماكينات الألمانية مجدداً في مونديال قطر؟

2022.07.30 | 15:03 دمشق

منتخب ألمانيا
يستمد المنتخب الألماني قوته من بايرن ميونخ فاذا كان النادي في أوج عطائه يكون "المانشافت" في أفضل المستويات
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

ثمانُ سنواتٍ مضت على آخر تتويجٍ لألمانيا بكأس العالم، وبعدها بدأ عطاء الماكينات الألمانية يتراجع، لدرجة أنها توقفت عن العمل في مونديال روسيا، واستمرت بالسبات في يورو 2020، فهل تدور الماكينات الألمانية مجدداً في قطر، أم أنها بحاجة لقطع تبديلٍ جديدة؟

آخر بطولات المنتخب الألماني كانت في 2017، حيث فاز حينذاك بكأس القارات على حساب تشيلي.

بعد ذلك التاريخ دخلت ألمانيا بفترةٍ من التراجع، فرغم مشاركتها في مونديال روسيا وهي بطلة العالم، لكنها خرجت مبكراً من الباب الضيّق وهي في ذيل المجموعة.

كما أن منتخب المانشافات لم يستفق من صدمة مونديال روسيا، حيث تذيل ترتيب مجموعته في دوري الأمم الأوروبية موسم 2018-2019.

واستمر أداء ألمانيا بالانخفاض، حيث دخلت يورو 2020 بمستوى متوسط، وتأهلت بشق الأنفس للدور الثاني، لكن سرعان ما غادرت البطولة أيضاً أمام إنكلترا.

وانهيار مستوى ألمانيا دق ناقوس الخطر، ليسارع الاتحاد الألماني إلى إقالة المدرب يواكيم لوف، ويقوم بتعيين مدرب بايرن ميونخ هانزي فليك بعد انتهاء يورو 2020.

 

منتخب ألمانيا

 

"الفرس من الفارس"

لا شك أن المدرب فليك له الفضل الأول في إعادة ألمانيا إلى السكة الصحيحة، حيث استعادت هيبتها وبريقها في التصفيات، وكانت أول دولة في العالم تتأهل إلى مونديال قطر.

يتمتع المدرب فليك بشخصية قوية قادرة على ضبط المنتخب وفرض أفكاره على أرض الملعب، عكس المدرب السابق لوف، الذي فشل في ضبط اللاعبين، وأدخل المنتخب بحالة من الفوضى وتذبذب المستوى.

كما يقال "الفرس من الفارس"، وبالتالي فإن امتلاك المنتخب الألماني مدرب محنّك مثل فليك، سيكون علامة فارقة، كيف لا وهذا المدرب قاد بايرن ميونخ إلى تحقيق سداسية تاريخية قبل عامين.

 

المنتخب الألماني

 

عامل الخبرة أحد أوراق القوة بيد ألمانيا، فهي بطلة العالم أربع مرات، وتأهلت للنهائيات للمرة العشرين في تاريخها، وتحتل المركز الثاني في عدد مرات التأهل أو الفوز بكأس العالم بعد البرازيل.

الماكينات الألمانية إذا دارت فلا أحد يوقفها، وخير مثال على ذلك ما فعلته في نصف نهائي كأس العالم 2014، حيث دمرت ألمانيا حينذاك البرازيل وهزمتها بسبعة أهدافٍ على أرضها وأمام جماهيرها.

ويمتاز المنتخب الألماني بالسرعة والشراسة وعدم اليأس، وإذا كان اللاعبون في يومهم، فإنهم قادرون على تحقيق نتائج عريضة، وليس مجرد الفوز بأي نتيجة.

نقص الوقود البافاري

قوة المنتخب الألماني يستمدها بشكلٍ كبير من قوة بايرن ميونخ، فإذا كان النادي البافاري في أوج عطائه، يكون "المانشافت" في أفضل المستويات.

