icon
التغطية الحية

مونديال قطر.. هل يصيح الديك الفرنسي مجدداً؟

2022.06.25 | 17:12 دمشق

photo_2022-06-25_15-58-44_2.jpg
يصنّف المراقبون فرنسا ضمن قائمة أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

"هل نعيش فرحةً جديدة في قطر بعد فرحة التتويج بمونديال روسيا، أم نسقط ضحية لعنة البطل" سؤال يدور كثيراً في أذهان عشاق المنتخب الفرنسي، مع اقتراب انطلاق كأس العالم.

خمسة أشهر فقط تفصلنا عن مونديال قطر، والذي سيقام في الحادي والعشرين من تشرين الثاني المقبل.

كلما اقترب المونديال، يكبر معه الحلم أكثر لدى عشاق "الديك الفرنسي"، الذين يأملون أن يحتفظ منتخب بلادهم باللقب.

 

37307_RUS20180715SOCCERFINAL_1531676128397.jpeg
فرنسا بطلة كأس العالم في العام 2018

 

جيل ذهبي

يصنّف المراقبون فرنسا ضمن قائمة أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم، وطبعاً هذا الترشيح لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة عدة نقاط قوة تمنح المنتخب الفرنسي علو الكعب على باقي المنتخبات المشاركة.

فرنسا بطلة نسختي 1998 و2018، وتشارك للمرة الـ 16 في كأس العالم، ما يعني أنها تمتلك خبرة طويلة في هذه البطولة العريقة.

تضم فرنسا في صفوفها جيلاً ذهبياً لن يتكرر، ويلعبون مع أفضل الأندية الأوروبية، وكان لهم الدور الحاسم في الفوز بمونديال روسيا الأخير.

كريم بنزيما سيكون الورقة الرابحة لمنتخب بلاده في مونديال قطر، حيث يعتبر مرشحاً فوق العادة للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم.

غاب بنزيما عن المونديال الماضي بسبب الاستبعاد، ما يعني أن مشاركته في مونديال قطر ستقدم إضافةً كبيرة للمنتخب الفرنسي، تضاف إلى قائمة الفريق المدجّجة بالنجوم.

نجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي، أحد أبرز النجوم الذين يُعوّل عليهم المدرب ديديه ديشامب، لقيادة خط هجوم الديوك، رفقة بنزيما وجريزمان وديمبيلي، والاحتفاظ باللقب.

قوة المنتخب الفرنسي لا تقتصر على خط الهجوم فقط، بل على كامل الخطوط، ففي الوسط يوجد كل من بوجبا، كومان، تشواميني، كانتي، وثيو هيرنانديز.

وفي الدفاع يوجد كذلك نجوم كبار وعلى رأسهم، فاران، كوندي، كوناتي، لوكاس هيرنانديز، كيمبيمبي، وبافارد، ومن خلفهم الحارس العملاق هوجو لوريس.

الاستقرار الفني الذي يعيشه المنتخب الفرنسي، يعتبر كذلك أحد نقاط القوة لديه، فالمدرب ديشامب يقود دفة المنتخب منذ عشر سنوات، وهذا ساعده في التواصل الذهني والنفسي بشكلٍ مثالي مع لاعبيه، وأعطاه الفرصة لضم لاعبين شباب والعمل على تطويرهم.

ويمتلك المنتخب الفرنسي أفضل معدل سرعات، من بين اللاعبين المشاركين في المونديال، وعلى رأسهم مبابي وديمبلي وكومان.

 

photo_2022-06-25_15-58-43 (2).jpg

الطريق نحو الحلم

طريق فرنسا نحو الفوز بكأس العالم يبدأ من بوابة أستراليا، التي تأهلت مؤخراً لمونديال قطر على حساب البيرو.

المواجهة الافتتاحية "للديك الفرنسي" ضمن المجموعة الرابعة مع "الكنغر الأسترالي"، تبدو في متناول الفرنسيين، ولا سيما أن أستراليا عانت في التصفيات الآسيوية وفشلت في التأهل المباشر.

ثاني مواجهات فرنسا في دور المجموعات ستكون أمام الدنمارك، وتبدو هذه المواجهة الأصعب لرفاق بنزيما بين فرق مجموعتها.

الدنمارك وصلت إلى نصف نهائي «يورو 2020»، وتطور مستواها كثيراً في السنوات الأخيرة، ومن المحتمل أن تفرض التعادل على "الديك الفرنسي".

في حال تعادلت فرنسا أو تعرضت للخسارة أمام الدنمارك، ستكون مطالبةً بالفوز على تونس لضمان صدارة المجموعة، وهو ما ستحققه غالباً، نظراً لتواضع أداء "نسور قرطاج".

فرنسا بلا شك ستبلغ الدور الثاني وهي في صدارة المجموعة، ما يجعلها الأقرب لمواجهة المكسيك، التي تأهلت مباشرةً لكأس العالم عن قارة أميركا الشمالية بعد احتلالها المركز الثاني.

السرعات العالية التي يمتلكها لاعبو المنتخب الفرنسي، والفارق الكبير من حيث المهارة والخبرة عن المنتخب المكسيكي، يجعل الديوك الفرنسية الأقرب لبلوغ الدور ربع النهائي.

 

photo_2022-06-25_15-58-44.jpg

نقطة النهاية

من خلال تحليل طريق باقي المنتخبات، نجد أن فرنسا ستواجه غالباً في دور الثمانية إنكلترا، في لقاءٍ من العيار الثقيل.

منتخب "الأسود الثلاثة" يتفوق تاريخياً على "الديك الفرنسي"، حيث التقيا مسبقاً في 14 مواجهة، حقق خلالها المنتخب الإنجليزي الفوز في عشر مواجهات.

تحسّن مستوى إنكلترا كثيراً خلال السنوات الأربع الماضية، حيث حصدت المركز الرابع في مونديال روسيا، وكانت وصيف يورو 2020، وتأهلت لكأس العالم مباشرةً في صدارة مجموعتها.

في المقابل تراجع مستوى فرنسا بعد الفوز بكأس العالم، حيث خرجت في يورو 2020 من دور الـ 16، أمام سويسرا في مفاجأةٍ من العيار الثقيل.

"الديوك الفرنسية" قدّمت أيضاً أداءً هزيلاً مؤخراً في دوري الأمم الأوروبية، حيث تحتل حالياً المركز الأخير في المجموعة الأولى.

في ضوء هذا التحليل لمستوى المنتخبين، يبدو أن طريق فرنسا نحو لقب كأس العالم سينتهي على الأرجح في الدور ربع النهائي، وسيكون الإنكليز الأقرب لبلوغ المربع الذهبي في مونديال قطر.

 

photo_2022-06-25_15-58-43.jpg

لعنة البطل

رغم أن التتويج بكأس العالم هو إنجاز تاريخي لأي منتخب، لكن هذا الإنجاز سرعان ما يتحول إلى كابوس في المونديال التالي. 

من خلال قراءة تاريخ الفائزين بالمونديال، نلاحظ أن ستة من المنتخبات التي فازت بكأس العالم، خرجت من دور المجموعات في المونديال التالي، بدلاً من أن تكون رقماً صعباً وتحافظ على لقبها، أو تذهب بعيداً في البطولة.

لقب المونديال أصبح بمثابة لعنة على صاحبه، خاصةً في البطولات الأربع الأخيرة، وكانت آخر الضحايا ألمانيا التي حققت لقب مونديال 2014، ثم خرجت من الدور الأول في مونديال 2018.

إسبانيا تجرّعت من الكأس ذاته، حيث فازت بمونديال 2010، وتم إقصاؤها من دور المجموعات في كأس العالم 2014.

إيطاليا أيضاً أصابتها "لعنة البطل"، فبعد أن توّجت بلقب مونديال 2006، خرجت من الدور الأول في مونديال 2010.

فرنسا ذاقت هذه اللعنة، حيث حققت لقب مونديال 1998، ثم خرجت من الدور الأول في كأس العالم 2002.

ويخشى الفرنسيون أن تلاحقهم هذه اللعنة في مونديال قطر، ويتحوّل اللقب الذي حققوه في روسيا، إلى كابوس ويخرجون من دور المجموعات.

فهل تستمر هذه اللعنة فعلاً للمرة الخامسة على التوالي، أم يحطم "الديك الفرنسي" تلك اللعنة، ويصيح صيحة النصر مجدداً في قطر؟