نادي بايرن ميونخ يعتبر واجهة ألمانيا على صعيد الأندية، واعتمد المدربون على مدار عقودٍ من الزمن في انتقاء تشكيلتهم بشكلٍ كبير على لاعبي البايرن.

لكن المدرب الحالي فليك قلّص اعتماده على النادي البافاري، بعد تراجع مستوى الفريق، وأصبحت نسبة اللاعبين البافاريين في المنتخب لا تتجاوز 20%، بعدما كانت تصل إلى 60% في النسخ السابقة من كأس العالم.

 

منتخب ألمانيا

 

لا شك أن نقص الوقود البافاري، قد يُعطّل الماكينات الألمانية، أو لا يجعلها تعمل بكامل طاقتها.

اعتاد عشاق ألمانيا على مشاهدة لاعبين من العيار الثقيل في صفوف منتخبهم، لكن جودة اللاعبين الموجودين حالياً، لا ترفع سقف الطموحات لدى متابعيه.

 

المنتخب الألماني

 

ضعف في كل الخطوط

الماكينات الألمانية تفتقر لرأس حربة مثالي، ورغم أن المدرب فليك يجدد الثقة دائماً بالمهاجم تيمو فيرنر، إلا أن الأخير يعاني من تذبذب في المستوى، وفقد مقعده الأساسي في صفوف ناديه تشيلسي.

الدفاع لا يعطي الضمانات اللازمة دائماً، لاسيما على الأطراف، حيث فشل أي ظهير في فرض نفسه حتى الآن.

لطالما كان توني كروس، مصدر الأمان والعطاء في خط وسط المنتخب الألماني، لكنه فقد بريقه هذا الموسم مع ريال مدريد، ما يعني أن تراجع مستواه سينعكس على أدائه مع منتخب بلاده.

الحارس الألماني مانويل نوير، الذي لطالما كان حامي عرين المنتخب، فقد كثيرا من قوته، وزادت أخطاؤه في الآونة الأخيرة، وبات مصدر قلق خاصةً في ظل عدم وجود دفاع قوي يساند الحارس.

مشوار قصير

وقعت ألمانيا في مجموعة صعبة، حيث ستواجه في المباراة الافتتاحية منتخب اليابان العنيد، والذي يعتبر مرعب الفرق الآسيوية، ويوجد دائماً في المونديال.

المهمة الأصعب أمام ألمانيا ستكون في ثاني مبارياتها ضد إسبانيا، التي تطور مستواها كثيراً تحت قيادة المدرب لويس انريكي، وتعد من المرشحين للفوز بكأس العالم.

أما ثالث مواجهات الألمان ستكون أمام كوستاريكا، وتبدو مباراة سهلة نسبياً، وفرصة لتصحيح أي عثرات قد تحصل في مواجهتي اليابان وإسبانيا.

المواجهة المباشرة بين إسبانيا وألمانيا، هي من ستحدد متصدر المجموعة، ويبدو الماتادور الأقرب لخطف الصدارة، على حساب الماكينات الألمانية التي على الأغلب ستتأهل لدور الـ 16 كثاني المجموعة السادسة.

منتخب المانشافات سيصطدم غالباً في الدور الثاني، بمتصدر المجموعة السابعة منتخب بلجيكا، وستكون مباراة صعبة ومعقدة للغاية سيخوضها لاعبو المدرب فليك.

بلجيكا ثاني أفضل منتخب في العالم، وحصدت المركز الثالث في مونديال روسيا، وتمتلك في صفوفها نجوما كبارا، وتبدو الأقرب للإطاحة بالألمان.

اذاً مسيرة ألمانيا في مونديال قطر من المتوقع أن تكون قصيرة، ولن تذهب بعيداً كما عودتنا في أغلب نسخ العالم، وبحسب اعتراف المدرب فليك، فالطريق ما زال طويلاً أمام الماكينات الألمانية للعودة إلى أعلى مستوى على الصعيد العالمي.